وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الهروب .. لقد جاء قلمي من طريق آخر .. ليكتشف سر ديمومة الهمسة .. وأساس بقائها ..
نعم .. ونكتب أحيانا للألم ..
وتظل على لسانك لغة الألم
تمضي سنون
تحلم فيها أن يصغي إلى قلبك إنسان
وحين يحدث ذلك
يعتريك الخوف من فقدانه
وتفضل السكوت
حفاظا على بقائه
حرصا على وجوده
أملا بان يمنحك هذا صبرا على عنائك
وفيما بعد
تلتفت إليه ولا تراه أمامك كالعادة
تبحث عنه ولا تجد له أثرا
أترى عند ذلك تكفي الدموع
لا طبعا .. ففقدان من له مكانه مميزة في الوجدان .. لا تكفيه الدموع .. بل لا تكفيه الكلمات .. فالفقد كلمة تحمل في طياتها معانٍ كئيبة .. معان نتألم بتذكارها عندما تلوح في الأفق ..
إن ذواتنا هذه لا يمكن تبلورها إلا في مرايا الآخر .. لتنصهر في بوتقة الحب .. وإزاحة الألم .. حينها لا نستطيع أن نلغي ذلك الآخر .. أو نعيد إنتاجه من جديد على نحو يتفق مع رغباتنا .. وصراعنا الداخلي .. ليعلو في النهاية صوت الألم مرة أخرى .. فتتلاشى روح التجربة لاكتشاف حلم جديد يقف في طابور المآسي والألم ..
الهروب .. بوح أكثر من رائع .. وهمسة أكثر من أن نلقي عليها نظرات الإعجاب .. وخصوصا إذا كانت لغة الألم هي المتحدثة .. لتستمد بلاغتها من أجواء الصراع الداخلي .. إنها همسة تثير ذلك المارد القابع في ذواتنا ..