في الإجازة « الهروب إلى الفتن »

إن من أصول الدين وقواعده العظام « الفرار من الفتن » والابتعاد عن مواطنها ومواضعها ، وقد بوب البخاري في الصحيح: باب من الدين الفرار من الفتن .. وأخرج بسنده عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع به شعف الجبال يفر بدينه من الفتن ».

حينما قرأتُ الحديث وتأملتُ حروفه ،
استأذنت قلبي في أن أرسل خواطري عبر تلك الخطوط الجوية العربية ... فوافق ... فذهبت خواطري إلى مكاتب الحجز ، فرأيت شباباً في عمر الزهور من ( 15 ـ 25 ) وهم يرغبون في السفر إلى بلاد « فيها الفتن بجميع أنواعها » ...فقالت خواطري : عجباً لهم ولماذا الفرار إلى الفتن ... فقلت لها : لا تتعجبي وواصلي المسير ...

فذهبت خواطري إلى المطار الدولي فاندهشت وتألمت مما رأيت ... فماذا تظن أنها رأت ؟

لقد شاهدت فتياتنا وقد نزعن الحجاب ولبسن البنطال ووضعن المكياج ...

فصاحت خواطري وقالت : لماذا الفرار إلى الفتن ؟
فقلت لها : لا تعجبي وواصلي المسير .

فصعدت معهم الطائرة وحان وقت الصلاة ، ولكن لا حياة لمن تنادي ... ودخل وقت الصلاة الأخرى والركاب في غفلتهم هائمون بل والكثير منهم مع المجلات والجرائد والملهيات ...
فقالت خواطري : ولماذا الفرار إلى الفتن ؟
فقلت لها : لا تتعجبي وواصلي المسير ..

والآن والطائرة ستهبط في مطار تلك المدينة الجميلة وفعلاً هبطت بحمد الله ، ونزل الركاب ... واتجه كل مسافر إلى مكانه الذي يرغب السكن فيه ولكن ــ في الحقيقة كان الجو جميلاً والهواء عليلاً والمناظر الرائعة تأخذ بالقلوب ...
ولكن ــ كان هناك سواداً غريباً وغيوماً قادمة ورياحاً عاصفة تقترب من ذلك المكان ، بل والله إنها مستقرة فيه ..

إنها « الفتن ... والشهوات .. صور ماجنة في الطرقات .. نساء كاسيات عاريات في الشوارع والطرقات وفي الفنادق .. وعلى شواطئ البحار تجد هناك أروع وأعظم مظاهر التعري والإحلال »

ولا زالت سُحُـب الذنوب تغطي ذلك المكان ... ولا زال شبابنا في « سياحة » هناك ... ولما رأيتُ الأمر يزداد شدة .. اتصلت على خواطري وأمرتها بالرجوع ... فاستجابت لي واستقبلتها في « مطار الحزن » ... وقد لبست « ثياب الأسى » ولسان حالي وحالها « باب من الدين الفرار من الفتن »

.........
محبكم في الله سلطان العمري
ياله من دين