أما عن إجابة الأستاذة مها الجريس فكانت:
الدعوة إلى الله تعالى ليست أوامر ونواهي ومجموعة أقوال وإنما هي عمل وسلوك وأخلاق والداعية في بيته قدوة في الخير ومثال للتسامح والألفة وكم من تصرف بسيط كان سبباً لخير كثير، الوالدين والإخوة والأخوات أحوج ما يكونون لأخلاق الإسلام في التعامل معهم وهذا بحد ذاته خير معين لتقبل النصائح والأفكار والتوجيهات ، ومن المؤسف أن بعض الدعاة إلى الله تعالى ينقصهم حسن التعامل مع أهلهم وذويهم ناسين قوله صلى الله عليه و سلم ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) ، الصغار والكبار تجذبهم البسمة والتلطف والخدمة وقضاء الحاجات والمواساة وتلمس الهموم وهذه كلها بريد محبة ووئام بين القلوب، كذلك الهدية أثرها عظيم والكلمة الطيبة من أعظم الهدايا..
الثناء على المحسن وترك الجدال والعتاب على كل شيء من الأمور التي ينبغي التنبه لها ومن الأساليب الناجحة: أسلوب النصيحة غير المباشرة والقصة والإشارة إلى الخلل بأسلوب حكيم كل هذه من الأشياء تجعل النفوس تقبل الخير وتلتزم به، ومن تأمل سيرة المصلحين من السلف والخلف وجد العجائب من تلطفهم مع ذويهم بل حتى الخدم والفقراء من حولهم فهم لنا قدوة.
ومن أعظم يعين الداعية في الوصول إلى لقلوب من حوله والتأثير عليهم، تلمس حاجاتهم والاستماع لهم.
تكلمت الأستاذة رقية باكثير وقالت:
أفضل الطرق الدعوية هي الإنصات للآخر، والحوار المثمر، طول البال وسعة الصدر والصبر.
نعم نحن في المنزل بحاجة إلى أن يسمع كل واحد الآخر وأن يجعله يتنفس كلاما، وأن يحكي كل فرد من أفراد الأسرة لأبيه أو أمه أو إخوته نشاطاته وأعماله في المدرسة أو الكلية أو العمل وعن طموحاته ورغباته المستقبلية ، ومؤرقاته وهمومه وما يعانيه في داخل المنزل أو خارجه وهذه الطريقة من شأنها أن تساعد الداعية على تلمس أوجاع من يريد دعوته، ومعرفة طريقة تفكيره، والطريقة الجيدة لدعوته.
وأضافت إحدى الأخوات قائلة:
تعجبني جدا وجهة نظر الشيخ محمد حسين يعقوب في قضية التعامل مع الأهل في حالة عدم التزامهم الشيخ رأيه ألا ندخل في صراعات جانبية ونحن في بداية الطريق ولم تثبت أقدامنا فمن يدخل في صراعات من البداية فمن وجد نفسه غير مستقر لن يستطيع البدء بداية صحيحة، فلو طبقت الفتاة أسلوب التنفير في الدعوة ولم تكظم غيظها ستتعرض للدخول في نقاشات لا تقدر على مواجهتها فالأمر له فائدتين
(أسلوب دعوة ممتاز و كسبه في صفك أو اتقاء شرهم)
فعندما تبدأ الفتاة في طريق الالتزام يجب أن يشعر أهلها بتغيرها تماما للأفضل مثلا قبل الالتزام أكيد هناك نوع من العصبية ، مثلا تباطؤ في تنفيذ الأوامر والجدال ، وبعد الالتزام بالغي في برهم.
مثلا: جلستم للطعام ووجدت أن أبيك يريد ملح قبل أن يتكلم قومي مسرعة وأحضريه له وابتسمي وقولي تفضل يا أبي، ( أو) دخل وبيده أشياء ثقيلة قومي مسرعة وخذيها منه، قبلي يده ، قبلي رأسه إن تعاملت هكذا، سيحبون الالتزام الذي غيرك إلى هذا وسيأمرون بقية أخوتك بالسير على خطاك.
المصدر: ملحق الرائعات العدد العاشر
تم بحمد الله
نسأل الفائــدة للجميـــع