[GLOW="CC9966"]يقول الشيخ محمد الموسى - حفظه الله - عن حلم الشيخ ابن باز رحمه الله وسكينته :[/GLOW]

أما حلمه وسكينته فلا يكاد يصدق بها إلا من رآها بأم عينه لأنك إذا سمعت عنه ذلك ربما تظن أنه من نسج الخيال وما هو من نسج الخيال وإنما هو جبلة جبل عليها فريد دهره ونسيج وحده

[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]لأن حلمك حلم لا تكَلَّفُه ليس التكحل بالعينين كالكَحَل [/POEM]

…………………
……………….
………………

ومما يحضرني في ذلك أنه قبل سنتين كمن وفاة سماحته –رحمه الله – كان في الطائف وفي يوم

من الأيام جاء سماحته من الدوام قريبا من الساعة الثالثة إلا ربعا ولا يخفى عليك أنه قد قام في

آخر الليل للتهجد وأنه يجلس للدرس حتى الثامنة صباحا ثم يذهب للدوام ويقوم بما يقوم به من

الأعمال العظام فلما قدم من الدوام في ذلك اليوم دخل مجلسه فحيا الجموع التي كانت تأتي

كالعادة إليه وبدأت الأسئلة تترى والهاتف يستأنف رنينه وفي هذه الأثناء ، دخل على سماحته رجل

ثائر ومعه أوراق يطلب فيها شفاعة الشيخ ليحصل على مال ليتزوج فشرع الرجل يتكلم بصوت

مرتفع أزعج الحاضرين في المجلس فوجهه سماحة الشيخ بما يلزم وقال : اذهب إلى فلان

في بلدكم الفلاني واطلب منه أن يكتب لكم تزكية ويقوم باللازم ثم يرفعه إلينا ونحن نكمل اللازم

ونرفع إلى أحد المحسنين في شأنك . فقال الرجل : يا شيخ ارفعها إلى المسئول الفلاني – يعني

أحد المسئولين الكبار- . فقال سماحة الشيخ : ما يكون إلا خير ، فرفع الرجل صوته وأخذ يكرر : لا بد

أن ترفعها إلى فلان ، وما زال يردد

، ما زال الشيخ يلاطفه ويرفق به ، ويعده بالخير ، حتى إن الحاضرين تكدروا ، وبدأ الغضب من على

وجوههم
، بل أن بعضهم هم بإخراج الرجل ، ولكنهم تأدبوا بحضرة الشيخ ولم يرغبوا بالتقدم بين يديه ،

فقال الرجل : يا شيخ عمري يزيد على الخمسين ، وما عندي زوجة ، وما بقي من عمري إلا القليل

، فتبسم سماحة الشيخ ، وقال : يا ولدي إن شاء الله ستتزوج ، ويزيد عمرك إن شاء الله على

التسعين وسنعمل ما نستطيع في تلبية طلبك .


فما كان من ذاك الرجل الثائر المستوفز إلا أن تبلّجت أساريره ، وأقبل على سماحة الشيخ ، وأخذ

برأس الشيخ يقبله ويدعو له . : )

فلما هم بالإنصراف ودع الشيخ ، فقال سماحته : لا نسمح لك ، غداؤك معنا ، فقال : يا شيخ أنا

على موعد ،
فقال له الشيخ : هذا الهاتف اعتذر ، فما زال يحاول التخلص ، وما زال سماحة الشيخ يلح عليه بتناول

الغداء ، ولم يقبل من سماحته إلا بعد لأي وجهد .


حينئذ تعجب الحاضرون من تحمل الشيخ وأصبحت ترى الدهشة بادية على وجوههم ، فكأنه

أعطاهم درسا عمليا في فضل الحلم وحميد عاقبته .

انتهى من ص220

منقول .