الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية علي صالح طمبل

    علي صالح طمبل تقول:

    Arrow حتى أنت (قصة قصيرة)

    حتى أنت؟![1]


    سحب نفساً طويلاً من سيجارته ثم أخذ برهة قبل أن ينفث دخانها في استمتاع مصطنع وهو يتطلع إلى الدخان المتصاعد من فمه ليصبغ الغرفة بلون أقرب إلى الرمادي. وابتسم ابتسامة ساخرة وهو يتذكر ما يقوله بعض (الحمقى) عن التدخين وآثاره الضارة على متعاطيه، وحتى على مستنشقيه. يالهم من مدعين! إن خاله يدخن منذ ثلاثين سنة، ولم يسمع يوما أنه أصيب بأعراض السرطان، دعك من السرطان نفسه! بل إنه يكاد يجزم بأن خاله هذا أكثر صحة وأشد قوة من غير المدخنين أنفسهم؛ فهو قل أن يصاب بوعكة، وله من القوة ما يكفي لمصارعة عشرة رجال في آن واحد.

    منذ صغره كان لا يبغض شيئاً مثل بغضه للنصائح (الفارغة) والتوجيهات (الجوفاء)، لا يحب أن يرشده أحد إلى الصواب، أو يحذره من الخطأ.. اعتاد دائماً أن يشق طريقه بنفسه دون تدخل من أحد؛ لذا كان اختياره للسجائر نتيجة لقناعته الخاصة، وبمحض إرادته.

    وتناول سيجارة أخرى من علبته الفارهة، وأطلق سعلة قبل أن يتطلع إلى الدخان بشئ من الزهو. وتساءل في نفسه متهكماً: إذا كان كل من يدخن يصاب بالسرطان، فلماذا لم يصب به الكثيرون، وأولهم خاله؟! وإذا كان خطر التدخين كما يقولون، فلماذا نجد أن بعض الأطباء وطلاب كلية الطب يتعاطون التدخين؟! وعاد ليطلق سعلة أخرى أشد من الأولى! تباً لهذا السعال اللعين! لولاه وهذه الآلام التي تكتنف صدره أحياناً لاعتبر التدخين هو العلاج الناجع والحل النهائي لكل هموم البشر ومشاكلهم.

    وعاد ليسعل للمرة الثالثة، ولكن هذه المرة دون توقف، فاضطر لأن يغادر الغرفة وهو يمسك بفمه محاولاً كبح جماح السعال المتواصل. ودون أن يشعر أحس بنفسه يهرول خارج البيت وهو يكاد يختنق من نوبات السعال المتواصلة، ليشير إلى سيارة أجرة فيقول للسائق: إلى المستشفى بسرعة أرجوك!

    قال السائق ببرود:

    ـ لحظة.

    ثم أشعل سيجارة ونفث دخانها في السيارة، وحين التفت إلى الشخص الذي كان يجلس بجواره وجده قد فتح باب السيارة ليندفع خارجها ويقول:

    ـ حتى أنت أيها السائق؟!






    أبريل 2005م


    [1] نشرت بمجلة (صحتك) التي تصدر عن صندوق إعانة المرضى بالسودان العدد رقم (4) يوليو 2005م.
     
  2. الصورة الرمزية nasser 77

    nasser 77 تقول:

    افتراضي مشاركة: حتى أنت (قصة قصيرة)

    السلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته
    جزاكم الله خير ونفع بكم ورفع قدركم على هذه المشاركه الطيبه
     
  3. الصورة الرمزية DANIA

    DANIA تقول:

    افتراضي مشاركة: حتى أنت (قصة قصيرة)

    اخي الفاضل
    قصه جميله
    نفع الله بك

    [SIZE="5"][COLOR="Red"][FONT="Comic Sans MS"]
     
  4. الصورة الرمزية المشكاه

    المشكاه تقول:

    افتراضي

    [glint]علي صالح طمبل[/glint]
    باسم حروف الادب
    وقوافي الشعر ارحب بك
    بين دفتي ملتقانا المتواضع
    فيا مرحبا بمن وصل ** على الرؤوس في المقل
    قلوبنـــــا هي المحل ** وهي فســــــــيح المقعد
    ابداع ادبي راقي ليس لمثلي ان يعقب عليه
    ان القصة المعبرة والهادفه من اهم فروع الادب
    التي اضمحل سوقها
    واصبحت بضاعة مزجاه
    ***
    لايهتم بها الكثير
    وذلك لانتشار القصص التافهة
    التي لاتسمن ولاتغني من جوع
    ***
    ناهيك عن قصص قد تحمل افكارا
    هدامة تشارك مع معاول الهدم
    التي تشتكي منها امتنا العربية والاسلامية
    ***
    انه لفخر لملتقى الاحبة الادبي ان ينضم قلمك الموقر اليه
    وتسير حروف ابداعك في ركب الخير
    ***
    في طريق يقودنا باذن الله
    الى مستقبل ادبي مشرق
    تقبل اخلص الحب واصفاه
    من اخوك المشكاه






     
  5. الصورة الرمزية وائل محمد الشيخ نورالدين

    وائل محمد الشيخ نورالدين تقول:

    افتراضي رد: حتى أنت (قصة قصيرة)

    اخي وحبيبي الرائع علي طمبل لك التحية معطرة بالدعوات لك " وانت تحلق بنا في عليين,ولكم اسعدتني كتاباتك المشوقة في شتى ضروب الادب ايها الاديب الفنان المثقف , فعلي شاعر مجيد وناقد موضوعي يعشق للحد البعيد النقد البناء المثمر وهو ايضا كاتب قصصي قصصه تحكي عنه . لك التحية ولكل اهل القوافي .
    اللهم صلي على نور الانوار وخير الاخيار عدد الرمل والحصى وورق الاشجار
     
  6. الصورة الرمزية الفقيره إلى الله

    الفقيره إلى الله تقول:

    افتراضي رد: حتى أنت (قصة قصيرة)

    الله يعطيك الف عافيه

    قصه روعه