الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    Lightbulb انتظر .. لا تعترض .. !!




    انتظر .. لا تعترض .. !!


    أذكر أن محاضراً كان يتكلم عن فن الحوار ..
    فعرض شيئاً من قصة يوسف عليه السلام ..
    فلما وصل إلى قوله تعالى ( ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه ) ..
    جعل يتأمل في الحاضرين ثم سألهم :
    ودخل معه السجن فتيان ؟! أيهما دخل قبل الآخر .. يوسف أم الفتيان ؟
    فصاح أحدهم : يوسف ..
    فصاح آخر : لا .. لا .. الفتيان ..
    فانطلق ثالث : لا .. لا .. بل يوسف .. يوسف ..
    فاستذكى رابع وقال : دخلوا مع بعض !!
    وتكلم خامس .. وارتفع اللغط .. حتى ضاع الموضوع الأساسي ..
    ويبدو أن المحاضر قصد ذلك ..
    فجعل يتأمل وجوههم .. والوقت يمضي ..
    ثم ابتسم ابتسامة عريضة .. وأشار لهم بخفض الأصوات وقال :
    وما المشكلة !! دخل قبلهم أو دخلوا قبله !! هل تستحق المسألة كل هذا الخلاف ؟!
    فعلاً .. لو تأملت واقعنا لوجدنا أننا في أحيان كثيرة نكون ثقلاء على الآخرين بكثرة اعتراضنا .. على ما يقولون فيكون أحدهم متحمساً في قصة يحكيها .. ثم يفاجأ بمن يعترض ويفسد عليه متعة الحديث بالاعتراض على أشياء لا تؤثر في القصة شيئاً ..
    نعم .. لا تكن ثقيلاً تعترض على كل شيء ..
    أذكر أن أخي سعود لما كان طفلاً في السابعة .. دخل المسجد لصلاة العشاء .. ويبدو أنه كان مستعجلاً وتأخر الإمام في المجيء لإقامة الصلاة ..
    فلما ضاق بذلك ذرعاً توجه نحو المؤذن وكان شيخاً كبيراً ضعيف السمع ووقف خلفه ..
    ثم قبض على أنفه وقال محاولاً تغيير صوته : أقم الصلاة .. ثم ولى هارباً !!
    أما المؤذن فما كاد يسمع ذلك حتى تحرك ناهضاً ليقيم الصلاة .. فنبهه بعض المأمومين .. فجلس .. وجعل يتلفت مغضباً يتمنى رؤية الغلام لعقابه ..
    كان موقفاً طريفاً .. لكني لم أورده لطرافته ..
    وإنما لأني جلست بعدها في مجلس فذكر أحد الجالسين القصة وقال في أثنائها : وكان سعود مستعجلاً لأنه سيذهب إلى البحر مع أبيه _ مع العلم بأن الرياض في صحراء ولا تقع على ساحل بحر - ..
    فتحيرت هل أفسد عليه قصته وأعترض .. أم أن المعلومة غير مؤثرة في القصة فلا داعٍ للاعتراض واكتساب العداوات .. فآثرت الثاني وسكت ..

    وأحياناً قد تعترض على شيء أنت غير فاهمه أصلاً ..
    لعل له عذراً وأنت تلوم ..


    كان زياد لطيفاً حريصاً على نصح الناس ..
    وقف يوماً عند إشارة مرور فإذا به يسمع صوتاً عالياً لأغاني غربية .. تحير من أين هذا الصوت .. وأخذ يتلفت يبحث عن مصدره .. فإذا هو من السيارة المجاورة له ..
    وإذا صاحبها قد زاد صوت المذياع إلى أعلى درجاته .. حتى أسمع البعيد والقريب ..
    جعل صاحبي يضرب على منبه سيارته ..
    ويحاول أن ينبه ذاك الرجل إلى خفض صوت مذياعه ..
    لكن الرجل لا يلتفت ولا يرد .. يبدوا أنه لشدة انسجامه مع ما يسمع صار لا يدري عما حوله ..
    حاول زياد أن يتبين وجه السائق الذي أسدل غترته على جانبي وجهه .. وبعد جهد رآه فإذا لحيته تملأ وجهه !!
    ازداد العجب .. شخص بهذه الهيئة بدل أن يستمع إلى القرآن يستمع إلى الأغاني !! لا وبصوت عالٍ أيضاً !!
    أضاءت الإشارة خضراء .. ومشى الجميع ..
    أصرّ زياد على مناصحة الرجل فجعل يمشي وراءه .. وقف الرجل عند دكان .. ونزل ليشتري منه حاجة ..
    أوقف زياد سيارته وراءه وصار يتأمله وهو يمشي فإذا الثوب قصير .. واللحية تملأ عارضيه ..
    تسابقت إلى قلبه الوساوس .. أظنه نزل ليخرج الآن بعلبة سجائر !!
    خرج الرجل فإذا في يده مجلة إسلامية !!
    لم يصبر زياد .. وأخذ ينادي بلطف : يا أخي .. لو سمحت .. هيه ..
    لم يرد عليه الرجل ولم يلتفت ..

    رفع صوته : هيه .. هيه .. لو سمحت .. يا أخي .. اسمع ..
    وصل الرجل إلى سيارته وركبها .. ولم يلتفت ..
    نزل زياد وقد غضب وأقبل إليه .. وقال : يا أخي .. الله يهديك .. ما تسمع ..
    نظر الرجل إليه وابتسم وشغل سيارته .. فاشتغل المذياع مباشرة بصوت مزعج جداً ..
    فثار زياد .. وقال : يا أخي حرام عليك .. أزعجت الناس .. تريد تسمع الأغاني اسمعها لوحدك .. بدل ما تسمع قرآن تسمع أغانٍ ؟!
    فجعل الرجل يزيد ابتسامته .. والأغاني بأعلى صوت ..
    ثار زياد أكثر .. وجعل وجهه يحمرّ .. وصار يرفع صوته ليسمعه ..

    فلما رأى الرجل أن الأمر وصل إلى هذا الحد .. جعل يشير بيديه إلى أذنيه وينفضهما ..
    ثم أخرج دفتراً صغيراً من جيبه .. مكتوب على أول ورقة منه :
    أنا رجل أصم لا أسمع .. فضلاً اكتب ما تريد !!


    لمحة ..

    قال الله تعالى : " وكان الإنسان عجولاً "

    فانتبه لا تغلب عجلتك تؤدتك ..


    • • •


    المصدر : استمتع بحياتك .
    فضيلة الشيخ الدكتور : محمد بن عبد الرحمن العريفي .



    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..
     
  2. الصورة الرمزية جبل أحد

    جبل أحد تقول:

    افتراضي رد : انتظر .. لا تعترض .. !!

    كلام مهم ..

    أن لاننشغل بتوافه الأمور ..
    وأن لانستعجل بالحكم ...

    موضوع به فوائد كثيرة ...

    لا أريد أن استعجل في ذكر كل الفوائد .. فلعل مع كل قراءة فائدة جديدة ..

    جزيتم خيرً ..
    كثرة الكلام أكبر دليل على قلة العمل ..
    فلو كان هناك عمل لما أصبح لدينا وقت للكلام ..

    - جبل أحد
     
  3. الصورة الرمزية نزوف

    نزوف تقول:

    افتراضي رد : انتظر .. لا تعترض .. !!

    إلا أنَّ الكثير مِمّن يسمع ولكِنه أصم ..

    عموماً , موضوع رائع ونقل مُتميّز ..

    جزيتِ خيراً أختنا الفاضلة ( تـاج الوقـار )
    قال الإمامُ الشافِعِي :" لا سُرور يََعدِلُ صُحْبَة الإخِوَانْ , ولا غَـمَّ يَعـدِلُ فِرَاقـهُمْ "

     
  4. الصورة الرمزية RyaN

    RyaN تقول:

    افتراضي رد : انتظر .. لا تعترض .. !!

    موضوع مميز جداً
    وفيه العبر والفوائد الكثيرة
    ونتمنى من الجميع الإستفادة ..!!

    تحيتي وتقديري للجميع


    نبينا عليه الصلاة والسلام يخبرنا عن صنفين لم يراهم .
    لكننا في زمنهم الآن .. فإحذري أختاه !


    بعيد عن بيتي الثاني ( ملتقى الأحبة في الله ) لظروف خاصة وقدر المستطاع أحاول الدخول .
     
  5. الصورة الرمزية محب تراب مسرى نبينا

    محب تراب مسرى نبينا تقول:

    افتراضي رد : انتظر .. لا تعترض .. !!

    لو تأملت واقعنا لوجدنا أننا في أحيان كثيرة نكون ثقلاء على الآخرين بكثرة اعتراضنا .. على ما يقولون فيكون أحدهم متحمساً في قصة يحكيها .. ثم يفاجأ بمن يعترض ويفسد عليه متعة الحديث بالاعتراض على أشياء لا تؤثر في القصة شيئاً ..
    نعم .. لا تكن ثقيلاً تعترض على كل شيء ..

    لا تعترض على كل شيء حقا هذه مهمة ورائعة وفقكم الله لما كتبتم والحمد لله الذي عافانا وجزا الله أخينا زياد على نصحه للأخ والعي على نصحه فجزاه الله خيرا وكتب الله أجره وارجكم على كتابه هذا الموضوع الرائع
    شاهد فيديو من أجل جدة في ملتقى الصوتيات

    [flash=http://www.naqatube.com/vconfig-fe2778c7033739051072.swf]WIDTH=540 HEIGHT=439[/flash]
     
  6. الصورة الرمزية تاج الوقار

    تاج الوقار تقول:

    افتراضي رد : انتظر .. لا تعترض .. !!

    جبل احد ,أملي أن يرضى الله عني, أميرة الملتقى, مسك الختام, المهاجر أبو عبدالرحمن, البسمة الحزينة, بنت السنغال, RyaN, sa4fun, عاشق تراب مسرى نبينا, نزوف


    وجزاكم المولى خير الجزاء

    وشكراً على مروركم و تفاعلكم مع الموضوع

    وأسأل الله أن ينفع به من قرأه إنه قريب مجيب


    انتظروا القادم إن شاء الله ..

    تاج الوقار
    أيقنت أن الإرادة حياة .. والحياة إرادة ! يقول جل في علاه
    (( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن

    فأولئك كان سعيهم مشكورا ))
    جعلنا الله وإياكم ممن يملك إرادة ضخمة في الخير وللخير ..