المبـــــــــرجة المتســــــــــــولــــــــــة

تزدري النفوس التسول، إذا صاحبه ادعاء حاجة و تمظهر بالفقر وتشفق القلوب على المتسول إذا تيقنت حاجته، وتأنف النفوس الأبية الكريمة من السؤال وإن كانت محتاجة ...

وأسوأ التسول ما كان عن ظهر غنى، كان استجداء لمشاعر يفتقر إليها السائل، وأسوأ منه حينما يسأل المتسول من لا يستطيع الوفاء بمسألته .

إذا اتضح ذلك جليا ... أدركت المرأة التي تخرج من بيتها لتعرض مفاتنها على كل غاد ورائح لسان حالها يقول: نظرة لو تكرمتم، شفقة إن أحسنتم إنني أعلن لكم... إنني متسولة مشاعر وفقيرة عواطف ...

وتعلم أن أمامها رجلان:- رجل قد استغنى بالله وعف عما حرم الله عليه... ورجل لم يستغن بالله أطلق لبصره العنان ويمتد إلى مالا يحل له مثله كمثل لص يسرق المتاع...

والجرأة على محارم الله أعظم شناعة ومن بضاعته التطاول على الأعراض لا ينتظر منه أن يمنح الحب أو يخفض الجناح حنانا أو يعطف على محتاج بل غاية مرامه إشباع شهوة حاضرة لولا يعنيه من سيدفع ثمنها ...

أما من أغناها الله وأنفت من السؤال، ورأت أن من يتسول لإشباع مشاعره وعواطفه أحبط شأنا ممن يتسول طلبا للقمة والكساء ... وكانت هذه حالها فتكره كل عين تتطاول عليها وسارق العرض أشد جرما من سارق المال...

إذا..هل رأيت أمرا أشد بشاعة من تسول الحرة تستجدي المشاعر وتستدر العواطف.. إنه الاستجداء الرخيص بالغالي والنفيس ... وهو نفسها وعرضها ...

وقد قالت هند بنت عتبة – رضي الله عنها – "تموت الحرة ولا تأكل بثدييها" وصدق الأول حيث قال:
لا تحسبن المـوت مـوت البلى .... فإنمـا المـوت ســؤال الرجـال
كـــلاهمــا مـــــوت ولكــن ذا .... أفظـــع من ذاك لــذل الســؤال

منقول

لا تحسبن المـوت مـوت البلى .... فإنمـا المـوت ســؤال الرجـال
كـــلاهمــا مـــــوت ولكــن ذا .... أفظـــع من ذاك لــذل الســؤال

بارك الله فيكم

كلمات موفقة