بعد 5 سنوات..قاض بريطاني بارز: غزو العراق انتهاك خطير للقانون الدولي
الثلاثاء20 من ذو القعدة1429هـ 18-11-2008م


مفكرة الإسلام:وصف أحد أبرز القضاة في بريطانيا غزو العراق عام 2003 بأنه انتهاك خطير للقانون الدولي، واتهم لندن وواشنطن بالتصرف مثل "شرطي العالم".
وأكد اللورد بينجام القاضي المتقاعد، معارضته الشديدة لما ذهب إليه النائب العام البريطاني السابق اللورد جولدسميث من أن غزو العراق كان قانونياً.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، عن اللورد بينجام قوله: "لم يكن من الواضح أن العراق فشل في الاستجابة بصورة تبرر اللجوء إلى القوة".
وأضاف مخاطباً المعهد البريطاني للقانون الدولي والمقارن: "إذا لم أكن مخطئاً، فإن غزو العراق بواسطة الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى لم يكن مخوّلاً من مجلس الأمن ... وكان هناك بالطبع انتهاك خطير للقانون الدولي وحكم القانون".
وشدد على أن الحكومات ملزمة بالقانون الدولي مثلما هي مقيدة بقوانينها الديمقراطية.
وللتأكيد على ما ذهب إليه يقول بينجام: إن اللحظة التي تعامل فيها الدولة قواعد القانون الدولي على أنها ملزمة لغيرها وليس لها، هي اللحظة التي تخرق فيها القواعد التي أرسي بموجبها هذا القانون.
هذا، ويواصل حزبا المحافظين والديمقراطيين الأحرار ضغوطهم لإجراء تحقيق مستقل في الظروف التي أدت إلى غزو العراق عام 2003، لكن الحكومة تقول: إن التحقيق سيكون مضراً بينما لا تزال القوات البريطانية في العراق.
جدير بالذكر أن جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان تؤكد أن الإدارة الأمريكية برئاسة جورج بوش، وبمعاونة حليفها توني بلير ارتكبت واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية في التاريخ؛ بالإقدام على غزو العراق واحتلاله عسكريًا، وارتكاب المذابح ضد المدنيين الأبرياء، والعبث باستقرار منطقة الشرق الأوسط في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة.

بوش بالغ في تقييم المعلومات الاستخباراتية لغزو العراق
وفي شهر يونيو الماضي، انتهى تقرير أعدته إحدى لجان مجلس الشيوخ الأمريكي إلى أن الرئيس جورج بوش ومستشاريه بالغوا في تقييم المعلومات الاستخباراتية التي استغلت كمسوغ لاجتياح العراق عسكريًا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" وقتها: "بوش ومستشاروه تجاهلوا الاختلافات بين المعلومات الاستخباراتية حول برنامج التسلح العراقي والعلاقات المزعومة بين الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وتنظيم "القاعدة".
وقد نشر التقرير الذي يتكون من 170 صفحة بعد خلافات سياسية طويلة فيما يتعلق بإماطة اللثام عن المعلومات الحساسة التي جاءت فيه من عدمها.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير الذي أعدته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، يتطرق إلى التعامل مع تقارير الاستخبارات التي سبقت الحرب على العراق عام 2003 والتقديرات الخاطئة للمعلومات الواردة بها. ويتهم التقرير الرئيس بوش ونائبه ريتشارد تشيني وكوادر حكومية أخرى رفيعة المستوى بالمبالغة في تقدير التهديدات العراقية.