الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, محمد بن عبدالله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان أفضل الصلاة والتسليم, أما بعد:
..:من هم منكري السنة:..
هم جماعة نشأت في مصر ثم انتشرت في الهند وباكستان وغيرها من بلاد المسلمين
جعلت القرآن الكريم هو مصدر التشريع الوحيد
وأنكروا سنة رسول الله ولم يجعلوها من مصادر التشريع
وكذلك أنكروا باقي مصادر التشريع مثل الإجماع والقياس وأقوال السلف
ويسميهم بعض الناس بالقرآنيين
وفي رأيي أن هذه تسمية خاطئة
لأن القرآن منهم براء
..:سبب إتخاذهم هذا المنهج:..
لأنهم يرون أن القرآن قد تعهد الله بحفظه وأما باقي مصادر التشريع فيكون فيها الصحيح والخاطئ
لذلك جعلوا القرآن هو مصدر تشريعهم الوحيد
وأن السنة النبوية فيها خلاف على صحتها بين الفرق الإسلامية
لذلك تركوها وأنكروا الإستدلال بها
..:مؤسسها وأشهر من حمل هذا الفكر:..
لا يعرف لهذه الفرقة مؤسس
وأشهر من حمل هذا الفكر
1- عماد الدين الدباغ من السودان
2- أحمد صبحي منصور من مصر _يعتبر الزعيم الروحي لمنكري السنة في مصر وما حولها_
3- مصطفى كمال المهدوي من ليبيا
4- عبدالله السعيد المشتهري من مصر
5- علي حسن أوريث من ليبيا
6- محمد صالح بنور من الجزائر
7- أحمد خان من الهند
8- عبدالله جكرالوي من باكستان
9- أحمد الدين الأمرتسوي
10- غلام أحمد برويز
..:من أبرز معتقداتهم:..
1- أن القرآن هو مصدر التشريع الوحيد.
2- إنكارهم للسنة النبوية.
3- إعتقادهم أن النبي_صلى الله عليه وسلم_ ليس معصوم.
4- تسمية جميع الفرق الإسلامية بالأديان الأرضية.
5- يعتقدون أنه لا يوجد ناسخ ومنسوخ في الأحكام.
6- يرون حرية الإعتقاد وحرية من يبدل دينه.
7- لا يعاقبون من يرتكب المعاصي ويعتبرونها حرية شخصية.
8- يرون فصل الدين عن الدولة.
9- ينكرون عدالة الصحابة.
10- يرون أن الفتوحات الإسلامية هي ردة عن الإسلام.
..:الرد على إنكارهم السنة:..
هم جعلوا القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع
ومع ذلك أعرضوا عن الآيات التي تدعوا بالأخذ بسنة رسول الله_صلى الله عليه وسلم_
ومن هذه الآيات:
قال تعالى:{قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[آل عمران, 32]
وقال تعالى:{ومَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً}[النساء, 80]
وقال تعالى:{﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}[النساء, 59]
وقال تعالى:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران, 31]
وقال تعالى:{وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}[الأحزاب, 71]
قال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_(تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا، كتاب الله وسنتي)
وقال رسول الله_صلى الله عليه وسلم_(يوشك أن يقعد الرجل متكئاً على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا، وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله)
..:رأي علماء الإسلام في هذه الفرقة:..
قال ابن حزم الأندلسي:"ولو أن امرأ قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن، لكان كافرا بإجماع الأمة، ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل، وأخرى عند الفجر؛ لأن ذلك هو أقل ما يقع عليه اسم صلاة، ولا حد للأكثر في ذلك، وقائل هذا كافر مشرك حلال الدم والمال." [12] وقال الإمام الشاطبي: "والرابع أن الاقتصار على الكتاب رأى قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة إذ عولوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شئ فاطرحوا أحكام السنة فأداهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل الله"[الإحكام في أصول الأحكام, الجزء:2 صفحة:80]
وقال العلامة عبدالعزيز بن باز: "أما هؤلاء المتأخرون فجاءوا بداهية كبرى ومنكر عظيم وبلاء كبير ، ومصيبة عظمى حيث قالوا : إن السنة برمتها لا يحتج بها بالكلية لا من هنا ولا من هنا ، وطعنوا فيها وفي رواتها وفي كتبها ، وساروا على هذا النهج الوخيم وأعلنه كثيرا العقيد القذافي الرئيس الليبي المعروف فضل وأضل ، وهكذا جماعة في مصر ، وغير مصر قالوا هذه المقالة فضلوا وأضلوا وسموا أنفسهم بالقرآنيين ، وقد كذبوا وجهلوا ما قام به علماء السنة لأنهم لو عملوا بالقرآن لعظموا السنة وأخذوا بها ، ولكنهم جهلوا ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فضلوا وأضلوا"[السنة ومكانتها في الإسلام]
وقال الإمام الشاطبي: "أن الاقتصار على الكتاب رأى قوم لا خلاق لهم خارجين عن السنة إذ عولوا على ما بنيت عليه من أن الكتاب فيه بيان كل شئ فاطرحوا أحكام السنة فأداهم ذلك إلى الانخلاع عن الجماعة وتأويل القرآن على غير ما أنزل الله"[الموافقات في أصول الشريعة, الجزء:4 الصفحة:17]
وقال المفكر محمد أسد: "إن العمل بسنة رسول الله هو عمل على حفظ كيان الإسلام، وعلى تقدمه، وإن ترك السنّة هو انحلال الإسلام... لقد كانت السنّة الهيكل الحديدي الذي قام عليه صرح الإسلام، وإنك إذا أزلت هيكل بناء ما أفيدهشك بعدئذ أن يتقوض ذلك البناء كأنه بيت من ورق؟"[الإسلام على مفترق الطريق, صفحة:85]
هذا هو خلاصة مذهب منكري السنة
وإلا فالحديث عن بدعهم وضلالاتهم لا نهاية له
نسأل الله أن يهديهم للحق
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
أبو عكرمة الطائفي