المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع الصحابي الجليل عبدالله ابن عمر رضي الله عنه



ابو الهيثم
14 Feb 2005, 02:05 AM
وقفات مع الصحابي الجليل عبدالله ابن عمر رضي الله عنه


عن نافع قال كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه عز وجل.

قال نافع كان رقيقه قد عرفوا ذلك منه فربما شمر أحدهم فلزم المسجد فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه فيقول له أصحابه يا أبا عبد الرحمن والله ما بهم إلا أن يخدعوك فيقول ابن عمر فمن خدعنا بالله انخدعنا له.

قال نافع فلقد رأيتنا ذات عشية وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال فلما أعجبه سيره أباخه مكانه ثم نزل عنه فقال يا نافع انزعوا زمامه ورحله وجللوه وأشعروه وأدخلوه في البدن.

وعن سعيد بن أبي هلال أن عبد الله بن عمر نزل الجحفة وهو شاك فقال إني لأشتهي حيتانا فالتمسوا له فلم يجدوا إلا حوتا واحدا فأخذته امرأته صفية بنت أبي عبيد فصنعته ثم قربته إليه فأتى مسكين حتى وقف عليه فقال له ابن عمر خذه فقال أهله سبحان الله قد عنيتنا ومعنا زاد نعطيه فقال إن عبد الله يحبه.

وعن أبي بكر بن حفص قال لما اشتكى إبن عمر اشتهى حوتا فصنع له فلما وضع بين يديه جاء سائل فقال أعطوه الحوت فقالت امرأته نعطيه درهما فهو أنفع له من هذا واقض أنت شهوتك منه فقال شهوتي ما أريد.

وعن نافع عن ابن عمر أنه كان لا يعجبه شيء من ماله إلا خرج منه لله عز وجل قال وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين الفا قال وأعطاه ابن عامر مرتين ثلاثين ألفا قال فقال إبن عمر يا نافع إني أخاف أن تفتنني دراهم ابن عامر اذهب فأنت حر.

وكان لا يدمن اللحم شهرا إلا مسافرا أو رمضان قال وكان يمكث الشهر لا يذوق فيه مزعة لحم.

وعن ميمون بن مهران قال أتت ابن عمر اثنان وعشرون الف دينار في مجلس فلم يقم حتى فرقها.

وعن عاصم بن محمد عن أبيه قال أعطي ابن عمر بنافع عشرة آلاف أو الف دينار فقلت يا أبا عبد الرحمن فما تنظر أن تبيع قال فهلا ما هو خير من ذلك فهو حر لوجه الله عز وجل روى هذه الثلاثة أحاديث الإمام أحمد.

وعن أبي بكر بن حفص أن عبد الله بن عمر كان لا يأكل طعاما إلا وعلى خوانه يتيم رواه عبد الله بن أحمد.

وعن نافع قال ما مات ابن عمر حتى أعتق الف إنسان أو زاد.

وعنه قال أتي ابن عمر ببضعة وعشرين ألفا فما قام من مجلسه حتى أعطاها وزاد عليها قال ولم يزل يعطي حتى أنفذ ما كان عنده فجاءه بعض من كان يعطيه فاستقرض من بعض من كان أعطاه فأعطاه إياه.

وعنه قال كان يرسل إلى عبد الله بن عمر بالمال فيقبله ويقول لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله.

وعن أبي الوازع قال قلت لابن عمر لا يزال الناس بخير ما أبقاك الله لهم قال فغضب ثم قال إني لأحسبك عراقيا وما يدريك ما يغلق عليه ابن أمك بابه.

عن عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر اشتكى فاشتري له عنقود عنب بدرهم فجاء مسكين فقال أعطوه إياه فخالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم ثم جاء به إليه. فجاءه المسكين يسأل فقال أعطوه إليه ثم خالف إليه إنسان فاشتراه منه بدرهم فأراد أن يرجع فمنع ولو علم ابن عمر بذلك العنقود ما ذاقه.

وعن ميمون بن مهران أن امرأة ابن عمر عوتبت فيه فقيل لها ما تلطفين هذا الشيخ قالت فما أصنع لا نصنع له طعاما إلا دعا عليه من يأكله فأرسلت إلى قوم من المساكين كانوا يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأطعمتهم وقالت لهم لا تجلسوا بطريقه ثم جاء إلى بيته فقال أرسلوا إلى فلان وإلى فلان وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام وقالت إن دعاكم فلا تأتوه فقال ابن عمر أردتم أن لا أتعشى الليلة فلم يتعش تلك الليلة.

وعن حمزة بن عبد الله بن عمر قال لو أن طعاما كثيرا كان عند عبد الله بن عمر ما شبع منه بعد أن يجد له آكلا فدخل عليه ابن مطيع يعوده فرآه وقد نحل جسمه فقال لصفية ألا تلطفيه فلعله أن يرتد إليه جسمه تصنعين له طعاما قالت إنا لنفعل ذلك ولكنه لا يدع أحدا من أهله ولا من يحضره إلا دعاه عليه فكلمه أنت في ذلك فقال ابن مطيع يا أبا عبد الرحمن لو اتخذت طعاما فرجع إليك جسمك فقال إنه ليأتي علي ثمان سنين ما أشبع فيها شبعة واحدة أو قال لا أشبع فيها إلا شبعة واحدة فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمء حمار.

وعن عبد الله بن عدي وكان مولى لابن عمر أنه قدم من العراق فجاءه فسلم عليه فقال أهديت لك هدية قال وما هي قال جوارش قال وما جوارش قال يهضم الطعام قال ما ملأت بطني طعاما منذ أربعين سنة فما أصنع به.

وعن ميمون بن مهران أن رجلا من بني عبد الله بن عمر استكساه إزارا وقال قد تخرق إزاري فقال ارقع إزارك ثم ألبسه فكره الفتى ذلك فقال له عبد الله ويحك اتق الله ولا تكونن من القوم الذين يجعلون ما رزقهم الله عز وجل في بطونهم وعلى ظهورهم.

وعن سفيان قال أراد ابن عمر مرة الصدر من مكة فاتخذ له ابن صفوان سفرة من نقى وفالوذج وأخبصة وبعث بها إليه فأتي بها فلما نظر إليها بكى وقال ما هكذا كنا ما شبعت منذ أسلمت وأمر بها فقسمت على أهل الماء ودعا بسفرته وقال لا خير إلا فيما يبقى نفعه غدا.

وعن القاسم بن أبي بزة قال حدثني من سمع ابن عمر قرأ ويل للمطففين حتى بلغ يوم يقوم الناس لرب العالمين قال فبكى حتى حن وامتنع من قراءة ما بعد.

وعن البراء بن سليم قال سمعت نافعا يقول ما قرأ ابن عمر هاتين الآيتين قط من آخر سورة البقرة إلا بكى وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ثم يقول إن هذا لإحصاء شديد رواهما الإمام أحمد.

وعن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه قال جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه أعطه دينارا فلما انصرف قال له ابنه تقبل الله منك يا أبتاه فقال لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إلي من الموت أتدري ممن يتقبل إنما يتقبل الله من المتقين.

وعن مجاهد قال صحبت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه فكان يخدمني أكثر.

وعن وهيب أن ابن عمر رحمه الله باع جملا فقيل لو أمسكته فقال لقد كان موافقا ولكنه أذهب شعبة من قلبي فكرهت أن أشغل قلبي بشيء رواهما الإمام أحمد.

وعن محمد بن زيد أن أباه أخبره أن عبد الله بن عمر كان له مهراس فيه ماء فيصلي ما قدر له ثم يصير إلى الفراش فيغفي إعفاء الطير ثم يثب فيتوضأ ثم يصلي يفعل ذلك الليلة أربع مرار أو خمس مرار.

وعن نافع عن ابن عمر أنه كان يحي الليل صلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فأقول لا فيعاود الصلاة ثم يقول يا نافع أسحرنا فأقول نعم فيقعد ويستغفر ويدعو حتى يصبح وعنه عن ابن عمر أنه كان يحيى ما بين الظهر إلى العصر.

وعن طاوس قال ما رأيت مصليا كهيئة عبد الله بن عمر أشد استقبالا للكعبة بوجهه وكفيه وقدميه.

وعن عبد الله بن سبرة قال كان ابن عمر إذا أصبح قال اللهم اجعلني من أعظم عبادك نصيبا في كل خير تقسمه الغداة ونور تهدي به ورحمة تنشرها ورزق تبسطه وضر تكشفه وبلاء ترفعه وفتنة تصرفها وعن سمير الرياحي عن أبيه قال شرب عبد الله بن عمر ماء مبردا فبكي فاشتد بكاؤه فقيل له ما يبكيك فقال ذكرت آية في كتاب الله عز وجل وحيل بينهم وبين ما يشتهون فعرفت أن أهل النار لا يشتهون شيئا شهوتهم الماء وقد قال الله عز وجل أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله.

وعن جابر بن عبد الله قال ما أدركنا أحدا أو قال ما رأينا أحدا إلا قد مالت به الدنيا أو مال بها إلا عبد الله بن عمر.

وعن نافع قال كان ابن عمر إذا قرأ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله بكى حتى يغلبه البكاء.

وعن مجاهد عن ابن عمر قال لا يصيب عبد شيئا من الدنيا إلا نقص من درجاته عند الله عز وجل وإن كان عليه كريما.

وعن عمر بن ميمون عن أبيه قال قيل لعبد الله بن عمر توفي فلان الأنصاري قال رحمه الله فقال ترك مائة الف قال لكن هي لم تتركه.

وقال رجل لابن عمر يا خير الناس وابن خير الناس فقال ابن عمر ما أنا بخير الناس ولا ابن خير الناس ولكني عبد من عباد الله عز وجل أرجو الله عز وجل وأخافه والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه.

وعن نافع قال كان البر لا يعرف في عمر ولا في ابنه حتى يقولا أو يعملا.

وعنه عن ابن عمر أنه نزل على رجل فلما مضت ثلاث قال يا نافع أنفق علينا من مالنا.

وعن قتادة قال سئل ابن عمر عن لا إله إلا الله هل يضر معها عمل كما ينفع مع تركها عمل قال ابن عمر عش ولا تغتر.

وعن مجاهد عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب في الله وأبغض في الله وعاد في الله فانك لن تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وصارت مؤاخاة الناس في أمر الدنيا وإن ذلك لا يجزى عند الله شيئا.

قال وقال لي ابن عمر إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من صحتك لسقمك ومن حياتك لموتك فانك يا عبد الله لا تدري ما اسمك غدا.

قال وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض جسدي فقال كن في الدنيا غريبا أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور.

عن عطية العوفي قال سألت مولى لعبد الله بن عمر عن موت عبد الله بن عمر فقال أصابه رجل من أهل الشام بزجه في رجله فأتاه الحجاج يعوده فقال لو أعلم الذي أصابك لضربت عنقه فقال عبد الله أنت الذي أصبتني قال كيف قال يوم أدخلت حرم الله السلاح.

وعن أيوب قال قلت لنافع ما كان بدء موت ابن عمر قال أصابته عارضة محمل بين إصبعين من أصابعه عند الجمرة في الزحام فمرض فأتاه الحجاج يعوده فغمض عينيه فكلمه الحجاج فلم يكلمه.

وعن نافع قال كان زج رمح رجل من أصحاب الحجاج قد أصاب رجل ابن عمر فاندمل الجرح فلما صدر انتقض عليه فدخل الحجاج يعوده فقال من أصابك قال أنت قتلتني قال وفيم قال حملت السلاح في حرم الله فأصابني بعض أصحابك فلما حضرته الوفاة أوصى أن لا يدفن في الحرم فغلب فدفن في الحرم وصلى عليه الحجاج.

وفي رواية عن نافع قال لم يقدر على ذلك من الحجاج فدفناه في مقبرة المهاجرين بفخ نحو ذي طوى ومات بمكة سنة أربع وسبعين وقيل سنة ثلاث وسبعين زهو إبن أربع وثمانين سنة رضي الله عنه.


من كتاب صفوة الصفوة الجزء الأول

أبو طالب الأنصاري
14 Feb 2005, 09:40 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا أخى ابو الهيثم

أحسن الله إليك و نفع بك