المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة على أعتاب عامٍ هجريّ جديد .. نبضٌ يُهدى للجميع



ربما
10 Feb 2005, 11:34 AM
بداية ...

ما أحلى هذه الدنيا في عيوننا !
الملهيات فيها كثيرة .. والقلوبُ بين أمانيها أسيرة ..
أحفادٌ وأبناء ..أحباب وأصدقاء ..أموالٌ وآمال ..
وأشياءٌ وأشياء لا تتشابه إلا في الفناء .....
لماذا يطول تعَلُّقنا بالأشياء ..ويغيبُ عنّا كثيراً موجدُ الأشياء ؟!
سبحانه ما قدرناه حقّ قدره ..ليتنا نفيقُ من غفلاتنا قبل أن تنتهي آجالنا ويقطعُ
الموتُ آمالنا ..
ها هو عامنا هذا يلتقط أنفاسَهُ الأخيرة متأهِّباً للرحيل ..وأي رحيلٍ هذا الرحيل
إنه رحيلُ بعضنا ..
وما نحن إلا أيام كما قال سلفنا ...
وما أصدق من قال : (أنفاسُك رأسُ مالك ) وهي والله كذلك ..
فعلينا أن نحسن استثمارها واغتنامها .. فرأسُ المال ذاهبٌ لا محالة ولن يبق لنا إلا الأرباح ..
وكم هي متباينةٌ تلك الأرباح !


ليت شعري ..
كيف تنظر إلى عامك وهو يلملمُ بعضه ميمماً طريق اللاعودة؟؟!
...
.....
.........
يصعُبُ عليّ كثيراً توديعُ من لايعود !


أدري !!!

مرّتْ شهــورُ العام كاللحظاتِ
وتناثرتْ أحداثُها فــــــي ذاتي
وكأنني بالأمسِ قمــتُ مودِّعاً
عاماً مضـــــى يكتظُّ بالزفراتِ
واليوم هاأنا ذا أعــودُ مودِّعاً
وآهاً لحزنِ مــــــودِّعِ السنواتِ
تمضي السنينُ وجرحُنا متواترٌ
وأنيننا يختالُ فـــــــي الشُّرُفاتِ
ألمٌ يُعَمِّقُ في الفــؤادِ مرارةً
حتى غدت ختمـــــاً على النبضاتِ
يا أمةً نامـــت بليلِ همومها
لم تُحيِ هذا الليـــــــل بالدعواتِ
رقصتْ على وترِ الهوى فتياتُها
وغفى الشبابُ عــــلى يدِ النّغَماتِ
أدري بأن الخطبَ أعظــمُ إنما
أملي يضــــيءُ الـدربَ والظُلُمَاتِ
إن كان هذا حالُ بعضِ أحبتي
فهناك من يمضـــــون كالنّسَمَاتِ
وهناك من شمختْ بهم أرواحُهم
بتذللِ الهامـــــات في الخَلواتِ
وهناك من باعوا الحياةَ رخيصةً
حين اعتدى الباغـــي على الحُرُماتِ
يا أمتي غيظــي العِدا وتجلّدي
لن تنتهـــــي الأزماتُ بالأزماتِ

***********
يانفـــــسُ إن كانت حياتي ساعةً
وملأتهــــــــــا بالظلمِ والهفَواتِ
من يُحينِ أُخرى لأعمــــل صالحاً
ليكــــــــــونَ زادي إذ تحينُ وفاتي
آهٍ لأيامٍ رحلـــــــــنَ ولم أكنْ
فيها من الساعيـــــــــــنَ للجنّاتِ
آهٍ لهـــا وقد انطوتْ صفَحاتُها
آهٍ لِمَا قـــــــــد خُـطَّ في الصَفَحاتِ
الليلُ يمضي حالكاً متثاقِــــلاً
يخلو من الأذكـــــــــار والصلواتِ
لم تنهنِ عن ظلمِ نفســـي خَشيةٌ
أو طارقٌ طرقَ النُّهــــــــى بعِظاتِ
يا أيهــــا الأحباب رُبّ حقيقةٍ
مرّتْ كــــــطيفٍ جالَ في الخَلَجَاتِ
تتصرمُ الأيــــامُ وهي تزيدُنا
قُرباً مـــــــــن الآجالِ والسّكَراتِ
فتزودوا فالعيشُ ظــــلّ زائلٌ
وهنــــــــاك ينعَمُ صاحبُ الحسناتِ.

__________________
من منقولي

ألام الفراق
10 Feb 2005, 02:19 PM
مشاركة رائعة شكر الله لك