عبيد المبين
06 Feb 2005, 08:18 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتنا الكرام ..
بداية :
أعتذر إليكم أنني اختصرت الموضوع من الأصل الذي كتبته ، لتضمنه أشياء خاصة بي أو ببعض أحبتي ، غير صالحة للنشر هنا ..
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ..
فأقول والله المستعان :
لن أتكلم عن مسار الرحلة ، ولا عن ما جرى من إحدى البنات في الطائرة - في المقعد الذي في الصف الذي أمامي مباشرة ، عن شمالي ، مع فار ق الممر ؛ فتلك قضية غريبة حقاً ، وتحتاج إلى شيء من التفسير الذي يحتاج مزيدا من الوقت لصياغته في مثل هذا الملتقى المبارك .. لعلي ( وما أكثر لعل ) أجد وقتا لإفرادها بالحديث مع بيان شيء مماكشفته لي تلك الحادثة التي استمرت مشاهدها بين يدي على طول الرحلة ، والتي لم أتمكن بسببها من إنجاز كل ما خططت لإنجازه من عمل في تلك الرحلة مع مرونة الخطة ..
على كل حال نعود لحديثنا..
قدمت من منطقة كانت درجة الحرارة فيها أكثر من عشرين درجة تحت الصفر ، ولكن بإمكانك أن تخلع فيها كل ملابسك الخارجية دون أن تشعر بشيء من البرد ، بشرط أن لا تخرج إلى ما وراء الباب ، وذلك بفضل الله على البشر ، بحسن التدفئة وتقنيتها .. وكان مروري بهذه المنطقة عابراً ، إذ كنت قد جئت إليها قادماً من بلادي !
جئت من تلك المنطقة الباردة فلا تسأل عن دفء المدينة النبوية الحسي والمعنوي .. وإن كان الهواء فيها عليلا ،ولا سيما مع هطول المطر ، وتهادي شيء من الضباب ..
صليت في الحرم النبوي ، ومررت بالروضة الشريفة ، وزرت قبر الحبيب بعد الصلاة وشهدت أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ! ..
و والله ما كنت كاذباً ..
ألم تبلغ دعوته الصين وأندونيسيا ؟
ألم تبلغ دعوته سيبريا ؟
( فاصل ونواصل : أعرف دعاة يشعرون بالضجر في السنة التي تمر عليهم دون أن يقوموا بزيارة المسلمين في سيبريا والإشراف على حلقات تحفيظ القرآن والدورات الشرعية هناك ! )
ألم تبلغ دعوته أمريكا الجنوبية والشمالية ؟
ألم تبلغ دعوته استراليا ؟
ألم تبلغ دعوته أفريقية وأوربة ؟
ألسنا نقرأ جميع توجيهاته وأحاديثه القولية والفعلية حتى في أدق الأمور ! فأنالم أشهد تلك الشهادة تقليدا بل يقيناً وحقيقة لا حرمني الله أجرها ..
ثم تقدمت نحو صاحبيه :
الصديق .. ولا تسأل كيف تواردت سيرته العظيمة على خاطري ، كيف وقف وقفته الأولى في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة ، ثم وقفته الكبرى في نصرة الدين بقطع دابر فتنة الردة ،،
ثم الفاروق ، فيا له من قائد ملهم وافق الوحي في مواقف كثيرة ، وكان صاحب الأوليات السياسية العبقرية في قيادة الأمة واتساع الفتوحات ، لا .. لم أنس مسيره بنفسه نحو الشام لاستلام مفاتيح بيت المقدس .. كلا ، ولا دخوله لاستلامها ، كلا .. ولا عدله الذي يضرب به المثل ..
وقبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه خلف الأبواب الثلاثة الوسطى فقط ، أما الأولى والأخيرة فليس خلفها أحد ..
لقد كنت يوما هناك بالقرب من الروضة الشريفة ، فكان واعظنا يقول في موعظته : روت صاحبة هذه الحجرة ( وأشار إلى حجرة أمنا عائشة رضي الله عنها ) عن صاحب هذا القبر .. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والناس يلتفتون نحو إشاراته .. ثم ذكر الحديث !
لكأنك تسمع الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى ، ينطق بالنص النبوي من فيه الشريف بعد هذه الإشارات !
وزرت مسجد قباء الذي كان يزوره حبيبنا كل يوم سبت أحياناً راكباً الدابة وأحياناً ماشياً ( وهو الآن يستغرق ما يقارب العشر دقائق بالسيارة من المسجد النبوي ) ومن فضله ما ثبت من أن صلاة ركعتين فيه تعدل عمرة .
ثم عرجت على مقبرة البقيع التي تحتضن أكثر من عشرة آلاف صحابي ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي .. ) !
تخيلت لو أن أحدا سب أحد أصحابنا ماذا سنصنع !
مشيت بين تلك القبور أكثرها لا يعرف أصحابها على التحديد ، ولكن فيها حتى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته .. وفيها قبر عثمان الذي خنقتني العبرة وأنا أسلم عليه !
أليس هو صاحب القرآن الذي قتل ظلما وسال دمه على المصحف بين يديه في فتنة ابن سبأ عليه من الله ما يستحق ! لقد مرت على ذهني تلك الأحداث وأنا أسير نحوه على قدمي قبل أن أصل إلى قبره ( وكان خارج البقيع قبل أن يحاط بالسور الحديث للمقبرة ) .. تذكرت أنه رجل الأعمال الذي كان له دور كبير في بناء الدولة الإسلامية الأولى بماله ، فهو مُسَيِّر جيش العسرة ! الذي فاز بهذا الفضل ( لا يضر عثمان ما فعل بعد اليوم ) .. ولم يركن إلى هذا الفضل ، بل كانت أعماله الخيرة في كل باب من أبواب الخير شاهدة .. أليس هو صاحب قيام الليل ،، الذي ربما ختم القرآن في ليلة !
وأما الخليفة الرابع ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تربى في بيته ، فلم يكن بتلك المقبرة ، ولا يجوز شد الرحل لزيارته وإلا لفعلت لو كان قبره معلوم المكان ، إذ لا يعلم أين قبره على الحقيقة ، وقد تكلمت عن هذا الأمر في مشاركة قديمة ، تحدثت فيها عن ما يعرف بالعتبات المقدسة !
ولكن أقسم بالله أنني أحبه وأتقرب إلى الله بحبه ، فهو هو .. الخليفة الراشد ، أول من أسلم من الصبيان ، وهو هو .. من ارتضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه ابنته فاطمة رضي الله عنها .. وهو هو والد سيد شباب أهل الجنة ، وهو هو .. فماذا عسى أن أقول !
اللهم اجمعنا بهم في دار كرامتك ..
اللهم إنا نشهدك على محبتهم جميعا ..
وأما قصة أخي الخواجة الذي أسلم قبل أربع سنوات وتسمى بكنية أحد الصحابة مع شقرة شعره وزرقة عينيه ! والذي التقيته هناك فإذا به يعرفني ولا أعرفه ، فلا أدري كيف أحكي قصته وقد أطلت عليكم ، ولكن يكفيني أن أذكر لكم أنه كان حريصاً على تطبيق السنن حرصاً أخجل صاحبي الداعية العربي ، الذي كان معه في الحملة ! بل كانا في غرفة فندقية واحدة ، يوقظه فيها لقيام الليل مع شدة تعب الحجيج القادم من مكة !
فليت شعري ، أين المتفرنجون من هذا العاقل !
اللهم صل على محمد الذي بلغ الرسالة .. وعلى آل محمد إنك حميد مجيد .
( لم أجد وقتا لإرفاق صور )
أخوكم / عبيد المبين .
أحبتنا الكرام ..
بداية :
أعتذر إليكم أنني اختصرت الموضوع من الأصل الذي كتبته ، لتضمنه أشياء خاصة بي أو ببعض أحبتي ، غير صالحة للنشر هنا ..
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق ..
فأقول والله المستعان :
لن أتكلم عن مسار الرحلة ، ولا عن ما جرى من إحدى البنات في الطائرة - في المقعد الذي في الصف الذي أمامي مباشرة ، عن شمالي ، مع فار ق الممر ؛ فتلك قضية غريبة حقاً ، وتحتاج إلى شيء من التفسير الذي يحتاج مزيدا من الوقت لصياغته في مثل هذا الملتقى المبارك .. لعلي ( وما أكثر لعل ) أجد وقتا لإفرادها بالحديث مع بيان شيء مماكشفته لي تلك الحادثة التي استمرت مشاهدها بين يدي على طول الرحلة ، والتي لم أتمكن بسببها من إنجاز كل ما خططت لإنجازه من عمل في تلك الرحلة مع مرونة الخطة ..
على كل حال نعود لحديثنا..
قدمت من منطقة كانت درجة الحرارة فيها أكثر من عشرين درجة تحت الصفر ، ولكن بإمكانك أن تخلع فيها كل ملابسك الخارجية دون أن تشعر بشيء من البرد ، بشرط أن لا تخرج إلى ما وراء الباب ، وذلك بفضل الله على البشر ، بحسن التدفئة وتقنيتها .. وكان مروري بهذه المنطقة عابراً ، إذ كنت قد جئت إليها قادماً من بلادي !
جئت من تلك المنطقة الباردة فلا تسأل عن دفء المدينة النبوية الحسي والمعنوي .. وإن كان الهواء فيها عليلا ،ولا سيما مع هطول المطر ، وتهادي شيء من الضباب ..
صليت في الحرم النبوي ، ومررت بالروضة الشريفة ، وزرت قبر الحبيب بعد الصلاة وشهدت أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ! ..
و والله ما كنت كاذباً ..
ألم تبلغ دعوته الصين وأندونيسيا ؟
ألم تبلغ دعوته سيبريا ؟
( فاصل ونواصل : أعرف دعاة يشعرون بالضجر في السنة التي تمر عليهم دون أن يقوموا بزيارة المسلمين في سيبريا والإشراف على حلقات تحفيظ القرآن والدورات الشرعية هناك ! )
ألم تبلغ دعوته أمريكا الجنوبية والشمالية ؟
ألم تبلغ دعوته استراليا ؟
ألم تبلغ دعوته أفريقية وأوربة ؟
ألسنا نقرأ جميع توجيهاته وأحاديثه القولية والفعلية حتى في أدق الأمور ! فأنالم أشهد تلك الشهادة تقليدا بل يقيناً وحقيقة لا حرمني الله أجرها ..
ثم تقدمت نحو صاحبيه :
الصديق .. ولا تسأل كيف تواردت سيرته العظيمة على خاطري ، كيف وقف وقفته الأولى في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة ، ثم وقفته الكبرى في نصرة الدين بقطع دابر فتنة الردة ،،
ثم الفاروق ، فيا له من قائد ملهم وافق الوحي في مواقف كثيرة ، وكان صاحب الأوليات السياسية العبقرية في قيادة الأمة واتساع الفتوحات ، لا .. لم أنس مسيره بنفسه نحو الشام لاستلام مفاتيح بيت المقدس .. كلا ، ولا دخوله لاستلامها ، كلا .. ولا عدله الذي يضرب به المثل ..
وقبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه خلف الأبواب الثلاثة الوسطى فقط ، أما الأولى والأخيرة فليس خلفها أحد ..
لقد كنت يوما هناك بالقرب من الروضة الشريفة ، فكان واعظنا يقول في موعظته : روت صاحبة هذه الحجرة ( وأشار إلى حجرة أمنا عائشة رضي الله عنها ) عن صاحب هذا القبر .. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم .. والناس يلتفتون نحو إشاراته .. ثم ذكر الحديث !
لكأنك تسمع الحبيب الذي لا ينطق عن الهوى ، ينطق بالنص النبوي من فيه الشريف بعد هذه الإشارات !
وزرت مسجد قباء الذي كان يزوره حبيبنا كل يوم سبت أحياناً راكباً الدابة وأحياناً ماشياً ( وهو الآن يستغرق ما يقارب العشر دقائق بالسيارة من المسجد النبوي ) ومن فضله ما ثبت من أن صلاة ركعتين فيه تعدل عمرة .
ثم عرجت على مقبرة البقيع التي تحتضن أكثر من عشرة آلاف صحابي ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي .. ) !
تخيلت لو أن أحدا سب أحد أصحابنا ماذا سنصنع !
مشيت بين تلك القبور أكثرها لا يعرف أصحابها على التحديد ، ولكن فيها حتى بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته .. وفيها قبر عثمان الذي خنقتني العبرة وأنا أسلم عليه !
أليس هو صاحب القرآن الذي قتل ظلما وسال دمه على المصحف بين يديه في فتنة ابن سبأ عليه من الله ما يستحق ! لقد مرت على ذهني تلك الأحداث وأنا أسير نحوه على قدمي قبل أن أصل إلى قبره ( وكان خارج البقيع قبل أن يحاط بالسور الحديث للمقبرة ) .. تذكرت أنه رجل الأعمال الذي كان له دور كبير في بناء الدولة الإسلامية الأولى بماله ، فهو مُسَيِّر جيش العسرة ! الذي فاز بهذا الفضل ( لا يضر عثمان ما فعل بعد اليوم ) .. ولم يركن إلى هذا الفضل ، بل كانت أعماله الخيرة في كل باب من أبواب الخير شاهدة .. أليس هو صاحب قيام الليل ،، الذي ربما ختم القرآن في ليلة !
وأما الخليفة الرابع ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تربى في بيته ، فلم يكن بتلك المقبرة ، ولا يجوز شد الرحل لزيارته وإلا لفعلت لو كان قبره معلوم المكان ، إذ لا يعلم أين قبره على الحقيقة ، وقد تكلمت عن هذا الأمر في مشاركة قديمة ، تحدثت فيها عن ما يعرف بالعتبات المقدسة !
ولكن أقسم بالله أنني أحبه وأتقرب إلى الله بحبه ، فهو هو .. الخليفة الراشد ، أول من أسلم من الصبيان ، وهو هو .. من ارتضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوجه ابنته فاطمة رضي الله عنها .. وهو هو والد سيد شباب أهل الجنة ، وهو هو .. فماذا عسى أن أقول !
اللهم اجمعنا بهم في دار كرامتك ..
اللهم إنا نشهدك على محبتهم جميعا ..
وأما قصة أخي الخواجة الذي أسلم قبل أربع سنوات وتسمى بكنية أحد الصحابة مع شقرة شعره وزرقة عينيه ! والذي التقيته هناك فإذا به يعرفني ولا أعرفه ، فلا أدري كيف أحكي قصته وقد أطلت عليكم ، ولكن يكفيني أن أذكر لكم أنه كان حريصاً على تطبيق السنن حرصاً أخجل صاحبي الداعية العربي ، الذي كان معه في الحملة ! بل كانا في غرفة فندقية واحدة ، يوقظه فيها لقيام الليل مع شدة تعب الحجيج القادم من مكة !
فليت شعري ، أين المتفرنجون من هذا العاقل !
اللهم صل على محمد الذي بلغ الرسالة .. وعلى آل محمد إنك حميد مجيد .
( لم أجد وقتا لإرفاق صور )
أخوكم / عبيد المبين .