المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجهاد الجهاد الجهاد



العــ AL_OWAIED ــويــد
04 Jan 2004, 10:42 PM
ظاهرة الروح الإستشهادية



بقلم: إبراهيم حبيب البحراني

ihb@maktoob.com



حينما ننظر إلى جسد شهيدٍ مقطع الأشلاء ودماؤه تنزف منه؛ فبالطبع أن هذا المنظر يزعجنا كثيراً، ولكن سرعان ما نقول هنيئاً له الشهادة والجنة، ولينتقم الله لك ممن قاتلك من أعداء الإسلام الصهاينة.

ولكن حينما نسأل هذا الجسد الطاهر والكتلة الإيمانية التي يحملها عن الأسباب والدوافع التي تكمن داخل هذا الكيان الجسدي والتي بسببها رخصت نفسه وهي أغلى ما يملك وبسببها لف حزاماً على بطنه ملغماً بالمتفجرات دون أدنى خوف أو قلق أو ألم فراق الأهل والأحبة، فهل نجد جواب داخل هذا الجسد؟

بالطبع الجواب لا يكمن داخل جسد مادي تبليه الساعات والأيام، بل يجيبنا الله سبحانه وتعالى في قوله: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ}.

وقد برزت هذه الظاهرة بشكل واضح وجلي في الأراضي المحتلة حتى أثارت القلق و أرعبت الجنرالات الصهيونية، حيث يندفع فتية من تلقاء أنفسهم لتنفيذ هجمات ضد الاحتلال دون خوف أو رعب وغير مبالين بالموت، وقد عمد رجال المقاومة الإسلامية إلى استغلال هذه الظاهرة التي أرعبت الكيان الصهيوني والعمل على تثقيف الشباب، وأن الاحتلال لا يمكن أن ينتهي إلا بالجهاد المشروع، وهذه العمليات الإستشهادية هي عملية مشروعة يقرها الشارع الإسلامي، فقد تم تأييدها من قبل أكثر علماء المسلمين.

يقول وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: "إن ما يفعله الفلسطينيون من تفجير أنفسهم لقتل الأعداء مبني على فتاوى علمائهم الذين أجازوا هذه الأعمال، وأنها نوع من الدفاع عن النفس والاحتلال والظلم والبغي والعدوان الموجود دائماً مما يجعل النفس تفقد الأمل..." [جريدة الوطن، ع568].

ولكن الصهاينة وعلى رأسهم الشيطان الأكبر (أمريكا) أطلقوا على هذه الظاهرة اسم (العمليات الإرهابية) التي تخالف القانون وتقتل الأبرياء وتدمر المنشآت والمرافق العامة، فتعالت الأصوات تنادي بنشر التوعية بين الجيل الصاعد من الأطفال للحد من هذا الخطر، وكانت هذه الظاهرة هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وأعني الصهاينة المحتلين.

كما أن هذه الظاهرة (العمليات الإستشهادية) لم تقتصر على الشبان كما عهدناها من قبل، فبعد أعمال التنكيل والقتل والاعتقال التي مارستها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني؛ ظهرت الفتيات الإستشهاديات ليثبتن للعالم مدى الصمود والإيمان الذي تحملنه الإستشهاديات أمثال وفاء إدريس امرأة فلسطينية نفذت أول عملية إستشهادية نسائية في القدس الغربية، وقتل فيها إسرائيلي وجرح مائة وعشرون آخرون، وعندليب خليل طقاقة، 20 سنة، التي فجرة نفسها على مدخل سوق (محني يهودا) وأصابت فيه أكثر من 95 إسرائيلياً، ودارين أبو عيشة من نابلس (حاجز مكابيم)، وآيات الأخرس من مخيم الديشة، وإلهام الدسوقي التي فجرت نفسها أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمنزلها في مخيم جنين.

وقد خاطب الدكتور غازي القصيـبي الشهيدة آيات الأخرس بقصيدته المعروفة (الشهيد) قائلاً:

قل (لآيات): يا عروس العوالى! ..... كل حسن لمقلتيك الفداء

حين يخصى الفحول صفوة قومي ..... تتصدى للمجرم الحسناء

ثلم الموت وهي تضحك بشرا ..... ومن الموت يهرب الزعماء

ولم تقف هذه الظاهرة عند هذا الحد! بل احتضنها حتى الصبيان الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 سنة أسوة بآبائهم وإخوانهم وأخواتهم المناضلات. وقد ذكر وزير الإعلام الفلسطيني إن تلك الأحداث دفعت عدداً من الفتية إلى التوسل إلى منظمات فلسطينية ليقبلوهم في ركب المجاهدين ومجموعات المقاومة، وكانت تلك القوى تردهم بالحسنى لصغر سنهم، وهما عيسى, وناجي العجومي, حيث أقدما في 23/مارس على مهاجمة دبابة حربية صهيونية ببندقية خفيفة وقنبلة اشتروهما من مصروفهما الخاص دون تخطيط أو تدريب, فلقيا ربهما شهيدين.

حتى أن (حركة حماس) وغيرها من الحركات والفصائل الإسلامية سارعت إلى إصدار بيانات وصفت فيه هذه ظاهرة إستشهاد الصبيان بأنها خطيرة، وقد تودي بحياة العديد منهم على جدار المستوطنات مما سيشكل كارثة وطنية.

وللعلم فإن حوالي 20 طفلاً وفتى دون سن 18 سنة استشهدوا منذ بدء هذه السنة في عمليات فدائية أو محاولات اقتحام بعض المستوطنات أو التسلل إليها.

إنه لم يكن أمام هؤلاء الشبان والفتيات والصبيان إلا أن يدقوا ناقوس الخطر ويعلنوا الجهاد والشهادة في سبيل الله لتحرير أراضيهم المقدسة وطرد الصهاينة الذين دنسوا المسجد الأقصى غير مبالين بالقتل، وشعارهم في ذلك قول عبدالرحيم محمود:

سأحمل روحي على راحـــتي ..... والقـي بها في مهاوي الردى

فإما حياة تسر الصــــديق ..... وإما ممات يغيظ العـــدى

واستطاعوا بالتخطيط والإرادة إلى أن يصل بعضهم إلى قلب الإسرائيلي مع وجود السياج الواقي كما يسمونه ووجود نقاط التفتيش لينفذوا عملياتهم الفدائية ويقتلوهم وهم في عقر دارهم، وهذا مصداق لقوله تعالى: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَ يَعْقِلُونَ}.

فيا ترى ما هي أسباب هذه الظاهرة التي تفشت في أوساط الفلسطينيين؟ وهل هي ظاهرة متوقعه بسبب هذا الحصار والجوع والاضطهاد أم أنها من فطرة السماء عبر القوانين الإلهية؟

وأهم هذه الأسباب:

1-الموت والمعاد:

المعاد من مادة العود، بمعنى العودة، ذلك أن الروح تعود ثانية إلى الجسد. والمعاد أصل من أصول الدين الإسلامي الحنيف، والاعتقاد به واجب، أي الاعتقاد بأن كل إنسان سيبعث ثانية بعد الموت، وينال جزاء اعتقاده وعمله. قال تعالى : {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

وهذا الإيمان بالبعث والذي هو إيمان بالغيب؛ يعطي الشهيد دافع وقوة إلى لقاء الله عز وجل وبالخصوص إذا اطمأن بأن ما يعمله مرضي لله تعالى وأن الله سيجازيه على عمله هذا ويدخله في دار الخلد والجنان مع الأبرار والشهداء، ولهم درجة و منزلة عظيمة عند الله وهم فرحون بما وجدوه من الفضل الإلهي.

قال تعالى: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.

ومن هذه المقدمة نستشف أن المناضل الفلسطيني وللظروف التي يعيشها من ذل وهوان واحتلال, تخلق لدية الرغبة للجهاد، ولأنه مسلم يؤمن بالمعاد ويؤمن بأن ما يعمله هو في سبيل الله عز وجل؛ تجده يبادر إلى التضحية بالنفس بكل الوسائل سواء بالعمليات الإستشهادية أو غيرها.

ولاعتقادهم بمبدأ المعاد يؤمنوا أن الموت حق، والبعث حق، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الحياة الحقيقة هي حياة الآخرة، وأن الله سيثيبهم على أعمالهم, وأن هذه الدنيا زائلة ونعيمها لا يدوم، وأن حياة الذل والهوان حياة لا تستحق إلا سحقها، فأقسموا على أنفسهم إما النصر وإما الشهادة، ليبعثهم الله سبحانه وتعال وهم قرينين العين.

2- الخطاب الإسلامي:

استطاع الخطاب الإسلامي الذي قدمه السيد حسن نصر الله منذ مدة من الزمن أن يصنع تجربة هزت الكيان الصهيوني، وأرجعت الحق المغتصب إلى أهله، وذلك خلال الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية، وهذه التجربة التي خلدها التاريخ الإسلامي بماء الذهب ما زالت دماؤها تنبض عبر القيادة المخلصة إلى اليوم، فالخطاب لم ينقطع والدماء لم تجف والاحتلال هو الاحتلال.

فالسيد نصر الله الذي كان يعبئ الشباب المناضل بالجهاد والصمود والكثير من العمليات الإستشهادية، وأن الاحتلال لن ينتهي إلا بتقديم الكثير من الشهداء بمختلف الوسائل والطرق. فكانت هذه التعبئة بمثابة الخط العريض الذي من خلاله تم التحرك وتجنيد الشباب بكل قواه للخوض في معركة الشهادة والنصر، ومن خلال (العمليات الإستشهادية) التي أرعبت الصهاينة وأخافت مقاتليها وصنعت الرعب في قلوبهم، قال تعالى: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمْ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ}. نعم، تم النصر المؤزر واستطاعت هذه القلة المجاهدة أن تدحر القوة الصهيونية الغاشمة.

إذاً، التجربة واضحة ويجب علينا الاستفادة من تجارب الآخرين لأن التاريخ يعيد نفسه وهذا ما برهنته الأحداث لنا، ولهذا عمل كثير من القياديين الفلسطينيين على تبني هذه التجربة والاستفادة منها، وذلك بتعبئة المناضلين بأن يتخذوا من هذا الخط العريض قدوة لتحرير الأرض المحتلة.

3- التنكيل والاضطهاد:

ومن الأسباب الواضحة أيضاً والتي نقلتها وسائل الإعلام عبر التلفزة؛ حالة الضنك والحرمان والفقر التي تعيشها الأسرة الفلسطينية، وذلك من خلال حرمان الشباب من إتاحة الفرصة بالعمل داخل الأراضي المحتلة وإجبارهم على العمل في بناء المستوطنات بثمن بخس بعدما أُحرقت المزارع وهُدمت المنازل واُستولي على خيرات البلد وقُتل الشباب ورملت النساء ويتمت الأطفال، واتخذت إسرائيل أسلوب التنكيل والاضطهاد ضد العوائل، مما أثار غضب الشباب تجاه هذه الحالة المؤلمة. ولأن "المعدة الجائعة لا تعرف الفضيلة".

خرج الشباب من منازلهم ملتحقون بركب الشهداء عبر الانضمام إلى الحركات الإسلامية، واقسموا على أنفسهم أن يجاهدوا ويرفضوا الذل والهوان والاضطهاد، وهذا مصداق حديث أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- حيث يقول: "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه".


منقول

<marquee direction=right>أخوكم ومحبكم :-

العويد</marquee>

أبوحمزة الفلسطيني
28 Nov 2006, 03:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على هذا الموضوع المهم
وأريد أن أخبرك عن الحاجه فاطمه النجار
57 عاما من مخيم جباليا للاجئين
نفذت عمليه استشهاديه تفجيريه
في اعداء الله وقتلت منهم عدد
نسئل الله الكريم رب العرش العظيم
ان يتقبلها مع الشهداء
وقد سميناها أم الاستشهاديات

البسمة الحزينة
28 Nov 2006, 01:56 PM
قصص رائعة من الأراضي الجهادية