المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخطاء في علاج الأخطـــــاء.....!!!



أبو فراس
27 Jan 2005, 01:45 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة



أخطاء في علاج الأخطــاء ::::



(ردة الفعل وعلاج الخطأ بخطأ آخر)



عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:"دعوه وهريقوا على بوله سجلاً من ماء أو ذنوباً من ماء؛ فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين" (رواه البخاري (220) ورواه مسلم (284) من حديث أنس -رضي الله عنه-).

ومثله حديث أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: إن فتى شاباً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه، قالوا: مه مه فقال:"ادنه" فدنا منه قريباً، قال: فجلس، قال:"أتحبه لأمك ؟"... - إلى أن قال:فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء (رواه أحمد (21708) 5/257).

ففي هذه النصوص نظر الصحابة -رضوان الله عليهم- إلى عظم الخطأ فتعاملوا معه بما يرون أنه يليق به، أما النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى أمر أبعد من ذلك، ألا وهو أثر ذلك على صاحب الخطأ نفسه



(الإفراط في العقوبة)



وكما أن إهمال العقوبات وتعطيلها مخالف لأمر الله، فالإفراط فيها ووضعها في غير موضعها هو الآخر مخالف لأمر الله تعالى، ومؤدٍ لتعطل مقاصد العقوبة وفواتها.



لذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يُتجاوز في العقوبة - فيما لا معصية فيه- عشرة أسواط، فقال:"لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله" (رواه البخاري (6848) ومسلم (1708)، والمقصود بحدود الله على الصحيح المخالفات الشرعية،

وحين يفرط المربي في العقوبة ينقلب الأمر إلى تأثير مضاد، فيدفع المتربي شعوره بأنه مظلوم إلى الإصرار على الخطأ وتبريره، وينشغل بالعقوبة التي وجهت له عن الاعتناء بإصلاح الخطأ، وكثيراً ما يصر عليه ويتشبث به، ويكره الحق وأهله.



(إحراج الواقع في الخطأ)



حين يأخذ المربي في حسبانه مراعاة مشاعر الناس وعواطفهم، ويكون همه منصباً على الإصلاح والتغيير فلن يسعى لإحراج صاحبه، ولقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى مراعاة هذا الجانب. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها فليجلدها الحد ولا يثرب عليها، ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب، ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعر" (رواه البخاري (2234) ومسلم (1703). فمع أن هذه الأمة قد وقعت في ذنب عظيم وخطيئة كبيرة، إلا أن إقامة الحد كانت كافية في زجرها فلا ينبغي المبالغة والتثريب عليها.

وقد طبق النبي صلى الله عليه وسلم هذا الهدي في سنته العملية؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال:"اضربوه" قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده والضارب بنعله والضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك الله، قال:"لا تقولوا هكذا؛ لا تعينوا عليه الشيطان" (رواه البخاري (6777). وقد ينشأ الإحراج نتيجة الإصرار على الإدانة وانتزاع الاعتراف بالخطأ، أو نتيجة المواجهة المباشرة، أو نتيجة اللوم والتأنيب والإغلاظ في الحديث



(الاقتصار على الأسلوب المباشر وحده)



ومن تأمل المنهج النبوي وجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطي كل ذي حق حقه؛ فتارة يتحدث عن الخطأ حديثاً صريحاً دون مواربة، وتارة يوميء ويشير إليه، ومن هذه المواقف التي كان صلى الله عليه وسلم يستخدم فيها هذا الأسلوب: عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي، فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق، فيخرج منهم العرق فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا" (رواه البخاري (902) ومسلم (847). وعن ميمونة بنت الحارث -رضي الله عنها- أنها أعتقت وليدة ولم تستأذن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت: أشعرت يا رسول الله أني أعتقت وليدتي؟ قال:"أوفعلت؟" قالت: نعم، قال: "أما إنك لو أعطيتها أخوالك كان أعظم لأجرك" (رواه البخاري (2592) ومسلم (999).

وحين رأى ابن عمر -رضي الله عنهما- رؤيا وقصها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" (رواه البخاري (1122) ومسلم (2479).



وعن سليمان بن صرد -رضي الله عنه- قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضباً قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"( رواه البخاري (6115) ومسلم (2610).

إن مثل هذه الأساليب غير المباشرة تترك أثرها في النفس، فهي توصل الرسالة التي يريدها المربي، وتنقذ المواجه بالخطأ من الحرج والخجل، وتشعره بحسن الخلق والتقدير والتوقير، إنه أسلوب الكرام العظام.

نسأل الله عز وجل أن يقينا شر أنفسنا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه،،،

منقووول

أبو بدر 1
27 Jan 2005, 01:52 PM
أبو فارس



لقد احسنت الإختيار

موضوع جميل ومفيد

بارك الله فيك

أبو فراس
28 Jan 2005, 05:43 AM
أهلا أخي العزيز أبو بدر
جزاك الله خير على مروورك الطيب

لاحرمت الأجر

أخوك المحب
أبو فراس

ابو عبد الرحمن
28 Jan 2005, 05:34 PM
جزاك الله خير