المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإدمان على مواقع التواصل تضييع للأوقات



عبدالله الكعبي
02 Dec 2013, 01:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



قال الله تعالى في سورة ق: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ.

- إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ. ملكان مترصدان عن يمين الإنسان وشماله قد وكلهما الله تعالى بكتابة الحسنات والسيئات.

- مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ. رقيب أي حافظ للأعمال مراقب لها، وعتيد أي حاضر لا يغيب.

فكلمات الإنسان مرصودة مراقبة، سواء أكانت منطوقة أم مكتوبة بأي طريقة، ومن هذه الكلمات ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي من واتساب وتويتر وغيرها.

فاستخدام هذه المواقع يجب أن يكون وفق ضوابط شرعية وأخلاقية واجتماعية:

أولا: المبالغة في استخدام هذه الوسائل والمواقع والإدمان عليها سبب في تضييع الأوقات والأعمار، والمسلم وقته ثمين، وتشغل عن الواجبات والفرائض والطاعات، وتستنزف الجهد، وتتعب البدن والعين وسائر الجوارح ...

وخاصة في متابعة الأخبار التافهة غير المفيدة، ومشاكل الناس الخاصة، وماذا قال فلان وماذا فعل..... وغيرها من سفاسف الأمور... فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، كما ورد في الحديث الشرف... قال النبي صلى الله عليه وسلم:نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ.

وقال صلى الله عليه وسلم:لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ.

قال الإمام ابن القيم: ضياع الوقت أشد من الموت؛ فإن الموت يقطعك عن الناس، وأما ضياع الوقت، فإنه يقطعك عن الله والدار الآخرة.

ثانيا: لنحذر من الاستخدام الخاطئ والسلبي والمضرّ والمحرم ...

- كنشر كلام الزنادقة والملحدين، وأهل البدع والضلال والمفسدين، تحت أي ذريعة، فيساهم في نشر الكفر والشر، من حيث يدري أو لا يدري، فأهل الباطل عندهم شبهات ممكن أن تنطلي على الإنسان، فالشيطان له دور فيزيّن شبهات أهل الباطل ويقذفها في قلب المسلم.

- ونشر خصوصيات الناس والتكلم في سمعتهم وأعراضهم وأنسابهم، أو التشهير بالأفراد المؤسسات... أو نشر الغيبة والنميمة والسب واللعن... وهناك من يفعل كل ذلك متسترا تحت اسم مستعار، ولكن لا يخفى على الله شيء..

قال الله تعالى: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَتَدْرُونَ مَن الْمُفْلِسُ، قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ.

- ونشر الرذيلة والصور المحرمة، ووصف محاسن النساء، ولقطات الإغراء... ولا شك أن ذلك يسهم في إشاعة الفاحشة بين الناس والله جل جلاله يقول: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.

- التحدث مع الفتيات والنساء الأجنبيات، وتبادل رسائل العشق والحب والغزل والغرام.
قال الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ.

وقال تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَولًا مَعرُوفًا.

قال صلى الله عليه وسلم:مَا تَرَكْتُ بَعدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ.

وعن أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا، فَأَقْبَلَ الْقَومُ عَلَيهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا: مَه. مَه. فَقَالَ:ادْنُه، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا. قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ. قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ. قَالَ:لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي فداءك.... .

- نشر أو إعادة إرسال الأحاديث، أو المعلومات الدينية أو الصحية أو الأخبار، والإشاعات من دون أن تأكد وتثبت من صحتها.

فالبعض للأسف كحاطب ليل لا يفرق بين الحبل أو الغصن والثعبان، يرسل كل ما يصل إليه من غث وسمين.

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَومًا بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.

- الاستهزاء، وإرسال النكت التي فيها السخرية من أشخاص وجنسيات وأعراق وهيئات....

قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَر قَومٌ مِنْ قَومٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيرا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خيرا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُب فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.

- تبادل الرسائل في وقت العمل الذي هو أصلا ليس بملكك، أو في وقت الدرس والمحاضرة فيؤثر على التحصيل العلمي...

قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا... .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ. صحيح الجامع.

- كتابة الرسائل والتغريدات وتبادلها أثناء قيادة المركبة، مما يشكل خطرا على حياة الناس وممتلكاتهم...

ثالثا: على المسلم أن يستغل مثل هذه الوسائل والمواقع ونسخرها في الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير والفضيلة، وتذكير الآخرين بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات....

قال الله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قولًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسلِمِينَ.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَلَّ عَلَى خيرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ. صحيح الأدب المفرد.

- التنبيه على الأخطاء، والأحاديث الموضوعة والضعيفة التي يتناقلها الناس من دون مجاملة ولا مداهنة... لأن هناك من ينشر الأحاديث التي لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

في يوم ما سوف نغادر الدنيا، وتبقى كتاباتنا ورسائلنا وتغريداتنا، فإما أن تكون لنا صدقة جارية، أو وزرا وإثما نحمله فوق ظهورنا...

قال الله جل جلاله: لِيَحمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَومَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجرُهَا، وَأَجرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعدَهُ، مِنْ غَيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعدِهِ، مِنْ غَيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوزَارِهِمْ شَيءٌ .م.

! الفتى الذهبي !
02 Dec 2013, 07:23 PM
جزاك الله خير

ابراهيم الحربي
03 Dec 2013, 09:23 PM
احسنت اخوي اليزيدي او الكعبي و بارك الله فيك و ان شاء الله العوده في الموضوع

رياض أبو عادل
04 Dec 2013, 12:27 PM
على المسلم أن يستغل مثل هذه الوسائل والمواقع ونسخرها في الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير والفضيلة، وتذكير الآخرين بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات....

قال الله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قولًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسلِمِينَ.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَلَّ عَلَى خيرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ. صحيح الأدب المفرد.

- التنبيه على الأخطاء، والأحاديث الموضوعة والضعيفة التي يتناقلها الناس من دون مجاملة ولا مداهنة... لأن هناك من ينشر الأحاديث التي لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.

في يوم ما سوف نغادر الدنيا، وتبقى كتاباتنا ورسائلنا وتغريداتنا، فإما أن تكون لنا صدقة جارية، أو وزرا وإثما نحمله فوق ظهورنا...

قال الله جل جلاله: لِيَحمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَومَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجرُهَا، وَأَجرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعدَهُ، مِنْ غَيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعدِهِ، مِنْ غَيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوزَارِهِمْ شَيءٌ .م.




http://www.str-ly.com/up/uploads/images/str-ly.comc954cf2d31.gif


يعطيك الف عافية على هذا المجهود
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
بارك الله فيك أخي اليزيدي...
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار