مشاهدة النسخة كاملة : الاحتفال باليوم الوطني
حبيبة والدها
24 Sep 2013, 05:19 PM
ما حُكم الاحتفال باليوم الوطني في المدارس ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو تعلمون أنه عندنا في السعودية اليوم الوطني في هذا الشهر المبارك
ووالله إني في هذا اليوم يضيق صدري لما يحدث فيه فهل صحيح أنه بدعة لأني دائما أريد أن أهدأ نفسي أقول ليس في تاريخ معين فالعام الماضي أظن لم يكن في نفس هذا اليوم وأيضا أقول إذا اتخذوه يوم وطني ولم يقصدوا به العبادة قد يكون جائز لأن باب المباحات واسع
المهم استشكالات كثيرة تراودني فياشيخنا فصل لي الحكم الله يبارك فيك وما واجبنا وهل على
المدرسين إذا أعطوا قرار بوضع حفل لهذا اليوم يتخلون عن ذلك؟ لأني في السابق قمت بالاتصال
على المدارس ونصحتهم وقلت تقولون هذا قرار جاءنا من فوق ألا تخافون ممن حكم من هو فوق
عرشه؟
وجزاك الله خيراً
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .
أولاً : فيما أعلم أن الاحتفال باليوم الوطني تصرّفات شخصية ، وليست توجيها رسميا .
ثانيا : فتوى مشايخنا على المنع من الاحتفاء باليوم الوطني أو الاحتفال به .
ففي فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه اللهتحت عنوان : العيد الوطني
قال رحمه الله:
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعد :ـ فإن تخصيص يوم من أيام السنة بخصيصة دون غيره من الأيام يكون به ذلك اليوم عيداً ، علاوة على ذلك أنه بدعة في نفسه ومحرم وشرع دِين لم يأذن به الله ، والواقع أصدق شاهد ، وشهادة الشرع المطهر فوق ذلك وأصدق ، إذ العيد اسم لما يعود مجيئه ويتكرر ، سواء كان عائداً يعود السنة أو الشهر أو الأسبوع ، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . اهـ .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة حول الأعياد الْمُحْدَثَة :
العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد ، إما بِعَوْد السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك ، فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يُقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم . مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني ، لِمَا في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولِمَا في الثاني والثالث من التشبه بالكفار . اهـ .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك ، فإن هذه كلها مِن الْمُحْدَثَات التي قَلَّد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله ، وغَفَلُوا عَمَّا جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه ، وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ وفي لفظ آخر : لتأخذن أمتي مأخذ الأمم قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع . قالوا : يا رسول الله فارس والروم؟ قال : فمن ؟ والمعنى فمن المراد إلاَّ أولئك . فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء به الإسلام ، وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا ، والسنة بدعة والبدعة سنة ، عند أكثر الخلق؛ بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكُتّابنا لنشر محاسن ديننا والتحذير من البدع والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه ، إنه على كل شيء قدير ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع سنته إلى يوم الدين . اهـ .
فلا يجوز الاحتفال باليوم الوطني ، ولا رفع شعارات فيه .
والله أعلم .
المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
حبيبة والدها
24 Sep 2013, 05:20 PM
http://im13.gulfup.com/WaLFR1.jpg
حبيبة والدها
24 Sep 2013, 05:21 PM
اليوم الوطني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم الاحتفال باليوم الوطني وتخصيص اجازة له كما لو كان عيدا ؟
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال شيخنا الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
كل من أقام عيداً لأي مناسبة ، سواء كانت هذه المناسبة انتصاراً للمسلمين في عهد النبي عليه الصلاة والسلام ، أو انتصاراً لهم فيما بعد ، أو انتصار قومية ؛ فإنه مُبتَدَع ، وقد قَدِمَ النبي عليه الصلاة والسلام المدينة فوجد للأنصار عيدين يلعبون فيهما ، فقال : "إن الله قد أبدلكم بخير منهما عيد الفطر وعيد الأضحى" ، مما يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحب أن تُحْدِث أمته أعياداً سوى الأعياد الشرعية التي شرعها الله عز وجل .
مسألة : أسبوع المساجد والشجرة ونحوهما مما يقام ما القول فيها ؟
أما أسبوع المساجد فبدعة ؛ لأنه يُقام باسْمِ الدِّين ورفع شأن المساجد ، فيكون عبادة تحتاج إقامته إلى دليل ، ولا دليل لذلك .
وأما أسبوع الشجرة فالظاهر أنه لا يقام على أنه عبادة، فهو أهون، ومع ذلك لا نراه . اهـ .
.
فلا يَجوز الاحتفال بالأيام الوطنية ، وإن لم يُقصَد بها القُربة والطاعة ، إلا أن فيها مضاهاة للأعياد الشرعية .
وقد جَعَل بعضهم الوطن وثناً وإلها يُعبد من دون الله !
وبعضهم قدّم حبّ الوطن على حُب الله ورسوله ، بل جَعَل بعضهم الوطن هو المحبوب الأول والأخير ! على حدّ قول القائل :
وطني الحبيب وهل أُحِبّ سواه ؟!
والله تعالى أعلم .
حبيبة والدها
24 Sep 2013, 05:22 PM
ما حكم العمل في الإعداد أو عمل تصاميم لاحتفال اليوم الوطني دون الاحتفال به ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الكريم , نسأل الله أن يبارك لكم في عمركم وأوقاتكم وأعمالكم
ويجزيكم عنا خير الجزاء ..
أنا أعمل في مجال التصميم , وأتقاضى مالاً على ذلك ..
وفي هذه الفترة أصبحت تردني العديد من طلبات التصميم الخاصة باليوم الوطني , كعروض البوربوينت والتوزيعات "الهدايا" ..
وقبلت بعضها .. لكني قد قرأت مُؤخراً أن الاحتفال باليوم الوطني من البِدع , فهل يجوز لي متابعة العمل على تلك الطلبات ؟
أم علي أن أعتذر وأعيد لهم أموالهم ؟!
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
اعتَذِر إليهم ، ولا تُعِن على باطل ، فإن علماءنا أفتوا بِحُرمة الاحتفال بالأيام ، ومنها : اليوم الوطني .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : لا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَكْتَسِبَ بِأَنْ يَخِيطَ الْحَرِيرَ لِمَنْ يَحْرُمُ عَلَيْهِ لُبْسُهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ إعَانَةٌ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، وَهُوَ مِثْلُ الإِعَانَةِ عَلَى الْفَوَاحِشِ وَنَحْوِهَا ، وَكَذَلِكَ لا يُبَاعُ الْحَرِيرُ لِرَجُلِ يَلْبَسُهُ مِنْ أَهْلِ التَّحْرِيمِ .
وسبق :
اليوم الوطني
http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?p=494501
أعمل حدادا وجاءني من يطلب منى أن أعمل له (كوشة ) لتزيين الأفراح . هل يجوز ذلك ؟
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&cat=&ref=1118
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبدالرحمن السحيم
عبدالله الكعبي
27 Sep 2013, 12:41 AM
احسنتي وبارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا اختنا حبيبة والدها وايضا والدها على نقل الفتاوى العلماء عن يوم الوطني.
للأسف ما زال الإحتفال باليوم الوطني جاري ... والله المستعان بل هناك تشجيع وتأييد وويل لم ينكره تحت ضل النصيحة بالسر ..
انقل لكم هذا النقاش وانا احد الاعضاء المشاركين في ملتقى اهل الحديث واليكم الموضوع
السؤال
أصحاب الفضيلة المشايخ: سؤالي يا أصحاب الفضيلة عن اليوم الوطني، هل يجوز حضور الحفل؟ وإذا ألزمنا به كأعضاء سفارة ماذا علينا فعله؟ وهل يجوز لنا الحضور بنية إلقاء كلمة ذكر أو محاضرة نذكر فيها بطاعة الله ورسوله -عليه السلام-؟ أرجو إعطائي نصيحة ألقيها في هذا اليوم، أرجو الرد بأسرع وقت لأن اليوم الوطني قرب وأنا محتارة ولا أعرف ماذا أقول لزوجة السفير إذا دعتني؟.
الجواب
اليوم الوطني ليس عيداً، والأعياد التي لا يجوز إحداثها هي الأعياد الدينية وليست التجمعات التي يتجمع الناس بها لسبب أو لآخر، قد يحتفلون بالزواج وقد يحتفلون بالولادة، وقد يحتفلون بأي شيء فهذا ليس من الأعياد الدينية، لهذا يجب أن نزيل هذا الوهم، وهذه الشبهة التي يتعلق بها كثير من الناس، فيدخلون على الناس حرجاً وشغباً في دينهم، بحيث يصبح المتدين أو الملتزم في حرج يشعر وكأنه يأتي كبيرة ويأتي منكراً، هذا ليس بمنكر، فالأصل في الأشياء الإباحة، فلا حرج عليك أن تحضري فقد أجاز الحنابلة – رحمهم الله تعالى- العتيرة وهي ذبيحة كان أهل الجاهلية يعملونها في رجب كرهها المالكية باعتبار أنها كانت فعل الجاهلية ولكن الحنابلة أجازوها؛ لأنه لا يوجد نص يمنع من ذلك. أهل الجاهلية كانوا في رجب يذبحون ذبيحة اسمها الرجبية، واسمها العتيرة، فبعض العلماء يرى أن هذا باق على أصل الجواز، فإذا اجتمع الناس وذبحوا ذبيحة في رجب أو في شعبان أو في أي زمن فهذا لا مانع منه أن يحتفل الناس أو يفرحوا بحدث زوال الاستعمار في بلد مثلاً، هذا ما يسمى باليوم الوطني غالباً عندنا في أفريقيا، أو في البلاد التي كانت مستعمرة، فالأمر إن شاء الله لا حرج فيه، أما إذا كان ينبغي لك أن تلقي محاضرة فهذا شيء حسن إذا كانت المناسبة تسمح بإلقاء محاضرة أو خطبة تذكير ونحو ذلك فهذا لا بأس به، أما أن نتشبث: بأن أبدلنا الله عيدين، هذه أعياد كانت للأنصار وكانت أعياد جاهلية وأصنام، فالنبي – صلى الله عليه وسلم- ذكر أن أعياد الإسلام الدينية عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى، وهذا لا يفهم منه أنه يمنع أن يتجمع الناس في تجمع حتى ولو كان كرهه المرء ورأى أنه إذا لم يكن هناك منكر فلا داعي إلى التشويش على الناس، وإثارة بعض الفتن والخصومات في أمور ليست ممنوعة، أنا لن أخالف نصاً إن شاء الله فيما أقوله من كتاب وسنة، ولا إجماع العلماء ولا اتفاقاً حتى الاتفاقات داخل المذاهب، لكن إن شاء الله أعتقد وأعتمد أن التيسير في مثل هذه الأمور التي لا حرج فيها قطعاً، والأقوال التي تقول فيها حرج لا تستند إلى شيء، وهي أقوال ضعيفة جداً، فلا مانع من أن نفسح للناس المجال وأن نيسر لهم، فاليسر أصل من أصول هذا الدين "، وما جعل عليكم في الدين من حرج" [الحج: 78]، "يريد الله أن يخفف عنكم" [النساء: 28]، "فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" [الشرح: 5-6]، "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" رواه البخاري(69)، ومسلم(1734] من حديث أنس –رضي الله عنه-، فالأصل في هذا الدين اليسر نكررها مرة أخرى، والاجتهادات الأخرى للعلماء اجتهادات محترمة، لكنها ليست نصوصاً من الشارع. والسلام علي.
المجيب د. عبد الله بن بيه
التاريخ 16/12/1424هـ
-------------------------------------------------------------
هذه الفتوى فيها نظر
فقوله (اليوم الوطني ليس عيداً) ليس بصحيح بل هو عيد من ناحية اللغة والعرف
فالعيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أموراً منها: يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات. (من فتاوى اللجنة)
وهذا الوصف ينطبق على ما يحصل في هذا اليوم سواء قلنا إنه عيد ديني أو عيد دنيوي ، فهو عيد من ناحية اللغة.
وقوله (والأعياد التي لا يجوز إحداثها هي الأعياد الدينية وليست التجمعات التي يتجمع الناس بها لسبب أو لآخر، قد يحتفلون بالزواج وقد يحتفلون بالولادة، وقد يحتفلون بأي شيء فهذا ليس من الأعياد الدينية)
فقوله إن النهي إنما هو عن الأعياد الدينية فهذا غير صحيح ، بل النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم على الأنصار ولهم يومان من أيام العيد (ليست دينية) لم يقرهم عليها
وأما استدلاله بالاحتفال بالزواج والاحتفال بالولادة فهو تناقض منه!
فقبلها يقول إن اليوم الوطني ليس بعيد وهنا يحتج بالاجتماع للاحتفال بالزواج والولادة! ويقول إنها ليست من الأعياد الدينية!
والاحتفال بذكرى الزواج وذكرى الولادة ليست من أفعال المسلمين ، بل هي من التشبه بالكفار
وأما استدلاله بالعتيرة ففيه نظر ،فالعلماء الذين قالوا بها استدلوا بالحديث الوارد في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر ذلك ولولم يرد فيه نص لما أجازوه ، على أن الأحاديث الواردة فيها فيها كلام من ناحية الدراية والرواية
وأما قوله إنه يعتمد التيسير ولا يخالف نصا ولا إجماعا
فالتيسير مطلوب ولكن ليس في مخالفة الشرع
وسيما أهل الخير والدين هو الخوف من ارتكاب مايغضب الله سبحانه وتعالى فهم يشكرون على ذلك ويشجعون عليه ، فكون السائلة جاءت تسعى وهي تخشى من وقوعها في المحظور فينبغي بيان الحق لها
ثم إن من نصح العالم للمستفتي أن ينبهه لما يحصل في هذا الاحتفال من مخالفات شرعية من الغناء وغيرها من المنكرات، فلا يسهل لهم الأمر ولايذكر لهم المنكرات التي تحصل
وقد كانت دول الاسلام تتعاقب على مر الأزمان ولم يكن لهم احتفال بمثل هذه الأمور ، فهذه الاحتفالات من التشبه بالكفار نسأل الله السلامة والعافية.
هذ ا ما أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(فتوى رقم 9403- 3/59).
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
أولاً: العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد، إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك، فالعيد يجمع أموراً منها: يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة، ومنها: الاجتماع في ذلك اليوم، ومنها: الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات.
ثانياً: ما كان من ذلك مقصوداً به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم، مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد، وعيد الأم، والعيد الوطني، لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار، وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلاً لمصلحة الأمة وضبط أمورها، كأسبوع المرور، وتنظيم مواعيد الدراسة، والاجتماع بالموظفين للعمل، ونحو ذلك مما لا يفضي إلى التقرب به والعبادة والتعظيم بالأصالة، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" فلا حرج فيه بل يكون مشروعاً، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. والله أعلم.
عبدالله الكعبي
27 Sep 2013, 01:01 AM
وهذا نقل للفائدة
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز :
اطلعتُ على ما نشرته صحيفة (الندوة) في عددها الصادر بتاريخ 30 / 11 / 1384 هـ تحت عنوان (تكريم الأم.. وتكريم الأسرة) فألفيت الكاتب قد حبذ من بعض الوجوه ما ابتدعه الغرب من تخصيص يوم في السنة يحتفل فيه بالأم وأَوْرَدَ عليه شيئا غفل عنه المفكرون في إحداث هذا اليوم وهي ما ينال الأطفال الذين ابتلوا بفقد الأم من الكآبة والحزن حينما يرون زملائهم يحتفلون بتكريم أمهاتهم واقترح أن يكون الاحتفال للأسرة كلها واعتذر عن عدم مجيء الإسلام بهذا العيد ؛ لأن الشريعة الإسلامية قد أوجبت تكريم الأم .
ولقد أحسن الكاتب فيما اعتذر به عن الإسلام وفيما أورده من سيئة هذا العيد التي قد غفل عنها من أحدثه ولكنه لم يشر إلى ما في البدع من مخالفة صريح النصوص الواردة عن رسول الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام ولا إلى ما في ذلك من الأضرار ومشابهة المشركين والكفار فأردت بهذه الكلمة الوجيزة أن أنبه الكاتب وغيره على ما في هذه البدعة وغيرها مما أحدثه أعداء الإسلام والجاهلون به من البدع في الدين حتى شوهوا سمعته ونفروا الناس منه وحصل بسبب ذلك من اللبس والفرقة ما لا يعلم مدى ضرره وفساده إلا الله سبحانه.
وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التحذير من المحدثات في الدين وعن مشابهة أعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين مثل قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " متفق عليه وفي لفظ لمسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ، والمعنى :
فهو مردود على ما أحدثه وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة : " أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة " خرجه مسلم في صحيحه ، ولا ريب أن تخصيص يوم من السنة للاحتفال بتكريم الأم أو الأسرة من محدثات الأمور التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته المرضيون ، فوجب تركه وتحذير الناس منه ، والاكتفاء بما شرعه الله ورسوله .
وقد سبق أن الكاتب أشار إلى أن الشريعة الإسلامية قد جاءت بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت وقد صدق في ذلك فالواجب على المسلمين أن يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها والسمع لها في المعروف كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور التي حذرهم الله منها والتي تفضي بهم إلى مشابهة أعداء الله والسير في ركابهم واستحسان ما استحسنوه من البدع, وليس ذلك خاصا بالأم بل قد شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما وصلة جميع القرابة وحذرهم سبحانه من العقوق والقطيعة وخص الأم بمزيد العناية والبر؛ لأن عنايتها بالولد أكبر ما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر قال الله سبحانه: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } الإسراء/23 ، وقال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } لقمان/14 ، وقال تعالى : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } محمد/22 ، 23 .
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك ثم الأقرب فالأقرب .
وقال عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنة قاطع " ، يعني : قاطع رحم ، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أجَله فليصل رحمه " ، والآيات والأحاديث في بر الوالدين وصلة الرحم وبيان تأكيد حق الأم كثيرة مشهورة وفيما ذكرنا منها كفاية ودلالة على ما سواه وهي تدل مَنْ تأملها دلالة ظاهرة على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان إليهما وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات وترشد إلى أن عقوق الوالدين وقطيعة الرحم من أقبح الصفات والكبائر التي توجب النار وغضب الجبار نسأل الله العافية من ذلك .
وهذا أبلغ وأعظم مما أحدثه الغرب من تخصيص الأم بالتكريم في يوم من السنة فقط ثم إهمالها في بقية العام مع الإعراض عن حق الأب وسائر الأقارب ولا يخفى على اللبيب ما يترتب على هذا الإجراء من الفساد الكبير مع كونه مخالفا لشرع أحكم الحاكمين وموجباً للوقوع فيما حذر منه رسوله الأمين .
ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك فإن هذه كلها من المحدثات التي قلد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله وغفلوا عما جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : " لتتبعن سَنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ، قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن " ،
وفي لفظ آخر: " لتأخذن أمتي مأخذ الأمم قبلها شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، قالوا : يا رسول الله فارس والروم ؟ قال : فمن ؟ " ، والمعنى فمن المراد إلا أولئك فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء به الإسلام وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا والسنة بدعة والبدعة سنة عند أكثر الخلق بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكتابنا لنشر محاسن ديننا والتحذير من البدع والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه إنه على كل شيء قدير وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع سنته إلى يوم الدين .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 5 / 189 ) .
4. وقال الشيخ صالح الفوزان :
ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها : تقليدهم في أمور العبادات ، كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور ، وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها . وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " ، وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه الصور ، وإنهم شرار الخلق ، وقد وقع في هذه الأدلة من الشرك الأكبر بسبب الغلو في القبور ما هو معلوم لدى الخاص والعام وسبب ذلك تقليد اليهود والنصارى .
ومن ذلك تقليدهم في الأعياد الشركية والبدعية كأعياد الموالد عند مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وأعياد موالد الرؤساء والملوك ، وقد تسمى هذه الأعياد البدعية أو الشركية بالأيام أو الأسابيع – كاليوم الوطني للبلاد ، ويوم الأم وأسبوع النظافة – وغير ذلك من الأعياد اليومية والأسبوعية، وكلها وافدة على المسلمين من الكفار ؛ وإلا فليس في الإسلام إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى ، وما عداهما فهو بدعة وتقليد للكفار ، فيجب على المسلمين أن ينتبهوا لذلك ولا يغتروا بكثرة من يفعله ممن ينتسب إلى الإسلام وهو يجهل حقيقة الإسلام ، فيقع في هذه الأمور عن جهل ، أو لا يجهل حقيقة الإسلام ولكنه يتعمد هذه الأمور ، فالمصيبة حينئذ أشد ، { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً } الأحزاب/21 .
من خطبة " الحث على مخالفة الكفار"
5. وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن حكم الاحتفال بما يسمى عيد الأم ؟.
فأجاب :
إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضا؛ فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى ، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام ، وهي عيد الفطر ، وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع ( يوم الجمعة ) وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة ، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي : مردود عليه غير مقبول عند الله وفي لفظ : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ، وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز في العيد الذي ذكر في السؤال والمسمى عيد الأم ، لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد ، كإظهار الفرح والسرور ، وتقديم الهدايا وما أشبه ذلك ، والواجب على المسلم أن يعتز بدينه ويفتخر به وأن يقتصر على ما حده الله تعالى لعباده فلا يزيد فيه ولا ينقص منه ، والذي ينبغي للمسلم أيضا ألا يكون إمعة يتبع كل ناعق بل ينبغي أن يُكوِّن شخصيته بمقتضى شريعة الله تعالى حتى يكون متبوعا لا تابعا ، وحتى يكون أسوة لا متأسياً ؛ لأن شريعة الله - والحمد لله - كاملة من جميع الوجوه كما قال تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ، والأم أحق من أن يحتفى بها يوماً واحداً في السنة ، بل الأم لها الحق على أولادها أن يرعوها ، وأن يعتنوا بها ، وأن يقوموا بطاعتها في غير معصية الله عز وجل في كل زمان ومكان .
" فتاوى إسلامية " ( 1 / 124 ) ومجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 301 ، 302 ) .
6. وقال شيخ الإسلام – في التعليق على موضوع مقارب - :
وبهذا يتبين لك كمال موقع الشريعة الحنيفية ، وبعض حكم ما شرع الله لرسوله [ من ] مباينة الكفار ومخالفتهم في عامة الأمور ؛ لتكون المخالفة أحسم لمادة الشر وأبعد عن الوقوع فيما وقع فيه الناس ، فينبغي للمسلم إذا طلب منه أهله وأولاده شيئاً من ذلك أن يحيلهم على ما عند الله ورسوله ويقضي لهم في عيد الله من الحقوق ما يقطع استشرافهم إلى غيره فإن لم يرضوا فلا حول ولا قوة إلا بالله ومن أغضب أهله لله أرضاه الله وأرضاهم . فليحذر العاقل من طاعة النساء في ذلك وفي الصحيحين عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء " ، وأكثر ما يفسد الملك والدول طاعة النساء ، ففي صحيح البخاري عن أبي بكرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " . .. وقد قال صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما راجعنه في تقديم أبي بكر : " إنكن صواحب يوسف " ، يريد أن النساء من شأنهن مراجعة ذي اللب كما قال في الحديث الآخر : " ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب ذي اللب من إحداكن " .
قال بعض العلماء : ينبغي للرجل أن يجتهد إلى الله في إصلاح زوجته ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " .
" مجموع الفتاوى " ( 25 / 324 – 326 ) .
حبيبة والدها
27 Sep 2013, 10:38 PM
وفيكم بارك لاحرمك الله الأجر أخي اليزيدي على هذه الاضافة القيمة التي اثرت الموضوع فى ميزان حسناتكم انتم ووالديكم
ا
لمسلمين ليس لديهم إلا عيدين والله عز وجل من شرعها وليس البشر كباقي الأمم
التي كل ماشعرت بحاجة لحب او حنان وضعوا عيد وهكذا......
اللهم لكـ الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
مسك الختام
28 Sep 2013, 06:39 AM
بارك الله فيكم
عبد الله مسلم
03 Oct 2013, 12:43 PM
http://files.fatakat.com/2010/5/1274415866.gif
حبيبة والدها
07 Oct 2013, 11:27 PM
وفيكم بارك اختى مسك واخي عبد الله مسلم
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir