المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أســــرار القــرآآآن



ام حفصه
16 May 2013, 02:57 PM
http://www.dawah.ws/bg/dawah1254488897.jpg

(...‏ ولا تبذر تبذيرا‏.‏ إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا‏}(‏ الإسراء‏:27,26)‏هذا النص القرآني الكريم ينهي عن( التبذير) وهو الإنفاق في غير حق, ولكن الإنسان إذا أنفق ماله كله في الحق لم يكن مبذرا, ولو أنفق مدا واحدا في غير حق كان مبذرا. فالإنفاق ليس بالكثرة أو القلة, وإنما هو بموضع الإنفاق. وعلي ذلك فإن الإسلام يطالب الإنسان بتقدير نعم الله ـ تعالي عليه, ومنها نعمة المال, ويأمره بالاعتدال في التصرف بتلك النعم, بوضعها في المواضع الصحيحة لها. فالاعتدال في كل شيء هو من أخلاق المسلم, وللتأكيد علي ذلك جاء النهي عن التبذير نهيا مؤكدا في النص الذي اخترناه عنوانا لهذا المقال:... ولا تبذر تبذيرا. فكما ينهي الإسلام عن التبذير وعن الإسراف المخل, فإنه ينهي عن البخل وعن التقتير المذل, ويأمر المسلم بالاعتدال في كل شيء من المأكل والمشرب, إلي الملبس والزينة, إلي المسكن والأثاث, وعدد الخدم والمساعدين, ووسائل الانتقال والترفيه, إلي كلفة كل من الزواج والسفر, وإلي غير ذلك من تكاليف الحياة.
ويؤكد النص الكريم علي كراهية التبذير بقول ربنا تبارك وتعالي إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا والمقصود بأخوة الشياطين هو التشبه بهم في معصية الله ـ تعالي وفي الانغماس في كل باطل وشر, وفي المخالفة لأوامر الله, وفي عدم أداء شكر النعم لله بتصريفها في غير الطاعات والحقوق, متجاوزين حدود ما أمر الله به.

ام حفصه
16 May 2013, 02:58 PM
ويشبه النص الكريم المبذر بالشيطان لأن كلا منهما لا يشكر نعم الله ـ تعالي عليه. فالشيطان لا ينشط إلا في معصية الله بغواية الإنسان عن طريق الهداية, وكذلك المبذر لا ينفق ما وهبه الله ـ تعالي من مال إلا في الاستعلاء علي الخلق, والإفساد في الأرض وفي المباهاة وحب الظهور, والإتلاف غير المبرر للمال, وكلا الموقفين فيه معصية لله وجحود لنعمه, ولذلك قال ـ تعالي ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين.( الأنعام:141).
وقال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ كلوا واشربوا, والبسوا وتصدقوا, في غير إسراف ولا مخيلة( البخاري). وكان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا, وكان يدعو المسلمين إلي الترفع عن متعها الزائلة, وفي ذلك يروي عروة بن الزبير ـ رضي الله عنهما ـ عن خالته أم المؤمنين السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت له: ابن أختي! إنا كنا لننظر إلي الهلال, ثم الهلال, ثم الهلال, ثلاثة أهلة في شهرين, وما أوقدنا في أبيات رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ نارا وأضاف: فقلت يا خالة: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان, التمر والماء, إلا أنه كان لرسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ جيران من الأنصار, كانت لهم منائح, وكانوا يمنحون رسول الله من ألبانهم فيسقينا( البخاري). وقال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ ما شبع رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ من طعام ثلاثة أيام حتي قبض( البيهقي). وقال ـ صلي الله عليه وسلم: ثلاث منجيات وثلاث مهلكات: فأما المنجيات فالعدل في الغضب والرضا وخشية الله في السر والعلانية, والقصد في الغني والفقر...( الماوردي).

ام حفصه
16 May 2013, 02:58 PM
وقال رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم: لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتي يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه, وعن شبابه فيما أبلاه, وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه, وماذا عمل فيما علم( الترمذي).
ومن أسباب التبذير الجهل بالدين, وصحبة الفاسدين المسرفين, والغني بعد الفقر, وحب التباهي والظهور, والمرض بحب التقليد والمحاكاة للمبذرين. ويعالج ذلك العلم بالدين, والتعود علي الاعتدال في كل شيء, والحرص علي الصحبة الصالحة, ومدارسة سيرة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ والتأسي به وبصحابته الكرام وبالتابعين وتابعيهم من السلف الصالح, وبدراسة عواقب التبذير ومنها:
فساد الدين, إهدار المال, ضياع العافية, قسوة القلب, خمول الذهن, تحريك دواعي الشر في النفوس, كثرة المحن والشدائد, عدم الاهتمام بالآخرين, الاضطرار إلي الوقوع في الكسب الحرام, والمرور بعدد من الأزمات النفسية الشديدة التي قد تؤدي إلي الانهيار التام للإنسان.
من هنا نري وجه الإعجاز التشريعي في تحريم التبذير كما جاء في النص الذي اخترناه عنوانا لهذا المقال, وهو وجه من أوجه الإعجاز في كتاب الله.
د . زغلول النجار

منقول ---

رياض أبو عادل
16 May 2013, 03:23 PM
http://taif-tcr.com/vb/altaiff/taif12.gif

رونق الامل
21 May 2013, 07:05 PM
http://up.ala7ebah.com/img/rsl17928.gif