المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع كتاب رب الارض و السموات



أبو طالب الأنصاري
03 Jan 2005, 11:15 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

حياكم الله و بياكم و جعل الجنة مثواى و مثواكم

إن شاء الله سيكون هذا الموضوع مجدد بتفسير لآيات القرآن العظيم من تفاسير موثقة مثل بن كثير و القرطبى

و ميسره كتفسير السعدى رحمة الله عليهم أجمعين و إن شاء الله يشاركنا الأخوة و الأخوات حتى تعم الفائدة

وحتى نستذكر كتاب ربنا تبارك و تعالى وحتى نكون ممن ينشرون ما هداهم الله إليه و لا يكتمونه قال تعالى :

وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187)

وإن شاء الله سأبدأ بتفسير سورة العاديات و التفسير من كتاب تيسير الكريم الرحمن فى تفسير كلام المنان للعلامة عبد الرحمن السعدى

سورة العاديات

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/442X500-0/100/1/1.png

أقسم تعالى بالخيل ، لما فيها من آياته الباهرة ، ونعمة الظاهرة ، ما هو معلوم للخلق . وأقسم تعالى بها في الحال التي لا يشاركها فيه غيرها من أنواع الحيوانات ، فقال :

" والعاديات ضبحا "

، أي : العاديات عدوا بليغا قويا ، يصدر عنه الضبح ، وهو صوت نفسها في صدرها ، عند اشتداد عدوها .

" فالموريات "

بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار

" قدحا "

، أي : تنقدح النار من صلابة حوافرهن وقوتهن إذا عدون .

" فالمغيرات "

على الأعداء

" صبحا "

، وهذا أمر أغلبي ، أن الغارة تكون صباحا .

" فأثرن به "

، أي : بعدوهن ، وغارتهن

" نقعا "

، أي : غبارا .

" فوسطن به "

، أي : براكبهن

" جمعا "

، أي : توسطن به جموع الأعداء ، الذين أغار عليهم . والمقسم عليه قوله :

" إن الإنسان لربه لكنود "

، أي : منوع للخير ، الذي لله عليه . فطبيعة الإنسان وجبلته ، أن نفسه ، لا تسمح بما عليه من الحقوق ، فتؤديها كاملة موفرة ، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليها من الحقوق المالية والبدنية ، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق .

" وإنه على ذلك لشهيد "

، أي : إن الإنسان ، على ما يعرف من نفسه من المنع والكند ، لشاهد بذلك ، لا يجحده ولا ينكره ، لأن ذلك ، بين واضح . ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله ، أي : إن العبد لربه لكنود ، والله شهيد على ذلك ، ففيه الوعيد ، والتهديد الشديد ، لمن هو عليه كنود ، بأن الله عليه شهيد .

" وإنه "

، أي : الإنسان

" لحب الخير "

، أي : المال

" لشديد "

، أي : كثير الحب للمال . وحبه لذلك ، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه ، قدم شهوة نفسه على رضا ربه ، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار ، وغفل عن الآخرة . ولهذا قال ـ حاثا له على خوف يوم الوعيد ـ :

" أفلا يعلم "

، أي : هلا يعلم هذا المعتز

" إذا بعثر ما في القبور "

، أي : أخرج الله الأموات من قبورهم ، لحشرهم ونشرهم .

" وحصل ما في الصدور "

، أي : ظهر وبان ما فيها ، وما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر ، فصار السر علانية ، والباطن ظاهرا ، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم .

" إن ربهم بهم يومئذ لخبير "

بأعمالهم الظاهرة والباطنة ، الخفية والجلية ، ومجازيهم عليها . وخص خبرهم بذلك اليوم ، مع أنه خبير بهم في كل وقت ، لأن المراد بهذا ، الجزاء على الأعمال ، الناشىء عن علم الله ، واطلاعه .

تم تفسير سورة العاديات ، ولله الحمد والمنة

سنا البرق
04 Jan 2005, 11:06 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليك , ولاحرمك ربي الأجــــــــــــــــر والمثوبة ..

سهام الليل
04 Jan 2005, 11:13 PM
بارك الله فيكم ـ أبو طالب الانصاري ـ
على هذا التفسير المبارك ...

أبو طالب الأنصاري
05 Jan 2005, 03:30 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

سنا البرق , سهام الليل جزاكم الله خيرا شكر الله لكم

سورة الشمس

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/442X500-0/91/1/1.png

التفسير من تفسير بن كثير

- 1 - والشمس وضحاها

- 2 - والقمر إذا تلاها

- 3 - والنهار إذا جلاها

- 4 - والليل إذا يغشاها

- 5 - والسماء وما بناها

- 6 - والأرض وما طحاها

- 7 - ونفس وما سواها

- 8 - فألهمها فجورها وتقواها

- 9 - قد أفلح من زكاها

- 10 - وقد خاب من دساها

قال مجاهد {والشمس وضحاها}: أي وضوئها، وقال قتادة: {وضحاها} النهار كله، قال ابن جرير: والصواب أن يقال:

أقسم اللّه بالشمس ونهارها، لأن ضوء الشمس الظاهر هو النهار، {والقمر إذا تلاها} قال مجاهد: تبعها، وقال ابن عباس:

{والقمر إذا تلاها} قال: يتلو النهار، وقال قتادة: إذا تلاها ليلة الهلال إذا سقطت الشمس رؤي الهلال. وقال ابن زيد: هو

يتلوها في النصف الأول من الشهر، ثم هي تتلوه وهو يتقدمها في النصف الأخير من الشهر، وقوله تعالى: {والنهار إذا

جلاها} قال مجاهد: أضاءها، وقال قتادة: إذا غشيها النهار، وتأول بعضهم ذلك بمعنى: والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام

عليها (ذكره ابن جرير عن بعض أهل اللغة). (قلت): ولو أن القائل تأول ذلك بمعنى {والنهار إذا جلاها} أي البسيطة

لكان أولى، ولصح تأويله في قوله تعالى: {والليل إذا يغشاها} فكان أجود وأقوى، واللّه أعلم. ولهذا قال مجاهد: {والنهار

إذا جلاها} إنه كقوله تعالى: {والنهار إذا تجلى}، وأما ابن جرير فاختار عود الضمير ذلك كله على الشمس لجريان ذكرها،

وقالوا في قوله تعالى: {والليل إذا يغشاها} يعني إذا يغشى الشمس حين تغيب فتظلم الآفاق. وقال بقية: إذا جاء الليل قال

الرب جلَّ جلاله: غشي عبادي خلقي العظيم، فالليل تهابه، والذي خلقه أحق أن يهاب (رواه ابن أبي حاتم). وقوله تعالى:

{والسماء وما بناها} يحتمل أن تكون (ما) ههنا مصدرية بمعنى: والسماء وبنائها، وهو قول قتادة، ويحتمل أن تكون بمعنى

(من) يعني: والسماء وبانيها، وهو قول مجاهد، وكلاهما متلازم والبناء هو الرفع كقوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد - أي

بقوة - وإنا لموسعون}، وقوله تعالى: {والأرض وما طحاها} قال مجاهد: {طحاها} دحاها، وقال ابن عباس: أي خلق

فيها، وقال مجاهد وقتادة والضحّاك: {طحاها} بسطها، وهذا أشهر الأقوال، وعليه الأكثر من المفسرين وهو المعروف عند

أهل اللغة، قال الجوهري: طحوته مثل دحوته أي بسطته، وقوله تعالى: {ونفس وما سوّاها} أي خلقها سوية مستقيمة على

الفطرة القويمة كما قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة اللّه التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللّه}، وقال رسول

اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة". وفي صحيح مسلم: "يقول اللّه عزَّ وجلَّ: إني خلقت عبادي حنفاء

فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم". وقوله تعالى: {فألهمها فجورها وتقواها} أي فأرشدها إلى فجورها وتقواها أي بين

ذلك لها وهداها إلى ما قدر لها، قال ابن عباس: بّين لها الخير والشر، وقال سعيد بن جبير: ألهمها الخير والشر، وقال ابن

زيد: جعل فيها فجورها وتقواها. وفي الحديث: أن رجلاً من مزينة أو جهينة أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: يا

رسول اللّه أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون، أشيء قضي عليهم من قدر قد سبق، أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم

صلى اللّه عليه وسلم وأكدت به عليهم الحجة؟ قال: "بل شيء قد قضي عليهم"، قال: ففيم نعمل؟ قال: "من كان اللّه خلقه

لإحدى المنزلتين يهيئه لها، وتصديق ذلك في كتاب اللّه تعالى: {ونفسٍ وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها} (رواه أحمد

ومسلم).
وقوله تعالى: {قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها} المعنى قد أفلح من زكى نفسه بطاعة اللّه، وطهرها من الأخلاق

الدنيئة والرذائل، كقوله: {قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى} {وقد خاب من دساها} أي دسسها أي أخملها حتى

ركب المعاصي وترك طاعة اللّه عزَّ وجلَّ، وقد يحتمل أن يكون المعنى: قد أفلح من زكى نفسه، وقد خاب من دسّى اللّه

نفسه، كما قال ابن عباس (هذا القول عن ابن عباس ورد به حديث مرفوع: "أفلحت نفس زكّاها اللّه عزَّ وجلَّ" (أخرجه ابن

أبي حاتم ولكن في إسناده ضعف). وروى ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ:

{فألهمها فجورها وتقواها} قال: "اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها" (أخرجه ابن أبي

حاتم)، وفي رواية عن عائشة أنها فقدت النبي صلى اللّه عليه وسلم من مضجعه، فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد، وهو

يقول: "رب أعط نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها" (أخرجه أحمد). حديث آخر: روى الإمام

أحمد، عن زيد بن أرقم قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والهرم

والجبن والبخل وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من

قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها" (أخرجه أحمد ومسلم). قال زيد: كان رسول اللّه

صلى اللّه عليه وسلم يعلمناهن ونحن نعلمكموهن.

11 - كذبت ثمود بطغواها

- 12 - إذ انبعث أشقاها

- 13 - فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها

- 14 - فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها

- 15 - ولا يخاف عقباها

يخبرتعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم، بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي، فأعقبهم ذلك تكذيباً في قلوبهم بما جاءهم به

رسولهم عليه الصلاة والسلام من الهدى واليقين {إذ انبعث أشقاها} أي أشقى القبيلة وهو (قدار بن سالف) عاقر الناقة، وهو

الذي قال اللّه تعالى: {فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر} الآية، وكان هذا الرجل عزيزاً شريفاً في قومه، نسيباً رئيساً مطاعاً، كما

قال الإمام أحمد: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكر الناقة، وذكر الذي عقرها، فقال: "{إذ انبعث أشقاها} انبعث

لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل أبي زمعة" (أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي من حديث عبد اللّه بن

زمعة). وروى ابن أبي حاتم، عن عمار بن ياسر قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعلي: "ألا أحدثك بأشقى

الناس؟" قال: بلى، قال: "رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذا - يعني قرنه - حتى تبتل

منه هذه" يعني لحيته (أخرجه ابن أبي حاتم). وقوله تعالى: {فقال لهم رسول اللّه} يعني صالحاً عليه السلام {ناقة اللّه}

أي احذروا ناقة اللّه أن تمسوها بسوء، {وسقياها} أي لا تعتدوا عليها في سقياها فإن لها شرب يوم، ولكم شرب يوم معلوم،

قال اللّه تعالى: {فكذبوه فعقروها} أي كذبوه فيما جاءهم به، فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة، التي أخرجها اللّه من الصخرة آية

لهم وحجة عليهم، {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم} أي غضب عليهم فدمّر عليهم، {فسواها} أي فجعل العقوبة نازلة عليهم على

السواء. قال قتادة: بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم، فلما اشترك القوم في

عقرها دمدم اللّه عليهم بذنبهم، فسواها، وقوله تعالى: {ولا يخاف عقباها} قال ابن عباس: لا يخاف اللّه من أحد تبعة (وكذا

قال مجاهد والحسن وبكر المزني وغيرهم)، وقال الضحّاك والسدي: {ولا يخاف عقباها} أي لم يخف الذي عقرها عاقبة ما

صنع، والقول الأول أولى لدلالة السياق عليه، واللّه أعلم.

سهام الليل
05 Jan 2005, 11:45 AM
في ضوء آية :ـ في ضوء آية .

قال تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)

في معنى قوله تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ) ـ وعباد الرحمن ـ

وصفهم هنا الله بالعبادة ـ ولا يوصف بالعباد الا المشتغلون بعبادته المدركون للهدف الذي خلقوا من اجله . ـ لعبادته ـ
فالناس اقتسموا حيال ذلك الهدف الى قسمين :
قسم اقل جعلوا هدفهم عبادتهم لله , فحياتهم ومماتهم لذلك ,.
والاكثر اشتغلوا عن عبادة الله لاتباع اهوائهم .
والمؤمن يدرك ان الكون مسخر له ـ فهو يعيش لذلك الهدف وهو عبادة الله فيعمر الارض ويعمرها بعبادة الله .
والغير عبد غير الله .. عبد الدينار , عبد الخميصة . عبد القصور
ـ وعباد الرحمن ـ
ولحبه لهم ـ اضافهم لاسمه الكريم أعظمها الرحمن , وكأنه رد على الكافرين , ( وما الرحمن )


فهم اولياءه الذين اصطفاهم بـ ( عباد الرحمن ) فهم خلاصة البشرية
( الذين يمشون على الارض هونا )

تميزوا بصفتين : المشي , هونا .

قال بعض المفسرون ـ يمشون على الارض أي مدة لبثهم في هذه الحياة فهم يمشون على هذه الارض على قدر اعمارهم وهي كما قال القرطبي : ( صفة الانتقال في الارض أي التحرك في الارض وهو معاشرة الناس ومخالطتهم .
أي المخالطة : فهي ابرز صفاتهم وليس الانعزال وتكفير الناس ,. فهم يتحركون في الارض لعبادة الله واتخذوا افضل العبادة وهو تعبيد الناس لله ـ أي الدعوة ـ ولايتحقق ذلك الا بمخالطة الناس ,. أي النزول اليهم وتحمل الاذى منهم .
المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم افضل من المؤمن الذي لايخالط الناس ولا يصبر على اذاهم .
الداعية افضل من المنعزل ولو كان بالعبادة فهو من ( ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا )
الداعية حبيب الله لانه يحقق العبودية أي يعبد الناس لله .
ولابد من المخالطة من الاذى من الجهال ـ المنافقين ـ اصحاب الاهواء ...
فاكثر الناس لاتحب من ينصحهم ويدعوهم للخير فهو يمنعهم من شهواتهم ويقف امام مايحبونه وامام اهوائهم فلا بد ان يلقى الاذى ـ لابد من الصبر والاحتساب ..
( حتى الشوكة ... يكفر الله بها .

وكما اوصى لقمان : وامر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على مااصابك )
وحتى تأتي المخالطة بثمارها لابد من معرفة الاتي :
1ـ معرفة من تخالط : طبائعهم وصفاتهم ماضيهم , تفكيرهم , جهلهم , بدعهم ...
2ـ معرفة طرق الدخول عليهم .. فنون كسب الاخرين .
اختيار الوقت المناسب والبداية بالتيسير والابتعاد عن التحقير والتبشير ـ بشروا ولاتنفروا ويسروا ولاتعسروا )
كان صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل , بل جعل التشاؤم ـ صفة الفاشلين ـ
جعلها كفر وشرك (( الطيرة شرك ))
3ـ تحمل الاذى اما يردوه او لايفهموه ـ يسيئوا الظن به ـ
والصبر على الاذى من صفة اولوا العزم .
فاروع خلق الله الصحابة الكرام ... تحملوا صنوف الاذى في سبيل الله
الفقر , الطرد , الاتهام , المقاطعة .....
وكل ذلك من دلائل محبتهم لله , فمن دلائل المحبة تحمل المشاق في سبيل المحب .
ـ هونا ـ

نأتي هنا على صفة مشيهم
يمشيون على وقار وسكينة ولين من غير كبر ولابطر
فكلما اشتهروا ازدادوا تواضعا ولينا ....
هونا ـ قد تعني حياتهم مع الناس باللين والتسامح والرفق في المعاملة فتتوافق مع مشيهم
( ماكان الرفق في شيئ الا زانه )
فالناس محتاجون الى الرفق والرعاية ... نلخصها في مايلي : ـ
1ـ الرعاية المستمرة الفائقة يمثلها الرسول صلى الله عليه وسلم رعاية دائمة على الدوام كرعاية الابوين لابنائهم يعطي كل الحب والقدرات والعناية اقصى جهده .
2ـ البشاشة السماحة ـ الابتسامة تذوب الجليد ـ فهي رسالة لللاخرين اني احبكم واقبلكم وابشركم واريد لكم الخير ـ وتامل العكس من العبوس .
3ـ الود الذي يسعهم ـ أي محبتهم فهو يحرص عليهم بالدعوة , دافع ذلك حبه لهم يامرهم بالمعروف وينهاههم عن المنكر .
وهو يسعى بذلك للكل ـ لايخص ناس عن ناس بل الجميع ـ لن تكسب احد مالم يشعر بحبك له ـ
4ـ تحمل جهلهم وضعفهم ونقصهم ـ فالناس قدرات وطبقات ـ تفاوت بينهم .. فيجب تحملهم ومعاودتهم بالخير
5ـ يعطيهم ولاياخذ منهم ـ يبالغ في العطاء لوجه الله ..
6ـ يحمل همومهم ولايعنيهم بهمه .
7ـ الاهتمام الدائم يجدونه عنده كالابوين بل اكثر فيصبح ناجحا مؤثرا عليهم ..

ـ هونا ـ
من معاني الهون :
التواضع .
ـ قالوا في تعريف التواضع : ان يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله ..

وافضل الناس من تواضع من قدرة وزهد عن رغبة .

ولايعني التواضع المهانة والانهزام امام الغير


والتواضع من صفات عباد الله الصالحين

تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها :تغفلون عن افضل العبادة التواضع .



المرجع : ملوك الاخرة للشيخ عبد الحميد البلالي .

ابو عبد الرحمن
06 Jan 2005, 07:10 PM
جزاك الله خير أخوي ابو طالب


فكرة جميلة أثابك الله


وان شاء الله نحاول نتفاعل

ابو عبد الرحمن
06 Jan 2005, 07:21 PM
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/1/2/1.png


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ




"سُورَة الْفَاتِحَة" مَكِّيَّة سَبْع آيَات بِالْبَسْمَلَةِ إنْ كَانَتْ مِنْهَا وَالسَّابِعَة صِرَاط الَّذِينَ إلَى آخِرهَا وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهَا فَالسَّابِعَة غَيْر الْمَغْضُوب إلَى آخِرهَا وَيُقَدَّر فِي أَوَّلهَا قُولُوا لِيَكُونَ مَا قَبْل إيَّاكَ نَعْبُد مُنَاسِبًا لَهُ بِكَوْنِهَا مِنْ مَقُول الْعِبَاد









الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ




"الْحَمْد لِلَّهِ" جُمْلَة خَبَرِيَّة قُصِدَ بِهَا الثَّنَاء عَلَى اللَّه بِمَضْمُونِهَا عَلَى أَنَّهُ تَعَالَى مَالِك لِجَمِيعِ الْحَمْد مِنْ الْخَلْق أَوْ مُسْتَحِقّ لِأَنْ يَحْمَدُوهُ وَاَللَّه عَلَم عَلَى الْمَعْبُود بِحَقٍّ . "رَبّ الْعَالَمِينَ" أَيْ مَالِك جَمِيع الْخَلْق مِنْ الْإِنْس وَالْجِنّ وَالْمَلَائِكَة وَالدَّوَابّ وَغَيْرهمْ وَكُلّ مِنْهَا يُطْلَق عَلَيْهِ عَالَم يُقَال عَالَم الْإِنْس وَعَالَم الْجِنّ إلَى غَيْر ذَلِك وَغَلَبَ فِي جَمْعه بِالْيَاءِ وَالنُّون أُولِي الْعِلْم عَلَى غَيْرهمْ وَهُوَ مِنْ الْعَلَامَة لِأَنَّهُ عَلَامَة عَلَى مُوجِده .








الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ




"الرَّحْمَن الرَّحِيم" أَيْ ذِي الرَّحْمَة وَهِيَ إرَادَة الْخَيْر لِأَهْلِهِ .








مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ




"مَالِك يَوْم الدِّين" أَيْ الْجَزَاء وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة وَخُصّ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ لَا مُلْك ظَاهِرًا فِيهِ لِأَحَدٍ إلَّا لِلَّهِ تَعَالَى بِدَلِيلِ "لِمَنْ الْمُلْك الْيَوْم ؟ لِلَّهِ" وَمَنْ قَرَأَ مَالِك فَمَعْنَاهُ مَالِك الْأَمْر كُلّه فِي يَوْم الْقِيَامَة أَوْ هُوَ مَوْصُوف بِذَلِك دَائِمًا "كَغَافِرِ الذَّنْب" فَصَحَّ وُقُوعه صِفَة لِمَعْرِفَةِ .








إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ




"إيَّاكَ نَعْبُد وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين" أَيْ نَخُصّك بِالْعِبَادَةِ مِنْ تَوْحِيد وَغَيْره وَنَطْلُب الْمَعُونَة عَلَى الْعِبَاد وَغَيْرهَا .








اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ




"اهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم" أَيْ أَرْشِدْنَا إلَيْهِ وَيُبْدَل مِنْهُ








صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ




"صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْت عَلَيْهِمْ" بِالْهِدَايَةِ وَيُبْدَل مِنْ الَّذِينَ لِصِلَتِهِ بِهِ . "غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهِمْ" وَهُمْ الْيَهُود "وَلَا" وَغَيْر "الضَّالِّينَ" وَهُمْ النَّصَارَى وَنُكْتَة الْبَدَل إفَادَة أَنَّ الْمُهْتَدِينَ لَيْسُوا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى وَاَللَّه أَعْلَم بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِع وَالْمَآب وَصَلَّى اللَّه عَلَى سَيِّدنَا مُحَمَّد وَعَلَى آله وَصَحْبه وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا

ألم الفراق
07 Jan 2005, 01:25 PM
أثابك الله أباطالب الأنصاري ، لماذا لاتستمرون في هذا الموضوع الرائع ؟

أبو طالب الأنصاري
07 Jan 2005, 05:45 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أختى سهام الليل بارك الله فيك كتب الله أجرك على مشاركتك الطيبة

الأخ الفاضل ابو عبد الرحمن جزاك الله خيرا على ما قدمت لا حرمك ربى الأجر و المثوبة

أخى (أختى) ألم الفراق إن شاء الله مستمرين إلى ما شاء الله جزاك الله خيرا

و الأن مع بعض صفات المنافقين أعاذنا الله و إياكم أن نكون منهم و الآيات من الآية 46 إلى الآية 53 من سورة التوبة

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/442X500-0/9/46/1.png
التفسير من تفسير السعدى رحمه الله

" ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين "

يقول تعالى مبينا أن المتخلفين من المنافقين قد ظهر منهم من القرائن ما يبين أنهم ما قصدوا الخروج بالكلية ، وأن أعذارهم التي اعتذروها باطلة ، فإن العذر هو المانع الذي يمنع ، إذا بذل العبد وسعه ، وسعى في أسباب الخروج ، ثم منعه مانع شراعي ، فهذا الذي يعذر . ( و ) أما هؤلاء المنافقون

" ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة "

أي : لاستعدوا وعملوا ما يمكنهم من الأسباب ، ولكن لما لم يعدوا له عدة ، علم أنهم ما أرادوا الخروج .

" ولكن كره الله انبعاثهم "

معكم في الخروج للغزو

" فثبطهم "

قدرا وقضاء ، وإن كان قد أمرهم ، وحثهم على الخروج ، وجعلهم مقتدرين عليه ، ولكن بحكمته ما أراد إعانتهم ، بل خذلهم وثبطهم

" وقيل اقعدوا مع القاعدين "

من النساء والمعذورين . ثم ذكر الحكمة في ذلك فقال :

" لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا "

أي : نقصا .

" ولأوضعوا خلالكم "

أي : ولسعوا في الفتنة والشر بينكم ، وفرقوا جماعتكم المجتمعين .

" يبغونكم الفتنة "

أي : هم حريصون على فتنتكم ، وإلقاء العداوة بينكم .

" وفيكم "

أناس ضعفاء العقول

" سماعون لهم "

أي : مستجيبون لدعوتهم ، يغترون بهم . فإذا كانوا حريصين على خذلانهم ، وإلقاء الشر بينكم ، وتثبيطكم عن أعدائكم ، وفيكم من يقبل منهم ، ويستنصحهم . فما ظنك بالشر الحاصل من خروجهم مع المؤمنين ، والنقص الكثير منهم ؟ فلله ما أتم الحكمة حيث ثبطهم ، ومنعهم من الخروج مع عبادة المؤمنين رحمة بهم ، ولطفا من أن يداخلهم ، ما لا ينفعهم ، بل يضرهم .

" والله عليم بالظالمين "

فيعلم عباده كيف يحذرونهم ، ويبين لهم من المفاسد النائة من مخالطتهم .

" لقد ابتغوا الفتنة من قبل "

أي : حين هاجرتم إلى المدينة ، فبذلوا الجهد .

" وقلبوا لك الأمور "

أي : أداروا الأفكار ، وأعملوا الحيل ، في إبطال دعوتكم ، وخذلان دينكم ، ولم يقصروا في ذلك .

" حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون "

فبطل كيدهم واضمحل باطلهم . فحقيق بمثل هؤلاء ، أن يحذر الله عباده المؤمنين منهم ، وأن لا يبالي المؤمنون ، بتخلفهم عنهم . أي : ومن ؤهلاء المنافقين ، من يستأذن في التخلف ، ويعتذر بعذر آخر عجيب . فيقول :

" ائذن لي "

في التخلف

" ولا تفتني "

في الخروج . فإني إذا خرجت ، فرأيت نساء من بني الأصفر ، لا أصبر عنهن ، كما قال ذلك « الجد بن قيس » . ومقصوده في قلبه ـ قبح الله ـ الرياء والنفاق ويعبر بلسانه بأن مقصودي مقصود حسن ، فإن في خروجي فتنة وتعرضا للشر ، وفي عدم خروجي ، عافية ، وكفا عن الشر . قال الله تعالى ـ مبينا كذب هذا القول ـ :

" ألا في الفتنة سقطوا "

. فإنه على تقدير صدق هذا القائل في قصده ، فإن في التخلف مفسدة كبرى ، وفتنة عظمى ، محققة ، وهي : معصية الله ومعصية رسوله ، والتجري على الإثم الكبير ، والوزر العظيم . وأما الخروج ، فمفسدة قليلة بالنسبة للتخلف ، وهي متوهمة . مع أن هذا القائل قصده التخلف لا ير ، ولهذا توعدهم الله بقوله :

" وإن جهنم لمحيطة بالكافرين "

لي لهم عنها مفر ولا مناص ، ولا فكاك ، ولا خلاص .

" إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون "

يقول تعالى ـ مبينا أن المنافقين ، هم الأعداء حقا ، المبغضون للدين صرفا :

" وإن تصبك مصيبة "

كإدالة العدو عليك

" يقولوا "

متبجحين بسلامتهم من الحضور معك .

" قد أخذنا أمرنا من قبل "

أي : قد حذرنا وعملنا ، بما ينجينا من الوقوع في مثل هذه المصيبة .

" ويتولوا وهم فرحون "

بمصيبتك ، وبعدم مشاركتهم إياك فيها . قال تعال ـ رادا عليهم في ذلك ـ :

" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "

أي : ما قدره وأجراه في اللوح المحفوظ .

" هو مولانا "

أي : متولي أمورنا الدينية والدنيوية ، فعلينا الرضا بأقداره ، وليس في أيدينا من الأمر شيء .

" وعلى الله "

وحده

" فليتوكل المؤمنون "

أي : ليعتمدوا عليه ، في جلب مصالحهم ، ودفع المضار عنهم ، وليثقوا به في تحصيل مطلوبهم ، فلا خاب من توكل عليه . وأما من توكل على غيره ، قإنه مخذول ، غير مدرك لما أمل .

" قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون "

أي : قل للمنافقين ، الذين يتربصون بكم الدوائر : أي شيء تربصون بنا ؟ فإنكم لا تربصون بنا ، إلا أمرا ، فيه غاية نفعنا ، وهو إحدى الحسنيين . إما الظفر بالأعداء ، والنصر عليهم ، ونيل الثواب الأخروي والدنيوي . وإما الشهادة التي هي من أعلى درجات الخلق ، وأرفع المنازل عند الله . وأما تربصنا بكم ـ يا معشر المنافقين ـ فنحن نتربص بكم ، أن يصيبكم الله بعذاب من عنده ، لا سبب لنا فيه ، أو بأيدينا ، بأن يسلطنا عليكم فنقتلكم .

" فتربصوا "

بنا الخير

" إنا معكم متربصون "

بكم الشر .

" قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون "

يقول تعالى ـ مبينا بطلان نفقات المانفقين ، وذاكرا السبب في ذلك ـ :

" قل "

لهم

" أنفقوا طوعا "

من أنفسكم

" أو كرها "

على ذلك ، بغير اختياركم .

" لن يتقبل منكم "

شيء من أعمالكم

" إنكم كنتم قوما فاسقين "

خارجين عن طاعة الله . ثم بين صفة فسقهم وأعمالهم بقوله :

" وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله "

والأعمال كلها ، شرط قبولها ، الإيمان ، فهؤلاء ، لا إيمان لهم ، ولا عمل صالح . حتى إن الصلاة ، التي هي أفضل أعمال البدن ، إذا قاموا إليها ، قاموا كسالى ، وقد بين الله ذلك فقال :

" ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى "

أي : متثاقلون ، لا يكادون يفعلونها ، من ثقلها عليهم .

" ولا ينفقون إلا وهم كارهون "

من غير انشراح الصدر ، وثبات نفس . ففي هذا ، غاية الذم ، لمن فعل مثل فعهم . وأنه ينبغي للعبد ، أن لا يأتي الصلاة ، إلا وهو نشيط البدن ، والقلب إليها . ولا ينفق ، إلا وهو منشرح الصدر ، ثابت القلب ، يرجو ذخرها وثوابها من الله وحده ، ولا يتشبه بالمنافقين .

سنا البرق
08 Jan 2005, 01:39 AM
رااااااااااااااااائع بالفعل تفسير آيات قرآنية من أمكان متعددة من كتاب الله ولو كانت آية أو أيتين

شيء جذاب وجميل للغاية .

لي عودة ....إن شاء الله.

سنا البرق
08 Jan 2005, 03:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/49/13/1.png



يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ

فِيهِ أَرْبَع مَسَائِل

الْأُولَى : قَوْله تَعَالَى " يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى " يَعْنِي آدَم وَحَوَّاء . وَنَزَلَتْ الْآيَة فِي أَبِي هِنْد , ذَكَرَهُ أَبُو دَاوُد فِي ( الْمَرَاسِيل ) , حَدَّثَنَا عَمْرو بْن عُثْمَان وَكَثِير بْن عُبَيْد قَالَا حَدَّثَنَا بَقِيَّة بْن الْوَلِيد قَالَ حَدَّثَنِي الزُّهْرِيّ قَالَ : أَمَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي بَيَاضَة أَنْ يُزَوِّجُوا أَبَا هِنْد اِمْرَأَة مِنْهُمْ , فَقَالُوا لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نُزَوِّج بَنَاتنَا مَوَالِينَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا " الْآيَة . قَالَ الزُّهْرِيّ : نَزَلَتْ فِي أَبِي هِنْد خَاصَّة . وَقِيلَ : إِنَّهَا نَزَلَتْ فِي ثَابِت بْن قَيْس بْن شَمَّاس . وَقَوْله فِي الرَّجُل الَّذِي لَمْ يَتَفَسَّح لَهُ : اِبْن فُلَانَة , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ الذَّاكِر فُلَانَة ) ؟ قَالَ ثَابِت : أَنَا يَا رَسُول اللَّه , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اُنْظُرْ فِي وُجُوه الْقَوْم ) فَنَظَرَ , فَقَالَ : ( مَا رَأَيْت ) ؟ قَالَ رَأَيْت أَبْيَض وَأَسْوَد وَأَحْمَر , فَقَالَ : ( فَإِنَّك لَا تَفْضُلهُمْ إِلَّا بِالتَّقْوَى ) فَنَزَلَتْ فِي ثَابِت هَذِهِ الْآيَة . وَنَزَلَتْ فِي الرَّجُل الَّذِي لَمْ يَتَفَسَّح لَهُ : " يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِس " [ الْمُجَادَلَة : 11 ] الْآيَة . قَالَ اِبْن عَبَّاس : لَمَّا كَانَ يَوْم فَتْح مَكَّة أَمَرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلَالًا حَتَّى عَلَا عَلَى ظَهْر الْكَعْبَة فَأَذَّنَ , فَقَالَ عَتَّاب بْن أَسِيد بْن أَبِي الْعِيص : الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي قَبَضَ أَبِي حَتَّى لَا يَرَى هَذَا الْيَوْم . قَالَ الْحَارِث بْن هِشَام : مَا وَجَدَ مُحَمَّد غَيْر هَذَا الْغُرَاب الْأَسْوَد مُؤَذِّنًا . وَقَالَ سُهَيْل بْن عَمْرو : إِنْ يُرِدْ اللَّه شَيْئًا يُغَيِّرهُ . وَقَالَ أَبُو سُفْيَان : إِنِّي لَا أَقُول شَيْئًا أَخَاف أَنْ يُخْبِر بِهِ رَبّ السَّمَاء , فَأَتَى جِبْرِيل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُ بِمَا قَالُوا , فَدَعَاهُمْ وَسَأَلَهُمْ عَمَّا قَالُوا فَأَقَرُّوا , فَأَنْزَلَ اللَّه تَعَالَى هَذِهِ الْآيَة . زَجَرَهُمْ عَنْ التَّفَاخُر بِالْأَنْسَابِ , وَالتَّكَاثُر بِالْأَمْوَالِ , وَالِازْدِرَاء بِالْفُقَرَاءِ , فَإِنَّ الْمَدَار عَلَى التَّقْوَى . أَيْ الْجَمِيع مِنْ آدَم وَحَوَّاء , إِنَّمَا الْفَضْل بِالتَّقْوَى . وَفِي التِّرْمِذِيّ عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ بِمَكَّة فَقَالَ : ( يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّ اللَّه قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة وَتَعَاظُمهَا بِآبَائِهَا . فَالنَّاس رَجُلَانِ : رَجُل بَرّ تَقِيّ كَرِيم عَلَى اللَّه , وَفَاجِر شَقِيّ هَيِّن عَلَى اللَّه . وَالنَّاس بَنُو آدَم وَخَلَقَ اللَّه آدَم مِنْ تُرَاب قَالَ اللَّه تَعَالَى : " يَا أَيّهَا النَّاس إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَر وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِل لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمكُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّه عَلِيم خَبِير " ) . خَرَّجَهُ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر وَالِد عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ وَهُوَ ضَعِيف , ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْن مَعِين وَغَيْره . وَقَدْ خَرَّجَ الطَّبَرِيّ فِي كِتَاب ( آدَاب النُّفُوس ) وَحَدَّثَنِي يَعْقُوب بْن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيد الْجُرَيْرِيّ عَنْ أَبِي نَضْرَة قَالَ : حَدَّثَنِي أَوْ حَدَّثَنَا مَنْ شَهِدَ خَطَبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِنًى فِي وَسَط أَيَّام التَّشْرِيق وَهُوَ عَلَى بَعِير فَقَالَ : ( أَيّهَا النَّاس أَلَا إِنَّ رَبّكُمْ وَاحِد وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِد أَلَا لَا فَضْل لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيّ وَلَا عَجَمِيّ عَلَى عَرَبِيّ وَلَا لِأَسْوَد عَلَى أَحْمَر وَلَا لِأَحْمَر عَلَى أَسْوَد إِلَّا بِالتَّقْوَى أَلَا هَلْ بَلَّغْت ؟ - قَالُوا نَعَمْ قَالَ - لِيُبَلِّغ الشَّاهِد الْغَائِب ) . وَفِيهِ عَنْ مَالِك الْأَشْعَرِيّ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّه لَا يَنْظُر إِلَى أَحْسَابكُمْ وَلَا إِلَى أَنْسَابكُمْ وَلَا إِلَى أَجْسَامكُمْ وَلَا إِلَى أَمْوَالكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُر إِلَى قُلُوبكُمْ فَمَنْ كَانَ لَهُ قَلْب صَالِح تَحَنَّنَ اللَّه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا أَنْتُمْ بَنُو آدَم وَأَحَبّكُمْ إِلَيْهِ أَتْقَاكُمْ ) . وَلِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ فِي هَذَا الْمَعْنَى وَهُوَ مَشْهُور مِنْ شِعْره : النَّاس مِنْ جِهَة التَّمْثِيل أَكِفَّاء أَبُوهُمْ آدَم وَالْأُمّ حَوَّاء نَفْس كَنَفْسِ وَأَرْوَاح مُشَاكَلَة وَأَعْظُم خُلِقَتْ فِيهِمْ وَأَعْضَاء فَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ أَصْلهمْ حَسَب يُفَاخِرُونَ بِهِ فَالطِّين وَالْمَاء مَا الْفَضْل إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْم إِنَّهُمْ عَلَى الْهُدَى لِمَنْ اِسْتَهْدَى أَدِلَّاء وَقَدْر كُلّ اِمْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنهُ وَلِلرِّجَالِ عَلَى الْأَفْعَال سِيمَاء وَضِدّ كُلّ اِمْرِئٍ مَا كَانَ يَجْهَلهُ وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْم أَعْدَاء

الثَّانِيَة : بَيَّنَ اللَّه تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَة أَنَّهُ خَلَقَ الْخَلْق مِنْ الذَّكَر وَالْأُنْثَى , وَكَذَلِكَ فِي أَوَّل سُورَة " النِّسَاء " . وَلَوْ شَاءَ لَخَلَقَهُ دُونهمَا كَخَلْقِهِ لِآدَم , أَوْ دُون ذَكَر كَخَلْقِهِ لِعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام , أَوْ دُون أُنْثَى كَخَلْقِهِ حَوَّاء مِنْ إِحْدَى الْجِهَتَيْنِ . وَهَذَا الْجَائِز فِي الْقُدْرَة لَمْ يَرِد بِهِ الْوُجُود . وَقَدْ جَاءَ أَنَّ آدَم خَلَقَ اللَّه مِنْهُ حَوَّاء مِنْ ضِلَع اِنْتَزَعَهَا مِنْ أَضْلَاعه , فَلَعَلَّهُ هَذَا الْقِسْم , قَالَهُ اِبْن الْعَرَبِيّ .

الثَّالِثَة : خَلَقَ اللَّه الْخَلْق بَيْن الذَّكَر وَالْأُنْثَى أَنْسَابًا وَأَصْهَارًا وَقَبَائِل وَشُعُوبًا , وَخَلَقَ لَهُمْ مِنْهَا التَّعَارُف , وَجَعَلَ لَهُمْ بِهَا التَّوَاصُل لِلْحِكْمَةِ الَّتِي قَدَّرَهَا وَهُوَ أَعْلَم بِهَا , فَصَارَ كُلّ أَحَد يَحُوز نَسَبه , فَإِذَا نَفَاهُ رَجُل عَنْهُ اِسْتَوْجَبَ الْحَدّ بِقَذْفِهِ , مِثْل أَنْ يَنْفِيه عَنْ رَهْطه وَحَسَبه , بِقَوْلِهِ لِلْعَرَبِيِّ : يَا عَجَمِيّ , وَلِلْعَجَمِيِّ : يَا عَرَبِيّ , وَنَحْو ذَلِكَ مِمَّا يَقَع بِهِ النَّفْي حَقِيقَة . اِنْتَهَى .

الرَّابِعَة : ذَهَبَ قَوْم مِنْ الْأَوَائِل إِلَى أَنَّ الْجَنِين إِنَّمَا يَكُون مِنْ مَاء الرَّجُل وَحْده , وَيَتَرَبَّى فِي رَحِم الْأُمّ , وَيَسْتَمِدّ مِنْ الدَّم الَّذِي يَكُون فِيهِ . وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " أَلَمْ نَخْلُقكُمْ مِنْ مَاء مَهِين . فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَار مَكِين " [ الْمُرْسَلَات : 21 ] . وَقَوْله تَعَالَى : " ثُمَّ جَعَلَ نَسْله مِنْ سُلَالَة مِنْ مَاء مَهِين " [ السَّجْدَة : 8 ] . وَقَوْله : " أَلَمْ يَكُ نُطْفَة مِنْ مَنِيّ يُمْنَى " [ الْقِيَامَة : 37 ] . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْخَلْق مِنْ مَاء وَاحِد . وَالصَّحِيح أَنَّ الْخَلْق إِنَّمَا يَكُون مِنْ مَاء الرَّجُل وَالْمَرْأَة لِهَذِهِ الْآيَة , فَإِنَّهَا نَصّ لَا يَحْتَمِل التَّأْوِيل . وَقَوْله تَعَالَى : " خُلِقَ مِنْ مَاء دَافِق . يَخْرُج مِنْ بَيْن الصُّلْب وَالتَّرَائِب " [ الطَّارِق : 6 ] وَالْمُرَاد مِنْهُ أَصْلَاب الرِّجَال وَتَرَائِب النِّسَاء , عَلَى مَا يَأْتِي بَيَانه . وَأَمَّا مَا اِحْتَجُّوا بِهِ فَلَيْسَ فِيهِ أَكْثَر مِنْ أَنَّ اللَّه تَعَالَى ذَكَرَ خَلْق الْإِنْسَان مِنْ الْمَاء وَالسُّلَالَة وَالنُّطْفَة وَلَمْ يُضِفْهَا إِلَى أَحَد الْأَبَوَيْنِ دُون الْآخَر . فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمَاء وَالسُّلَالَة لَهُمَا وَالنُّطْفَة مِنْهُمَا بِدَلَالَةِ مَا ذَكَرْنَا . وَبِأَنَّ الْمَرْأَة تُمْنِي كَمَا يُمْنِي الرَّجُل , وَعَنْ ذَلِكَ يَكُون الشَّبَه , حَسَب مَا تَقَدَّمَ بَيَانه فِي آخِر " الشُّورَى " . وَقَدْ قَالَ فِي قِصَّة نُوح : " فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْر قَدْ قُدِرَ " [ الْقَمَر : 12 ] وَإِنَّمَا أَرَادَ مَاء السَّمَاء وَمَاء الْأَرْض ; لِأَنَّ الِالْتِقَاء لَا يَكُون إِلَّا مِنْ اِثْنَيْنِ , فَلَا يُنْكَر أَنْ يَكُون " ثُمَّ جَعَلَ نَسْله مِنْ سُلَالَة مِنْ مَاء مَهِين " [ السَّجْدَة : 8 ] . وَقَوْله تَعَالَى : " أَلَمْ نَخْلُقكُمْ مِنْ مَاء مَهِين " [ الْمُرْسَلَات : 21 ] وَيُرِيد مَاءَيْنِ . وَاَللَّه أَعْلَم .


يتبع...
.

سنا البرق
08 Jan 2005, 04:06 AM
وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ

الشُّعُوب رُءُوس الْقَبَائِل , مِثْل رَبِيعَة وَمُضَر وَالْأَوْس وَالْخَزْرَج , وَاحِدهَا شَعْب بِفَتْحِ الشِّين , سُمُّوا بِهِ لِتَشَعُّبِهِمْ وَاجْتِمَاعهمْ كَشَعْبِ أَغْصَان الشَّجَرَة . وَالشَّعْب مِنْ الْأَضْدَاد , يُقَال شَعَّبْته إِذَا جَمَّعْته , وَمِنْهُ الْمِشْعَب ( بِكَسْرِ الْمِيم ) وَهُوَ الْإِشْفَى ; لِأَنَّهُ يُجْمَع بِهِ وَيُشَعَّب . قَالَ : فَكَابٍ عَلَى حُرّ الْجَبِين وَمُتَّقٍ بِمَدْرِيَة كَأَنَّهُ ذَلْق مِشْعَب وَشَعَبْته إِذَا فَرَّقْته , وَمِنْهُ سُمِّيَتْ الْمَنِيَّة شُعُوبًا لِأَنَّهَا مُفَرِّقَة . فَأَمَّا الشِّعْب ( بِالْكَسْرِ ) فَهُوَ الطَّرِيق فِي الْجَبَل , وَالْجَمْع الشِّعَاب . قَالَ الْجَوْهَرِيّ : الشَّعْب : مَا تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِل الْعَرَب وَالْعَجَم , وَالْجَمْع الشُّعُوب . وَالشُّعُوبِيَّة : فِرْقَة لَا تُفَضِّل الْعَرَب عَلَى الْعَجَم . وَأَمَّا الَّذِي فِي الْحَدِيث : أَنَّ رَجُلًا مِنْ الشُّعُوب أَسْلَمَ , فَإِنَّهُ يَعْنِي مِنْ الْعَجَم . وَالشَّعْب : الْقَبِيلَة الْعَظِيمَة , وَهُوَ أَبُو الْقَبَائِل الَّذِي يُنْسَبُونَ إِلَيْهِ , أَيْ يَجْمَعهُمْ وَيَضُمّهُمْ . قَالَ اِبْن عَبَّاس : الشُّعُوب الْجُمْهُور , مِثْل مُضَر . وَالْقَبَائِل الْأَفْخَاذ . وَقَالَ مُجَاهِد : الشُّعُوب الْبَعِيد مِنْ النَّسَب , وَالْقَبَائِل دُون ذَلِكَ . وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّ الشُّعُوب النَّسَب الْأَقْرَب . وَقَالَهُ قَتَادَة . ذَكَرَ الْأَوَّل عَنْهُ الْمَهْدَوِيّ , وَالثَّانِي الْمَاوَرْدِيّ . قَالَ الشَّاعِر : رَأَيْت سُعُودًا مِنْ شُعُوب كَثِيرَة فَلَمْ أَرَ سَعْدًا مِثْل سَعْد بْن مَالِك وَقَالَ آخَر : قَبَائِل مِنْ شُعُوب لَيْسَ فِيهِمْ كَرِيم قَدْ يُعَدّ وَلَا نَجِيب وَقِيلَ : إِنَّ الشُّعُوب عَرَب الْيَمَن مِنْ قَحْطَان , وَالْقَبَائِل مِنْ رَبِيعَة وَمُضَر وَسَائِر عَدْنَان . وَقِيلَ : إِنَّ الشُّعُوب بُطُون الْعَجَم , وَالْقَبَائِل بُطُون الْعَرَب . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس فِي رِوَايَة : إِنَّ الشُّعُوب الْمَوَالِي , وَالْقَبَائِل الْعَرَب . قَالَ الْقُشَيْرِيّ : وَعَلَى هَذَا فَالشُّعُوب مَنْ لَا يُعْرَف لَهُمْ أَصْل نَسَب كَالْهِنْدِ وَالْجَبَل وَالتُّرْك , وَالْقَبَائِل مِنْ الْعَرَب . الْمَاوَرْدِيّ : وَيَحْتَمِل أَنَّ الشُّعُوب هُمْ الْمُضَافُونَ إِلَى النَّوَاحِي وَالشِّعَاب , وَالْقَبَائِل هُمْ الْمُشْتَرِكُونَ فِي الْأَنْسَاب . قَالَ الشَّاعِر : وَتَفَرَّقُوا شُعَبًا فَكُلّ جَزِيرَة فِيهَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وَمِنْبَر وَحَكَى أَبُو عُبَيْد عَنْ اِبْن الْكَلْبِيّ عَنْ أَبِيهِ : الشَّعْب أَكْبَر مِنْ الْقَبِيلَة ثُمَّ الْفَصِيلَة ثُمَّ الْعِمَارَة ثُمَّ الْبَطْن ثُمَّ الْفَخِذ . وَقِيلَ : الشَّعْب ثُمَّ الْقَبِيلَة ثُمَّ الْعِمَارَة ثُمَّ الْبَطْن ثُمَّ الْفَخِذ ثُمَّ الْفَصِيلَة ثُمَّ الْعَشِيرَة , وَقَدْ نَظَمَهَا بَعْض الْأُدَبَاء فَقَالَ : اِقْصِدْ الشَّعْب فَهُوَ أَكْثَر حَيّ عَدَدًا فِي الْحَوَّاء ثُمَّ الْقَبِيلَه ثُمَّ تَتْلُوهَا الْعِمَارَة ثُمَّ الْ بَطْن وَالْفَخِذ بَعْدهَا وَالْفَصِيلَه ثُمَّ مِنْ بَعْدهَا الْعَشِيرَة لَكِنْ هِيَ فِي جَنْب مَا ذَكَرْنَاهُ قَلِيله وَقَالَ آخَر : قَبِيلَة قَبْلهَا شَعْب وَبَعْدهمَا عِمَارَة ثُمَّ بَطْن تِلْوه فَخِذ وَلَيْسَ يُؤْوِي الْفَتَى إِلَّا فَصِيلَته وَلَا سَدَاد لِسَهْمٍ مَا لَهُ قُذَذ

لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ

وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَة " الزُّخْرُف " عِنْد قَوْله تَعَالَى : " وَإِنَّهُ لَذِكْر لَك وَلِقَوْمِك " [ الزُّخْرُف : 44 ] . وَفِي هَذِهِ الْآيَة مَا يَدُلّك عَلَى أَنَّ التَّقْوَى هِيَ الْمُرَاعَى عِنْد اللَّه تَعَالَى وَعِنْد رَسُوله دُون الْحَسَب وَالنَّسَب . وَقُرِئَ " أَنَّ " بِالْفَتْحِ . كَأَنَّهُ قِيلَ : لَمْ يَتَفَاخَر بِالْأَنْسَابِ ؟ قِيلَ : لِأَنَّ أَكْرَمكُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاكُمْ لَا أَنْسَبكُمْ . وَفِي التِّرْمِذِيّ عَنْ سَمُرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْحَسَب الْمَال وَالْكَرَم التَّقْوَى ) . قَالَ : هَذَا حَدِيث حَسَن غَرِيب صَحِيح . وَذَلِكَ يَرْجِع إِلَى قَوْله تَعَالَى : " إِنَّ أَكْرَمكُمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاكُمْ " , وَقَدْ جَاءَ مَنْصُوصًا عَنْهُ عَلَيْهِ السَّلَام : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكُون أَكْرَم النَّاس فَلْيَتَّقِ اللَّه ) . وَالتَّقْوَى مَعْنَاهُ مُرَاعَاة حُدُود اللَّه تَعَالَى أَمْرًا وَنَهْيًا , وَالِاتِّصَاف بِمَا أَمَرَك أَنْ تَتَّصِف بِهِ , وَالتَّنَزُّه عَمَّا نَهَاك عَنْهُ . وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي غَيْر مَوْضِع .

وَفِي الْخَبَر مِنْ رِوَايَة أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّه تَعَالَى يَقُول يَوْم الْقِيَامَة إِنِّي جَعَلْت نَسَبًا وَجَعَلْتُمْ نَسَبًا فَجَعَلْت أَكْرَمكُمْ أَتْقَاكُمْ وَأَبَيْتُمْ إِلَّا أَنْ تَقُولُوا فُلَان اِبْن فُلَان وَأَنَا الْيَوْم أَرْفَع نَسَبِي وَأَضَع أَنْسَابكُمْ أَيْنَ الْمُتَّقُونَ أَيْنَ الْمُتَّقُونَ ) . وَرَوَى الطَّبَرِيّ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ أَوْلِيَائِي الْمُتَّقُونَ يَوْم الْقِيَامَة وَإِنْ كَانَ نَسَب أَقْرَب مِنْ نَسَب . يَأْتِي النَّاس بِالْأَعْمَالِ وَتَأْتُونَ بِالدُّنْيَا تَحْمِلُونَهَا عَلَى رِقَابكُمْ تَقُولُونَ يَا مُحَمَّد فَأَقُول هَكَذَا وَهَكَذَا ) . وَأَعْرَضَ فِي كُلّ عِطْفَيْهِ .

وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ : سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْر سِرّ يَقُول : ( إِنَّ آل أَبِي لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاء إِنَّمَا وَلِيِّي اللَّه وَصَالِح الْمُؤْمِنِينَ ) . وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ : مَنْ أَكْرَم النَّاس ؟ فَقَالَ : ( يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيم ) قَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلك , قَالَ : ( فَأَكْرَمهمْ عِنْد اللَّه أَتْقَاهُمْ ) فَقَالُوا : لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلك , فَقَالَ : ( عَنْ مَعَادِن الْعَرَب ؟ خِيَارهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة خِيَارهمْ فِي الْإِسْلَام إِذَا فَقَهُوا ) وَأَنْشَدُوا فِي ذَلِكَ : مَا يَصْنَع الْعَبْد بِعِزِّ الْغَنِي وَالْعِزّ كُلّ الْعِزّ لِلْمُتَّقِي مَنْ عَرَفَ اللَّه فَلَمْ تُغْنِهِ مَعْرِفَة اللَّه فَذَاكَ الشَّقِي وَذَكَرَ الطَّبَرِيّ حَدَّثَنِي عُمَر بْن مُحَمَّد قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْد بْن إِسْحَاق الْعَطَّار قَالَ حَدَّثَنَا مَنْدَل بْن عَلِيّ عَنْ ثَوْر بْن يَزِيد عَنْ سَالِم بْن أَبِي الْجَعْد قَالَ : تَزَوَّجَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار اِمْرَأَة فَطُعِنَ عَلَيْهَا فِي حَسَبهَا , فَقَالَ الرَّجُل : إِنِّي لَمْ أَتَزَوَّجهَا لِحَسَبِهَا إِنَّمَا تَزَوَّجْتهَا لِدِينِهَا وَخُلُقهَا , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يَضُرّك أَلَّا تَكُون مِنْ آل حَاجِب بْن زُرَارَة ) . ثُمَّ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى جَاءَ بِالْإِسْلَامِ فَرَفَعَ بِهِ الْخَسِيسَة وَأَتَمَّ بِهِ النَّاقِصَة وَأَذْهَبَ بِهِ اللَّوْم فَلَا لَوْم عَلَى مُسْلِم إِنَّمَا اللَّوْم لَوْم الْجَاهِلِيَّة ) . وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُون أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمكُمْ بِمَا أَتَّقِي ) وَلِذَلِكَ كَانَ أَكْرَم الْبَشَر عَلَى اللَّه تَعَالَى .

سنا البرق
08 Jan 2005, 04:08 AM
قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : وَهَذَا الَّذِي لَحَظَ مَالِك فِي الْكَفَاءَة فِي النِّكَاح . رَوَى عَبْد اللَّه عَنْ مَالِك : يَتَزَوَّج الْمَوْلَى الْعَرَبِيَّة , وَاحْتَجَّ بِهَذِهِ الْآيَة . وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ : يُرَاعَى الْحَسَب وَالْمَال . وَفِي الصَّحِيح عَنْ عَائِشَة أَنَّ أَبَا حُذَيْفَة بْن عُتْبَة بْن رَبِيعَة - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَبَنَّى سَالِمًا وَأَنْكَحَهُ هِنْدًا بِنْت أَخِيهِ الْوَلِيد بْن عُتْبَة بْن رَبِيعَة , وَهُوَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَار . وَضُبَاعَة بِنْت الزُّبَيْر كَانَتْ تَحْت الْمِقْدَاد بْن الْأَسْوَد .

قُلْت : وَأُخْت عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف كَانَتْ تَحْت بِلَال . وَزَيْنَب بِنْت جَحْش كَانَتْ تَحْت زَيْد بْن حَارِثَة . فَدَلَّ عَلَى جَوَاز نِكَاح الْمَوَالِي الْعَرَبِيَّة , وَإِنَّمَا تُرَاعَى الْكَفَاءَة فِي الدِّين . وَالدَّلِيل عَلَيْهِ أَيْضًا مَا رَوَى سَهْل بْن سَعْد فِي صَحِيح الْبُخَارِيّ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِ رَجُل فَقَالَ : ( مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا ) ؟ فَقَالُوا : حَرِيِّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَح , وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّع وَإِنْ قَالَ أَنْ يُسْمَع . قَالَ : ثُمَّ سَكَتَ , فَمَرَّ رَجُل مِنْ فُقَرَاء الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ : ( مَا تَقُولُونَ فِي هَذَا ) قَالُوا : حَرِيّ إِنْ خَطَبَ أَلَّا يُنْكَح , وَإِنْ شَفَعَ أَلَّا يُشَفَّع , وَإِنْ قَالَ أَلَّا يُسْمَع . فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( هَذَا خَيْر مِنْ مِلْء الْأَرْض مِثْل هَذَا ) . وَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تُنْكَح الْمَرْأَة لِمَالِهَا وَجَمَالهَا وَدِينهَا - وَفِي رِوَايَة - وَلِحَسَبِهَا فَعَلَيْك بِذَاتِ الدِّين تَرِبَتْ يَدَاك ) . وَقَدْ خَطَبَ سَلْمَان إِلَى أَبِي بَكْر اِبْنَته فَأَجَابَهُ , وَخَطَبَ إِلَى عُمَر اِبْنَته فَالْتَوَى عَلَيْهِ , ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُنْكِحهَا فَلَمْ يَفْعَل سَلْمَان . وَخَطَبَ بِلَال بِنْت الْبُكَيْر فَأَبَى إِخْوَتهَا , قَالَ بِلَال : يَا رَسُول اللَّه , مَاذَا لَقِيت مِنْ بَنِي الْبُكَيْر ! خَطَبْت إِلَيْهِمْ أُخْتهمْ فَمَنَعُونِي وَآذَوْنِي , فَغَضِبَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَجْل بِلَال , فَبَلَغَهُمْ الْخَبَر فَأَتَوْا أُخْتهمْ فَقَالُوا : مَاذَا لَقِينَا مِنْ سَبَبك ؟ فَقَالَتْ أُخْتهمْ : أَمْرِي بِيَدِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَزَوَّجُوهَا . وَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِي هِنْد حِين حَجَمَهُ : ( أَنْكِحُوا أَبَا هِنْد وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِ ) . وَهُوَ مَوْلَى بَنِي بَيَاضَة . وَرَوَى الدَّارَقُطْنِيّ مِنْ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَة عَنْ عَائِشَة أَنَّ أَبَا هِنْد مَوْلَى بَنِي بَيَاضَة كَانَ حَجَّامًا فَحَجَمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُر إِلَى مَنْ صَوَّرَ اللَّه الْإِيمَان فِي قَلْبه فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي هِنْد ) . وَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنْكِحُوهُ وَأَنْكِحُوا إِلَيْهِ ) . قَالَ الْقُشَيْرِيّ أَبُو نَصْر : وَقَدْ يُعْتَبَر النَّسَب فِي الْكَفَاءَة فِي النِّكَاح وَهُوَ الِاتِّصَال بِشَجَرَةِ النُّبُوَّة أَوْ بِالْعُلَمَاءِ الَّذِينَ هُمْ وَرَثَة الْأَنْبِيَاء , أَوْ بِالْمَرْمُوقِينَ فِي الزُّهْد وَالصَّلَاح . وَالتَّقِيّ الْمُؤْمِن أَفْضَل مِنْ الْفَاجِر النَّسِيب , فَإِنْ كَانَا تَقِيَّيْنِ فَحِينَئِذٍ يُقَدَّم النَّسِيب مِنْهُمَا , كَمَا تَقَدَّمَ الشَّابّ عَلَى الشَّيْخ فِي الصَّلَاة إِذَا اِسْتَوَيَا فِي التَّقْوَى .

nadiaja@bezeqint.net
08 Jan 2005, 10:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم.
اثانك الله تخي , لا اضاع الله لك اجرا وجعل هذا التفسير في ميزان حسناتك يوم القيامه.
تاديه جبر

أبو طالب الأنصاري
09 Jan 2005, 02:45 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الأخ الفاضل سنا البرق جزاك الله خيرا على مشاركتك فى الخير أثابك الكريم

الأخت نادية جزاك الله خيرا ولك بالمثل

الرافدين
09 Jan 2005, 08:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مجهود متميز جعله الله في ميزان حسناتكم أخي الكريم ابو طالب الأنصاري

وكل من شارك أعجبني كثيرا ما تم طرحه وقد إستفدت منه كثيرا وقد تم

الأستعانه بما كتبتموه واسأل الله تعالى أن يكتب لكم الأجر والمثوبه .

أخوكم الرافدين

سهام الليل
09 Jan 2005, 10:09 PM
قال تعالى :ـ (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) (63)

ـ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ـ

نكمل الحديث عن صفات عباد الرحمن
وهي الصفة الثانية ...

ـ وهي الاعراض عن الجاهلين .......

وذلك لانهم اختاروا طريق الدعوة ولابد من الاحتكاك من سماع الجاهلين ,.

وهم أي الجاهلون خمسة :ـ

1ـ الذين لايدركون هدف ايجادهم ـ العبادة ـ التي هي هدف الخلق ... معظمهم لم يدركوا هنا الهدف .. الا قليلا .. بعضهم يعيش للمناصب والقصور فحياتهم كلها مكرسة لاهوائهم ., فولائهم وعيشهم لها ,. والعبادة يعتبروها امر ثانوي .
2ـ قسم يجهل اوامر الشرع ونواهيه .. فلايدرك الحلال من الحرام .
3ـ جهل عقوبة الاعراض ., كعقوبة الزنا , والربا , ترك الجماعة . , اكل اموال اليتامى .، الدخان .. فيستمرئون المعصية .
4ـ الجهل بحقيقة الدنيا وسرعة فنائها وانها دار ابتلاء واختبار ..
5ـ الجاهلون بقيمة الوقت ..

والجاهلون قسمان :
كافرون اما محاربون او مهادنون ـ اصحاب هدنة ـ
المسلمون ينقسمون :
1ـ اصحاب انحراف خلقي ـ الزنا , الربا ـ .
2ـ انحراف فكري ـ يعارضون حكم الله ـ ( انما البيع مثل الربا ) , مثلا يرددون لماذا لاتعدل للمراة في الميراث كما للرجل .
3ـ ملتزمون بالعبادة مبتعدون عن المعاصي , جاهلون بالاحكام .

ـ واذا خاطبهم ـ أي كلامهم ...
ـ قالوا سلاما ـ
يقول الرازي : ( سلاما ) أي اظهار الحلم مقابل الجهل سواء سب او استهزاء او سخرية يعرف عنه جهلهم بالدين وبالاحكام مع ادراك انهم لايريدون تعلم العلم او الاستفهام ... فلابد من اظهار الحلم عليهم مقابل جهلهم والرفق بهم .
يقول ا لقرطبي :
ـ سلاما ـ أي يقول كلاما يدفع به برفق ولين أي يدفع عنه شر
وقيل ـ سلاما ـ عندما يسمع الداعية جهل وسب ., يقول سلاما بلفظها .. ( احدى تفاسير لمعاني سلاما ) أي سلمنا .

اما اذا قصد به التحية
فنقول ان المسلم لايقول السلام للكافر .. لانها من اسماء الله , لانه يجوز رد السلام عليهم بتحية اخرى من كلمات لاتتضمن سلام المسلمين
فيجوز ـ قولنا صباح الخير ...
اما ان كان مسلما ولو مبتدع فيرد عليه السلام , وفي قول اخر ـ لايرد عليه ـ
لكن الاولى رد السلام عليه بنية تأليف القلوب .

ـ سلاما ـ تتضمن ثلاث صفات :
الحلم : تحمل الاذى , ترك الجدال , العفو والصفح عن المخطئين .

الحلم
قال معاوية :: لما سئل أي الرجال اشجع ؟؟
قال : من رد جهلله بحلمه .
قمة التحمل والتحكم بالانفعال عندما يدب الغضب والانتصار للنفس .. رد ذلك الانتصار للنفس بالحلم والتحكم في انفعاله للنفس ـ من يملك نفسه عند الغضب ـ
يقول البصري :
في الاية ـ سلاما ـ
ان العلماء وان جهل عليهم لم يجهلوا ان تعرضوا للسب والشتيمة والاحراج والاستهزاء والبذاء والاتهام بما ليس فيهم لاينتصرون لانفسهم ولايشتمون من يشتمهم ولايسبون من يسبهم بل يتحملون هؤلاء ويستوعبونهم في قلوبهم الكبيرة التي تسع لجهل الاخرين .

فرشحوا ان يكونوا ملوك الاخرة
فرشحوا ان يكونوا ملوك الاخرة

يقول الشاعر :
لاترجعن الى السفيه وخطابه *
الا جواب تحية حياك
فمتى تحركه تحرك جيفة *
تزداد نتنا ان اردت حراكها

يقول ابو حامد : ( لو لم يكن في الحلم خصلة تحمد الا ترك المعاصي والدخول في المعاصي الدنيئة لكان على العاقل الا يفارق الحلم ماوجد لذلك سبيلا .

المصدر : ملوك الاخرة للشيخ عبد الحميد البلالي .


ـ اللهم زينا بالحلم وجملنا بالعلم وفقهنا في الدين ــ

أبو طالب الأنصاري
13 Jan 2005, 05:19 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



ـ اللهم زينا بالحلم وجملنا بالعلم وفقهنا في الدين ــ


اللهم أمين جزاك الله خيرا أختى الكريمة سهام الليل


سورة مريم / من الآية 87 إلى نهاية السورة

http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/442X500-0/19/88/1.png


" وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "

وهذا تقبيح وتشنيع لقول المعاندين الجاحدين ، الذين زعموا أن الرحمن اتخذ ولدا كقول النصارى

" المسيح ابن الله "

واليهود

" عزير ابن الله "

والمشركين ( الملائكة بنات الله ) تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا .

" لقد جئتم شيئا إدا "

أي : عظيما وخيما . من عظيم أمره أنه

" تكاد السماوات "

على عظمتها وصلابتها

" يتفطرن منه "

أي : من هذا القول

" وتنشق الأرض "

منه ، تتصدع وتنفطر

" وتخر الجبال هدا "

أي : تندك الجبال .

" أن دعوا للرحمن ولدا "

أي : من أجل هذه الدعوى القبيحة ، تكاد هذه المخلوقات ، أن يكون منها ما ذكر والحال أنه :

" وما ينبغي "

أي : لا يليق ولا يكون

" للرحمن أن يتخذ ولدا "

وذلك لأن اتخاذه الولد ، يدل على نقصه واحتياجه ، وهو الغني الحميد . والولد أيضا ، من جنس والده ، والله تعالى ، لا شبيه له ، ولا مثل ، ولا سمي .

" إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا "

أي : ذليلا منقادا ، غير متعاص ولا ممتنع ، الملائكة ، والإنس ، والجن وغيرهم . الجميع مماليك ، متصرف فيهم ليس لهم من الملك شيء ، ولا من التدبير شيء ، فكيف يكون له ولد ، وهذا شأنه وعظمة ملكه ؟

" لقد أحصاهم وعدهم عدا "

أي : لقد أحاط علمه بالخلائق كلهم ، أهل السموات والأرض ، وأحصاهم ، وأحصى أعمالهم ، فلا يضل ولا ينسى ، ولا تخفى عليه خافية .

" وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "

أي : لا أولاد ، ولا مال ، ولا أنصار ، ليس معه ، إلا عمله ، فيجازيه الله ، ويوفيه حسابه ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر كما قال تعالى :

" ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة "

" إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا "

هذا من نعمه على عباده ، الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح ، أن يجعل لهم ودا أي : محبة وودادا في قلوب أوليائه ، وأهل السماء والأرض ، وإذا كان لهم من الخيرات ، والدعوات ، والإرشاد ، والقبول ، والإمامة ، ما حصل ، ولهذا ورد في الحديث الصحيح : « إن الله إذا أحب عبدا ، نادى جبريل : إني أحب فلانا فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض » . وإنما جعل الله لهم ودا ، لأنهم ودوه ، فوددهم إلى أوليائه وأحبابه .

" فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا "

يخبر تعالى عن نعمته ، وأنه يسر هذا القرآن الكريم بلسان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم : يسر ألفاظه ومعانيه ، ليحصل المقصود منه ، والانتفاع به .

" لتبشر به المتقين "

بالترغيب في المبشر به من الثواب العاجل والآجل ، وذكر الأسباب الموجبة للبشارة .

" وتنذر به قوما لدا "

أي : شديدين في باطلهم ، أقوياء في كفرهم ، فتنذرهم . فتقوم عليهم الحجة ، وتتبين لهم المحجة ، فيهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة . ثم توعدهم بإهلاك المكذبين قبلهم فقال :

" وكم أهلكنا قبلهم من قرن "

من قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، وغيرهم من المعاندين المكذبين ، لما استمروا في طغيانهم ، أهلكهم الله فليس لهم من باقية .

" هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا "

والركز : الصوت الخفي ، أي : لم يبق منهم عين ولا أثر ، بل بقيت أخبارهم عبرة للمعتبرين ، وأسمارهم ، عظة للمتعظين

من تفسير السعدى رحمه الله

nadiaja@bezeqint.net
15 Jan 2005, 06:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الانصاري نصر الله هذا الدين ولك الف شكر على التفسير . لا يسعني الا الوقوف على هذه الصفحه وقراءتها لك الثواب المقبول انشاء الله تعالى
اختك محبه الاسلام

سهام الليل
21 Jan 2005, 12:52 AM
ـ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ـ (64) سورة الفرقان

الصفة الثالثه وهي قيام الليل ...

يقول الرازي واعلم انه تعالى لما ذكر سيرتهم في النها ر من وجهين
أحدهما : ترك الإيذاء وهو المراد بقوله سبحانه : يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا
والآخر : تحمل الأذى وهو المراد من قوله سبحانه : وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا

بين في هذه الآيات سيرتهم في الليالي عند الاشتغال في خدمة الخالق : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ
البيتوتة : هي ان يدركك الليل نمت ام لم تنم ..

يقول الزجاج كل من ادركه الليل قيل بات وان لم ينم .
ـ يبيتون ـ اذا اضيفت للرب أي يكونوا في لياليهم مصلين لله تعالى

اذا البيات وحده كل من ادركه الليل وان لم ينم
صفاتهم كما اخبر عنهم الحسن : يبيتون لله على اقدامهم ويفرشون له وجوههم تجري دموعهم على خدودهم خوفا من ربهم .
على من تنطبق هذه الصفة ...
قال القرطبي عن ابن عباس : من صلى لله ركعتين او اكثر بعد العشاء فقد بات لله ساجدا وقائما .

يقول الكلبي :
من اقام ركعتين بعد المغرب واربعا بعد العشاء , فقد بات لله قائما ساجدا ..

يقول الشاعر:
امنع جفونك ان تذوق مناما
واذر الدموع على الخدود سجاما
واعلم بانك ميت ومحاسب
يامن على سخط الجليل اقاما .

ـ لله قوما اخلصوا في حبه ورضابهم واختصــــــــــــــــهم خداما
قوما اذا جن الظلام عليهم باتوا هنالك سجــــــــــــــــــــدا وقياما
خمص البطون من التعفف ضمرا لايعرفون سوى الحلال طعاما



قال سيد :
والتعبير يبرز من الصلاة السجود والقيام لتصوير حركة عباد الرحمن في جنح الليل والناس نيام
فهم يبيتون لله سجدا وقياما لله وحده مشغولون عن النوم المريح اللذيذ بما هو اروح منه وامتع ... قائمون ساجدون... يتطلعون لعرش الرحمن .

وكان في بداية التاسيس للقاعدة التكليف كان بهذه العبادة وهو اشق العبادة حتى كان واجبا عليهم فتتفطر اقدامهم حتى خفت .. حتى الزم المصطفى صلى الله عليه وسلم نفسه بذلك حتى تتفطر قدماه .,
فاذا سئل في ذلك ؟
قال : افلا اكون عبد ا شكورا .

يارجال الليل جدوا رب صوت لايرد *
مايقوم الليل الا من له عزم وجد

لايقومها الا اصحاب الهمم والعزيمة ..

ـ والذين ..
ينزل الرب سبحانه لهؤلاء تكريما لهم واستجابة لدعائهم
وفي صحيح مسلم , عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : من الليل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه , وهي كل ليلة

وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ! من يسألني فأعطيه ؟ ! من يستغفرني فأغفر له ؟ !

يعيشون اللحظات .. كأنهم يخاطبونه بغير حجاب , والناس نيام بتلاوة وتضرع وسؤال وعيونهم تجري بفيض دموعهم , مثل انهمال الوابل الهطال
ففي الليل رهبان وعند جهادهم لعدوهم من اشجع الابطال بوجوههم اثر السجود لربهم ولها اشعة نوره المتلالئ
ولعوا بالقيام فكأنه احب اليهم

كان سفيان يقول :
اذا جاء الليل فرحت واذا جاء النهار حزنت
كان سفيان في الصباح يمد رجليه الى الحائط وراسه الى الارض كي يرجع الدم الى مكانه لكثرة القيام
حتى كانوا يعدون من اعظم الذنب ان يتعلم الرجل القران ثم ينام لايقرا منه شيئ .
كانوا يعلمون اطفالهم ويربونهم عليه .
كان احدهم يقول لابنائه اذا صلوا العشاء : يابني ناموا لعل الله يرزقكم من الليل خيرا
...

ترك قيام الليل علامة سوء وانذار خطر ..
كان الحسن البصري يقول : ( اذا انت لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم انك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب ......

فهم يزنون الناس ويقيسونهم بذلك ... الصيام والقيام .
يقول ابن القيم : لو استنشقت ريح الاسحار لافاق قلبك المخمور .أي الريح التي قبل طلوع الشمس لايشمها الا اهل القيام للاسحار تخرج في الساعات قبل الفجر فلايستنشقها الا اهل القلوب الحية .

ثمرات القيام :
اجابة الدعوة , المغفرة , التوبة , الجنة , قوة الجوارح وطمأنينة القلب .

قال عطاء عن فضل القيام : محياة للبدن , ونور في القلب وضياء في الوجه وقوة في البصر والاعضاء كلها .
الرجل اذا قام الليل اصبح مسرورا فرحا , وان نام عن حزبه اصبح حزينا مكسور القلب كانه فقد شيء وقد فقد اعظم الامور نفعا ...


انتهى المصدر ملوك الاخرة للشيخ البلالي ..

المراقب العام
25 Jan 2005, 12:31 AM
الأخ المفضال : ابو طالب الانصارى (http://www.ala7ebah.com/upload/member.php?u=665)

وقفات مباركة .. أسأل الله أن يجزل لك الأجر ، ويجعلها في ميزان حسناتك يوم القيامة

أبو طالب الأنصاري
26 Jan 2005, 12:46 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المراقب العام

جزاك الله خيرا و بارك فيك على تشريفك للموضوع أسأل الله أن لا يحرمك الأجر و المثوبة

سهام الليل
28 Jan 2005, 04:57 PM
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ
أَيْ هُمْ مَعَ طَاعَتهمْ مُشْفِقُونَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ مِنْ عَذَاب اللَّه . اِبْن عَبَّاس : يَقُولُونَ ذَلِكَ فِي سُجُودهمْ وَقِيَامهمْ .
إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا

أَيْ لَازِمًا دَائِمًا غَيْر مُفَارِق . وَمِنْهُ سُمِّيَ الْغَرِيم لِمُلَازَمَتِهِ . وَيُقَال : فُلَان مُغْرَم بِكَذَا أَيْ لَازِم لَهُ مُولَع بِهِ . وَهَذَا مَعْنَاهُ فِي كَلَام الْعَرَب فِيمَا ذَكَرَ اِبْن الْأَعْرَابِيّ وَابْن عَرَفَة وَغَيْرهمَا . وَقَالَ الْأَعْشَى : إِنْ يُعَاقِب يَكُنْ غَرَامًا وَإِنْ يُعْطِ جَزِيلًا فَإِنَّهُ لَا يُبَالِي وَقَالَ الْحَسَن : قَدْ عَلِمُوا أَنَّ كُلّ غَرِيم يُفَارِق غَرِيمه إِلَّا غَرِيم جَهَنَّم . وَقَالَ الزَّجَّاج : الْغَرَام أَشَدّ الْعَذَاب . وَقَالَ اِبْن زَيْد : الْغَرَام الشَّرّ . وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة : الْهَلَاك . وَالْمَعْنَى وَاحِد . وَقَالَ مُحَمَّد بْن كَعْب : طَالَبَهُمْ اللَّه تَعَالَى بِثَمَنِ النَّعِيم فِي الدُّنْيَا فَلَمْ يَأْتُوا بِهِ , فَأَغْرَمَهُمْ ثَمَنهَا بِإِدْخَالِهِمْ النَّار .


إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
أَيْ بِئْسَ الْمُسْتَقَرّ وَبِئْسَ الْمُقَام . أَيْ إِنَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ عَنْ عِلْم , وَإِذَا قَالُوهُ عَنْ عِلْم كَانُوا أَعْرَف بِعِظَمِ قَدْر مَا يَطْلُبُونَ , فَيَكُون ذَلِكَ أَقْرَب إِلَى النَّجْح .




انواع الخوف :ـ

خوف مزيف , خوف حقيقي

الخوف المزيف هو الخوف من المخلوق وعلى الرزق ومن الموت ومن العجيب ان الانسان وهو بطن امه كتب له قدره ..

وفي الحديث ـ يكتب: رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد...»
او ل ماكتب الله الرزق مع ذلك بني ادم اخوف مايخاف من الرزق وهو سبب شقاء وسبب الجرائم . السرقة , عدم الرضا بالقدر , الحسد , التصارع
فلا تستطيع قوة ان تقدم او تؤخر رزقا مكتوب ....

فيسبب ان الانسان يبذلون للبشر ويسعون لهم ويخضعون لهم ويحبون لغير الله ويخافونهم ويرجونهم بسبب الخوف من الرزق مع ان الله تعالى من اسمائه الرزاق

فمن تيقن بذلك ان الله هو الرزاق .. لايخضع الا له ... وليس ثمة احد يرزق سواه .
فالبشر ليس لهم حول ولاقوة ... فهي بيده وحده .

الغالب البشر يخافون البشر ...

كيف يخاف الطين من الطين ... فالامة لاتخاف من أي احد
حتى ولو كانت متقدمة . فالنصر بيد الله وحده مهما يكن

ونصر الله معناه تطبيق مايريد شرط بشرط وعد ماض ٍ الى قيام الساعة .

ـ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتب الله عليك ، ورفعت الأقلام وجفت الصحف " او كما قال عليه الصلاة والسلام


ليستيقن المؤمن ان النافع والضار هو الله ... فيزيل الخوف المزيف من المخلوق في صدور ملوك الاخرة

ـ كنز من كنوز الجنة لاحول ولاقوة الا بالله .


ملوك الاخرة خائفون الخوف الحقيقي من النار



ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء واحد من سبع من سبعين جزء من نار جهنم قالوا يا رسول الله إنها أى نار الدنيا لكافية قال إنها فضلت عليه بتسعة وستين جزء كلهن مثل حرها وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا وجبة أى صوت شي سقط فقال النبي صلى الله عليه وسلم أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم قال هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفاً يعنى سبعين سنة فالآن حين انتهى إلى قعرها أخرجه مسلم



خوفهم من الله عزوجل .. عدم القبول .... كم تعمل وتعمل لانعلم ايقبل ام لا؟

اكثر مايخاف الصالحون قوله سبحانه :

فالله يزن المؤمن على قدر النية واتباع السنة ...

الخوف من عذاب القبر ... من الحساب ..



الخوف من سوء الخاتمة ... قل لااله الا الله . فيقو ل انه لايستطيع .... بعضهم استبدلها بكلمات عن الغناء او البيوع ...



فملوك الاخرة استقر عندهم الخوف الحقيقي من النار

يذكر صاحب الظلال :

التعبير يوحي كأنما جهنم متعرضة لكل احد , متصدية لكل البشر , فاتحة فاها , تهم ان تلتهم , باسطة أيديها تهم ان تقبض على القريب والبعيد !
وعباد الرحمن الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما , يخافونها ويخشونها , ويتضرعون الى ربهم ان يصرف عنهم عذابها , وان ينجيهم من تعرضها وتصديها .




اللهم نسالك الجنة وماقرب اليها من قول وعمل

ونعوذ بك من النار وماقرب اليها من قول وعمل .

أبو طالب الأنصاري
28 Jan 2005, 05:18 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نفع الله بك أختى الكريمة سهام الليل

لا حرمت الأجر و المثوبة

سهام الليل
28 Jan 2005, 09:20 PM
الصفة الخامسة التوازن والاعتدال

وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا


في تفسير القرطبي
َقَالَ النَّحَّاس : وَمِنْ أَحْسَن مَا قِيلَ فِي مَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ أَنْفَقَ فِي غَيْر طَاعَة اللَّه فَهُوَ الْإِسْرَاف , وَمَنْ أَمْسَكَ عَنْ طَاعَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ الْإِقْتَار , وَمَنْ أَنْفَقَ , فِي طَاعَة اللَّه تَعَالَى فَهُوَ الْقَوَام .


والسرف هو مجاوزة الحد في التنعم والتوسع في الدنيا ولو كان في الحلال
لانه يؤدي الى الخيلاء
قال الجرجاني : الاسراف هو الانفاق المال الكثير في الغرض الخسيس .
وقيل هو ان يأكل الرجل مالايحل له
او هو ان يأكل الرجل مايحل له لكن فوق الاعتدال .

الاسراف انواعه :ـ

* محمود الاسراف في وجوه الخير
ـ وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : مَنْ أَنْفَقَ مِائَة أَلْف فِي حَقّ فَلَيْسَ بِسَرَفٍ , وَمَنْ أَنْفَقَ دِرْهَمًا فِي غَيْر حَقّه فَهُوَ سَرَف , وَمَنْ مَنَعَ مِنْ حَقّ عَلَيْهِ فَقَدْ قَتَرَ .


* مذموم : افراط او تفريط
الافراط التبذير والاسراف
التفريط التقتير والامساك

الاسراف لفظ عام لايتعلق فقط في المال ـ بل كل شيئ وضع في غير موضعه فهو اسراف ـ

ـ بل انتم قوم مسرفون ـ قوم لوط لانهم تركوا الموضع الصحيح ـ النساء ـ الى الرجال ـ
ـ عاليا من المسرفين ـ فرعون لانه ادعى الالوهية
ـ اسرفوا ـ وضعوا الجوارح في غير موضعها
ـ وكلوا واشربوا ولاتسرفوا ـ
فليس الزهد ترك المطعم والمشرب .. بل المطلوب حد الاعتدال ..
ـ امة وسطا ـ يعتنقون هذه الصفة الوسطية والاعتدال من اميز صفات ملوك الاخرة فهم يمقتون كل تطرف

والتطرف في اللغة : هو الوقوف في الطرف بعيد عن الوسط وفي الشرع يعبر التطرف بالغلو والتنطع والتشدد

ـ هلك المتنطعون ـ

قال النووي : أي المتعمقون المتجاوزون في اقوالهم وافعالهم ـ
أي بزيادة او نقصان , وعاقبة التنطع كما يتبين الهلاك .

عدل النبي صلى الله عليه وسلم مسار الصحابة الى حد الاعتدال
كما ورد _ لما ذهب ثلاثة نفر إلى بيوت النبي صلى الله عليه وسلم وسألوا عن عبادته فكأنهم تقالوها، فقال أحدهم: أنا أصوم الدهر لا أفطر، وقال الثاني: وأنا أقوم الليل ولا أرقد، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء. وقف النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وقال: "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، أما إني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".[ أخرجه البخاري وأحمد


وكل الاخلاق السيئة منشأها من عدم الاعتدال واللغلو في احد الطرفين .

يذكر ابن القيم
ان مجاوزة الحد في كل امر يضر بمصالح الدنيا والاخرة .... ـ


جاء في تفسير السعدي للاية :ـ

{ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا } النفقات الواجبة والمستحبة { لَمْ يُسْرِفُوا } بأن يزيدوا على الحد فيدخلوا في قسم التبذير وإهمال الحقوق الواجبة، { وَلَمْ يَقْتُرُوا } فيدخلوا في باب البخل والشح { وَكَانَ } إنفاقهم { بَيْنَ ذَلِكَ } بين الإسراف والتقتير { قَوَامًا } يبذلون في الواجبات من الزكوات والكفارات والنفقات الواجبة، وفيما ينبغي على الوجه الذي ينبغي من غير ضرر ولا ضرار وهذا من عدلهم واقتصادهم.

مستفاد من ملوك الاخرة للبلالي ...

الريان
29 Jan 2005, 02:08 AM
السلام عليكم ورحمه لله وبركاته
اخي الكريم زادك الله من علومه الارضيه
ووهبك هبه العلوم اللدنيه

أبو طالب الأنصاري
29 Jan 2005, 10:27 PM
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

الريان

بارك الله فيك


http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/442X500-0/9/72/1.png


" وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار "
جامعة لكل نعيم وفرح ، خالية من كل أذى وترح ، تجري من تحت قصورها ، ودورها ، وأشجارها الأنهار الغزيرة ،
المروية للبساتين الأنيقة ، التي لا يعلم ما فيها من الخيرات إلا الله تعالى .

" خالدين فيها "
لا يبغون عنها حولا

" ومساكن طيبة في جنات عدن "
قد زخرفت ، وحسنت ، وأعدت لعباد الله المتقين . قد طاب مرآها ، وطاب منزلها ومقيلها ، وجمعت من آلات المساكن
العالية ما لا يتمنى فوقه المتمنون ، حتى إن الله تعالى قد أعد لهم غرفا في غاية الصفاء والحسن ، يرى ظاهرها من باطنها ،
وباطنها من ظاهرها . فهذه المساكن الأنيقة ، التي حقيق بأن تسكن إليها النفوس ، وتنزع إليها القلوب ، وتشتاق لها الأرواح ،
لأنها في جنات عدن ، أي : إقامة لا يظعنون عنها ، ولا يتحولون منها .

" ورضوان من الله "

يحله على أهل الجنة

" أكبر "

مما هم فيه من النعيم . فإن نعيمهم لم يطب ، إلا برؤية ربهم ، ورضوانه عليهم ، ولأنه الغاية التي أمها العابدون ، والنهاية
التي سعى نحوها المحبون ، فرضا رب الأرض والسموات أكبر من نعيم الجنات .
" ذلك هو الفوز العظيم "
حيث حصلوا على كل مطلوب ، وانتفى عنهم كل محذور ، وحسنت وطابت منهم جميع الأمور ، فنسأل الله أن يجعلنا معهم
بجوده .

" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير "

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :

" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين "

أي : بالغ في جهادهم

" واغلظ عليهم "

حيث اقتضت الحال الغلظة عليهم . وهذا الجهاد يدخل فيه الجهاد باليد ، والجهاد بالحجة واللسان ، فمن بارز منهم بالمحاربة فيجاهد باليد ، واللسان ، والسيف ، والسنان . ومن كان مذعنا للإسلام ، بذمة أو عهد ، فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام ، ومساوىء الشرك والكفران ، فهذا ما لهم في الدنيا . ( و ) أما في الآخرة ، فإن

" مأواهم جهنم "

أي : مقرهم الذي لا يخرجون منه

" وبئس المصير "

" يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر "

أي : إذا قالوا قولا كقول من قال منهم « ليخرجن الأعز منها الأذل » والكلام الذي يتكلم به الواحد بعد الواحد ، في الاستهزاء بالدين ، وبالرسول . فإذا بلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد بلغه شيء من ذلك ، جاءوا إليه يحلفون بالله ، ما قالوا . قال تعالى مكذبا لهم :

" ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم "

. فإسلامهم السابق ـ وإن كان ظاهره أنه أخرجهم من دائرة الكفر ـ فكلامهم الأخير ينقض إسلامهم ، ويدخلهم بالكفر .

" وهموا بما لم ينالوا "

وذلك حين هموا بالفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ، فقص الله عليه نبأهم ، فأمر من يصدهم عن قصدهم . ( و ) الحال أنهم

" وما نقموا "

وعابوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم

" إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله "

بعد أن كانوا فقراء معوزين . وهذا من أعجب الأشياء ، أن يستهينوا بمن كان سببا لإخراجهم من الظلمات إلى النور ، ومغنيا لهم بعد الفقر . وهل حقه عليهم إلا أن يعظموه ويؤمنوا به ويجلوه ؟ ثم عرض عليهم التوبة فقال :

" فإن يتوبوا يك خيرا لهم "

لأن التوبة أصل لسعادة الدنيا والآخرة .

" وإن يتولوا "

عن التوبة والإنابة

" يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة "

في الدنيا بما ينالهم من الهم ، والغم ، والحزن على نصرة الله لدينه ، وإعزاز نبيه ، وعدم حصولهم على مطلوبهم ، وفي الآخرة ، في عذاب السعير .

" وما لهم في الأرض من ولي "

يتولى أمورهم ، ويحصل لهم المطلوب ،

" ولا نصير "

يدفع عنهم المكروه ، وإذا انقطعوا من ولاية الله تعالى ، فثم أصناف الشر والخسران ، والشقاء والحرمان .

" ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين "

أي : ومن هؤلاء المنافقين من أعطى الله عهده وميثاقه

" لئن آتانا من فضله "

من الدنيا فبسطها لنا ووسعها

" لنصدقن ولنكونن من الصالحين "

، فنصل الرحم ، ونقري الضيف ، ونعين على نوائب الحق ، ونفعل الأفعال الحسنة الصالحة .

" فلما آتاهم من فضله "

لم يفوا بما قالوا ، بل

" بخلوا به وتولوا "

عن الطاعة والانقياد

" وهم معرضون "

أي : غير ملتفتين إلى الخير . فلما لم يفوا بما عاهدوا الله عليه ، عاقبهم و

" فأعقبهم نفاقا في قلوبهم "

مستمرا

" إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون "

. فليحذر المؤمن من هذا الوصف الشنيع ، أن يعاهد ربه ، إن حصل مقصوده الفلاني ، ليفعلن كذا وكذا ، ثم لا يفي بذلك ، فإنه ربما عاقبه الله بالنفاق كما عاقب هؤلاء . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحيحين : « آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف » . فهذا المنافق الذي وعد الله وعاهده ، لئن أعطاه الله من فضله ، ليصدقن ، وليكونن من الصالحين ، حدث فكذب ، وعاهد فغدر ، ووعد فأخلف . ولهذا توعد من صدر منهم هذا الصنيع بقوله :

" ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب "

، وسيجازيهم على ما عملوا من الأعمال التي يعلمها الله تعالى ، وهذه الآيات نزلت في رجل من المنافقين يقال له : « ثعلبة » . جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن يدعو الله له ، أن يعطيه من فضله ، وأنه إن أعطاه ليتصدقن ، ويصل الرحم ، ويعين على نوائب الحق ، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم له ، فكان له غنم ، فلم تزل تتنامى حتى خرج بها عن المدينة ، فكان لا يحضر إلا بعض الصلوات الخمس ، ثم أبعد ، فكان لا يحضر إلا صلاة الجمعة ، ثم كثرت فأبعدها ، فكان لا يحضر جمعة ولا جماعة . ففقده النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخبر بحاله ، فبعث من يأخذ الصدقات من أهلها ، فمروا على ثعلبة ، فقال ما هذه إلا جزية ، ما هذه إلا أخت الجزية . فلما لم يعطهم ، جاؤوا ، فأخبروا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « يا ويح ثعلبة » ثلاثا . فلما نزلت هذه الآية فيه ، وفي أمثاله ، ذهب بها بعض أهله فبلغه إياها ، فجاء بزكاته ، فلم يقبلها النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء بها إلى أبي بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها ، ثم جاء بها بعد أبي بكر إلى عمر فلم يقبلها ، فيقال : إنه هلك في زمن عثمان . وهذا أيضا من مخازي المنافقين ، فكانوا ـ قبحهم الله ـ لا يدعون شيئا من أمور الإسلام والمسلمين يرون لهم مقالا ، إلا قالوا وطعنوا ، بغيا وعدوانا .


من تيسير الكريم الرحمن

سهام الليل
30 Jan 2005, 01:50 AM
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا
فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا

وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا )

قال السعدي :ـ
في تفسير الاية

{ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ } بل يعبدونه وحده مخلصين له الدين حنفاء مقبلين عليه معرضين عما سواه.
{ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ } وهي نفس المسلم والكافر المعاهد، { إِلَّا بِالْحَقِّ } كقتل النفس بالنفس وقتل الزاني المحصن والكافر الذي يحل قتله.
{ وَلَا يَزْنُونَ } بل يحفظون فروجهم { إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ } { وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ } أي: الشرك بالله أو قتل النفس التي حرم الله بغير حق أو الزنا فسوف { يَلْقَ أَثَامًا }

ثم فسره بقوله: { يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ } أي: في العذاب { مُهَانًا } فالوعيد بالخلود لمن فعلها كلها ثابت لا شك فيه وكذا لمن أشرك بالله، وكذلك الوعيد بالعذاب الشديد على كل واحد من هذه الثلاثة لكونها إما شرك وإما من أكبر الكبائر.
وأما خلود القاتل والزاني في العذاب فإنه لا يتناوله الخلود لأنه قد دلت النصوص القرآنية والسنة النبوية أن جميع المؤمنين سيخرجون من النار ولا يخلد فيها مؤمن ولو فعل من المعاصي ما فعل، ونص تعالى على هذه الثلاثة لأنها من أكبر الكبائر: فالشرك فيه فساد الأديان، والقتل فيه فساد الأبدان والزنا فيه فساد الأعراض.
{ إِلَّا مَنْ تَابَ } عن هذه المعاصي وغيرها بأن أقلع عنها في الحال وندم على ما مضى له من فعلها وعزم عزما جازما أن لا يعود، { وَآمَنَ } بالله إيمانا صحيحا يقتضي ترك المعاصي وفعل الطاعات { وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا } مما أمر به الشارع إذا قصد به وجه الله.
{ فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } أي: تتبدل أفعالهم وأقوالهم التي كانت مستعدة لعمل السيئات تتبدل حسنات، فيتبدل شركهم إيمانا ومعصيتهم طاعة وتتبدل نفس السيئات التي عملوها ثم أحدثوا عن كل ذنب منها توبة وإنابة وطاعة تبدل حسنات كما هو ظاهر الآية.
وورد في ذلك حديث الرجل الذي حاسبه الله ببعض ذنوبه فعددها عليه ثم أبدل مكان كل سيئة حسنة فقال: : يا رب إن لي سيئات لا أراها هاهنا " والله أعلم.
{ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا } لمن تاب يغفر الذنوب العظيمة { رَحِيمًا } بعباده حيث دعاهم إلى التوبة بعد مبارزته بالعظائم ثم وفقهم لها ثم قبلها منهم.
{ وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا } أي: فليعلم أن توبته في غاية الكمال لأنها رجوع إلى الطريق الموصل إلى الله الذي هو عين سعادة العبد وفلاحه فليخلص فيها وليخلصها من شوائب الأغراض الفاسدة، فالمقصود من هذا الحث على تكميل التوبة وإيقاعها على أفضل الوجوه وأجلها ليقدم على من تاب إليه فيوفيه أجره بحسب كمالها.



وقفة مع الايات ـ من مجموعة ملوك الاخرة ....


الصفة السادسة هي الاحتراز من الشرك والابتعاد عن القتل والزنا

وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا

بعيدون عن الشرك بانواعه فاهم شيئ عندهم التوحيد .... في العبادة والوجهة والخوف والرجاء ولايدعون الا الله ويتيقنون الا بالله ... ولاحول ولاقوة الا بالله
ولايخافون الا منه .... النافع الضار ... والقدرة بيده والامر له ... ولايوالون الا فيه ..


الدماء محرمة في الاسلام ـ ودم مسلم اشد حرمة عند الله من حرمة الكعبة ... كما جاء في الاثر

المحارب الثيب الزاني فهم محدودون من الحرابة .. فهم يقتلون بحق


يبتعدون عن الزنا وخطواته ملتزمون بالعفة فيغضون البصر .. ويعفون عن المحارم

لأحدثنكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم به أحد غيري : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويكثر الجهل، ويكثر الزنا، ويكثر شرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد).
" ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم (قال أبو معاوية : ولا ينظر إليهم) ولهم عذاب أليم : شيخ زان. وملك كذاب. وعائل مستكبر".



وفي الحديث _
(إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه).
معنى واسع لمعنى الزنا فكل هذه الجوارح ان وضعت في غير موضعها التي امر الله بها كالعين ينظربها للمحارم فقد زنى بها والاذن عندما تسمع للغناء او النميمة .. تزني بذلك

ـ من زنى وشرب الخمر نزع الله منه الايمان كما يخلع الانسان القميص من راسه ـ او كما قال عليه الصلاة والسلام

ـ ومن يفعل ذلك يلقى اثاما ـ

أي جزاء الاثم او المقصود ا سم من اسماء جهنم او وادي فيها او العذاب الشديد .

ـ يضاعف له ـ
اما مضاعفة في الدنيا والاخرة او الجمع بين عقوبات الكبائر مجتمعة او استدامة العذاب بالخلود في الاخرة ...

وعلى كل حال
لها عقوبة في الدنيا بالخزي وعدم الستر وفي الاخرة
يذكر الله هنا ثلاث عقوبات للشرك والقتل والزنا

ثلاث عقوبات
ـ يلق اثاما ـ يضاعف له العذاب ـ ويخلد فيه مهانا ـ أي ذليلا ..


والاستثناء :ـ الامن تاب

والتوبة صفة لازمة لملوك الاخرة


وشروط التوبة العزيمة وعدم العودة والندامة وتركها في الحال وارجاع حقوق اهلها والعمل الصالح

والعمل ثمرة الايمان والتوبة .

كيف يكون التبديل ؟؟

يبدل الله سيائتهم حسنات ـ
القول الاول :ـ
ان التبديل يكون في الدنيا أي ان الله يوفقهم لعكس الاعمال التي كانوا يعملونهاا في الدنيا فمن قتل المسلمين يوفقهم الله بالتوبة بقتل الكفار وبالزنا بالعفاف والحصان .. والتاريخ يشهد بذلك ...

عكرمة بن ابي جهل
عندما بايع النبي صلى الله عليه وسلم ـ اما والله يارسول الله لا ادع نفقة كنت انفقتها او انفقتها في صد عن سبيل الله الا انفقتها ضعفها في سبيل الله ولاقتالا قاتلته صد عن سبيل الله الا قاتلته ضعفا في سبيل الله .

فصدق بذلك رضوان عليه

في احد المواقف ... قاتل قتالا شديدا عند الكرب حتى نهاه خالد بن الوليد فقال له :
ياعكرمة لاتفعل فان قتلك سيكون شديدا على المسلمين
فقال اليك عني فقد كان لك مع رسول الله سابقة ..
اما انا وابي فقد كنا من اشد الناس على رسول الله فدعني اكفر عما سلف مني ..
ثم قال : لقد قاتلت رسول الله في مواطن كثيرة .... أ أ فر من الروم اليوم لايحدث ذلك ابدا ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت
....ووحشي بعد قتل حمزة تاب الى الله بقتل مسيلمة الكذاب ..

ـ اللهم كما قتلت عظيما في الاسلام فوفقني لاقتل عظيما في الكفر .
وكثير من اهل المعاصي والكبائر اصبحوا ائمة وخطباء ودعاة
جارودي كان ملحدا ثم اسلم وكتب لله ضد اليهودية .

المعنى الثاني التبديل
ان السيئة بعينها لاتصير حسنة ولكن تمحى بالتوبة

المعنى الثالث : ان سيائتهم تمحى وتستبدل بدلها حسنات
المعنى الرابع : يبدل الله عقوبتهم بالثواب .

ـ التوبة في الموضع الاول ـ الاقلاع عن المعاصي
والثانية طلب للجزاءوالمكافأة

انتهى تعليق البلالي ...


والله اعلم ...
ـ فاطر السموات والارض انت ولي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين ـ