المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعياد الميلاد.. ( مناسك، وشعائر ) ولكل أمة منسك



منير 83
01 Jan 2005, 12:22 PM
السلام عليكم ورحمة وبركاته


((... كلما كثرت المخالفة بينك وبين أصحاب الجحيم، كنت أبعد عن أعمال أهل الجحيم،
وكنت أبعد عن عذاب الجحيم.. ))

قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
( ما هذان اليومان؟، قالوا:
كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله:
إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما، يوم الأضحى ويوم الفطر) رواه أبو داود من حديث أنس في باب صلاة العيدين
---------
( مخالفة واجبة ومستحبة)...
التشبه بالكفار في الجملة منهي عنه، ومخالفتهم في هديهم أمر مشروع، إما على سبيل الوجوب أو الاستحباب..
فمثال الوجوب قوله: ( خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى) مسلم في الطهارة
ومثال الاستحباب قوله: ( خالفوا اليهود فإنهم لايصلون في نعالهم ولاخفافهم) أبو داود في الصلاة
فمخالفة الكفار وأهل الكتاب مقصودة لذاتها، والتشبه بهم محرم، سواء قصد المتشبه مشابهتهم أو لم يقصد..
يدل على هذا أن النبي نهاهم عن التشبه بالكفار في أمور كان المسلمون يفعلونها بغير قصد التشبه بهم كتطويل الشارب، وإنما كانت تفعل إلفا وعادة، لكنه نهاهم عن ذلك أيضا، ليمنع أي توافق بين المسلمين والمشركين ولو في الظاهر..
وفي ذلك حكمة لاتخفى...
فالموافقة في الظاهر تتعدى إلى الموافقة في الباطن..
------------------
( هدينا مخالف لهديهم)...
إن المخالفة تنقسم إلى قسمين:
مخالفة في أصل العمل، ومخالفة في صفتها..
- أما أصل العمل فمثل الأعياد.. فهذا ليس مشروعا لنا بحال أن نحتفل بأعيادهم..
- وأما الصفة، فإن من العبادات ماهو مشروع لنا ولهم مثل صيام عاشورا والصلاة والدفن، وهذا القسم وإن اتفقنا نحن وهم في أصل العبادة إلا أن الشرع أمرنا بمخالفتهم في صفتها، فأمرنا بصوم تاسوعاء أو اليوم الحادي عشر، وبتعجيل الفطر وتأخير السحور مخالفة لهم، والصلاة في النعال في بعض الأحيان، لأنهم لايفعلون ذلك، وسن لنا توجيه قبورنا إلى الكعبة، تمييزا لها عن مقابر الكافرين، وأن تكون لحدا لقوله: ( اللحد والشق لأهل الكتاب) رواه أحمد 4/362،363،
إن كل قواعد الشرع تؤكد ضرورة تعمد المسلمين مخالفة الكافرين في كل شيء تميزوا به في عاداتهم الخاصة، وفي عباداتهم الخاصة المخالفة آكد وأوجب، قال رسول الله:
(هدينا مخالف لهديهم) البيهقي باب الدفع من المزدلفة
طبعا لايدخل في هذا تقليدهم فيما فيه منفعة للبشرية، مما كان لهم سبق في تحقيقه كالعلوم والطب ونحوها، وإنما المقصود تقليدهم فيما تميزوا به في عوائدهم وعقائدهم التي لاتعود بالنفع على المقلد في دنياه، وتضره في أخراه، وتزيل العداوة بينه وبينهم، وتزرع المودة والولاء..
-----------
( الإبدال من الشيء يقضي بترك المبدل منه)...
إذا عرفنا هذا الأصل في مشابهتهم فنقول:
موافقتهم في أعيادهم لا تجوز من طريقين:
الطريق الأول: تحريم الشرع التشبه بأهل الكتاب..
قال رسول الله: ( من تشبه بقوم فهو منهم) أبوداود في اللباس في لبس الشهرة
وقال: (خالفوا المشركين)..
وقد قلنا إن الشرع يحرم موافقتهم فيما كان من عوائدهم، فكيف إذا كان من عباداتهم؟..
فالأمر أشد حرمة..
والطريق الثاني: ورود النصوص الخاصة في التأكيد على النهي عن موافقة الكافرين في أعيادهم..
فمن ذلك قوله تعالى: {والذين لايشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} فعن مجاهد والربيع بن أنس وغيرهم من السلف: " هو أعياد المشركين" تفسير ابن كثير..
ومن الأدلة على النهي عن موافقة الكافرين في أعيادهم حديث أنس السابق:
( قد أبدلكم الله بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر)..
فإن هذين العيدين الجاهليين لم يقرهما رسول الله ولاتركهم يلعبون فيهما، وأخبرهم بأن الله قد أبدلهم خيرا منهما، وهذا يعني صراحة عدم جواز الجمع بين عيد الإسلام وأعياد الكفار، إذ الإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، مثل حديث المقبور يقال له:
( أنظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به خيرا منه مقعدا في الجنة) البخاري الجنائز
فهذا قد أبدل مقعدا في الجنة بدلا من مقعد في النار، وكذا أبدل المسلمون بعيدين هما الفطر والأضحى بدلا من أعياد الجاهلية والكفار..
ومما يدل على هذا أن ذلك اليومين الجاهليين قد ماتا في الإسلام، فلم يبق لهما أثر على عهد رسول الله ولا عهد الخلفاء، ولو لم يكن النهى عنه جازما لبقوا عليهما، فالعادات الراسخة مثل العيد الذي فيه فرح النفوس واللعب والأكل لاتزول بسهولة، وقد يعجز الحكماء والرؤساء عن نقل الناس عنها، لقوة تعلق القلوب بها، فلولا أنهم فهموا من النبي النهي عنها لكانت باقية، ولو على وجه ضعيف، فعلم من ذلك أن المانع والنهي شديد..
-------------
( العيد ... )
هذا والمحذور في أعياد أهل الكتاب أشد من المحذور في أعياد الجاهلية، لأن الأمة حذرت من مشابهة واليهود والنصارى، وأخبرت أن طائفة منها ستتبع أثرهم، بخلاف دين الجاهلية فإنه لا يعود إلا آخر الدهر، وجاء في الحديث أن رجلا أتى رسول الله فقال:
( إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة، فقال النبي: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟، قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟، قالوا: لا، قال: أوف بنذرك) أبو داود في الأيمان والنذور
فإذا كان الذبح لله وهو من أجل العبادات بمكان عيدهم منهيا عنه، فكيف بالموافقة في نفس العيد بتعظيمه والاحتفاء به؟..
والعيد اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، إما بعود السنة أو الأسبوع أو الشهر أو نحو ذلك، والعيد يجمع أمورا:
- منها: اليوم العائد، كيوم الفطر والأضحى والجمعة..
- ومنها: الاجتماع فيه..
- ومنها: أعمال تتبع ذلك، من العادات والعبادات، كصلاة العيد واللعب في ذلك اليوم، قال ابن عباس: (شهدت العيد مع رسول الله) أي الصلاة والاجتماع..
- وقد يختص العيد بمكان بعينه أو يكون مطلقا، كقوله: ( لا تتخذوا قبري عيدا)..
وكل من هذه الأمور قد يسمى عيدا، فالعيد يكون للزمن الذي يعظم على الدوام، ويكون للمكان المعظم على الدوام كذلك، وما يكون في الزمان والمكان من العبادات كالصلاة والذبح والذكر ونحوها، والعادات كاللعب والأكل ونحوها، وتعظيم أي زمان أو مكان لم يعظمه الشارع فهو بدعة محرمة، والنبي لما سأل:
(هل كان فيها وثن أو عيد)
إنما كان المقصود في الماضي لا في وقت السؤال، فإن القصة كانت في حجة الوداع، وحينذاك لم يكن قد بقي للمشركين عيد، ثم مع ذلك حرمه، مع أن المكان لم يعد فيه وثن ولا عيد، سدا للذريعة إلى بقاء شيء من أعيادهم أو إحيائها، فكيف بالمكان والزمان الذي لايزال يعظم من قبل أهل الكتاب ويتخذ عيدا؟..
فتعظيم المسلمين لها واتخاذها عيدا أعظم إثما لا ريب..
فإمام المتقين كان يمنع أمته منعا باتا قويا عن أعياد الكفار، ويسعى في دروسها، وطمسها بكل سبيل، بل ويسعى في تلقين أمته مخالفة أهل الكتاب في كثير من المباحات وصفات الطاعات، لئلا يكون ذريعة إلى موافقتهم في غير ذلك من أمورهم، ولتكون المخالفة في ذلك حاجزا ومانعا عن سائر أمورهم..
فإنه كلما كثرت المخالفة بينك وبين أصحاب الجحيم، كنت أبعد عن أعمال أهل الجحيم، وكنت أبعد عن عذاب الجحيم، فليس بعد حرصه على أمته ونصحة لهم غاية، وكل ذلك من فضل الله عليه وعلى الناس، ولكن أكثر الناس لايعلمون...
------------------
( هذا عيدنا...)..
قالت عائشة رضي الله عنها:
( دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، قال: وليستا بمغنيتين، فقال أبوبكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله؟، وذلك يوم عيد، فقال: رسول الله: ( يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا) مسلم،
فقوله: (وهذا عيدنا) يوجب اختصاص كل قوم بعيدهم، كما قال تعالى:
{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا}..
فإذا كان لليهود عيد وللنصارى عيد كانوا مختصين به فلا يجوز أن نشركهم فيه، كما لانشركهم في قبلتهم وشرعتهم، وكذلك لاندعهم يشركوننا في عيدنا، فإن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله عنها:
{ لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه}..
كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج..
فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر..
بل الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وكذلك قوله: (وهذا عيدنا) يقتضي حصر عيدنا في هذا فليس لنا عيد سواه..
وإذنه عليه الصلاة والسلام للصغيرتين بالغناء المباح الذي ليس فيه خنا ولامعازف، وإذنه باللعب للحبشة يدل على أن اللعب في أعياد المسلمين جائز، وأنه لايرخص في اللعب في أعياد الكفار، إذ لو ساغ ذلك لما قال:
(دعهما، فإن لكل قوم عيدا، وإن هذا عيدنا)..
وعليه فلا يجوز أن نفعل في أعياد أهل الكتاب ما نفعله في عيد المسلمين..
وقد كان أرض العرب فيها من يهود ونصارى حتى أجلاهم عمر بن الخطاب في خلافته عملا بوصية رسول الله بأن لا يجتمع دينان في جزيرة العرب، وكانت لهم أعياد يتخذونها، ثم إن المسلمين ما كانوا يشركونهم في شيء من ذلك أبدا، ولايغيرون لهم عادة في أعياد الكافرين، وذلك لأنهم فهموا من دينهم منع ذلك، فالمقتضي قائم فلولا قوة المانع الشرعي لوجد الفعل..
وقد شرط عمر ـ واتفق الصحابة على ذلك ـ على أهل الذمة بعدم إظهار أعيادهم في دار الإسلام، وقال: "إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين في يوم عيدهم في كنائسهم"، عبدالرزاق في المصنف باب الصلاة في البيعة
وعنه قال: " اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"، السنن الكبرى للبيهقي
وعن عبدالله بن عمر ومثله عن عبدالله بن عمرو: " من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك يحشر معهم يوم القيامة"، البيهقي..
فعمر ينهى عن الاجتماع بهم في عيدهم، فكيف بمن يعمل عيدهم؟..
ومعنى كونه يحشر معهم إما أنه يموت كافرا مثلهم وهذا الأقرب، ولا أقل من أنها كبيرة من الكبائر..
-------------
( السر في المنع)........
- إن السر في المنع من الموافقة للكفار في أعيادهم أن المشابهة تفضي إلى الكفر أو المعصية، وليس فيها أدنى مصلحة، فالموافقة توجب السرور والرضى بماهم عليه من الباطل، وهم يفعلون في أعيادهم المحرم والكفر والمباح، والموافق لهم في ذلك لايميز بين ذلك..
- ثم إن الموافقة تفضي إلى أن لايتميز المسلم عن الكافر، فإذا كان المسلم يفعل كما يفعل الكافر في دينه فأي ميزة تبقى له..
- ثم هذه الموافقة تفضي إلى المودة، والإنسان المتخذ أعياد الكفار عيدا له هو محب لهم لاريب أو على الأقل لايبغض دينهم، ولو كان مبغضا لهم حقيقة كما أمر الله لما وافقهم في شيء من ذلك..
إن الإنسان إذا عادى آخر لأجل دنيا، ترفع عن تقليده في أي شيء يختص به، فكيف بمن كان معاديا لله ولرسوله؟..
هذا أولى بالمعاداة والمخالفة لا الموافقة..
- والإنسان إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته، قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره، بخلاف من صرف همته ونهمته إلى المشروع، فإنه يعظم محبته له ويتم به دينه وإسلامه، ولذا تجد الذي يعتني بأعياد الكفار ويوافقهم فيها تقل رغبته في أعياد المسلمين، جاء في الأثر:
( ما ابتدع قوم بدعة إلا نزع الله عنهم من السنة مثلها) رواه أحمد
فإذا كان الله تعالى قد أبدلنا يومين خيرا من سواهما من الأعياد، فإن استبدال هذا الخير بما سواهما شر، وضم سواهما إليهما كذلك شر، والقلوب تتشوق إلى العيد وتسر به، فإذا وجدت غذائها في غيره فترت عن عيد الله وزال ما كان فيها من المحبة والتعظيم، فينقص أجرها وتخسر خسرانا مبينا..
قال تعالى: { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ }.
(اقتضاء الصراط المستقيم

منير 83
01 Jan 2005, 12:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فإن النصارى في هذه الأيام يحتفلون بأعياد رأس الميلادية ، و إن مما يدمي القلب و يحزن النفس أن ترى كثيرا من المسلمين يشاركون هؤلاء النصارى في تلك الأعياد ، وهم متفاوتون ، فمنهم من يفعل ذلك بدافع الشوة ، و منهم من يفعل ذلك لأغراض أخرى .
و غاب عن هؤلاء أن مشاركتم في أعيادهم هو أمر متعلق بالدين ، وأنه يترتب عليه أمور خطيرة .

أخي الحبيب :
اعلم إن الله بعث لنا خير رسله ، و خاتم أنبيائه ، وجعلنا من خير الأمم { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ، وجعل الله هذه الشريعة هي خاتمة الشرائع ، وجعلها كاملة و شاملة على مر العصور، و حتى يرث الله الأرض و من عليها ، ليس ذلك في مجال المعاملات و العبادات حسب ، بل في الأعياد و جميع شؤون الحياة ، { اليوم أكملت دينكم وأتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا }
و من الأمور العظيمة التي جاءت بها الشريعة تمييز المسلم عن سائر أهل الملل الكافرة ، فكانت من أصوله العظيمة ، مخالفة الكفار فيما هو من خصائصهم .
هذا الأصل المتعلق بأوثق عرى الإيمان ؛ الحب في الله و البغض في الله .
علم و الذي هم أن أصل دين الإسلام .
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : (( أصل التوحيد و روحه إخلاص المحبة لله وحده ، وهي أصل التأله و التعبد له ، بل هي حقيقة العبادة ، و لا يتم التوحيد حتى تكتمل محبة العبد لرب ، وتسبق محبته جميع المحاب و تغلبها ، و يكون الحكم عليها بحيث تكون سائر محاب العبد تبعا لهذه المحبة التي بها سعادة العبد و فلاحه ، و من تفريعها و تكميلها؛ الحب في الله ، فيحب العبد ما يحب الله من الأعمال و الأشخاص و يبغض العبد ما يبغض الله من الأعمال و الأشخاص ، و يوالي أولياءه ،و يعادي أعداءه ،و بذلك يكمل إيمان العبد و توحيده )) ا.هـ
و لما كان الايمان له باطن و ظاهر ، فباطنه هو الحب في الله و البغض في الله و ظاهره هو الولاء و البراء ، فالحب و البغض هما الاصل و هما أمران قلبيان باطنيان و الولاء و البراء أمران لازمان لهما.
يقول ابن تيمية ( الفتاوى 14/280) : (( أصل المولاة المحبة كما أن أصل المعادة البغض ، فإن التحاب يوجب التقارب ، و التباغض يوجب التباعد و الاختلاف )).
فإذا علم هذا كان بغض الكفار أيّن كانوا داخل في أصل الأيمان و بالتالي بغض ما هم عليه من الدين و شعائره كالأعياد و نحوها يعتبر من الدين.

أخي الحبيب : أن حضور أو مشاركة النصارى في أعيادهم محرم في شريعة الله و الأدلة على هذا كثيرة منها :
1- قال تعالى [ والذين لا يشهدون الزور ] قال غير واحد من السلف:( الزور هو أعياد الكفار ) ومن فسر الزور بأنه هم شهادة الزور و التي هي الكذب ، فإن هذا فيه نظر لان الله يقول [ لا يشهدون الزور ] ولم يقل ( لا يشهدون بالزور ) فالعرب تقول ( شهدت كذا إذا حضرته ، و أما إذا قالوا: (شهدت بكذا) فالمراد أخبرت بكذا .
فتسمية هذه الأعياد( زورا) دليل على تحريم حضورها فكيف و قد جعل الله ترك شهود أعياد الكفار وصفا يمدح به عباده الصالحين ، والله لا يمدح إلا بما هو محبوب إليه ، ولهذا قال الله تعالى: ( واجتنبوا قول الزور ) ففعل الزور أولى بالاجتناب .
2- عن أنس بن مالك قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم و لهم يومان يلعبان فيه فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : ( كنا نعلب فيهما في الجاهلية ، فقال : قد أبدلكما الله بهما خيرا منهما يوم الأضحى و يوم الفطر ) رواه أبو داود و هو على شرط مسلم .
فالنبي لم يقر الصحابة على العيدين الجاهليين ، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة بل قال : إن الله أبدلكم بهما يومين آخرين ، والإبدال يقتضي ترك المبدل منه إذ لا يجتمع البدل و المبدل ، ولذلك مات ذلك اليومان في الإسلام فلم يبق لهما أثر ، فلولا قوة المانع من الرسول صلى الله عليه وسلم لكانت تلك الأعياد باقية ولو على وجه ضعيف لان عادة الناس في أعيادهم لا تتغير بسهولة لقوة مقتضاها في النفوس و توفر همم الجماهير على اتخاذها ، فعلم أن المانع من الرسول كان ثابتا قويا لتلك الأعياد ، وكل ما منعه الرسول صلى الله عليه وسلم ، و كان منعه قويا يدل على أن الممنوع و هو أحداث عيد ليس في الإسلام محرما .
3- و قصة الرجل الذي أراد أن ينحر إبلا ببوانة فاستفسر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم: هل بها وثن من أوثان الجاهلية؟ فقالوا: نعم .
فقال : هل كان بها عيد من أعيادهم فقالوا : لا .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أوف بذرك ، فإنه لا وفاء في معصية و..) فالرسول حرم الوفاء بالنذر في مكان كان به عيد من أعياد الجاهلية و سمى ذلك معصية فكيف بمن يحضر أعياد الكفار.
4- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من تشبه بقوم فهو منهم )أخرجه أبو داود و أحمد.
قال ابن كثير ( فيه دلالة على النهي الشديد و التهديد و الوعيد على التشبه بالكفار في أقوالهم و أفعالهم و لباسهم و أعيادهم و عبادتهم و غير ذلك من أمورهم التي لم تشرع لنا و لم نقر عليها ).
5- ذكر ابن تيمية مفاسد كثيرة تنتج عن حضور المسلمين لأعياد الكفار منها :
أ- أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عموم الناس ، و تناسوا أصله حتى يصير عادة بل عيدا فيُضاهى بعيد الله ، بل يزيد عليه.
وصدق رحمه الله تعالى فنحن نرى المسلمين الذين يشاركون النصارى في عيد رأس السنة لا يعلمون أن النصارى يحتفلون بولادة عيسى من الله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
ب- أن الأعياد لها- في الجملة - منفعة في الدين و الدنيا و قد شرع الله لنا على لسان نبيه أفضل الأعياد التي بها أعظم الصلاح لنا ، فإذا أخذنا بأعياد غيرنا ؛ قلة الرغبة في أعيادنا وانتفاعنا بها بقدر ما أخذنا من تلك الأعياد .
وصدق أيضا رحمه الله فإننا نشاهد و نعرف من كثير من شبابنا من لا يحرص على حضور أعياد المسلمين و لكنه يسعى بل و ينفق و يسافر من أجل المشاركة في أعياد النصارى .
ت- أن المشابهة في الظاهر توجب المشابهة في الباطن، و المشابهة إذا حصلت في الباطن أورثت مودة ومحبة ومولاة ، فهذا نقص في أصل الولاء و البراء .

أخي الحبيب :
هل بعد هذا تطيب نفسك بحضور هذه الأعياد .
هل ترضى أن تحل عليك اللعنة و أنت معهم تشاركهم في أعيادهم ، يقول عمر رضي الله : ( لا تدخلوا على المشركين في أعيادهم ، فإن السخطة تتنزل عليهم ) رواه البيهقي بإسناد صحيح . .
هل ترضى أن تحتفل بنسبة الولد إلى الله ، هذه الفرية العظيمة التي افتراها النصارى اسمع ما ذا يقول الله عن مخلوقات عظيمة - هي أعظم منك - حيال هذه الفرية
( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا . لقد جئتم شيئا إدا . تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض و تخر الجبال هدا . أن دعوا للرحمن ولدا . و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا . أن كل من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا . لقد أحصاهم و عدهم عدا ).

أخي الحبيب :
و إليك بعض الفقرات من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
1- لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ، ومن ذلك : إشهار أعيادهم و إعلانها .. و لا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام أو نصب الساعات و اللوحات الرقمية أو صناعة الملابس و الأغراض التذكارية أو طبع البطاقات أو الكراسات المدرسية أو عمل التخفيضات التجارية و الجوائز المادية من أجلها أو الأنشطة الرياضية أو نشر شعار خاص بها .
2- لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار و منها الألفية المذكورة و نحوها مناسبات سعيدة و أوقاتا مباركة ، فتعطل فيها الأعمال و يُجرى فيها عقود الزواج .
3- لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفار ؛لان ذلك نوع رضى بما هم عليه من الباطل ، وإدخال للسرور عليهم ، قال ابن القيم : ( و أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم و صومهم ، فيقول : عيد مبارك عليك ، أو : تهنأ بهذا العيد ، ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات ، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثما عند الله و أشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه ، وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك و لا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ..).
اللهم إنا نسألك الثبات على الحق و نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها و ما بطن .

أبو بدر 1
01 Jan 2005, 01:35 PM
أخي : منير





أثابك الله على هذا النقل والتوضيح


ونسأل الله أن ينفع به

أبو بدر 1
01 Jan 2005, 01:37 PM
جزاك الله خيرا .. والحمدلله على نعمة الإسلام

أبو طالب الأنصاري
01 Jan 2005, 07:14 PM
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

جزاك الله خيرا أخى كتب الله أجرك ونفع بك

تم دمج الموضوعين حتى تعم الفائدة