ام حفصه
18 Feb 2013, 11:01 AM
http://www.awda-dawa.com/App/Upload/articles/1960.jpg
لنا مع قوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ), وقفة تأمل طويلة لنظام رباني عظيم, من آمن به واعتبره, وقدّره حق قدره, سما وارتقى, ومن تجاهله وغض الطرف عنه, سقط وخسر في هذه الحياة الدنيا, وعرض نفسه للمحاسبة في الآخرة, ثم ما يتبع ذلك من دفع لرقي المجتمع وسموه, أو انحداره إلى دركات الهوان والضعف والانحلال.
ونقول أولاً, قبل الحديث عن ميزان السماء, أننا نؤمن إيماناً جازماً بأن الأنظمة الربانية التي برأها الله وصنعها, محكمة متقنة, قال تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ), فهذا نظام الكون, الذي لا ينبغي للشمس فيه أن تدرك القمر, ولا الليل سابق النهار, بل كل في فلك يسبحون, وهذه أنظمة داخل أنفسنا, أفلا نبصرها, وقد زادت عن العشرة, يكلؤها الله بعنايته, لقرابة سبعة مليارات من البشر, وهؤلاء الملائكة عليهم السلام, الذين لا يحصي عددهم إلا الله تعالى, والذين أوكل إليهم أنظمة يديرونها بأمره سبحانه, كملك الموت الذي لا يزال يعمل على قبض أنفس الناس, في الوقت والزمان المحددين, لا يتقدم في ذلك ثانية ولا يتأخر, وقل مثل ذلك في كل نظام برأه الله تعالى وصنعه.
وحديثنا هنا عن نظام ميزان السماء, الذي يزن به الله تعالى أعمال العباد, فهو نظام سهل وميسر للصغير والكبير, والمرأة والرجل, والفرد والمجتمع, والأمير والحقير, إذ لا يتطلب برنامجاً, من مثل برامج إدارة المشاريع, أو دورة من مثل دورات إدارة الوقت, لنتمكن من تطبيقه والاستفادة منه, بل كل ما يحتاجه الواحد منا, يقظة ضمير صادقة موقنة, أن الله تعالى ما خلقنا عبثاً, وأننا إليه راجعون.
وهو ميزانٌ عند من يعلم السر وأخفى, الذي يعلم الخير والشر, والحق والباطل, والذي أحاط بأعمال العباد مع كثرتها وشدة تداخلها, والذي لا تأخذه سنة ولا نوم, فلا امتداد الزمان, ولا سعة المكان, ولا كثرة الخلق, تحول بينه وبين إحصاء حتى الخطرات.
وهو كذلك ميزان الذي لا ينحاز لأبيض على أسود, ولا لعربي على أعجمي, بل هو القسط الذي لا يظلم مثقال ذرة, فهو ميزان السماء الذي ما أن يضعه فرد نصب عينيه, إلا واستقامت أموره, وصلح أمره, وما تجاهله أحد, إلا كان عُرضةً لضياع دنياه وآخرته.
وهو كذلك ميزان الذي يعلم قدرات كل إنسان, وما وهبه سبحانه من صحة ومال, وكذلك ما ابتلاه من مرض أو فقر, فلا يطلب من الفقير ما لا يقدر عليه من نفقة وصدقة, وكذا لا يطلب من مريض ما لا يقدر عليه من دعوة وجهاد.
إنه الميزان الذي يضطرك لو أيقنت به, أن تحاسب نفسك على الثواني أين صرفتها, والدقائق كيف اغتنمتها, ناهيك عن الساعات والأيام, لا بل الشهور والسنون, التي تمر على البعض, وهو لا يدري كيف انصرمت, حتى يفجأه يوم, لا ينفع فيه ندم ولا اعتذار.
ومع أن ميزان السماء الذي يزن به الله تعالى أعمال العباد, ليس كنظام الكون الذي تجري فيه الأفلاك لمستقر لها, لا مجال فيه للمخالفة ولا للعصيان, أو خروج عن المسار, إلا إذا شاء الله تعالى ذلك, غير أن ميزان السماء يشترك مع أنظمة الله المتقنة الأخرى في الكمال والدقة والشمول, وحينما اقتربت القرون المفضلة الأولى من التوافق والتناغم مع ميزان السماء, وعلمت ما فيه من خير إذا ما وضعته في الحسبان, وأن الله حسيب على ما يعملون, وخافوا أن يطغوا في الميزان, قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) سعُدت وارتقت ودفعت بنفسها وبالبشرية نحو الخير العظيم الذي استحقوا به أن يخاطبهم القرآن بكونهم خير أمة أخرجت للناس.
وتأمل معي كيف سيكون وضع أمة يحاسب أبنائها أنفسهم على طريقة تصريفهم لأوقاتهم, وكيف يستثمرون قدراتهم وطاقاتهم, فهذا شاب طبيب, علم أن الله سيحاسبه على مثقال الحبة من الخردل من العمل, فراح يطرق سبل الخير والنفع, لنفسه وأهله ومجتمعه, لا يألو جهداً في النصح والدعوة وبذل المعروف, يستأنس المريض بحديثه, الذي يملأه الأمل بالشفاء, وكذلك يذكّره بما عند الله له من الأجر إذا صبر على بلواه.
لنا مع قوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ), وقفة تأمل طويلة لنظام رباني عظيم, من آمن به واعتبره, وقدّره حق قدره, سما وارتقى, ومن تجاهله وغض الطرف عنه, سقط وخسر في هذه الحياة الدنيا, وعرض نفسه للمحاسبة في الآخرة, ثم ما يتبع ذلك من دفع لرقي المجتمع وسموه, أو انحداره إلى دركات الهوان والضعف والانحلال.
ونقول أولاً, قبل الحديث عن ميزان السماء, أننا نؤمن إيماناً جازماً بأن الأنظمة الربانية التي برأها الله وصنعها, محكمة متقنة, قال تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ), فهذا نظام الكون, الذي لا ينبغي للشمس فيه أن تدرك القمر, ولا الليل سابق النهار, بل كل في فلك يسبحون, وهذه أنظمة داخل أنفسنا, أفلا نبصرها, وقد زادت عن العشرة, يكلؤها الله بعنايته, لقرابة سبعة مليارات من البشر, وهؤلاء الملائكة عليهم السلام, الذين لا يحصي عددهم إلا الله تعالى, والذين أوكل إليهم أنظمة يديرونها بأمره سبحانه, كملك الموت الذي لا يزال يعمل على قبض أنفس الناس, في الوقت والزمان المحددين, لا يتقدم في ذلك ثانية ولا يتأخر, وقل مثل ذلك في كل نظام برأه الله تعالى وصنعه.
وحديثنا هنا عن نظام ميزان السماء, الذي يزن به الله تعالى أعمال العباد, فهو نظام سهل وميسر للصغير والكبير, والمرأة والرجل, والفرد والمجتمع, والأمير والحقير, إذ لا يتطلب برنامجاً, من مثل برامج إدارة المشاريع, أو دورة من مثل دورات إدارة الوقت, لنتمكن من تطبيقه والاستفادة منه, بل كل ما يحتاجه الواحد منا, يقظة ضمير صادقة موقنة, أن الله تعالى ما خلقنا عبثاً, وأننا إليه راجعون.
وهو ميزانٌ عند من يعلم السر وأخفى, الذي يعلم الخير والشر, والحق والباطل, والذي أحاط بأعمال العباد مع كثرتها وشدة تداخلها, والذي لا تأخذه سنة ولا نوم, فلا امتداد الزمان, ولا سعة المكان, ولا كثرة الخلق, تحول بينه وبين إحصاء حتى الخطرات.
وهو كذلك ميزان الذي لا ينحاز لأبيض على أسود, ولا لعربي على أعجمي, بل هو القسط الذي لا يظلم مثقال ذرة, فهو ميزان السماء الذي ما أن يضعه فرد نصب عينيه, إلا واستقامت أموره, وصلح أمره, وما تجاهله أحد, إلا كان عُرضةً لضياع دنياه وآخرته.
وهو كذلك ميزان الذي يعلم قدرات كل إنسان, وما وهبه سبحانه من صحة ومال, وكذلك ما ابتلاه من مرض أو فقر, فلا يطلب من الفقير ما لا يقدر عليه من نفقة وصدقة, وكذا لا يطلب من مريض ما لا يقدر عليه من دعوة وجهاد.
إنه الميزان الذي يضطرك لو أيقنت به, أن تحاسب نفسك على الثواني أين صرفتها, والدقائق كيف اغتنمتها, ناهيك عن الساعات والأيام, لا بل الشهور والسنون, التي تمر على البعض, وهو لا يدري كيف انصرمت, حتى يفجأه يوم, لا ينفع فيه ندم ولا اعتذار.
ومع أن ميزان السماء الذي يزن به الله تعالى أعمال العباد, ليس كنظام الكون الذي تجري فيه الأفلاك لمستقر لها, لا مجال فيه للمخالفة ولا للعصيان, أو خروج عن المسار, إلا إذا شاء الله تعالى ذلك, غير أن ميزان السماء يشترك مع أنظمة الله المتقنة الأخرى في الكمال والدقة والشمول, وحينما اقتربت القرون المفضلة الأولى من التوافق والتناغم مع ميزان السماء, وعلمت ما فيه من خير إذا ما وضعته في الحسبان, وأن الله حسيب على ما يعملون, وخافوا أن يطغوا في الميزان, قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ) سعُدت وارتقت ودفعت بنفسها وبالبشرية نحو الخير العظيم الذي استحقوا به أن يخاطبهم القرآن بكونهم خير أمة أخرجت للناس.
وتأمل معي كيف سيكون وضع أمة يحاسب أبنائها أنفسهم على طريقة تصريفهم لأوقاتهم, وكيف يستثمرون قدراتهم وطاقاتهم, فهذا شاب طبيب, علم أن الله سيحاسبه على مثقال الحبة من الخردل من العمل, فراح يطرق سبل الخير والنفع, لنفسه وأهله ومجتمعه, لا يألو جهداً في النصح والدعوة وبذل المعروف, يستأنس المريض بحديثه, الذي يملأه الأمل بالشفاء, وكذلك يذكّره بما عند الله له من الأجر إذا صبر على بلواه.