ام حفصه
17 Feb 2013, 06:00 PM
http://www.mzayan.com/albums/album36/DSCN2030.sized.jpg
الناس كالإبل المائة
د. محمد بن عبدالله الدويش
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة"ز [رواه البخاري 6498، ومسلم 2547].
قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث: "قال الخطابي: تأولوا هذا الحديث على وجهين:
أحدهما أن الناس في أحكام الدين سواء، لا فضل فيها لشريف على مشروف، ولا لرفيع على وضيع، كالإبل المائة التي لا يكون فيها راحلة وهي التي ترحل لتركب، والراحلة فاعلة بمعنى مفعولة، أي كلها حمولة تصلح للحمل، ولا تصلح للرحل والركوب عليها.
والثاني: أن أكثر الناس أهل نقص، وأما أهل الفضل فعددهم قليل جداً، فهم بمنزلة الراحلة في الإبل المحمولة، ومنه قوله تعالى (ولكن أكثر الناس لايعلمون) ".
ورجح الثاني الأزهري، والنووي، والقرطبي وغيرهم. ولاشك أن المعنيين ثابتان بأدلة أخرى، ومرادنا هاهنا المعنى الثاني، وسواء أكان هو المراد بهذا الحديث أم المراد غيره فهكذا شأن الناس؛ فالقليل منهم هو الذي يعتمد عليه، وأكثرهم دون ذلك. وفي هذا المعنى وقفات عدة:
الوقفة الأولى:
أن على الدعاة والمربين الاعتناء بالعناصر الفاعلة المتميزة؛ إذا هم قليل في الناس، عزيز وجودهم، وأثر استجابتهم للدعوة لايقاس بأثر غيرهم. ولهم في ذلك أسوة حسنة بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول : "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب". [رواه أحمد 5363، والترمذي 5681].
وقد كان السلف يعنون بأمثال هؤلاء، ومن صور هذه العناية ما رواه الخطيب في الجامع بإسناده عن إسماعيل بن عياش قال: كان ابن أبي حسين المكي يدنيني، فقال له أصحاب الحديث: نراك تقدم هذا الغلام الشامي وتؤثره علينا؟ فقال إني أؤمله، فسألوه يوماً عن حديث حدث به عن شهر: إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل، فذكر ثلاثاً ونسي الرابعة، فسألني عن ذلك، فقال لي: كيف حدثتكم؟ فقلت: حدثتنا عن شهر أنه إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل: إذا كان أوله حلالاً، وسمي عليه الله حين يوضع، وكثرت عليه الأيدي، وحمد الله حين يرفع. فأقبل على القوم، فقال: كيف ترون؟" [ الجامع 1/312].
الناس كالإبل المائة
د. محمد بن عبدالله الدويش
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة"ز [رواه البخاري 6498، ومسلم 2547].
قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث: "قال الخطابي: تأولوا هذا الحديث على وجهين:
أحدهما أن الناس في أحكام الدين سواء، لا فضل فيها لشريف على مشروف، ولا لرفيع على وضيع، كالإبل المائة التي لا يكون فيها راحلة وهي التي ترحل لتركب، والراحلة فاعلة بمعنى مفعولة، أي كلها حمولة تصلح للحمل، ولا تصلح للرحل والركوب عليها.
والثاني: أن أكثر الناس أهل نقص، وأما أهل الفضل فعددهم قليل جداً، فهم بمنزلة الراحلة في الإبل المحمولة، ومنه قوله تعالى (ولكن أكثر الناس لايعلمون) ".
ورجح الثاني الأزهري، والنووي، والقرطبي وغيرهم. ولاشك أن المعنيين ثابتان بأدلة أخرى، ومرادنا هاهنا المعنى الثاني، وسواء أكان هو المراد بهذا الحديث أم المراد غيره فهكذا شأن الناس؛ فالقليل منهم هو الذي يعتمد عليه، وأكثرهم دون ذلك. وفي هذا المعنى وقفات عدة:
الوقفة الأولى:
أن على الدعاة والمربين الاعتناء بالعناصر الفاعلة المتميزة؛ إذا هم قليل في الناس، عزيز وجودهم، وأثر استجابتهم للدعوة لايقاس بأثر غيرهم. ولهم في ذلك أسوة حسنة بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول : "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب". [رواه أحمد 5363، والترمذي 5681].
وقد كان السلف يعنون بأمثال هؤلاء، ومن صور هذه العناية ما رواه الخطيب في الجامع بإسناده عن إسماعيل بن عياش قال: كان ابن أبي حسين المكي يدنيني، فقال له أصحاب الحديث: نراك تقدم هذا الغلام الشامي وتؤثره علينا؟ فقال إني أؤمله، فسألوه يوماً عن حديث حدث به عن شهر: إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل، فذكر ثلاثاً ونسي الرابعة، فسألني عن ذلك، فقال لي: كيف حدثتكم؟ فقلت: حدثتنا عن شهر أنه إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل: إذا كان أوله حلالاً، وسمي عليه الله حين يوضع، وكثرت عليه الأيدي، وحمد الله حين يرفع. فأقبل على القوم، فقال: كيف ترون؟" [ الجامع 1/312].