المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسيء أم المحسن



ام حفصه
09 Feb 2013, 12:09 PM
http://38.121.76.242/memoadmin/media//_new_yaallah.jpg
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.... وبعد،
فإن الناظر للعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع المسلم ليرى عجبا ويحق له أن يعجب، فهو يرى بعدا لا يمت بصلة بهدي القرآن ولا تعليمات مرشد و معلم البشرية رسول الله عليه صلاة الله...يرى تقاطعا وتنازعا بين افراد المجتمع في القضية الواحدة وبونا شاسعا عن هدي ربهم في كيفية التعامل معها ، فلا البداية جيدة ولا النهاية مأسوف عليها ، وإنك لتجد الخصومة وسوء العلاقة فلا الأول يجيد الكلام ولا الثاني يحسن احتوائه ، ويقل من يقوم بالتعامل مع الأخرين بكل أدب و ذوقية عالية ومهارة سلوكية في تحمل إخفاقات الأخرين.
فقد ورد أمر الصبر في أكثر من تسعين موضعا في القرأن حاثا للمؤمنين بالتحلي بهذه الفضيلة يقول لهم إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وإن الله معكم إن صبرتم ( إن الله مع الصابرين ) بل ( إن الله يحب الصابرين ) ، ولا يلقاها إلا الذين صبروا ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ، وقد أعطيت هذه الجائزة لمن قام بالدفع بالتي هي أحسن وكان نتاجها (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
هم أولئك الذين أرادوا الأخرة ، فهي جعلت للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ، تقبلوا الأذي وتحملوه وغضوا الطرف وأشاحوا بوجوههم وأعرضوا عنه ، فهم هؤلاء الكبار في نفوسهم ، كبار في أرواحهم هم سابحون في السماء ينظرون إلى الملأ الأعلى لا تشغلهم الشواغل ولا تعيقهم العوائق ولا تعلقهم العوالق. وإن أردت إمامة الناس فكن من أهلها ( قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) ، إلا أن الإمامة لها ما لها من شروط وأولها الصبرثم الإحسان فالتقوى ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) ولما الصبر مطلوب في إمامة الناس؟
إن الصبر سمة يتحلى بها من يختلط بالناس فيعالجهم به ، وفيهم الصعب والسهل ، والسفيه والطيب ، واللين الهادئ والغضوب ، والحكيم والأحمق ، فتدير به الأمور بسياسة حكيمة وتعالجها بكل تروي وهدوء فيخرج الجميع راضون بنفوس طيبة مرتاحة وغير مشحونة ، وقد استعانوا بالصبر ( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون ) ممتثلين بأمر الصادق المصدوق عليه صلاة الله وأزكي التسليم (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ).
وإذا أردت الإمامة فكن من أهلها ( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ) فإن تكون من المحسنين جنبا إلى الصبر فقد بدت عليك سمات الإمامة وبإضافة عنصر التقوى قد صرت فعلا إماما يشير إليك الناس بمكانتك بالبنان ، وقد حوى يوسف الصديق عليه السلام هذه الخصائص ( قال أنا يوسف وهذا اخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) ويوسف الصديق كيف عالج ما فعل به إخوته هل بالغضب والشتم أم بسرعة خرقاء أجاب الخطأ وبردة فعل لاتنم على حكمة ؟ بل بالصبر والتقوى والإحسان ، وسيكون النصر من عند الله ينزله عليك ليحق الحق على من أخطأ ، فقد جاء رجل يشتكي إلى الرسول معلم البشرية عليه الصلاة والسلام ( يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني ، أحلم عليهم ويجهلون علي ، أحسن إليهم ويسيئون إلي ) فكان رده صلى الله عليه وسلم ( لإن كنت كما قلت فكأنك تسفهم المل ( وهو الرماد الحار ) ولايزال معك من الله ظهيرا مادمت على ذلك ) هو هذا العلاج الذي فعله يوسف الصديق عليه السلام ، فالإمامة لا تعطى إلا لأصحاب النفوس الكبيرة وأهل العزم على عدم الإنتصار للنفس ( ولمن صبر وغفر فإن ذلك لمن عزم الأمور).

ام حفصه
09 Feb 2013, 12:10 PM
والعجيب أن هؤلاء الكبار يعالجون المواقف الحرجة التي تحمل معنى الجهل على الناس بهدوء وصبر وإحسان واتقاء لله فهذا ديدنهم لا يردون السوء إلا بالحسنى ، والأيات في هذا المقام كثيرة ومترابطة تشرح وتفسر بعضها بعضا ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) لا ترى الجهل والسوء يخرج من أفواههم بل أطايب الكلام وألينه ، ويعالجون الموقف بأحسن ما عندهم ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وهم أحب الناس إلى ربهم ( يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) وبشهادة رب العالمين لهم ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا ) الآية، هذه حالهم وهذه صفاتهم ( سيماهم في وجوههم من أثر السجود) فقد آثروا رضوان الله والتطلع إلى أعلى المقامات بدلا من النزول إلى أسفل ، فكانوا أذلة على المؤمنين ورحماء بينهم.
والجائزة كبيرة جدا لا يمكنك تصورها ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) ألا ترى معي أن العناصر الثلاثة للإمامة موجودة في هذه الأية؟ فهناك (أعدت للمتقين) وهناك (الكاظمين الغيظ) وهو الصبر وهناك (والله يحب المحسنين) فنعم الجائزة لهؤلاء الكرام الذين صبروا واتقوا وكانوا من المحسنين ، فهم بنور الله يتكلمون وبأنوار الحكمة التي أعطيت إليهم من ربهم يتفاعلون ، والله يؤتي حكمته من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، وهم يتبعون هدي حبيبهم حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعا بذراع ( لقد كانت لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيرا ) ، فهاك نبيهم عليه صلاة الله يقول لهم ( ألا أدلكم على أهل الجنة ، كل هين لين رحيم بكل ذي قلب مؤمن ) يا لله ، فالله لا يرضى بأن يكون أحد أكرم منه على خلقه ، فهو عز وجل أكرم الأكرمين فيكرم هؤلاء الكبار لإكرامهم خلقه. هم أولئك الحمقى من الشواغل والعوائق والعوالق يريدون جذبك إلى أوحالهم ، لا تلتفت إليهم وسر في طريقك إلى العلياء وكن من المسبحين وكن من الذين أنعم الله عليهم بالصراط المستقيم ، فأنت طالب أمر أكثر الناس عنه ناكبون ، ومريدا لسلوك طريق مرافقه فيه قليلون ، وقد أشاد سبحانه بهؤلاء الركب في هذا الطريق وأنهم هم الذين ( أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ) وقال ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) فأضاف الصراط إلى الرفيق السالكين له ، وقد قال أحد العارفين في هذا ( عليك بطريق الحق ولا تستوحش لقلة السالكين وإياك وطريق الباطل ولا تغتر بكثرة الهالكين ) ويكمل في نصيحته لك علك تكون منهم ( وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق واحرص على اللحاق بهم وغض الطرف عمن سواهم فإنهم لا يغنوا عنك من الله شيئا وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلفت إليهم فإنك متى التفت إليهم أخذوك وأعاقوك ).

ام حفصه
09 Feb 2013, 12:10 PM
إلا أن الأمر لا يؤخذ بالتمني ولكن قم وابدأ في الدربة والتريض في هذا المقام وتحمل أذى الأخرين فقد قال عليه الصلاة والسلام ( ثلاث أقسم الله عليهن مانقص مال من صدقة ، وما صبر أحد على مظلمة إلا زاده الله بها عزا ، وما فتح أحد باب مسألة إلا زاده الله بها ذلا) ، قم وسارع فإنها جنة بعرض السموات والأرض ولا يعلم أحدنا مدى طولها ، ونحن إن تحلينا وتجملنا بهذا الخلق لساد الأمن والسلام في المجتمع وسرت الطمأنينة بين المسلمين وزادت الألفة بينهم ولوجد إبليس عليه لعائن ربي السوق هذه خاسرة ( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للأنسان عدوا مبينا ) أما وهذه حالته ، فلما تنتخذه وليا من دون الله؟ فبئس للظالمين بدلا ( إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) فاربأ بنفسك أن تكون ظالما لنفسك جاهلا بأمر ربك عدوا لنفسك ، فلا تطعه فإنه يريد أن ينزغ بينك وبين الذين آمنوا ، ويريدك أن تكون من الجاهلين ( قال يانوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) وهي في ابنه لموالاته للشيطان ، فلا توالي يا نوح من عاداني إني أعظك أن تكون من الجاهلين ، واسأل الله أن يهدينا إلى سواء السبيل ونصلي ونسلم على معلمنا ومرشدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كاتبه : عدنان محمد عبدالله طيبة

عبدالله الكعبي
09 Feb 2013, 01:20 PM
http://www.ala7ebah.com/upload/attachment.php?attachmentid=2053&thumb=1&d=1356380201

خزااامى
09 Feb 2013, 05:19 PM
​باارك الله فييك ...

ابو يزن
09 Feb 2013, 05:21 PM
2316