ام حفصه
03 Feb 2013, 08:49 AM
http://up.ala7ebah.com/img/e7J71777.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.د. محمد المهدي –أستاذ الطب النفسي-
يأتي العقاب في مؤخرة الوسائل التربوية التي تتمثل في القدوة والثواب وأخيرا العقاب ومع هذا نجد أن المربين غالباً ما يبدأون بالعقاب ويبالغون في الاهتمام به ربما؛ لأنه يحقق نتائج سريعة يرغبونها، فمثلا إذا أراد الأب من ابنه أن يذاكر والابن يتكاسل عن ذلك، يقوم الأب بضربه حتى يجلس الابن على المكتب وينظر في الكتاب، وهنا يستريح الوالد؛ لأنه حقق ما يراه صحيحاً لابنه.
ولكن في الحقيقة أن التغير الذي حدث نتيجة العقاب هو تغير شكلي وسطحي فالحقيقة أن الطفل لا يذاكر وإنما جلس ينظر في الكتاب لتفادى غضب الأب، والنتيجة هي كراهية للمذاكرة وللدراسة عموماً.
أنواع العقاب
ولذلك نرى في الحديث اليومي للناس أنهم يستخدمون العقاب مرادفاً للتربية فمثلاً إذا شكوت طفلاً لوالده فإنه يقول لك : " لا تقلق سوق أربيه" حينئذ تفهم أنت أنه قرر أن يضربه، وهنا حدثت عدة اختزالات فقد اختزلت التربية في العقاب واختزال العقاب في الضرب .
حين يذكر العقاب يتبادر إلى الذهن مباشرة العقاب بالضرب، وهذا اختزال معيب كما قلنا من قبل ولكنه شائع فالعقاب مفهوم واسع يشمل أشياء كثيرة ولكننا نجملها في النوعين التاليين:
1- العقاب النفسي : كنظرة اللوم والعتاب أو نظرة الاعتراض من الوالدين، أو الانتقاد أو التوبيخ أو الحرمان من أشياء يحبها الطفل، أو حبسه في غرفة …… إلخ .
2- العقاب البدني : ويشمل الضرب أو أي نوع من أنواع الإيذاء البدني .
القواعد الصحيحة للعقاب
إذا اضطررنا للعقاب أثناء عملية التربية فيجب أن نتبع القواعد التالية حتى يستفيد الطفل:
1- يجب أن يعرف الطفل الأشياء التي تستوجب العقاب مسبقاً، بمعنى أن هناك قواعد واضحة في البيت أو المدرسة لما هو صحيح وما هو خطأ .
2- أن يتم تحذير الطفل بأن تجاوزه للقواعد المعروفة والمعلنة سوف يعرضه للعقاب.
3- أن يكون العقاب إصلاحيا لا انتقامياً ، أي ليس بسبب الحالة المزاجية المضطربة للأم أو للأب .
4- أن يكون في مصلحة الطفل لا في مصلحة المربى صاحب السلطة. فبعض الأمهات يضربن أطفالهن لأنهن يشعرن بالراحة بعد ذلك فقد نفسن عن مشاعر غضب لديهن.
5- أن يكون العقاب متدرجاً ومتناسباً مع شخصية الطفل، فالطفل الذي تردعه النظرة لا يجب توبيخه ، والطفل الذي ينصلح بالتوبيخ لا يجب ضربه… وهكذا .
6- أن يكون العقاب متناسباً مع الخطأ الواقع .
7- أن تكون له نهاية، فمثلاً نقرر حرمان الطفل من المصروف لمدة ثلاثة أيام يأخذ بعدها المصروف .
8- أن يشعر الطفل أن العقاب وقع عليه بسبب سلوك سيء فعله وليس لأنه هو نفسه سيء.
_______________
* جزء من ورقة د. محمد المهدي تحت عنوان التنشئة الأسرية الموجهة نحو الصلاح الإنساني تم إلقائها خلال ورشة عمل التنشئة الأسرية في مصر جديدة: الأولويات والقيم والآفاق بمقر المجلس القومي للسكان، كأحد فعاليات منتدى تمكين الأسرة بالتعاون مع مؤسسة مدى للتنمية الإعلامية.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.د. محمد المهدي –أستاذ الطب النفسي-
يأتي العقاب في مؤخرة الوسائل التربوية التي تتمثل في القدوة والثواب وأخيرا العقاب ومع هذا نجد أن المربين غالباً ما يبدأون بالعقاب ويبالغون في الاهتمام به ربما؛ لأنه يحقق نتائج سريعة يرغبونها، فمثلا إذا أراد الأب من ابنه أن يذاكر والابن يتكاسل عن ذلك، يقوم الأب بضربه حتى يجلس الابن على المكتب وينظر في الكتاب، وهنا يستريح الوالد؛ لأنه حقق ما يراه صحيحاً لابنه.
ولكن في الحقيقة أن التغير الذي حدث نتيجة العقاب هو تغير شكلي وسطحي فالحقيقة أن الطفل لا يذاكر وإنما جلس ينظر في الكتاب لتفادى غضب الأب، والنتيجة هي كراهية للمذاكرة وللدراسة عموماً.
أنواع العقاب
ولذلك نرى في الحديث اليومي للناس أنهم يستخدمون العقاب مرادفاً للتربية فمثلاً إذا شكوت طفلاً لوالده فإنه يقول لك : " لا تقلق سوق أربيه" حينئذ تفهم أنت أنه قرر أن يضربه، وهنا حدثت عدة اختزالات فقد اختزلت التربية في العقاب واختزال العقاب في الضرب .
حين يذكر العقاب يتبادر إلى الذهن مباشرة العقاب بالضرب، وهذا اختزال معيب كما قلنا من قبل ولكنه شائع فالعقاب مفهوم واسع يشمل أشياء كثيرة ولكننا نجملها في النوعين التاليين:
1- العقاب النفسي : كنظرة اللوم والعتاب أو نظرة الاعتراض من الوالدين، أو الانتقاد أو التوبيخ أو الحرمان من أشياء يحبها الطفل، أو حبسه في غرفة …… إلخ .
2- العقاب البدني : ويشمل الضرب أو أي نوع من أنواع الإيذاء البدني .
القواعد الصحيحة للعقاب
إذا اضطررنا للعقاب أثناء عملية التربية فيجب أن نتبع القواعد التالية حتى يستفيد الطفل:
1- يجب أن يعرف الطفل الأشياء التي تستوجب العقاب مسبقاً، بمعنى أن هناك قواعد واضحة في البيت أو المدرسة لما هو صحيح وما هو خطأ .
2- أن يتم تحذير الطفل بأن تجاوزه للقواعد المعروفة والمعلنة سوف يعرضه للعقاب.
3- أن يكون العقاب إصلاحيا لا انتقامياً ، أي ليس بسبب الحالة المزاجية المضطربة للأم أو للأب .
4- أن يكون في مصلحة الطفل لا في مصلحة المربى صاحب السلطة. فبعض الأمهات يضربن أطفالهن لأنهن يشعرن بالراحة بعد ذلك فقد نفسن عن مشاعر غضب لديهن.
5- أن يكون العقاب متدرجاً ومتناسباً مع شخصية الطفل، فالطفل الذي تردعه النظرة لا يجب توبيخه ، والطفل الذي ينصلح بالتوبيخ لا يجب ضربه… وهكذا .
6- أن يكون العقاب متناسباً مع الخطأ الواقع .
7- أن تكون له نهاية، فمثلاً نقرر حرمان الطفل من المصروف لمدة ثلاثة أيام يأخذ بعدها المصروف .
8- أن يشعر الطفل أن العقاب وقع عليه بسبب سلوك سيء فعله وليس لأنه هو نفسه سيء.
_______________
* جزء من ورقة د. محمد المهدي تحت عنوان التنشئة الأسرية الموجهة نحو الصلاح الإنساني تم إلقائها خلال ورشة عمل التنشئة الأسرية في مصر جديدة: الأولويات والقيم والآفاق بمقر المجلس القومي للسكان، كأحد فعاليات منتدى تمكين الأسرة بالتعاون مع مؤسسة مدى للتنمية الإعلامية.