ام حفصه
29 Jan 2013, 11:00 AM
http://up.ala7ebah.com/img/9bg71777.jpg
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
تعلم.. ابتكار البدائل والحلول
الكاتب: أ.د./ علي الحمادي
جاء رجل إلى يونس بن عبيد، فشكى له ضيقًا من حاله ومعاشه واغتمامًا منه بذلك، فقال له يونس: "أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف؟", قال: "لا"..
قال: "فسمعك هذا الذي تسمع به أيسرك به مائة ألف؟", قال: "لا", قال: "فلسانك هذا الذي تنطق به أيسرك به مائة ألف؟", قال: لا, قال: "فيداك اللتان تبطش بهما, أيسرك بهما مائة ألف؟", قال: "لا", قال: "فرجلاك اللتان تمشي عليهما أيسرك بهما مائة ألف؟", قال: "لا"..
وما زال يذكره بنعم الله عليه، ثم أقبل عليه يونس قائلًا: "أرى لك مئين ألوف وأنت تشكو الحاجة؟!".
هذا هو المبدأ الثالث من المبادئ الأربعة الرئيسية لمشروع التفاوض في جامعة هارفارد، والذي يدعو إلى عدم الاكتفاء ببديل واحد، وإنما ينبغي البحث عن عدد من البدائل التي تحقق مصلحة الطرفين.
إن التفكير في عدة خيارات يجعل للطرف الآخر فرصة أكبر للاقتناع بأحد هذه الخيارات والقبول به, فما بالك لو أضفت إلى هذه الخيارات صفة مهمة ومؤثرة في العملية الإقناعية، ألا وهي أن هذه الخيارات تحقق مصلحة الطرفين، أي هي فوز ومكسب للطرفين, (فوز × فوز) وليست فوزًا لطرف وخسارة للطرف الآخر (فوز× خسارة).
إن تعدد الخيارات والبدائل يجعل العملية الإقناعية أكثر سهولة ويسر, ذلك لأن الله تعالى خلق الناس مختلفين في طريقة تفكيرهم ونمط شخصيتهم ولون مزاجهم, ولذا يصعب في كثير من الأحيان إقناعهم برأي قد لا ينسجم مع طبيعة تفكيرهم وشخصيتهم, وصدق الله تعالى إذ يقول: "وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ" (هود: 118- 119).
إن التكامل مطلوب بين البشر، وبه تتم عمارة الدنيا، فألوان الطيف جميلة ممتعة بهية، والاكتفاء بلونين (الأبيض والأسود) قصور وتحجير واسع، والعقل السوي يحب التنوع، والحكمة تقتضي التعايش مع جميع ألوان الطيف دون التنازل عن القيم والمبادئ والأصول.
إننا قادرون أن نأتي بعدد كبير من الاقتراحات والبدائل والخيارات التي يمكننا بها إقناع كثير من الناس لو أننا أعملنا عقولنا، واجتهدنا في البحث, وتعمقنا في التأمل, وقرأنا ما تحت السطور, واستعنا قبل ذلك وبعده بالله عز وجل.
كثير من الناس - الذين لا يحسنون فن الإقناع - يتحاورون (أو يتفاوضون) وهم يضعون نصب أعينهم حلًا (أو بعدًا) واحدًا، وأحيانًا أخرى يواجهون ما يشبه أن يكون اختيارًا بين هذا أو ذاك، وهو اختيار إما أن يكون لصالحهم بشكل واضح، وإما أن يكون لصالح الأطراف الأخرى.
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
تعلم.. ابتكار البدائل والحلول
الكاتب: أ.د./ علي الحمادي
جاء رجل إلى يونس بن عبيد، فشكى له ضيقًا من حاله ومعاشه واغتمامًا منه بذلك، فقال له يونس: "أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف؟", قال: "لا"..
قال: "فسمعك هذا الذي تسمع به أيسرك به مائة ألف؟", قال: "لا", قال: "فلسانك هذا الذي تنطق به أيسرك به مائة ألف؟", قال: لا, قال: "فيداك اللتان تبطش بهما, أيسرك بهما مائة ألف؟", قال: "لا", قال: "فرجلاك اللتان تمشي عليهما أيسرك بهما مائة ألف؟", قال: "لا"..
وما زال يذكره بنعم الله عليه، ثم أقبل عليه يونس قائلًا: "أرى لك مئين ألوف وأنت تشكو الحاجة؟!".
هذا هو المبدأ الثالث من المبادئ الأربعة الرئيسية لمشروع التفاوض في جامعة هارفارد، والذي يدعو إلى عدم الاكتفاء ببديل واحد، وإنما ينبغي البحث عن عدد من البدائل التي تحقق مصلحة الطرفين.
إن التفكير في عدة خيارات يجعل للطرف الآخر فرصة أكبر للاقتناع بأحد هذه الخيارات والقبول به, فما بالك لو أضفت إلى هذه الخيارات صفة مهمة ومؤثرة في العملية الإقناعية، ألا وهي أن هذه الخيارات تحقق مصلحة الطرفين، أي هي فوز ومكسب للطرفين, (فوز × فوز) وليست فوزًا لطرف وخسارة للطرف الآخر (فوز× خسارة).
إن تعدد الخيارات والبدائل يجعل العملية الإقناعية أكثر سهولة ويسر, ذلك لأن الله تعالى خلق الناس مختلفين في طريقة تفكيرهم ونمط شخصيتهم ولون مزاجهم, ولذا يصعب في كثير من الأحيان إقناعهم برأي قد لا ينسجم مع طبيعة تفكيرهم وشخصيتهم, وصدق الله تعالى إذ يقول: "وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ" (هود: 118- 119).
إن التكامل مطلوب بين البشر، وبه تتم عمارة الدنيا، فألوان الطيف جميلة ممتعة بهية، والاكتفاء بلونين (الأبيض والأسود) قصور وتحجير واسع، والعقل السوي يحب التنوع، والحكمة تقتضي التعايش مع جميع ألوان الطيف دون التنازل عن القيم والمبادئ والأصول.
إننا قادرون أن نأتي بعدد كبير من الاقتراحات والبدائل والخيارات التي يمكننا بها إقناع كثير من الناس لو أننا أعملنا عقولنا، واجتهدنا في البحث, وتعمقنا في التأمل, وقرأنا ما تحت السطور, واستعنا قبل ذلك وبعده بالله عز وجل.
كثير من الناس - الذين لا يحسنون فن الإقناع - يتحاورون (أو يتفاوضون) وهم يضعون نصب أعينهم حلًا (أو بعدًا) واحدًا، وأحيانًا أخرى يواجهون ما يشبه أن يكون اختيارًا بين هذا أو ذاك، وهو اختيار إما أن يكون لصالحهم بشكل واضح، وإما أن يكون لصالح الأطراف الأخرى.