ام حفصه
25 Jan 2013, 09:12 AM
http://up.ala7ebah.com/img/e7J71777.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كعادة أي باحث عندما يريد الشروع في بحث ما ..
وخلال استقرائه لمادة بحثه ..
تستوقفه بعض السطور ..
تجبره على إعادة قراءتها المرة تلو الأخرى!
لجمالها تارة... ولثرائها تارة
وأحياناً ...
.
.
أترككم مع النصّ الذي استوقفني لنتأمّله معاً
يصف لنا السبكي ~ شيئاً من تديّن الإمام الماوردي* ~ومجاهدته لنفسه في طلب الإخلاص
من خلال نقله لحادثة حكاها الماوردي عن نفسه
حيث قال:
«ومما أنذرك به من حالي أني صنفت في البيوع كتاباً،
جمعته ما استطعت من كتب الناس، وأجهدت فيه نفسي، وكددت فيه خاطري،
حتى إذا تهذّب واستكمل،
وكدّت أعجب به،
وتصورت أني أشد الناس إضطلاعاً بعلمه،
حضرني وأنا في مجلسي أعرابيان ،
فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروطٍ تضمنت أربع مسائل،
ولم أعرف لشيءٍ منها جواباً !!
فأطرقت مُفكراً، وبحالي وحالهما مُعتبرًا،
فقالا: أما عندك فيما سألناك جواب، وأنت زعيم هذه الجماعة؟!
فقلت: لا ، فقالا: إيهاً لك !
وانصرفا، ثم أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثيرٌ من أصحابي،
فسألاه، فأجابهما مُسرعاً بما أقنعهما،
فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه
- إلى أن قال-
فكان ذلك زاجر نصيحة ونذير عظة،
تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب»*
/
/
قلتُ: إيهاً ... ثُمّ إيهاً لكِ يا نفس !!
من مثل هذه المواقف اعتبري؟!
حُقّ لكِ اليوم أن تنعي نفسكِ وتبكِ !!
/
/
سهى الإمام عن مسألة .. قد حرّرها وحبّرها !
خانته ذاكرته..
ذُهل عن حلّ الإشكال
ثمّ
أطرق مُفكراً ... وبحاله مُعتبراً
تلقى اللوم من الأعرابيين بصدرٍ مشروح !
مُقرّاً أياهما على ما أبدياه من انتقادٍ لاذع !
ثمّ
يجد السائلان الإجابة عند شخصٍ أقلّ منه علماً
وربّما فضلاً
وما أجمل تعريضه بنفسه عندما قال:
( ثمَّ أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثيرٌ من أصحابي)
فلمّ يُفضّل نفسه ..
ولم يُصرّح بمكانته ومنزلته !
ثمّ
رضي الأعرابيان وانصرفا ...
فقد نفع العلم القليلُ صاحبه !!
.
ومن استكثر منه ...
حتى أعجبه.. وظن أنّه أكثر الناس اضطلاعاً به...
كان أجهل الناس به وقت حاجته إليه!!
.
.
لذلك قال -رحمه الله-:
فكان ذلك زاجر نصيحة ونذير عظة،
تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب
/
/
ما أكثر ما مرّ بنا من مواقف مُشابهة..
أظهر الله لنا فيه عجزنا وضعفنا وقلّة حيلتنا واختلاط بضاعتنا
فكيف تعاملنا مع هذا الأحوال ؟!
أطرقنا ملياً واعتبرنا في كلّ من حولنا لنرمي عليهم تبعة هذا الضعف إلا أنفسنا!!
الظروف.. الأسرة .. المجتمع ... البيئة العلمية
لا شكّ أنها عناصرمؤثرة .. ولكن
( بل الإنسان على نفسه بصيرة .. ولو ألقى معاذيره )
..
إن بركة العلم إذا استقرّت لا تزعزعها صوارف الأيام وتقلبات الليالي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كعادة أي باحث عندما يريد الشروع في بحث ما ..
وخلال استقرائه لمادة بحثه ..
تستوقفه بعض السطور ..
تجبره على إعادة قراءتها المرة تلو الأخرى!
لجمالها تارة... ولثرائها تارة
وأحياناً ...
.
.
أترككم مع النصّ الذي استوقفني لنتأمّله معاً
يصف لنا السبكي ~ شيئاً من تديّن الإمام الماوردي* ~ومجاهدته لنفسه في طلب الإخلاص
من خلال نقله لحادثة حكاها الماوردي عن نفسه
حيث قال:
«ومما أنذرك به من حالي أني صنفت في البيوع كتاباً،
جمعته ما استطعت من كتب الناس، وأجهدت فيه نفسي، وكددت فيه خاطري،
حتى إذا تهذّب واستكمل،
وكدّت أعجب به،
وتصورت أني أشد الناس إضطلاعاً بعلمه،
حضرني وأنا في مجلسي أعرابيان ،
فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروطٍ تضمنت أربع مسائل،
ولم أعرف لشيءٍ منها جواباً !!
فأطرقت مُفكراً، وبحالي وحالهما مُعتبرًا،
فقالا: أما عندك فيما سألناك جواب، وأنت زعيم هذه الجماعة؟!
فقلت: لا ، فقالا: إيهاً لك !
وانصرفا، ثم أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثيرٌ من أصحابي،
فسألاه، فأجابهما مُسرعاً بما أقنعهما،
فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه
- إلى أن قال-
فكان ذلك زاجر نصيحة ونذير عظة،
تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب»*
/
/
قلتُ: إيهاً ... ثُمّ إيهاً لكِ يا نفس !!
من مثل هذه المواقف اعتبري؟!
حُقّ لكِ اليوم أن تنعي نفسكِ وتبكِ !!
/
/
سهى الإمام عن مسألة .. قد حرّرها وحبّرها !
خانته ذاكرته..
ذُهل عن حلّ الإشكال
ثمّ
أطرق مُفكراً ... وبحاله مُعتبراً
تلقى اللوم من الأعرابيين بصدرٍ مشروح !
مُقرّاً أياهما على ما أبدياه من انتقادٍ لاذع !
ثمّ
يجد السائلان الإجابة عند شخصٍ أقلّ منه علماً
وربّما فضلاً
وما أجمل تعريضه بنفسه عندما قال:
( ثمَّ أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثيرٌ من أصحابي)
فلمّ يُفضّل نفسه ..
ولم يُصرّح بمكانته ومنزلته !
ثمّ
رضي الأعرابيان وانصرفا ...
فقد نفع العلم القليلُ صاحبه !!
.
ومن استكثر منه ...
حتى أعجبه.. وظن أنّه أكثر الناس اضطلاعاً به...
كان أجهل الناس به وقت حاجته إليه!!
.
.
لذلك قال -رحمه الله-:
فكان ذلك زاجر نصيحة ونذير عظة،
تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب
/
/
ما أكثر ما مرّ بنا من مواقف مُشابهة..
أظهر الله لنا فيه عجزنا وضعفنا وقلّة حيلتنا واختلاط بضاعتنا
فكيف تعاملنا مع هذا الأحوال ؟!
أطرقنا ملياً واعتبرنا في كلّ من حولنا لنرمي عليهم تبعة هذا الضعف إلا أنفسنا!!
الظروف.. الأسرة .. المجتمع ... البيئة العلمية
لا شكّ أنها عناصرمؤثرة .. ولكن
( بل الإنسان على نفسه بصيرة .. ولو ألقى معاذيره )
..
إن بركة العلم إذا استقرّت لا تزعزعها صوارف الأيام وتقلبات الليالي