ام حفصه
22 Jan 2013, 01:02 PM
http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir/42712/files//2009/03/sunsets043pu31.jpg
كتبهاعبدالعزيز الحربي
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا جل جلاله حكيم عليم , رحيم فضله واسع وجوده كبير .. تحدثني إحدى قريباتي أنَّ امرأة تعرفها رأت ملك الموت يأخذ بيدها حتى أوصلها إلى أرض خضراء لم ترَ مثلها قط فقالت له : هذا لي ؟! فقال لها : لا بعد ! وظلَّت تسير معه , كلما قطعت مسافة , وهي لا تكاد تصدق ما ترى وتقول له: هذا لي ؟! سؤال المتعجب المشتاق ! فيقول لها : لا بعد ! حتى توقف هو فقالت له : لا أريد أرجع لبيتي , خلاص هذا يكفيني !! فقال لها بل ستعودين وبعد أربعين ستأتين !
ثم إنها توفيت رحمها الله وجعل مآلها إلى نعيم !
وتحدثني جدتي أطال الله في عمرها على طاعته أنها ذات ليلة أتاها المخاض وفي تلك الأيام لا يوجد إلا القابلات – وهن النساء اللاتي يُولدن الحوامل – إلا أنَّ قدر الله عليها أنْ تأتيها وليس حولها أحد ؛ فاشتدَّ عليها حتى أغشي عليها , وإذا بزوجها يدخل عليها فيراها فظن أنها غشية الموت - وذلك أن بعض النساء قد تموت من شدة الألم وظروفها الصعبة - وذلك أن سواد العين يذهب لشدة ألمها .. المهم أنها رأت بعض النسوة اللاتي قضى الله آجلهن , فأخذت تحدثهم فأردن الذهاب إلى مكان تحدثن عنه , فأرادت الذهاب معهن فرفضن ذلك وقلن لها لم يأت يومك بعد ! فأفاقت !!
هاتان القصتان أذكرهما لأن إسنادهما بالنسبة لي قوي فلم يمكن لي تكذيبها أو الظن بأن المبالغة كان لها في القصة أثراً !
ثمة أناس يُنعم الله عليهم برؤية أماكن النعيم وليس هذا من الغيب الذي لا يمكن كشفه ؛ فالأحاديث ومن قصص الماضين ما يعجب المرء من ذكره !
ولستُ عن هذا أتحدث !!
إنما أتحدث عن أنفسنا نحن الذين نسمع مثل هذه الأخبار وكأنها للتسلية ! إنَّ إبراهيم عليه السلام حمَّل نبينا صلى الله عليه وسلم أمانة السلام فقال كما في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله "لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد ، أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر "
وأنَّ من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ! وما هو حجم الأشجار في الجنة ؟ وما الوقت الذي يستغرقه الإنسان في تسبيحه أو تهليله أو استغفاره ؟!
كلنا يحفظ ما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم "
فإنْ أردنا أن تثقل موازيننا وأنْ نرضي خالقنا فعلينا بكثرة التسبيح والاستغفار والتهليل والتحميد في الأوقات المهدرة, ولا أقول أمام الناس حتى لا يقول قائل : نفاق ونحو ذلك .. بل قله عند وقوفك عند الإشارة في انتظار دورك في مكان ما , قبل نومك , في طريقك للعمل أو المسجد أو لصديقك ونحو ذلك ..
ولا تنسَ بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس أن تقول كلمة لا تأخذ من وقتك سوى ثوانٍ معدودة فقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه خرج من عندها – زوجه جويرية بنت الحارث رضي الله عنها - بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها . ثم رجع بعد أن أضحى ، وهي جالسة . فقال " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ " قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم " لقد قلت بعدك أربع كلمات ، ثلاث مرات . لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته "
كما لا تنسَ سنة الفجر مهما كان صلاحك واحرص على أن تدخل المسجد قبل الإقامة لتدرك تكبيرة الإحرام فإنها خير من الدنيا وما فيها !
فإن أردت لعينك أن ترى النعيم العظيم والجزاء الكبير فلا تغفل عن الأعمال اليسيرة التي رتبت عليها الأجور العظيمة …
رزقنا الله وإياكم النعيم المقيم
كتبهاعبدالعزيز الحربي
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا جل جلاله حكيم عليم , رحيم فضله واسع وجوده كبير .. تحدثني إحدى قريباتي أنَّ امرأة تعرفها رأت ملك الموت يأخذ بيدها حتى أوصلها إلى أرض خضراء لم ترَ مثلها قط فقالت له : هذا لي ؟! فقال لها : لا بعد ! وظلَّت تسير معه , كلما قطعت مسافة , وهي لا تكاد تصدق ما ترى وتقول له: هذا لي ؟! سؤال المتعجب المشتاق ! فيقول لها : لا بعد ! حتى توقف هو فقالت له : لا أريد أرجع لبيتي , خلاص هذا يكفيني !! فقال لها بل ستعودين وبعد أربعين ستأتين !
ثم إنها توفيت رحمها الله وجعل مآلها إلى نعيم !
وتحدثني جدتي أطال الله في عمرها على طاعته أنها ذات ليلة أتاها المخاض وفي تلك الأيام لا يوجد إلا القابلات – وهن النساء اللاتي يُولدن الحوامل – إلا أنَّ قدر الله عليها أنْ تأتيها وليس حولها أحد ؛ فاشتدَّ عليها حتى أغشي عليها , وإذا بزوجها يدخل عليها فيراها فظن أنها غشية الموت - وذلك أن بعض النساء قد تموت من شدة الألم وظروفها الصعبة - وذلك أن سواد العين يذهب لشدة ألمها .. المهم أنها رأت بعض النسوة اللاتي قضى الله آجلهن , فأخذت تحدثهم فأردن الذهاب إلى مكان تحدثن عنه , فأرادت الذهاب معهن فرفضن ذلك وقلن لها لم يأت يومك بعد ! فأفاقت !!
هاتان القصتان أذكرهما لأن إسنادهما بالنسبة لي قوي فلم يمكن لي تكذيبها أو الظن بأن المبالغة كان لها في القصة أثراً !
ثمة أناس يُنعم الله عليهم برؤية أماكن النعيم وليس هذا من الغيب الذي لا يمكن كشفه ؛ فالأحاديث ومن قصص الماضين ما يعجب المرء من ذكره !
ولستُ عن هذا أتحدث !!
إنما أتحدث عن أنفسنا نحن الذين نسمع مثل هذه الأخبار وكأنها للتسلية ! إنَّ إبراهيم عليه السلام حمَّل نبينا صلى الله عليه وسلم أمانة السلام فقال كما في الحديث الذي صححه الألباني رحمه الله "لقيت إبراهيم ليلة أسري بي ، فقال : يا محمد ، أقرئ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر "
وأنَّ من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ! وما هو حجم الأشجار في الجنة ؟ وما الوقت الذي يستغرقه الإنسان في تسبيحه أو تهليله أو استغفاره ؟!
كلنا يحفظ ما أخرجه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن ، خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم "
فإنْ أردنا أن تثقل موازيننا وأنْ نرضي خالقنا فعلينا بكثرة التسبيح والاستغفار والتهليل والتحميد في الأوقات المهدرة, ولا أقول أمام الناس حتى لا يقول قائل : نفاق ونحو ذلك .. بل قله عند وقوفك عند الإشارة في انتظار دورك في مكان ما , قبل نومك , في طريقك للعمل أو المسجد أو لصديقك ونحو ذلك ..
ولا تنسَ بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس أن تقول كلمة لا تأخذ من وقتك سوى ثوانٍ معدودة فقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه خرج من عندها – زوجه جويرية بنت الحارث رضي الله عنها - بكرة حين صلى الصبح ، وهي في مسجدها . ثم رجع بعد أن أضحى ، وهي جالسة . فقال " ما زلت على الحال التي فارقتك عليها ؟ " قالت : نعم . قال النبي صلى الله عليه وسلم " لقد قلت بعدك أربع كلمات ، ثلاث مرات . لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته "
كما لا تنسَ سنة الفجر مهما كان صلاحك واحرص على أن تدخل المسجد قبل الإقامة لتدرك تكبيرة الإحرام فإنها خير من الدنيا وما فيها !
فإن أردت لعينك أن ترى النعيم العظيم والجزاء الكبير فلا تغفل عن الأعمال اليسيرة التي رتبت عليها الأجور العظيمة …
رزقنا الله وإياكم النعيم المقيم