رونق الامل
21 Jan 2013, 09:59 PM
د. محمد الدويش
إن من يقرأ كتاب الله تبارك وتعالى يجد أن القصة تتكرر فيه في مواطن عدة, ويتجاوز الأمر إيراد القصة وتكرار ذلك إلى:
الامتنان على النبي صلى الله عليه و سلم بأن أنزل إليه أحسن القصص: ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين))(يوسف: 3).
الإخبار بأن القصص سبب لتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه و سلم : ((وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك))(هود: 120).
الأمر بقص القصص: ((فاقصص القصص لعلهم يتفكرون))(الأعراف: 176).
الأمر بالاعتبار بما قص الله في كتابه: ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)). (يوسف: 111).
ولقد اعتنى صلى الله عليه و سلم بشأن القصص, فحفظت لنا دواوين السنة طائفة من قصه صلى الله عليه و سلم عليهم من قصص الأمم الماضية وأخبارهم.
ولم تكن قصص القرآن أو السنة قاصرة على أنباء الصالحين وأخبارهم, بل شملت مع ذلك قصص المعرضين والفجار للاعتبار بما أصابهم.
كل ذلك يؤكد أهمية القصة ودورها التربوي الدعوي مما يجدر بالدعاة أن يعتنوا بها ويستخدموها في دعوتهم وخطابهم للناس.
إنها تحمل عنصر التشويق والإثارة, ويُقبل عليها المستمع والقارئ بعناية وإنصات, وهي كذلك تقدم البرهان على تأهل المعاني المجردة إلى التطبيق على أرض الواقع, وتبرز النموذج والقدوة الصالحة, وتزيد المرء إيماناً بقدرة الله تبارك وتعالى وسائر صفاته.
وتبدو أهمية ذلك بشكل أكبر في تربية الناشئة وخطابهم; إذ يعاني شباب المسلمين اليوم وفتياتهم من غياب القدوة الصالحة, ومن بروز النماذج والقدوات السيئة والإعلاء من شأنها وتبجيلها لدى الناس.
ومع أهمية القصة وعلو شأنها إلا أنه ينبغي أن يراعى في ذلك أمور عدة, منها:
أن تُعرَض وتُستخدَم في الخطاب بالقدر المعقول; فلا تكون هي اللغة الوحيدة في الخطاب, أو تكون على حساب غيرها.
الحذر من القصص الواهية والأخبار التي لا زمام لها ولا خطام; إذ إن النفوس كثيراً ما تتعلق بالغرائب وتجنح إليها, والقليل منها هو الذي يثبت عند التحقيق والنقد العلمي.
أن تأخذ أخبار النبي صلى الله عليه و سلم وقصصه, وأخبار الرعيل الأول من سلف الأمة مكانها الطبيعي, وألا تطغى أخبار من بعدهم من المتأخرين ممن تعرف منهم وتنكر.
أن البشر مهما علا شأنهم وارتفع قدرهم, ومهما بلغوا المنازل العالية من الصلاح والتقى فلن تكون أعمالهم حجة مطلقة, بل لا بد من عرضها على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يروي بعضهم في مقام الصبر أن شيخاً قام يرقص على قبر ابنه حين توفي رضًى بقدر الله على حد زعمه, وخير من ذلك هدي النبي صلى الله عليه و سلم الذي تدمع عينه ويحزن قلبه، ولا يقول إلا ما يرضي ربه.
وهديه صلى الله عليه و سلم القولي والعملي في النوم والقيام خير مما يروى عن بعضهم أنه صلى الفجر بوضوء العشاء كذا وكذا من السنوات.
وهديه في تلاوة القرآن خير مما يروى عن بعضهم أنه يختم القرآن كل ليلة, مع التماسنا العذر لمن كان له اجتهاد من سلف الأمة في ذلك.
ياله من دين
إن من يقرأ كتاب الله تبارك وتعالى يجد أن القصة تتكرر فيه في مواطن عدة, ويتجاوز الأمر إيراد القصة وتكرار ذلك إلى:
الامتنان على النبي صلى الله عليه و سلم بأن أنزل إليه أحسن القصص: ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين))(يوسف: 3).
الإخبار بأن القصص سبب لتثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه و سلم : ((وكلا نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤادك))(هود: 120).
الأمر بقص القصص: ((فاقصص القصص لعلهم يتفكرون))(الأعراف: 176).
الأمر بالاعتبار بما قص الله في كتابه: ((لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)). (يوسف: 111).
ولقد اعتنى صلى الله عليه و سلم بشأن القصص, فحفظت لنا دواوين السنة طائفة من قصه صلى الله عليه و سلم عليهم من قصص الأمم الماضية وأخبارهم.
ولم تكن قصص القرآن أو السنة قاصرة على أنباء الصالحين وأخبارهم, بل شملت مع ذلك قصص المعرضين والفجار للاعتبار بما أصابهم.
كل ذلك يؤكد أهمية القصة ودورها التربوي الدعوي مما يجدر بالدعاة أن يعتنوا بها ويستخدموها في دعوتهم وخطابهم للناس.
إنها تحمل عنصر التشويق والإثارة, ويُقبل عليها المستمع والقارئ بعناية وإنصات, وهي كذلك تقدم البرهان على تأهل المعاني المجردة إلى التطبيق على أرض الواقع, وتبرز النموذج والقدوة الصالحة, وتزيد المرء إيماناً بقدرة الله تبارك وتعالى وسائر صفاته.
وتبدو أهمية ذلك بشكل أكبر في تربية الناشئة وخطابهم; إذ يعاني شباب المسلمين اليوم وفتياتهم من غياب القدوة الصالحة, ومن بروز النماذج والقدوات السيئة والإعلاء من شأنها وتبجيلها لدى الناس.
ومع أهمية القصة وعلو شأنها إلا أنه ينبغي أن يراعى في ذلك أمور عدة, منها:
أن تُعرَض وتُستخدَم في الخطاب بالقدر المعقول; فلا تكون هي اللغة الوحيدة في الخطاب, أو تكون على حساب غيرها.
الحذر من القصص الواهية والأخبار التي لا زمام لها ولا خطام; إذ إن النفوس كثيراً ما تتعلق بالغرائب وتجنح إليها, والقليل منها هو الذي يثبت عند التحقيق والنقد العلمي.
أن تأخذ أخبار النبي صلى الله عليه و سلم وقصصه, وأخبار الرعيل الأول من سلف الأمة مكانها الطبيعي, وألا تطغى أخبار من بعدهم من المتأخرين ممن تعرف منهم وتنكر.
أن البشر مهما علا شأنهم وارتفع قدرهم, ومهما بلغوا المنازل العالية من الصلاح والتقى فلن تكون أعمالهم حجة مطلقة, بل لا بد من عرضها على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يروي بعضهم في مقام الصبر أن شيخاً قام يرقص على قبر ابنه حين توفي رضًى بقدر الله على حد زعمه, وخير من ذلك هدي النبي صلى الله عليه و سلم الذي تدمع عينه ويحزن قلبه، ولا يقول إلا ما يرضي ربه.
وهديه صلى الله عليه و سلم القولي والعملي في النوم والقيام خير مما يروى عن بعضهم أنه صلى الفجر بوضوء العشاء كذا وكذا من السنوات.
وهديه في تلاوة القرآن خير مما يروى عن بعضهم أنه يختم القرآن كل ليلة, مع التماسنا العذر لمن كان له اجتهاد من سلف الأمة في ذلك.
ياله من دين