المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فنون



أبو يوسف
29 Dec 2004, 11:59 PM
موجبات النصر/ط
حياة المؤمن في الأساس ينبغي أن تكون محاطة بتوازن متقن لا ختلال فيها لأنها مبنية على أسس من منهج الله تعالى. وخلاله وصفاته محكومة بذلك المنهج العظيم . وعند ما يحدث اختلال (ما) يختل الشرط العالق بذلك الاختلال فالمؤمن الملتزم بذلك التوازن لا يخرج للقتال بطرا وطلبا للثناء من الناس والتمدح إليهم والفخر كما فعل كفار قريش في بدر بعد نجاة عيرهم فقد خرجوا بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله تعالى فجمعوا ثلاث خلال مناهضة للإيجابية في شروط ثلاثة هي: البطر وهو مناهض لشرط إيجابية الالتزام بالحق عند إرادة القتال . والرياء وهو مناهض لإيجابية شرط النية الحسنة وابتغاء الأجر من الله تعالى وطرح ابتغاء مرضاة الناس . والقتال في سبيل الشيطان والباطل وهو مناهض لإيجابية شرطية القتال في سبيل الله تعالى ؛ هذه المفسدات لإيجابية النصر يحذر المؤمن منها أشد الحذر ويستجيب لنهي الله تعالى في قوله تعالى {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ(47)}
إن المؤمن يريد من قتاله الحق ، ويسعى لتوسيع دائرته في العالمين ، ويزيل العراقيل التي تقف تجاهها ، ويحرص على سلامة الناس ودخولهم في الحق ليسعدوا دنيا وأخرى ويسعد بذلك ويتوقف عن قتل من أعلن دخوله الحق ؛ وعتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأسامة في قتل رجل قال لا إله إلا الله معلومة وواضحة في هذا الصدد مع أن أسامة فهم باجتهاده أنه قالها خوفا من الموت مما يدل على عظمة الإسلام إذ جعل الظاهر مناطا للحكم والله يتولى السرائر، وهذا ميدان أمان واسع متدفق لكل فرد يعيش تحت ظلال هذا المنهج الحق الأبلج الذي لا يخفى على مطلع بعيد عن الهوى والتعصب الأعمى ...