المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيهات حول ما بعد العقد من سلبيات



ام حفصه
17 Jan 2013, 05:25 PM
http://up.ala7ebah.com/img/q3I71367.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ \سليمان المفرج



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:• أخي الزوج: لنقف قليلاً بعد أن أصبحت رباً لأسرة وعلى عتبة مرحلةٍ جديدة في حياتك، فلابدَّ أن تكون واعياً لمستقبلك ومقدراً حجم الأمانة والمسؤولية التي صرت مكلفاً بها، ولئن كنت بالأمس وحدك فالآن أتى من يشاركك، ولئن كنت في الماضي تفكرِّ لنفسك فالآن تفكر لك ولغيرك..ومنذ العقد وإلى أن تخلوا بزوجتك ليلة زفافك فإنه يحدوك الأمل المشرق والمستقبل الباسم والتفكير في السعادة، لذلك فهذه الفترة فترة استراحة لابد أن تنتبه إلى أمرٍ مهم غفل عنه كثيرٌ من الأزواج.• أعلم أخي الزوج أنه من حين العقد أصبحت المرأة زوجتك وفي عصمتك، لك أن تراها وأن تكلمها وأن تخلو بها، وهذا شيء لا يجهله أمثالك، ولكن لدي كلام لم يألفه بعض شبابنا خاصة هذه الأيام التي يُطلق عليها الحضارة والتقدم، وأرجو أن يُفهم مقصودي ولا يُحمل على غير محمله.• أخي الزوج: إن كثيراً من الشباب على عتبة الزواج يرون أن أيام الخطوبة وقبل الدخول بالزوجة أياماً عظيمة تتربى فيها الفرحة، ويطير فيها الفؤاد محلقاً في سماء المشاعر والأُنس، وحياة تنطلق بالأمل المشرق والأحلام السعيدة.• وطيلة هذه الفترة طالت أو قصرت فإنه مشغول بالحبِّ والغرام عن أمور مهمة في حياته رماها خلف ظهره في سبيل إشباع رغبته، ومن رؤية حبيبته والتسلي معها بلذيذ الحديث والعبارات اللطيفة وأحلام المستقبل.وكل ذلك مباح شرعاً إذا خلا من المنكرات، ولكن ليس كل مباح نتركه دون ضوابط وتوجيهات، فإليك أخي ما لمسته من سلبيات لدى الكثيرين في هذه الأيام؛ لعلَّك أن تستفيد، والسعيد من وعظ بغيره.وأذكرها باختصار:• ضياع الوقت وإهداره في الجلوس معها والسهر الطويل المفرط أو عبر الهاتف، وقد ينجم عن ذلك ضياع لصلاة الفجر وأمور أخرى.• الإسراف وضياع الأموال في سبيل التقرب منها. وشراء ما يزيد عن الحاجة في سبيل كسب ثنائها من هدايا وغيرها، وربما أثقل كاهله بالديون منذ البداية، وبعضهم تصل إليه فاتورة الهاتف وفيه آلاف الريالات.• تجاهل المسؤولية والبعد عن أداء الحقوق الواجبة للنفس والوالدين وصلة الرحم، فليس هناك وقت ( والمشغول لا يُشغل) والأشد من ذلك هجر الدعوة إلى الله، وهذا ما يقصدونه من قولهم ( الزواج مقبرة للدعاة ).• كثرة التفكير وما يصحبه من هموم وإخفاق في جوانب عديدة في الحياة، لاسيما في مجال الدراسة والمعاملة مع الناس، وربما يتبع ذلك ضعف البنية، وقد يحدث أمراضاً نفسية وعصبية وعضوية خاصة إذا تخلل هذه الأيام بعض الصدمات غير المتوقعة أو مشاكل أسرية، والواقع يشهد بذلك.• ذهاب الوقار والهيبة أو شيئاً منهما في سبيل هذه اللذة، والوقوع في إحراجات ومغالطات أو مهاترات كان الأولى تجنبها؛ مما يوجه أنظار الناس وكلامهم وسقط مأخذهم لاسيما السفهاء ومحترفي أكل لحوم الناس والتفكه بأعراضهم.• لا ينتبه بعض الشباب إلى كثرة المجيء إليها في بيت أهلها، وتكرار الاتصال هاتفياً وفي أوقات غير مناسبة يضايق أهلها شعر بذلك أم لم يشعر، وقد يطلع على عورات البيت وأسرار المنزل في تكرار المجيء.• قد يجلب ذلك مشاكل على نفسه هو في غنى عنها، لاسيما مع المتعصبين للعادات الذين يرون أن رؤية المرأة حتى ولو بعد العقد عليا عيباً وفضيحة، فضلاً عن رؤيتها قبله، بل يرونه طعناً لكرامة القبيلة. والشيطان يوسوس لهم، وقد يحدث ما لا تحمد عقباه من ضربٍ وقتلٍ وغيره.• قد يتكرر مجيء الزوج إلى بيت أهلها ويراهم ويرونه، ثم بعد ذلك تعقد الجلسات غير المرئية من الأهل، وتكون هناك خلوة بينهما ومداعبات وقبلات، وكل هذا ليس محرماً فهي زوجته شرعاً، لكن المصيبة فيما إذا خرج من عندها وهو مشبع بهذه النشوة وهو شاب في أوج شبابه وعنفوان شهوته، فكيف يفرغ هذه الشهوة العارمة ؟فإما أن يتجرع لهيب الصبر فيرهق نفسه بالتفكير والتخبط فيزداد لقاؤه بها، أو يقع في الحرام بفعل العادة السرية أو اللواط أو الزنا، نعود بالله من ذلك. خاصة إن لم تشغلها بطاعة الله أشغلتك بمعصية الله، وهذا أكبر نوافذ الشيطان لاسيما في وقت الصيام.• إن لم يحصل ما سبق من دفع الشهوة أو الوقوع في المنكر؛ فهناك شيء آخر قد لا يجد الزوج سبيلاً آخر إلا هو فيقنعها به للسلامة من التبعات، ويعلل نفسه بأنه زوجها وليلة الزفاف قريبة..وعند غياب الرقيب يقوم بوطئها فتحمل الزوجة قبل ليلة الزفاف، طبعاً هو في حلِ من جهة الخالق فهو زوجها، ولكن كيف يتحلل من مخالب الناس وأنيابهم وعاداتهم، فيكون ذلك حديث المجالس والمنتديات، فأين يدسُّ الزوج رأسه؟!• فإن حصل الزفاف قريباً انتهى الإشكال ولكن هب أنه مات عنها، فماذا يقول الناس حتماً سيقولون: إنها زانية أو تخبرهم بالحقيقة المرَّة، ولكن أين تدسُّ رأسها، وهب أنه طلقها نتيجة مشاكل أسرية وما أكثرها فكيف يكون الموقف أيضاً ؟!

http://up.ala7ebah.com/img/vYf36699.jpg

ام حفصه
17 Jan 2013, 05:28 PM
http://up.ala7ebah.com/img/vYf36699.jpg
• المفارقة دون أن يدخل عليها طامة كبرى تحزن الأسرتين بسبب ذلك، وتتلوع المرأة زمناً طويلً؛ فقد جلس معها وقبلها ورأى ما في قلبها قبل ما في جسمها، وكشف الأسرار والمخبأة طويلاً، وأهدر أوقاتاً غالية وأموالاً طائلة..إنه موقف لا يُحسد أحدُ عليه، وما أكثر ما يحصل في زماننا هذا، والقصص المأساوية كثيرة لا ينتبه إليها إلا بعد وقوعها، وربما صار عند المرأة عقدة نفسية من الأزواج كلهم؛ فتتدمر حياتها، وتكون حبيسة البيت رهينة التفكير والوساوس.• فلابد إذن من أن نبدأ الحياة بجدٍّ، ونقضي على ما يحول بيننا وبين السعادة، ونغلق كل باب يفضي إلى الشر، دعونا من الأعراف السائدة والعادات السقيمة البالية، ولنفكر في الحل، ولكن ما هول الحل ؟• الحل المقترح ألا يعقد الزوج إلا قرب الزفاف، فيكون بينهما أسبوعاً أو شهراً على الأقل ( ودرء المفاسد مقدمٌ على جلب المصالح )، وعندئذٍ تخفف من حدة السلبيات على الأقل إن لم نتلافاها بالكلية؛ لأنه قد يصعب ذلك، فالشاب يريد أن يرى مخطوبته ويتحدث معها ولو مجاراة لأقرانه وكذلك الشابة.• وأتوقع أن هذا رأي فيه توسط، فلا يمنع الزوج من رؤيتها ومكالمتها بتاتاً، ولا يترك الحبل على الغارب أيضاً، أما أن يعقد عليها والزفاف بعد سنة أو سنتين أو أكثر، فهذا لا داعي إليه ولا فائدة منه.• والحل الأكمل أن نيسر الزواج فتعم البركة، فإذا تقدم الزوج وكان ذا دين وخلق ورضينا به ما المانع أن يقال له: اعقد وخذها معك مع مراعاة الضوابط وعمل الترتيبات دون تكاليف باهظة مرهقة، فتزف إليه مباشرة، فلا ننظر لتكميل دراسة أو كثير مهرٍ ونفقة أو وليمة للخطبة وأخرى للزفاف وغيرها للزيارة..وليكن قدوتنا السلف الصالح رضوان الله عليهم، فكانوا هم يخطبون لبناتهم الرجل الكفء، وإننا في هذا الزمان أحوج منهم إلى تطبيق هذه النظرية بل القاعدة التي ينبغي أن ُتدرس حتى في الجامعات، ويتطرق إليها في الخطب والمحاضرات والندوات المجالس والمنتديات، حتى نسلم من شر التبعات، ويسعد الشباب والشابات، وتقل المنكرات وهتك العورات، ويدون الوفاق، وتكون تجارة رابحة مع الله تعالى بدل أن تكون المرأة سلعة يتساوم الناس في شرائها، فتكون مهانة وقد أعزها الإسلام.• أعود مرة أخرى في ختام هذه الرسالة فأقول: أرجو ألا يحمل كلامي على غير محمله فلا أحرم على الخاطب الرؤية والمكالمة لخطيبته أبداً، بل أدعو إلى الانضباط فيه وتلافي السلبيات لتعم الفائدة للجميع.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

http://up.ala7ebah.com/img/vYf36699.jpg

ابو يزن
17 Jan 2013, 05:35 PM
بارك الله فيك وزادك اجرا كثيرا

رونق الامل
18 Jan 2013, 01:28 AM
http://up.ala7ebah.com/img/9m773955.gif

شوقي الى الله ابكاني
19 Jan 2013, 02:02 AM
http://up.ala7ebah.com/img/zaw16623.jpg