المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزهارنا تذبل---



ام حفصه
17 Jan 2013, 04:44 PM
http://up.ala7ebah.com/img/fcr71367.jpg

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يا أصحاب البساتين فلا بساتينكم ناضرة وأزهارها ذابلة ! لقد خلق الله البشر من جنسين كما هو معلوم ليشاركا الحياة بتكامل وشمولية, وقد شرّع الله لكلا الجنسين ما يخصهما من تشريعات وأحكام؛ وأوجب لهما الحقوق لاسيما جنس المرأة الذي كان يعاني الاضطهاد والظلم في عصر ما قبل الإسلام في كافة الأقاليم.يقول المفكر الفرنسي غوستاف لوبون: "إن الإسلام قد أثّر تأثيراً حسناً في رفع مقام المرأة أكثر من قوانيننا الأوروبية", فجاء الإسلام ليبرز بقيمتها, ويترك للجيل مبادئ تكريمها واحترامها، وأوضح لهم حقوقها، فمن وعى هذه الحقوق، وأدى الذي عليه فيها، كان من خيار عباد الله المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )) [ أخرجه ابن حبان في صحيحه ].وفي صحيح الجامع من حديث ابن عباس: ((خيركم خيركم للنساء)) وبعد أن أعاد الإسلامُ للمرأة هيبتها وقدرها؛ سُجِّل في عصر صدر الإسلام كثيرٌ من المساهمات لهن سواءً كانت بنتاً أو زوجةً أو أماً, وكان لها الأثر الفاعل في دفع عجلة التقدم الحضاري والفكري في الإسلام, وهو ماكفله الدين لهن من حقوق.واليوم ها نحن نجد عصراً مخيفاً قد أراد بهذه الفتاة أن تُزهق روح الشرف والكرامة فيها, ولا أتكلم عن دور المشاريع التغريبية كسببٍ رئيس, وإنما القضية أوسع من ذلك, يأتي على هامتها تلكم الأجواء المحيطة لجنس الفتاة كالبيت والمدرسة والإعلام والمجتمع.وحتى تكون الصورة أوضح, لعلي أدلف للموضوع بتسجيل بعض المظاهر في هذا الشأن:1. ضعف العناية بتنشئة الفتاة وتربيتها وتوجيهها عاطفياً ووجدانياً, وبحث احتياجاتها وخاصة العاطفية لاسيما من الوالدين.وإنّ كثرة المشاكل والقضايا غير الأخلاقية فيما يخص الفتيات, من الابتزاز الذي جرّ لهن الويلات,أو وجودهن في الخلوات غير الشرعية, أو سهر بعضهن خارج المنزل, أو التعرف على الشباب وحضور منتدياتهم, أو التعلق بالشبان خاصة المغنين ولاعبي الكرة والمشهورين بشكل عام لهو أحد آثار ذلكم الهجران العاطفي والتربوي معاً.ولنعلم أن أعظم ما تعانيه الفتيات من الآباء هو الحرمان العاطفي, وإن اتجاهات الوالدين المشبعة بالحب والقبول والثقة تساعد البنت على أن تنمو وهي راضية عن ذاتها وتحب الخير لغيرها, ومن ناحية أخرى فإن المناخ الأسري المضطرب يهدد كيان هذه الفتاة, ويستحث مشاعر الجفاء, والحرمان.وقد كشفت لنا دراسة صادرة من لجنة الإصلاح الأسري بمحافظة عنيزة قام بها الدكتور /محمد السيف بعنوان(الحرمان العاطفي في الأسرة)عام 1426هـ. أن 52.2% ممن يبحثون خلف العلاقات الزائفة من الفتيات يبحثون عن مشاعر الحب والدفء, و32.2% كانت ردات فعل غاضبة وانتقام ضد الوالدين.وفي الدراسة أيضاً أن 50% من البنات المحكوم عليهن بالسجن بارتكابهن أفعال جنائية محرمة كن يشعرن بالحرمان العاطفي الأسري من الوالدين, وبسبب سلوك الأشقاء , وقد تحددت عوامل مؤثرة في الحرمان العاطفي عند بنات الأسر حسب الترتيب التالي:أولاً: شعور البنت بعدم العدل من الوالدين بالمشاعر وانحيازهم للآخرين وخاصة الذكور.ثانياً: الشعور بالحرمان من عطف الأم.ثالثاً: الشعور بعدم اهتمام الأب والسؤال عن أحوال البنت.رابعاً: كثرة غياب الأب عن المنزل وعدم مجالسته للبنت.خامساً: عدم استقرار العلاقة الزوجية بين الوالدين.وهذه الدراسة تجرد لنا جانب من أخلاقياتنا في البيوت مع الفتيات.وفي مجلة شهرية أمريكية مسيحية توزع لقرابة 8مليون نسخة على مستوى العالم تحتل غلاف المجلة لعام 1986م شهر سبتمبر صورة فتاة بائسة اسمها سالي تبدو على وجهها علامات الحزن والخوف, ونشرت لها المجلة كلاماً تقول فيه: مارست الجنس وأنا في الثامنة من عمري مع ولد في الخامسة عشرة, وفعلت ذلك لأني لم أحصل على الحب والاهتمام من والدي, وأنا أحتاج إلى الحب, ولكن والدي لم يهتمان بي, ولم يتغير شيء داخل البيت, وحملت من صديقي وأنا في الخامسة عشرة من عمري, واعتبرني صديقي مسئولة عن ذلك, وانصرف عني, ولم يكن لدي من مكان أتجه إليه, وقد وقعت في الفخ, ولجأت إلى الإجهاض, والآن أنا أخاف من أن أرتبط بأي موعد مع الشبان, وأنا أبكي كل ليلة إلى أن يدركني النوم.فهل تدرك ياولي الفتاة أي العواقب تنتظر فلذة كبدك إذا ماقمت بدلالها, وإشباع عاطفتها؟.
http://up.ala7ebah.com/img/3iW35935.jpg

ام حفصه
17 Jan 2013, 04:46 PM
http://up.ala7ebah.com/img/3iW35935.jpg




2. عدم القيام على حاجة الفتيات بالشكل المطلوب, وترك الحبل على الغارب في خروجها مع السائق,وغيابها عن أنظار الأسرة, وهو ما نشاهده يومياً في الأسواق والشوارع والمستشفيات, فغالب النساء ليس معهن عائل سوى السائق الذي يقود المركبة, بل وكثيرٌ رأيناهن على قارعة الطرقات يستقللن سيارات الأجرة.أيها الرجل انظر في هذا الحديث وتمعّن معي جيداً فيه؛ ففي صحيح مسلم عن أنس أن النبي قال: ((من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو هكذا)) وضم أصابعه.وإنما كانت هذه الفضائل المعدة لمن قام على حقوقهن بسبب ضعفهن وعدم قدرتهن على مجابهة شظف العيش لوحدهن فكان هذا الفضل والأجر, ويرى الباحثون أن البنات الصغيرات يتصفن بالتبعية والاعتماد على الآخرين, بينما الأولاد الصغار يتمتعون بالاستقلال, ولو أقيم حاجز بين الأطفال الصغار وأمهم, فالذكور منهم يحاولون رفع هذا الحاجز, بينما البنات يقفن حاجزات ويبدأن بالصراخ والعويل.واسمع لشيء من مواقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- مع ابنته فاطمة-رضي الله عنها- فقد شكت فاطمة رضي الله عنها ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال علي: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: مكانك، فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما أو أخذتما مضاجعكما فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم.صحيح البخاري .إنه الحب والاهتمام الذي ساق الأب الحنون للمضي لابنته يتفقد حاجتها, ويستمع لشكواها, ويحقق رغباتها, حتى ولو زوجها قائم على شأنها.بل لم يستطع أن يؤجل القدوم لها صباحاً فضلاً أن ينتظرها تأتيه مرة أخرى.فهل احتسبت الأجر في رعايتهن والقيام على حوائجهن؟ كيف وهن وصية الله! فاحفظ من حمُـِّلت أمانتها، فإن البنت ضعيفة سرعان ما تخدعها أباريق الدعاوي المنمقة، فإن لم تجد يدًا حانية تصونها عن تلك الأوحال فإنها قد تمشي إليها خطوة خطوة، إلى أن تقع في فخ لا تملك منه خلاصًا.3. كثرة حوادث الظلم والهجران التي تتعرضن لهن الفتيات, وهذا يحدث في صور كثيرة, والسجون والمحاكم خير شاهدة في ذلك, فحقوقهن في المواريث مضيعة, وقضايا العضل بدأت تنمو بشكل رهيب, وتهميش دورها في المنزل والجفاء معها في التعامل سمة بارزة في أغلب البيوت, والتسلط الذكوري الذي طوقته عادات المجتمع على عنقها وهو كل يوم يزيد حبس أنفاسها, وغير ذلك الكثير.وفي صحيفة اليوم بتاريخ 11/2/1433هـ كشفت إحصائية عن عدد حالات هروب الفتيات بسبب العنف الأسري وصل إلى 1400 حالة خلال عام واحد في المملكة.وقال رئيس اللجنة النفسية والاستشاري النفسي والأسري بالغرفة التجارية الدكتور مسفر المليص خلال ندوة العنف الأسري التي نظمتها اللجنة النفسية بالغرفة التجارية بجدة مؤخراً: إن هذا العدد جاء نتيجة ارتفاع معدلات الطلاق والتي أحياناً ما يتزامن معها رصد عدد من الجرائم.وأضاف المليص أن نسبة العنف الأسري وصلت بحسب الإحصائيات إلى أن 45 بالمائة من الأطفال معنفون، وهروب أكثر من 1400 فتاة من منزل الأسرة خلال عام واحد، بالإضافة إلى رصد أكثر من 26.6 بالمائة من قضايا الإهمال و22.8 بالمائة من قضايا سوء المعاملة النفسية للأطفال، بالإضافة إلى 12.2بالمائة سوء المعاملة الجسدية.إنّ الخوف بدأ يحلِّق حول مجتمعنا نتيجة إهمال الفتيات وضعف العناية بهن والقيام عليهن, وهذا الإهمال جبذهن لكثيرٍ من الكوارث وعلى رأسها الرغبة في الخروج من سيطرة البيت, والعصيان على المقدسات الشرعية, والتقاليد العرفية, حتى أصبح التبرج والسفور ومقارفة الفواحش في كليات البنات ومدارس المرحلة الثانوية والمتوسطة سمة طبيعية في شرذمة منهن لاينكره عليهن إلا الغرباء.4. عدم وجود فروع نسائية في غالب الدوائر الحكومية,و عدم توفير الخدمات اللازمة لقضاء حوائجهن بعيداً عن الحاجة للتنقل, ومخالطة الرجال.ونحن نعلم التأخر الذي يقع للفتيات في مراجعتهن للدوائر الحكومية جرّاء اختلاطهنّ للرجال, ولا أخلاق موسى عليه السلام تجدها في جلّ موظفين الأجهزة الحكومية, إنك تجد المعضلة, والأرملة, واليتيمة, والمطلقة وقد لا تتجاوز بعضهن عقدها الثاني, وكثيرٌ في عقدها الثالث لا يقوم على شؤونها أحد في مراجعاتها للدوائر الحكومية, وأن تقوم هي بالمهمة فهذا يتطلب مال كثير وجهد كبير وذل حقير حتى تصل لجزء من حقوقها التي تكفّل بها وطنها, سواءً من وزارة الشؤون الاجتماعية أو مراجعة حقوقها في المحاكم, فتخسر ثلثي حقها لكثرة من توكّل من الرجال غير المؤتمنين فيضيعوا عليها نصف حقها, وهي تقوم بذلك حفاظاً على عفتها وشرفها, وكذلك في الشؤون البلدية والقروية فلبعضهن حقٌ في منح الأراضي, لكنك تجدها تبحث عمّن تدفع له جزءاً من تلكم الأرض المنتظرة حتى يتوكل عنها في التقديم على المنحة.فليت الحكومة المباركة أن تنظر لملف فتح الفروع النسائية بعين الجد, وأن تباشر ذلك عاجلاً, فسيوفر الوظائف النسائية لكثير من العاطلات, وسيقضي على تعثر المراجعات الخاصة بالنساء. ويحفظ لهن حقوقهن وحشمتهن.5. وأخيراً من المظاهر قلة وجود المراكز المجتمعية (غير الربحية أو الخيرية) والتي تقوم على تنمية الفتاة, وصقل شخصيتها, وإبراز دورها في خدمة دينها ومجتمعها.وهذا الدور يتكامل مع توظيف المرأة في تربية النشء والقرار في البيت. إنا بحاجة لوجود تلكم البرامج والمحاضن والمؤسسات التي تحوي الفتيات, بقوالب عصرية, ومحتوى أصيل بحيث يتم الإفادة من هذه الطاقات الكامنة في سبيل خدمة أمتها ومجتمعها, ولتكن هذه البرامج موجهة في بداية الأمر إلى أن تُخرج أمهات صالحات مربيات, وانظر للدول المتقدمة, فإنك تجد تحولاً ورغبةً من قبل الفتيات إلى أن يعدن أمهات في بيوتهن.ففي مجلة الأسرة- العدد107- صفر 1423هـ فإن 97.7 من الفتيات اليابانيات يذهبن إلى المدارس الثانوية- لا تتجاوز نسبة مشاركتها في مجال العمل 38% ، ولا تنسى أوروبا تلك المظاهرة التي اخترقت شوارع كوبنهاجن وشارك فيها أعداد كبيرة من الفتيات وطالبات الجامعات وحملت لافتات تقول (نرفض أن نكون أشياء)، (سعادتنا لا تكون إلا في المطبخ) (يجب أن تبقى المرأة في البيت) (أعيدوا إلينا أنوثتنا).وتقول الكاتبةُ ( آرنون ): (لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادمَ خيرٌ وأخفُّ بلاءً من اشتغالهن بالمعامل ، حيثُ تصبحُ المرأة ملوثةً بأدران تذهب برونق حياتها إلى الأبد ، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف والطهارة). (أنظر فتياتنا بين التغريب والعفاف، للدكتور ناصر العمر ص 56 ).إن دور المرأة عظيم حيث عظمه الإسلام قبل أي قوانين وشرائع, والناظر لتاريخ الأمم يجد كثيراً من الممارسات الإقصائية لدور المرأة ومركزها في الأسرة والمجتمع, بداية من مجتمع الروم والفرس أيضاً حيث تباع وتشترى, وتعامل كالبهيمة والمتاع, حتى العصر الجاهلي, قال ابن عباس –رضي الله عنهما-(كان الرجل إذا مات أبوه أو حميه فهو أحق بامرأته إن شاء أمسكها , أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها, أو تموت فيذهب مالها) رواه البخاري.فأتى الإسلام ليعظم دورها أماً, وبنتاً, وأختاً, وزوجاً ويصف طريق حشمتها وصيانتها, ويبين الدليل الشامل لحقها في الميراث, والرأي في الزواج, والحقوق على القريب والبعيد, وكذلك سبلها لتحصن نفسها, وتحمي عرضها, ولم يمانع من أن تدلف مع عملها الأساس ومهمتها الأصيلة في تربية أبنائها, وصيانتها لحق زوجها في أي عمل شريف لها.إنها دعوةٌ لأهل الشأن والاختصاص وكلنا ذلكم المهتم, أن نلتفت لجنس الأنثى في حياتنا وأن تُسخر كل الإمكانيات لإبقاء أنوثتهن وعفتهن التي تكفل الإسلام بحفظها لهن, ومن ثم واجب الداعيات والمهتمات بشؤون المرأة أن يوصلوا أصواتهن للمسئول عبر القنوات الرسمية لتذليل كل الصعوبات في خدمة المرأة, وبحث ذلك عن طريق الدراسات والاستبيانات الاستقرائية عن رأي المرأة, إنها دعوة محب وصادق أن نلحق بأزهارنا قبل أن تذبل.

بقلم
سعيد بن محمد آل ثابت



























http://up.ala7ebah.com/img/3iW35935.jpg

طيف المدينة
18 Jan 2013, 01:32 AM
http://up.ala7ebah.com/img/rGF73955.gif

رونق الامل
18 Jan 2013, 01:42 AM
http://up.ala7ebah.com/img/9m773955.gif

شامخه بديني
30 Jan 2013, 02:12 PM
جزاكم الله خيرآ لاحرمتم من الاجر والثواب