ام حفصه
12 Jan 2013, 07:47 PM
http://up.ala7ebah.com/img/q3I71367.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأطفال تلك الزهرات الندية, والبراعم الطرية، التي خلقها الله من رحم الحياة الزوجية التي تكون سكناً ورحمة بين الأبوين، وليتمم لهما هذه السعادة, فيخلفهما من بعدهما، ويبر بهما إذا كبرا، وهم زينة الدنيا وبرائتها التي يهفو لها كل حي، وهم النواة الحقيقة للمجتمع الناشئ الذي يكفل استمرار الأمة المسلمة. وتصحيح بناء هذا المجتمع الناشئ وتشكيله بشكل قويم هو مساهمة كبيرة نحو تصحيح الكتلة الكبرى والرقي بها..
إن مسئولية الأطفال عظيمة، وقد حمَلها الله تعالى للأبوين, ورتب أحكاماً كثيرة متعلقة بهم ترعى وتضمن لهم حقوقهم كالرضاعة والحضانة وحسن التربية، وقد شددت الشريعة الغرى على التربية والنشأة.. ولعل ما جاءت به السنة المطهرة من هديه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال منذ ولادتهم إشارة لبداية ربطهم بالدين والتنشئة عليه، فأمرنا بالأذان في أذنه وتحنيكه، كذلك حض صلى الله عليه وسلم على تربية الابن تربية على الصدق؛ فلا يمد أحدنا يده لطفله كأن بها شيئاً وهو كاذب كما جاء النهي عن ذلك في حديث عبد الله بن عامر.ولعل من أهم الطرق التي يمكن بها إيصال الأخلاق والتصرفات الحميدة إلى أطفالنا "القدوة"، فلا ينبغي أن يرى الطفل إلا ما يحسن من أبويه؛ فالطفل يفتح عينيه وأذنيه وقلبه على ما يشاهده ويسمعه منهما، ولذا تنعكس على شخصيته كل الأشياء التي يستقبلها منهما بوله وشغف في هذا السن، وقد تعود عليه سلباً وإيجاباً بحسب طبيعتها فإن كانت الأسرة خيّرة نشأ الطفل على حب الخير وإن كانت عكس ذلك بدا ذلك على الطفل وسلوكه، ولذا فقد ينشأ الطفل بعيداً عن طاعة الله إذا كان والداه أو أحدهما كذلك، وقد يتعلم كل صفة وخلق ذميم وقد ينزلق في لجج الدخان والمخدرات ورفقة السوء كذلك.. فشخصية الطفل كما أسلفنا انعكاس لنوع التربية التي تلقاها في صغره، ويكفي أن نعرف أن أغلب سمات الشخصية لدى الأطفال تتكون خلال الخمس سنوات الأولى والتي قد يهملها الكثير من الآباء.. وليس من الحسن أبداً أن يستمع الطفل إلى نقاش الأبوين الحاد؛ لأن هذا قد يؤثر عليه ويسبب له شخصية مضطربة وغير هادئة..
وعلى الآباء أن يراعوا النمو العقلي لدى الطفل خاصة في سن السابعة حيث يكون أكثر إدراكاً لما يرى ويسمع. ولعل لغة الحوار هي من أنجح الوسائل لإيصال المفاهيم السليمة إلى عقل الأطفال. ومن المهم أن يجد الابن مع والديه فرصة ليتجاوب فكرياً معهما، ويتعلم الحديث منهما والقدرة على المشاركة في الموضوعات والحوارات، ومن الخطأ الشائع أن بعض الآباء يظن أن الأطفال لا يدركون الأمور ولا يعقلونها؛ فيكبر الابن في ظل هذه القيود ولا يجد الحوار إلا مع رفقته الصغار وهم عندما يتحاورون يتشاجرون فلا يكبر عقله, ولذا كان على الأبوين تعويد أنفسهم على الحوار مع أبنائهم دائماً وخصوصاً عند وقوع الأبناء أو أحدهم في الخطأ.
ومن الحسن أن نبيّن أن الارتكازات التي تقوم عليها عملية التربية السليمة قد لا تتوفر لدى بعض الآباء، ومن هنا ربما يرى بعض المختصين من الأفضل لأولئك الآباء توصية من يعلمون فيه الخير واكتمال صفات المربين، ليكفل لهم تربية أنبائهم وتوجيههم، وهذا لا ينزع عن الأبوين مهمتهما الأولى بالتمام، إذ يبقى بعد ذلك شيء يقدر عليه كل أحد من البشر ولا يصح إلا أن يكون من الأبوين.. وفي العموم أعتقد أن الصفات المطلوبة في المربي هي صفات يسيرة غير معجزة للمتوسطين من الناس.
http://up.ala7ebah.com/img/H2a35935.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأطفال تلك الزهرات الندية, والبراعم الطرية، التي خلقها الله من رحم الحياة الزوجية التي تكون سكناً ورحمة بين الأبوين، وليتمم لهما هذه السعادة, فيخلفهما من بعدهما، ويبر بهما إذا كبرا، وهم زينة الدنيا وبرائتها التي يهفو لها كل حي، وهم النواة الحقيقة للمجتمع الناشئ الذي يكفل استمرار الأمة المسلمة. وتصحيح بناء هذا المجتمع الناشئ وتشكيله بشكل قويم هو مساهمة كبيرة نحو تصحيح الكتلة الكبرى والرقي بها..
إن مسئولية الأطفال عظيمة، وقد حمَلها الله تعالى للأبوين, ورتب أحكاماً كثيرة متعلقة بهم ترعى وتضمن لهم حقوقهم كالرضاعة والحضانة وحسن التربية، وقد شددت الشريعة الغرى على التربية والنشأة.. ولعل ما جاءت به السنة المطهرة من هديه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال منذ ولادتهم إشارة لبداية ربطهم بالدين والتنشئة عليه، فأمرنا بالأذان في أذنه وتحنيكه، كذلك حض صلى الله عليه وسلم على تربية الابن تربية على الصدق؛ فلا يمد أحدنا يده لطفله كأن بها شيئاً وهو كاذب كما جاء النهي عن ذلك في حديث عبد الله بن عامر.ولعل من أهم الطرق التي يمكن بها إيصال الأخلاق والتصرفات الحميدة إلى أطفالنا "القدوة"، فلا ينبغي أن يرى الطفل إلا ما يحسن من أبويه؛ فالطفل يفتح عينيه وأذنيه وقلبه على ما يشاهده ويسمعه منهما، ولذا تنعكس على شخصيته كل الأشياء التي يستقبلها منهما بوله وشغف في هذا السن، وقد تعود عليه سلباً وإيجاباً بحسب طبيعتها فإن كانت الأسرة خيّرة نشأ الطفل على حب الخير وإن كانت عكس ذلك بدا ذلك على الطفل وسلوكه، ولذا فقد ينشأ الطفل بعيداً عن طاعة الله إذا كان والداه أو أحدهما كذلك، وقد يتعلم كل صفة وخلق ذميم وقد ينزلق في لجج الدخان والمخدرات ورفقة السوء كذلك.. فشخصية الطفل كما أسلفنا انعكاس لنوع التربية التي تلقاها في صغره، ويكفي أن نعرف أن أغلب سمات الشخصية لدى الأطفال تتكون خلال الخمس سنوات الأولى والتي قد يهملها الكثير من الآباء.. وليس من الحسن أبداً أن يستمع الطفل إلى نقاش الأبوين الحاد؛ لأن هذا قد يؤثر عليه ويسبب له شخصية مضطربة وغير هادئة..
وعلى الآباء أن يراعوا النمو العقلي لدى الطفل خاصة في سن السابعة حيث يكون أكثر إدراكاً لما يرى ويسمع. ولعل لغة الحوار هي من أنجح الوسائل لإيصال المفاهيم السليمة إلى عقل الأطفال. ومن المهم أن يجد الابن مع والديه فرصة ليتجاوب فكرياً معهما، ويتعلم الحديث منهما والقدرة على المشاركة في الموضوعات والحوارات، ومن الخطأ الشائع أن بعض الآباء يظن أن الأطفال لا يدركون الأمور ولا يعقلونها؛ فيكبر الابن في ظل هذه القيود ولا يجد الحوار إلا مع رفقته الصغار وهم عندما يتحاورون يتشاجرون فلا يكبر عقله, ولذا كان على الأبوين تعويد أنفسهم على الحوار مع أبنائهم دائماً وخصوصاً عند وقوع الأبناء أو أحدهم في الخطأ.
ومن الحسن أن نبيّن أن الارتكازات التي تقوم عليها عملية التربية السليمة قد لا تتوفر لدى بعض الآباء، ومن هنا ربما يرى بعض المختصين من الأفضل لأولئك الآباء توصية من يعلمون فيه الخير واكتمال صفات المربين، ليكفل لهم تربية أنبائهم وتوجيههم، وهذا لا ينزع عن الأبوين مهمتهما الأولى بالتمام، إذ يبقى بعد ذلك شيء يقدر عليه كل أحد من البشر ولا يصح إلا أن يكون من الأبوين.. وفي العموم أعتقد أن الصفات المطلوبة في المربي هي صفات يسيرة غير معجزة للمتوسطين من الناس.
http://up.ala7ebah.com/img/H2a35935.jpg