عبدالله الكعبي
06 Jan 2013, 03:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
من آيات الله تعالى العظيمة ونعمه الجليلة وفضله الواسع على العباد، تعاقب الليل والنهار، وتتابع الشهور والفصول، إذ لو كان الزمان كلّه فصلاً واحدًا لفاتت الإنسان مصالحُ وفوائد الفصول الأخرى، وأصيب بالضيق والملل والسآمة والضجر،وربما الاكتئاب.
وها هي بدايات فصل الشتاء، ولنا مع هذا الفصل وقفات:لقد امتن الله عز وجل على عباده بأن خلق لهم من النباتات كالقطن والكتان وغيرها، وسخر لهم من مواد الأرض ما يصنعون منه ملابسهم، وخلق الأنعام وسخر لهم من أصوافها وأوبارها وأشعارها، ما فيه دفء وحماية لهم من البرد.
قال الله تعالى: وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ، وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ.
وقال سبحانه: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إلى حِينٍ.
البرد القارس الذي يكون في بعض أيام الشتاء من زمهرير جهنم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ فِي الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ.
يتميز الشتاء بطول الليل وقصر النهار فهذا الزمان فرصة للطاعات كالقيام والصيام:قال النبي صلى الله عليه وسلم: الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ.
وكونها غنيمة باردة أي حصلت بغير تعب ولا مشقة، فلا جوع ولا عطش شديد على الغالب.
قال بعض السلف: مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة، يطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام.
وكان التابعي عبيد بن عمير إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن، طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.
وقال صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ، وَمُكَفِّرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ.
من يسر شريعتنا الإسلامية، وسماحة ديننا العظيم رخصة المسح على الخفين أو الجوربين، لرفع المشقة والحرج عن المسلم، قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ.
وقال: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ. أي أوامره ومطلوباته الواجبة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما، قال الإمام النووي وقد أجمع من يعتد به في الإجماع على جواز المسح على الخفين
في السفر والحضر سواء كان لحاجة أو غيرها.
عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
وعن أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ت صلى الله عليه وسلم توَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْن.
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ فَلَمَّا قَدِمُوا، أَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ.
والتساخين: كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: المسح على الجوربين كالمسح على الخفين. رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة.
ومن الرخص الجمع بين الصلاتين بعذر المطر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلا سَفَرٍ. رواه مسلم. قَالَ مَالِكٌ: أُرَى ذَلِكَ كَانَ فِي مَطَرٍ.
ومتى ما اجتهد إمام المسجد ورأى أن هناك سببا للجمع، فعلى المأمومين عدم الاختلاف عليه، وعدم احداث فوضى في المسجد، فالأصل في المساجد أنها تجمع الناس ولا تفرقهم.
وقال نعاني من مشكلة كبيرة تتمثل في كثرة حوادث السيارات القاتلة.
فحوادث السير أخذت تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، بسبب السرعة الزائدة والطائشة، أو قطع الإشارة، أو قلة التركيز والانتباه، وخاصة مع عبث السائق بالهاتف النقال وانشغاله بالمكالمات والرسائل.
فلم يسلم من سرعة البعض وتهورهم في السياقة بشر ولا شجر ولا جماد ولا حجر.
فهناك خسائر في الأرواح، فلا يكاد يمر اسبوع إلا ونسمع بموت شخص أو أكثر، غير الإصابات والعاهات والإعاقات... ومن ثم ملايين الدنانير التي تنفقها الدولة في العلاج. وخسائر مادية وإتلاف للممتلكات، الطريق من المنافع العامة وهو حق للجميع (أعط الطريق حقه) فيجب أن تكون القيادة بذوق ونظام وأدب، ومراعاة حق الطريق.
وعلى الجهات المعنية تشديد العقوبة على السرعة الطائشة وقطع الإشارة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
من آيات الله تعالى العظيمة ونعمه الجليلة وفضله الواسع على العباد، تعاقب الليل والنهار، وتتابع الشهور والفصول، إذ لو كان الزمان كلّه فصلاً واحدًا لفاتت الإنسان مصالحُ وفوائد الفصول الأخرى، وأصيب بالضيق والملل والسآمة والضجر،وربما الاكتئاب.
وها هي بدايات فصل الشتاء، ولنا مع هذا الفصل وقفات:لقد امتن الله عز وجل على عباده بأن خلق لهم من النباتات كالقطن والكتان وغيرها، وسخر لهم من مواد الأرض ما يصنعون منه ملابسهم، وخلق الأنعام وسخر لهم من أصوافها وأوبارها وأشعارها، ما فيه دفء وحماية لهم من البرد.
قال الله تعالى: وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ، وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ.
وقال سبحانه: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إلى حِينٍ.
البرد القارس الذي يكون في بعض أيام الشتاء من زمهرير جهنم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ فِي الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ.
يتميز الشتاء بطول الليل وقصر النهار فهذا الزمان فرصة للطاعات كالقيام والصيام:قال النبي صلى الله عليه وسلم: الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ.
وكونها غنيمة باردة أي حصلت بغير تعب ولا مشقة، فلا جوع ولا عطش شديد على الغالب.
قال بعض السلف: مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة، يطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام.
وكان التابعي عبيد بن عمير إذا جاء الشتاء قال: يا أهل القرآن، طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا.
وقال صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَهُوَ قُرْبَةٌ لَكُمْ إلى رَبِّكُمْ، وَمُكَفِّرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الإِثْمِ.
من يسر شريعتنا الإسلامية، وسماحة ديننا العظيم رخصة المسح على الخفين أو الجوربين، لرفع المشقة والحرج عن المسلم، قال الله تعالى: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ.
وقال: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ. أي أوامره ومطلوباته الواجبة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خير بين أمرين اختار أيسرهما، قال الإمام النووي وقد أجمع من يعتد به في الإجماع على جواز المسح على الخفين
في السفر والحضر سواء كان لحاجة أو غيرها.
عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.
وعن أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ ت صلى الله عليه وسلم توَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْن.
بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ فَلَمَّا قَدِمُوا، أَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ.
والتساخين: كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: المسح على الجوربين كالمسح على الخفين. رواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة.
ومن الرخص الجمع بين الصلاتين بعذر المطر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،أَنَّهُ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلا سَفَرٍ. رواه مسلم. قَالَ مَالِكٌ: أُرَى ذَلِكَ كَانَ فِي مَطَرٍ.
ومتى ما اجتهد إمام المسجد ورأى أن هناك سببا للجمع، فعلى المأمومين عدم الاختلاف عليه، وعدم احداث فوضى في المسجد، فالأصل في المساجد أنها تجمع الناس ولا تفرقهم.
وقال نعاني من مشكلة كبيرة تتمثل في كثرة حوادث السيارات القاتلة.
فحوادث السير أخذت تشكل خطرا كبيرا على المجتمع، بسبب السرعة الزائدة والطائشة، أو قطع الإشارة، أو قلة التركيز والانتباه، وخاصة مع عبث السائق بالهاتف النقال وانشغاله بالمكالمات والرسائل.
فلم يسلم من سرعة البعض وتهورهم في السياقة بشر ولا شجر ولا جماد ولا حجر.
فهناك خسائر في الأرواح، فلا يكاد يمر اسبوع إلا ونسمع بموت شخص أو أكثر، غير الإصابات والعاهات والإعاقات... ومن ثم ملايين الدنانير التي تنفقها الدولة في العلاج. وخسائر مادية وإتلاف للممتلكات، الطريق من المنافع العامة وهو حق للجميع (أعط الطريق حقه) فيجب أن تكون القيادة بذوق ونظام وأدب، ومراعاة حق الطريق.
وعلى الجهات المعنية تشديد العقوبة على السرعة الطائشة وقطع الإشارة.