سنا البرق
27 Dec 2004, 12:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
( ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)
#########################
قال الله تعالى : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ) ، وقوله تعالى : ( قل هل أُنبئُكُم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ) ، وقوله تعالى : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا ) .
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ( فمن)؟ أخرجاه، ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضًا )، ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد: ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئة من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ).
فيه مسائل :
الأولى : تفسير آية النساء.
قال الله تعالى : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( الجبت السحر , والطاغوت الشيطان )
قال الجوهري : ( الجبت : كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ) ونحو ذلك .
الثانية : تفسير آية المائدة.
قوله تعالى : ( قل هل أُنبئُكُم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يامحمد هل أخبركم بشر جزاء عندالله يوم القيامة مماتظنونه بنا؟ وهم أنتم أيها المتصفون بهذه الصفات المفسرة بقوله ( من لعنه الله ) أى أبعده من رحمته و( غضب عليه ) أي غضباً لايرضى بعده أبداً ( وجعل منهم القردة والخنازير)
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله؟ فقال : إن الله لم يُهلك قوماً فجعل لهم نسلاً ولاعقباً , وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك ) رواه مسلم .
فالقردة هم أصحاب السبت , والخنازير كفار مائدة عيسى .
وقيل إن المسخين كلاهما من أصحاب السبت , فشبابهم مسخوا قردة , وشيوخهم مسخوا خنازير .
الثالثة : تفسير آية الكهف.
قوله تعالى : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا )
والمراد :انهم فعلوا مع الفتية بعد موتهم مايذم فاعله , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد)
أراد تحذير أمته أن يفعلوا فعلهم .
الرابعة : وهي أهمها، ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب، أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها؟.
الخامسة : قولهم إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلاً من المؤمنين.
السادسة : وهي المقصود بالترجمة – أن هذا لا بد أن يوجد في هذه الأمة، كما تقرر في حديث أبي سعيد.
السابعة : التصريح بوقوعها، أعني عبادة الأوثان في هذه الأمة في جموع كثيرة.
الثامنة : العجب العجاب خروج من يدّعي النبوة، مثل المختار، مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه بأنه من هذه الأمة، وأن الرسول حق، وأن القرآن حق وفيه أن محمداً خاتم النبيين، ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح. وقد خرج المختار في آخر عصر الصحابة، وتبعه فئام كثيرة.
التاسعة : البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى، بل لا تزال عليه طائفة.
العاشرة : الآية العظمى أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
الحادية عشرة : أن ذلك الشرط إلى قيام الساعة.
الثانية عشرة : ما فيهن من الآيات العظيمة، منها: إخباره بأن الله زوى له المشارق والمغارب، وأخبر بمعنى ذلك فوقع كما أخبر، بخلاف الجنوب والشمال، وإخباره بأنه أعطي الكنزين، وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين، وإخباره بأنه منع الثالثة، وإخباره بوقوع السيف، وأنه لا يرفع إذا وقع، وإخباره بإهلاك بعضهم بعضاً وسبي بعضهم بعضاً، وخوفه على أمته من الأئمة المضلين، وإخباره بظهور المتنبئين في هذه الأمة، وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة. وكل هذا وقع كما أخبر، مع أن كل واحدة منها أبعد ما يكون من العقول.
الثالثة عشرة : حصر الخوف على أمته في كونه من الأئمة المضلين.
الرابعة عشرة : التنبيه على معنى عبادة الأوثان .
#####################
المراجع :
كتاب التوحيد , للشيخ / محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .
وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد , للشيخ / عبدالرحمن آل الشيخ .
( ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)
#########################
قال الله تعالى : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ) ، وقوله تعالى : ( قل هل أُنبئُكُم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت ) ، وقوله تعالى : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا ) .
عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذّة بالقذّة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ( فمن)؟ أخرجاه، ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة، وأن لا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، وإن ربي قال: يا محمد إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك ألا أهلكهم بسنة بعامة وألا أسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضاً ويسبي بعضهم بعضًا )، ورواه البرقاني في صحيحه، وزاد: ( وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين، وحتى تعبد فئة من أمتي الأوثان، وإنه سيكون في أمتي كذَّابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي. ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى ).
فيه مسائل :
الأولى : تفسير آية النساء.
قال الله تعالى : ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت )
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( الجبت السحر , والطاغوت الشيطان )
قال الجوهري : ( الجبت : كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ) ونحو ذلك .
الثانية : تفسير آية المائدة.
قوله تعالى : ( قل هل أُنبئُكُم بشرٍ من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت )
يقول تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يامحمد هل أخبركم بشر جزاء عندالله يوم القيامة مماتظنونه بنا؟ وهم أنتم أيها المتصفون بهذه الصفات المفسرة بقوله ( من لعنه الله ) أى أبعده من رحمته و( غضب عليه ) أي غضباً لايرضى بعده أبداً ( وجعل منهم القردة والخنازير)
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ الله؟ فقال : إن الله لم يُهلك قوماً فجعل لهم نسلاً ولاعقباً , وإن القردة والخنازير كانت قبل ذلك ) رواه مسلم .
فالقردة هم أصحاب السبت , والخنازير كفار مائدة عيسى .
وقيل إن المسخين كلاهما من أصحاب السبت , فشبابهم مسخوا قردة , وشيوخهم مسخوا خنازير .
الثالثة : تفسير آية الكهف.
قوله تعالى : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدًا )
والمراد :انهم فعلوا مع الفتية بعد موتهم مايذم فاعله , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد)
أراد تحذير أمته أن يفعلوا فعلهم .
الرابعة : وهي أهمها، ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع؟ هل هو اعتقاد قلب، أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها؟.
الخامسة : قولهم إن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلاً من المؤمنين.
السادسة : وهي المقصود بالترجمة – أن هذا لا بد أن يوجد في هذه الأمة، كما تقرر في حديث أبي سعيد.
السابعة : التصريح بوقوعها، أعني عبادة الأوثان في هذه الأمة في جموع كثيرة.
الثامنة : العجب العجاب خروج من يدّعي النبوة، مثل المختار، مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه بأنه من هذه الأمة، وأن الرسول حق، وأن القرآن حق وفيه أن محمداً خاتم النبيين، ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح. وقد خرج المختار في آخر عصر الصحابة، وتبعه فئام كثيرة.
التاسعة : البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى، بل لا تزال عليه طائفة.
العاشرة : الآية العظمى أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
الحادية عشرة : أن ذلك الشرط إلى قيام الساعة.
الثانية عشرة : ما فيهن من الآيات العظيمة، منها: إخباره بأن الله زوى له المشارق والمغارب، وأخبر بمعنى ذلك فوقع كما أخبر، بخلاف الجنوب والشمال، وإخباره بأنه أعطي الكنزين، وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين، وإخباره بأنه منع الثالثة، وإخباره بوقوع السيف، وأنه لا يرفع إذا وقع، وإخباره بإهلاك بعضهم بعضاً وسبي بعضهم بعضاً، وخوفه على أمته من الأئمة المضلين، وإخباره بظهور المتنبئين في هذه الأمة، وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة. وكل هذا وقع كما أخبر، مع أن كل واحدة منها أبعد ما يكون من العقول.
الثالثة عشرة : حصر الخوف على أمته في كونه من الأئمة المضلين.
الرابعة عشرة : التنبيه على معنى عبادة الأوثان .
#####################
المراجع :
كتاب التوحيد , للشيخ / محمد بن عبدالوهاب رحمه الله .
وفتح المجيد شرح كتاب التوحيد , للشيخ / عبدالرحمن آل الشيخ .