المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ســـؤال الـــتـــفـــكـــر



!محب الدعوة!
25 Dec 2012, 10:45 AM
*** قال تعالى :
( أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَٰئِكَ هُمُ *الْمُفْلِحُونَ*)
( سورة البقرة - (5) )
*س* : ما هو الفلاح في قوله تعالى ( وَأُولَٰئِكَ هُمُ *الْمُفْلِحُونَ* ) ؟
*- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -*
إلـي أحـبـتـي :
* تأمل في السؤال *و ( **اجتهد ) في البحث عن الإجابة* .

** لا تكتب جواباً مبنياً على هواك واعتقادك دون أن تكلف على نفسك بالبحث* عن
الإجابة في كتب التفسير الموجودة على الانترنت أو غير ذلك من الطرق الكثيرة

رونق الامل
25 Dec 2012, 11:54 AM
قال ابن جرير : إن معنى أولئك على هدى من ربهم على نور من ربهم وبرهان واستقامة وسداد بتسديد الله إياهم وتوفيقه لهم ، والمفلحون أي المنجحون المدكرون ما طلبوا عند الله بأعمالهم وإيمانهم بالله وكتبه ورسله .

هذا معنى كلامه .

والفلاح أصله في اللغة : الشق والقطع ، قاله أبو عبيد : ويقال الذي شقت شفته أفلح ، ومنه سمي الأكار فلاحا لأنه شق الأرض بالحرث ، فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه .

قال القرطبي : وقد يستعمل في الفوز والبقاء وهو أصله أيضا في اللغة ، فمعنى أولئك هم المفلحون الفائزون بالجنة والباقون .

وقال في الكشاف : المفلح الفائز بالبغية ، كأنه الذي انفتحت له وجوه الظفر ولم تستغلق عليه انتهى .

وقد استعمل الفلاح في السحور ، ومنه الحديث الذي أخرجه أبو داود " حتى كاد يفوتنا الفلاح مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " .

قلت : وما الفلاح ؟ قال : السحور .

فكأن معنى الحديث : أن السحور به بقاء الصوم فلهذا سمي فلاحا .

وفي تكرير اسم الإشارة دلالة على أن كلا من الهدى والفلاح مستقل بتميزهم به عن غيرهم ، بحيث لو انفرد أحدهما لكفى تميزا على حياله .

وفائدة ضمير الفصل الدلالة على اختصاص المسند إليه بالمسند دون غيره .

وقد روى السدي عن أبي مالك وأبي صالح عن ابن عباس ، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود ، وعن أناس من الصحابة أن الذين يؤمنون بالغيب :هم المؤمنون من العرب - الذين يؤمنون بما أنزل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما أنزل إلى من قبله : هم ، والمؤمنون من أهل الكتاب .ثم جمع الفريقين فقال : أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون وقد قدمنا الإشارة إلى هذا وإلى ما هو أرجح منه كما هو منقول عن مجاهدوأبي العالية والربيع بن أنس وقتادة .

وأخرج ابن أبي حاتم من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : قيل : يا رسول الله إنا نقرأ من القرآن فنرجو ونقرأ فنكاد أن نيأس أو كما قال : فقال : ألا أخبركم عن أهل الجنة وأهل النار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين إلى قوله : المفلحون [ البقرة : 1 - 5 ] هؤلاء أهل الجنة ، قالوا : إنا نرجو أن نكون هؤلاء ، ثم قال : إن الذين كفروا سواء عليهم [ البقرة : 6 ] إلى قوله :عظيم ، هؤلاء أهل النار ، قالوا : ألسنا هم يا رسول الله ؟ قال : أجل .

ام حفصه
25 Dec 2012, 01:11 PM
فالحق سبحانه وتعالى حينما قال:"اُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ..اختار لفظا عليه دلالة دنيوية تقرب المعنى الى السامع

ما هو الفلاح؟..المعنى العام هو الفوز والمفلح هو الفائز. ومعنى الآية الكريمة أولئك هم الفائزون وقال " هم المفلحون" ..لأن الفلاح مأخوذ من شق الأرض للبذر ..ومنه سُمى الفلاح الذى صفته شق الأرض ورمى البذور فيها..

والحق سبحانه وتعالى جاء بهذا اللفظ بالنسبة للأخرة لأنه يريد ان ياتى لنا مع الشيىء بدليله..وهناك فرق بين امر غيبى عنا لا نعرفه .. وامر غيبى يستدل عليه بمشهود.

فالدين يقيد حركتك فى الحياة فى ان تفعل ولا تفعل .. ومنهج الله جاء ليقول لك افعل كذا ولا تفعل كذا . وكثير من الناس يظن ان ذلك تقييد لحركة حياة المؤمن واثقال عليه..لأنه اخذ منه حرية حركته فقيدها..

ان الله تبارك وتعالى حين يقول لك لا تفعل .. معناها عند السطحيين انه ضيق عليك ما تريد ان تفعل .. وحين يقول لك افعل .. معناها يكون قد ضيق عليك فى شىء لا تريد ان تفعله .فمثلا : حين يطلب منك الزكاة ..فالزكاة فى ظاهرها نقص المال، وان كانت فى حقيقتها بركة ونماء.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(ما نقصت صدقة من مال ، وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا ، وما تواضع احد لله الا رفعه)رواه احمد ومسلم والترمذى عن ابى هريرة

فالحق سبحانه وتعالى اذا قيد حركتك فى الحياة .. لا تظن ان هذا تضييق عليك .. بل ان هذا لفائدتك .. لأنه لم يأمرك وحدك ، ولكن الأمر للناس جميعا حين يقول جل جلاله لا تسرق .. فقد قالها للناس جميعا ولذلك تكون انت الرابح .. لأنه قيدك وانت فرد من ان تسرق غيرك.. ولكنه قيد ملايين الناس من ان يسرقوا منك .. اذن فالله لم يضيق عليك ولكنه حمى مالك من الناس كل الناس .. قيدك وانت فرد ان تسرق من مال غيرك ، وقيد ملايين أن يسرقوا من مالك .. فمن الفائز؟.. أنت طبعا..

وقوله تعالى أولئك هم المفلحون"(المفلحون)من مادة فلح..فاذا كانت الرض صماء فحينما نشقها ونبذرها تعطى محصولا عظيما ، العملية اخذناها ابا عن جد .فالأرض حين تشق وتبذر تعطى محصولا وافرا.. واذا كانت هذه العملية اخذت ابا عن جد..يأتى السؤال من الذى علم آدم البذر والزرع؟..نقول علمه الله سبحانه وتعالى كما علمه الأسماء.. وكما علمه ما يمكنه به ان يباشر مهمته فى الأرض..

والحق جل جلاله لم يكن يترك آدم في حياته على الأرض دون يعلمه ما يضمن استمرار حياته وحياة أولاده .. يعلمه على الأقل بدايات .. ثم بعد ذلك تتطور هذه البدايات بما يكشفه الله من علمه لخلقه .. وبعد ذلك جاءت القرون المتقدمة فاستطعنا أن نستخدم آلات حديثة متطورة تقوم بعملية الحرث والبذر..
ولكن الحقيقة الثابتة التي لم تتغير منذ بداية الكون ولن تتغير حتى نهايته .. هي أن مهمة الإنسان أن يحرث ويضع البذرة في الأرض ويسقيها .. أما نمو الزرع نفسه فلا دخل للإنسان فيه .. وكذلك الثمر الذي ينتجه لا عمل للإنسان فيه .. ولقد نبهنا الله تبارك وتعالى إلي هذه الحقيقة حتى لا نغتر بحركتنا في الحياة ونقول إننا نحن الذين نزرع .. واقرأ قول الحق جل جلاله في سورة الواقعة:

أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ(63) أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ(64) لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ(65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ(66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ(67)

(سورة الواقعة)


وهكذا ظلت مهمة الفلاحة في الأرض مقتصرة على الحرث والسقي والبذر، وحينما تلقى الحبة في الأرض يخلق الله في داخلها الغذاء الذي يكفيها حتى تستطيع أن تأخذ غذاءها من الأرض .. وإذا جئت بحبة وبللتها تجد أنها قد نبت لها ساق وجذور .. من أين جاء هذا النمو؟. من نفس تكوين الحبة. والله تبارك وتعالى قد قدر في كل حبة من الغذاء المطلوبة يكون حجم الحبة .. وحين تضعها في الأرض فإنها تبدأ أولا بأن تغذي نفسها .. بحيث ينبت لها ساق وجذور وورقتان تتنفس منهما .. كل هذا لا دخل لك فيه ولا عمل لك فيه .. وتبدأ الحبة تأخذ غذاءها من الأرض والهواء .. لتنمو حتى تصبح شجرة كبيرة تنتج الثمر من نفس نوع البذرة.
ومن هنا جاءت كلمة (المفلحون) .. ليعطينا الحق جل جلاله من الأمور المادية المشهودة ما يعين عقولنا المحدودة على فهم الغيب .. فيشبه التكليف وجزاءه في الآخرة بالبذور والفلاحة .. أولا لأنك حين ترمي بذرة في الأرض تعطيك بذورا كثيرة..
واقرأ قول الله سبحانه وتعالى:

مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(261)

(سورة البقرة)


وإذا كانت الأرض وهي المخلوقة من الله تهبك أضعاف أضعاف ما أعطيتها .. فكيف بالخالق؟ .. وكم يضاعف لك من الثواب في الطاعة؟ .. هذا هو السبب في أن الحق تبارك وتعالى يقول: "وأولئك هم المفلحون" .. حتى يلفتنا بمادة الفلاحة .. وهي شيء موجود نراه ونشهده كل يوم.
وكما أن التكليف يأخذ منك أشياء ليضاعفها لك .. كذلك الأرض أخذت منك حبة ولم تعطك مثل ما أخذت، بل أعطتك بالحبة سبعمائة حبة .. وهكذا نستطيع أن نصل بشيء مشهود يفصل لنا شيئا غيبيا

\\طريق الايمان \\

ام حفصه
25 Dec 2012, 01:15 PM
http://up.ala7ebah.com/img/Xq116219.jpg

رونق الامل
25 Dec 2012, 01:17 PM
بارك الله فيك أخي و جزاك خيرا

شوقي الى الله ابكاني
26 Dec 2012, 03:00 PM
القول في تأويل قوله جل ثناؤه : (واولئك هم المفلحون ( 5 ) )

وتأويل قوله : "واولئك هم المفلحون " أي أولئك هم المنجحون المدركون ما طلبوا عند الله تعالى ذكره بأعمالهم وإيمانهم بالله وكتبه ورسله ، من الفوز بالثواب ، والخلود في الجنان ، والنجاة مما أعد الله تبارك وتعالى لأعدائه من العقاب . كما : -

294 - حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، قال : حدثنا ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة ، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( واولئك هم المفلحون (http://www.ala7ebah.com/upload/#docu)) أي الذين أدركوا ما طلبوا ، ونجوا من شر ما منه هربوا .

ومن الدلالة على أن أحد معاني الفلاح ، إدراك الطلبة والظفر بالحاجة ، قول لبيد بن ربيعة :



اعقلي ، إن كنت لما تعقلي ، ولقد أفلح من كان عقل

يعني ظفر بحاجته وأصاب خيرا ، ومنه قول الراجز :



عدمت أما ولدت رياحا جاءت به مفركحا فركاحا
تحسب أن قد ولدت نجاحا! أشهد لا يزيدها فلاحا


يعني : خيرا وقربا من حاجتها . والفلاح مصدر من قولك : أفلح فلان يفلح إفلاحا وفلاحا وفلحا . والفلاح أيضا : البقاء ، ومنه قول لبيد :



نحل بلادا ، كلها حل قبلنا ونرجو الفلاح بعد عاد وحمير


يريد البقاء ، ومنه أيضا قول عبيد :



أفلح بما شئت ، فقد يدرك بالض عف ، وقد يخدع الأريب


يريد : عش وابق بما شئت ، وكذلك قول نابغة بني ذبيان :



وكل فتى ستشعبه شعوب وإن أثرى ، وإن لاقى فلاحا


أي نجاحا بحاجته وبقاء .

جزاك الله خيرا

رياض أبو عادل
26 Dec 2012, 03:55 PM
http://ts2.mm.bing.net/th?id=I.4791354678642169&pid=15.1&W=160&H=80

طيف المدينة
26 Dec 2012, 08:18 PM
http://up.ala7ebah.com/img/9m773955.gif

!محب الدعوة!
27 Dec 2012, 10:34 PM
جزاكم الله خير جميعاً
ع المشاركة

الجواب



( *الجواب* )

*ج1* :

* قال تعالى : ( وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

* و[ الفلاح ] : هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب .

* وحصر الفلاح فيهم، *لأنه* لا سبيل إلى الفلاح إلا بسلوك سبيلهم، وما عدا تلك
السبيل فهي سبل الشقاء والهلاك والخسارة التي تفضي بسالكها إلى الهلاك.

( تفسير السعدي )

مسك الختام
28 Dec 2012, 01:53 AM
كتب الله أجركم