المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من صفات الداعية: الإخـــــلاص



رونق الامل
12 Dec 2012, 03:17 PM
من صفات الداعية: الإخـــــلاص

الشيخ. علي بن مختار بن محمد بن محفوظ

http://www.lahaonline.com/media/images/articles//fiqhdawaa/thumbnail/th_2optsencerityloyality693.jpg


إن العمل في هذه الدنيا على رفع مكانة الإسلام، وإعادته لمجده، واستعادة قوته، وعودته لقيادة الحياة في جميع المجالات، هو عبادة وقُربة إلى الله عزَّ وجلَّ، تتطلب من المسلم وضوح الغاية، وبيان الهدف، ولكن من الضروري للمسلم ألا يغفُل في سيره عن الهدف الأسمى، والغاية العظمى من وراء ذلك كله، وهي رضوان الله عزَّ وجلَّ وابتغاء ما عنده.. وهذا هو الإخلاص.

الإخــلاص في اللغة هو الصفاء من الكدر والشوائب.
الإخـلاص في الاصطلاح: هو التبرؤ من كل ما دون الله تعالى. وقيل هو: استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن.
أو الإخلاص معناه: تخليص القلب من كل شوب يكدر صفائه، والإخلاص في الطاعة ترك الرياء.
والإخلاص أيضا هو إفراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد، ومعنى ذلك أن يبتغي المسلم بعمله وجه الله تعالى وحده.
فالإخلاص من أعمال القلب، ولا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى، ويتجلى عند الداعية في كونه لا يريد من دعوته إلا وجه الله تعالى.

ركنا الإخلاص وأهميته: فالإخلاص: من أخطر ما يؤثر في بناء شخصية المسلم ويقلل أو يزيد من فاعليته وحركته حتى يحقق أهدافه، والإخلاص لا يكفي وحده، بل لابد أن يتبعه العمل الصالح كما قال تعالى:(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحدا) سورة الكهف، ذلك لأن الإخلاص هو لب العبادات وروحها، فبدونه يصبح العمل كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
إن الإخلاص إذا شابته شائبة لا يتحقق به نصر، ولا يتوحد به صف بل تكون الهزيمة، وأمة الإسلام لن تموت بفضل الله، ثم بفضل رجالها المخلصين لله المتتبعين لأوامر الله تعالى: قال تَعَالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعبُدُوا اللهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)سورة البينة، وقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ)سورة الزمر.
الإخلاص والتحذير من الرياء: والإخلاص عمل قلبي لا يطلع عليه أحد سوى الله عزَّ وجلَّ، فهو سر بين الله عزَّ وجلَّ وبين العبد وقد يتسرب الرياء أو غيره من الآفات التي تتنافى مع حقيقة الإخلاص إلى قلب المؤمن دون أن يشعر بها، لذا كان من الضروري على المسلم المستقيم أن يبحث في زوايا قلبه عن حقيقة نواياه وبواعثه، فإن كان فيها حظ للدنيا أو للشيطان، جاهد نفسه، واجتهد في تنقية قلبه، وحاول أن يجرد نيته لله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال: (قال اللَّه تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم.
ووردت آيات كثيرة تدعو وتأمر بالإخلاص، قال تعالى: "من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلها مذموما مدحورا * ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا"سورة الإسراء.
وقال جل وعلا : "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه" سورة الكهف .
وكذلك من الأحاديث النبوية ففي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه).
وقد بدأ الإمام البخاري ـ عليه رحمة الله ـ صحيحه بهذا الحديث. قال الإمام ابن حجر في شرحه على صحيح البخاري: فكأنه ( يعني البخاري) يقول : قصدت جمع وحي السنة المتلقي عن خير البرية على وجه سيظهر حسن عملي فيه من حسن قصدي، وإنما لكل امرىء ما نوى، فاكتفى بالتلميح دون التصريح.
ومثل الإمام البخاري فعل الإمام النووي ـ عليه رحمة الله ـ في كتابه رياض الصالحين حيث بدأه بحديث إنما الأعمال بالنيات، بل إن الإمام النووي بدأ بالحديث عن الإخلاص من أول كتابه فقال: باب الإخلاص وإحضار النية في جميع الأعمال والأقوال البارزة والخفية.
وهذا الإمام ابن أبي الدنيا ألف كتابا ً بأكمله عن الإخلاص سماه: كتاب الإخلاص والنية.
وقد قال الإمام الشافعي ـ عليه رحمة الله ـ عن حديث الأعمال بالنيات: هذا الحديث ثلث العلم ويدخل في سبعين بابا من الفقه.
وقد كان السلف يهتمون بأمر النية والإخلاص كثيرا ً، فهذا يحي بن أبي كثير يقول: تعلموا النية ، فإنها أبلغ من العمل.
وقيل لنافع بن جبير ألا تشهد الجنازة ؟ قال: كما أنت حتى أنوي، قال: ففكر هنية ثم قال: امض.
وهذا يوسف ابن أسباط يقول: تخليص النية أشد على العاملين من طول الاجتهاد.
وعن داود الطائي قال: رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية، وكفاك به خيرا وإن لم تنصب .
وقال الفضيل بن عياض: إنما يريد الله عزو وجل منك نيتك وإرادتك.

من شروط قبول العمل: أكد العلماء أن العمل لا يقبل، أو لا يكون مقبولا عند الله تعالى إلا بشرطين، أن يكون خالصا، وأن يكون صوابا، قال تعالى:(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً و لا يشرك بعبادة ربه أحدا) سورة الكهف.
فالإخلاص هو الشرط الأول لقبول العمل، فلا بد أن يتوجه العبد بعمله لإرضاء وجه الله تعالى، وفي الحديث: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) رواه مسلم.
الشرط الثاني: أن يكون العمل صوابا، أو صحيحا ولا يكون كذلك إلا بالسير على منهج الإسلام، و باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"سورة آل عمران.
وفي الصحيحين من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد، وقد أثر عن بعض السلف أنه قال: إن استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل.

وأخيرا:
فالداعية ينبغي أن يتحلى دائما بالإخلاص، ويستحضر النية الصالحة دائما في عمله، ويسأل الله تعالى أن يجعل عمله خالصا لوجه الله تعالى، ولا يهمه أن ينال بعمله أو دعوته منزلة اجتماعية خاصة، أو مكانة عالية أو مرموقة، ولا يسعى لكسب رضا الناس أو إعجابهم، ولا يبالي بذمهم أو مدحهم، ويتجلى الإخلاص بأن يفرح الداعية ويسر بأن يتحقق الخير على يديه أو على يدي غيره.
ـــــــــــــــــــــ
من المراجع:
· موسوعة نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

· كتاب صفات الداعية للدكتور حمد بن ناصر العمار، ط أولى 1417هـ = 1996م، دار إشبيليا الرياض.

رياض أبو عادل
12 Dec 2012, 03:45 PM
http://www.twhed.com/vb/mwaextraedit6/extra/68.gif

رونق الامل
12 Dec 2012, 04:38 PM
http://www.twhed.com/vb/mwaextraedit6/extra/68.gif
بارك الله فيك أخي
أسعدني مرورك

ام حفصه
12 Dec 2012, 05:30 PM
وأخيرا:
فالداعية ينبغي أن يتحلى دائما بالإخلاص، ويستحضر النية الصالحة دائما في عمله، ويسأل الله تعالى أن يجعل عمله خالصا لوجه الله تعالى، ولا يهمه أن ينال بعمله أو دعوته منزلة اجتماعية خاصة، أو مكانة عالية أو مرموقة، ولا يسعى لكسب رضا الناس أو إعجابهم، ولا يبالي بذمهم أو مدحهم، ويتجلى الإخلاص بأن يفرح الداعية ويسر بأن يتحقق الخير على يديه أو على يدي غيره.


انا اتصور انها وصيه لكل مسلم ومسلمه

جزيت خيرا اختي الفاضله ------

رونق الامل
12 Dec 2012, 05:48 PM
وأخيرا:
فالداعية ينبغي أن يتحلى دائما بالإخلاص، ويستحضر النية الصالحة دائما في عمله، ويسأل الله تعالى أن يجعل عمله خالصا لوجه الله تعالى، ولا يهمه أن ينال بعمله أو دعوته منزلة اجتماعية خاصة، أو مكانة عالية أو مرموقة، ولا يسعى لكسب رضا الناس أو إعجابهم، ولا يبالي بذمهم أو مدحهم، ويتجلى الإخلاص بأن يفرح الداعية ويسر بأن يتحقق الخير على يديه أو على يدي غيره.


انا اتصور انها وصيه لكل مسلم ومسلمه

جزيت خيرا اختي الفاضله ------

بارك الله فيك أختي
أسعدني مرورك

عبدالله الكعبي
12 Dec 2012, 10:14 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع اللهم أعذنا من الرياء فإنه جهد البلاء ودرك الشقاء اللهم أرزقنا الإخلاص فإنه عين الفلاح والصلاح والنجاح وأسأل الله لكاتبة الموضوع الإخلاص وفي الآخرة أسال الله لها الخلاص فقد ذكرنا بالإخلاص

فله المميزة
13 Dec 2012, 10:43 AM
بارك الله فيكم ونفع الله بكم

خزااامى
13 Dec 2012, 11:58 AM
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل

جزاااك الله خيراا....

شامخه بديني
13 Dec 2012, 12:04 PM
بارك الله فيكم ونفع الله بكم

رونق الامل
13 Dec 2012, 06:01 PM
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على الموضوع اللهم أعذنا من الرياء فإنه جهد البلاء ودرك الشقاء اللهم أرزقنا الإخلاص فإنه عين الفلاح والصلاح والنجاح وأسأل الله لكاتبة الموضوع الإخلاص وفي الآخرة أسال الله لها الخلاص فقد ذكرنا بالإخلاص
اللهم آمين
بارك الله فيك أخي
أسعدني مرورك

رونق الامل
13 Dec 2012, 06:02 PM
بارك الله فيكم ونفع الله بكم
و بارك الله فيك
أسعدني مرورك

رونق الامل
13 Dec 2012, 06:03 PM
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل

جزاااك الله خيراا....

اللهم آمييين
بارك الله فيك
أسعدني مرورك

رونق الامل
13 Dec 2012, 06:03 PM
بارك الله فيكم ونفع الله بكم
و بارك الله فيك
أسعدني مرورك