طريق الشروق
25 Dec 2004, 02:45 AM
الْبَيَانُ لِصِفَاتِ الْكُرْسِيِّ وَعَرْشِ الرَّحْمَنِ
الْبَيَانُ لِصِفَاتِ الْكُرْسِيِّ وَعَرْشِ الرَّحْمَنِ
بســـــــــــــ الله الرحمن الرحيم ـــــــــــم
الحمد لله وبعد ؛
يجهلُ كثيرٌ من المسلمينَ ما جاء في نصوصِ الكتابِ والسنةِ من وصفٍ للعرشِ والكرسي ، ويجهلون أيضاً عظمَ خلقِ العرشِ والكرسي ، ولهذا اهتم العلماءُ بتأليف الكتبِ الخاصةِ بالعرشِ والكرسي ، والتي تجمعُ نصوصاً من الكتابِ والسنة وأقوال سلف الأمة في ذكرهما ، فألف ابن شيبة كتابا بعنوان " صفة العرش " ، والذهبي أيضا له كتاب " العرش " ، على خلاف في أنه كتاب مستقل أم هو ضمن كتاب " العلو " .
وفي هذا المقالِ نذكرُ ملخصاً لما ورد في الكتابِ والسنةِ من أوصافٍ لعرش الرحمن جل وعلا .
1 – تعريفُ العرشِ :
العرش من معانيه السرير . قال الخليل : " العرش : السرير للملك " .
وقال الأزهري : " والعرش في كلام العرب : سرير الملك " .
قال تعالى : " وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ " [ الزمر : 75 ]
قال الطبري : وَتَرَى يَا مُحَمَّد الْمَلَائِكَة مُحَدِّقِينَ مِنْ حَوْل عَرْش الرَّحْمَن , وَيَعْنِي بِالْعَرْشِ : السَّرِير .
وقد فسر بعضُ طوائفِ المبتدعةِ العرشَ بالملك ، وهو تأويل باطل .
2 – ذكرُ " العرش " في الكتابِ والسنةِ :
ورد ذكر " العرش " في القرآن في واحد وعشرين موضعاُ ، سيأتي ذكر بعضها في أوصاف العرش ، وهو استواء الله عليه .
والسنة النبوية أيضا مليئة بذكر العرش سيأتي بعضها .
3 – أوصافُ العرشِ :
وردت النصوص من الكتاب والسنة في ذكر عدة أوصاف للعرش فمن ذلك :
أولاً : استواءُ اللهِ عليه :
جاء ذكرُ استواءِ اللهِ على عرشهِ في سبعةِ مواضع من كتابِ اللهِ وهي :
1 – قال تعالى : " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الأعراف : 54 ] .
2 – وقال تعالى : " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ يونس : 3 ] .
3 – وقال تعالى : " اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الرعد : 2 ] .
4 – وقال تعالى : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " [ طه : 5 ] .
5 – وقال تعالى : " الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الفرقان : 59 ] .
6 – وقال تعالى : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ السجدة : 4 ] .
7 – وقال تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الحديد : 4 ] .
والسنة أيضا مليئة بالأحاديث التي ثبت استواء لله جل وعلا على عرشه .
ثانياً : أنهُ ذو قوائم :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ضَرَب وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ . فَقَالَ : مَنْ ؟ قَالَ : رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ . قَالَ : ادْعُوهُ فَقَالَ : أَضَرَبْتَهُ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ ، قُلْتُ : أَيْ خَبِيثُ ، عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الْأُولَى ؟
رواه البخاري (2412) ، ومسلم (2374) .
الْبَيَانُ لِصِفَاتِ الْكُرْسِيِّ وَعَرْشِ الرَّحْمَنِ
بســـــــــــــ الله الرحمن الرحيم ـــــــــــم
الحمد لله وبعد ؛
يجهلُ كثيرٌ من المسلمينَ ما جاء في نصوصِ الكتابِ والسنةِ من وصفٍ للعرشِ والكرسي ، ويجهلون أيضاً عظمَ خلقِ العرشِ والكرسي ، ولهذا اهتم العلماءُ بتأليف الكتبِ الخاصةِ بالعرشِ والكرسي ، والتي تجمعُ نصوصاً من الكتابِ والسنة وأقوال سلف الأمة في ذكرهما ، فألف ابن شيبة كتابا بعنوان " صفة العرش " ، والذهبي أيضا له كتاب " العرش " ، على خلاف في أنه كتاب مستقل أم هو ضمن كتاب " العلو " .
وفي هذا المقالِ نذكرُ ملخصاً لما ورد في الكتابِ والسنةِ من أوصافٍ لعرش الرحمن جل وعلا .
1 – تعريفُ العرشِ :
العرش من معانيه السرير . قال الخليل : " العرش : السرير للملك " .
وقال الأزهري : " والعرش في كلام العرب : سرير الملك " .
قال تعالى : " وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ " [ الزمر : 75 ]
قال الطبري : وَتَرَى يَا مُحَمَّد الْمَلَائِكَة مُحَدِّقِينَ مِنْ حَوْل عَرْش الرَّحْمَن , وَيَعْنِي بِالْعَرْشِ : السَّرِير .
وقد فسر بعضُ طوائفِ المبتدعةِ العرشَ بالملك ، وهو تأويل باطل .
2 – ذكرُ " العرش " في الكتابِ والسنةِ :
ورد ذكر " العرش " في القرآن في واحد وعشرين موضعاُ ، سيأتي ذكر بعضها في أوصاف العرش ، وهو استواء الله عليه .
والسنة النبوية أيضا مليئة بذكر العرش سيأتي بعضها .
3 – أوصافُ العرشِ :
وردت النصوص من الكتاب والسنة في ذكر عدة أوصاف للعرش فمن ذلك :
أولاً : استواءُ اللهِ عليه :
جاء ذكرُ استواءِ اللهِ على عرشهِ في سبعةِ مواضع من كتابِ اللهِ وهي :
1 – قال تعالى : " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الأعراف : 54 ] .
2 – وقال تعالى : " إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ يونس : 3 ] .
3 – وقال تعالى : " اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الرعد : 2 ] .
4 – وقال تعالى : " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " [ طه : 5 ] .
5 – وقال تعالى : " الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الفرقان : 59 ] .
6 – وقال تعالى : " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ السجدة : 4 ] .
7 – وقال تعالى : " هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " [ الحديد : 4 ] .
والسنة أيضا مليئة بالأحاديث التي ثبت استواء لله جل وعلا على عرشه .
ثانياً : أنهُ ذو قوائم :
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ جَاءَ يَهُودِيٌّ فَقَالَ : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ضَرَب وَجْهِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِكَ . فَقَالَ : مَنْ ؟ قَالَ : رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ . قَالَ : ادْعُوهُ فَقَالَ : أَضَرَبْتَهُ ؟ قَالَ : سَمِعْتُهُ بِالسُّوقِ يَحْلِفُ : وَالَّذِي اصْطَفَى مُوسَى عَلَى الْبَشَرِ ، قُلْتُ : أَيْ خَبِيثُ ، عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَأَخَذَتْنِي غَضْبَةٌ ضَرَبْتُ وَجْهَهُ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تُخَيِّرُوا بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَإِنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ ، فَإِذَا أَنَا بِمُوسَى آخِذٌ بِقَائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ الْعَرْشِ ، فَلَا أَدْرِي أَكَانَ فِيمَنْ صَعِقَ ، أَمْ حُوسِبَ بِصَعْقَةِ الْأُولَى ؟
رواه البخاري (2412) ، ومسلم (2374) .