المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علامات انهيار المشروع الصفوي



عبدالله الكعبي
30 Nov 2012, 08:28 PM
علامات انهيار المشروع الصفوي
http://www.ala7ebah.com/upload/attachment.php?attachmentid=2006&stc=1&d=1354528728

بسم الله الرحمن الرحيم


المحور الأول


نبذة عن نشأة الدولة الصفوية


هذا الاسم يُطلَق على الدولة التي أسّسها الشاه إسماعيل الصفويّ وعلى أتباعه، وهو من سلالة الشيخ صفيّ الدين الأردبيلي الذي كان يسكن مدينة أردبيل التابعة لإقليم أذربيجان في شماليّ غرب إيران.


والشيخ الأردبيلي هو أحد طلاب الشيخ تاج الدين الزاهد الكيلاني صاحب إحدى الطرق الصوفية.وقد قام حفيد صفيّ الدين الشيخ إبراهيم بتطوير طريقته الصوفية، ثم باعتناق المذهب الاثناعشري وتحويل طريقته إلى طريقةٍ شيعيةٍ إمامية متعصّبةٍ غالية .


وسار على دربه ابنه الأصغر جنيد الذي قُتِلَ في إحدى حروبه، فخلفه ابنه حيدر الذي لُقِّبَ بلقب سلطان وأمر أتباعه بأن يضعوا على رؤوسهم قلنسواتٍ من الجوخ الأحمر، تضم الواحدة منها اثنتي عشرة طيّةً رمزاً للأئمّة الاثني عشر عند الشيعة الإمامية، وقد قُتِلَ حيدر أيضاً في إحدى حروب الثأر لوالده وخلفه ابنه إسماعيل، الذي أعلن فيما بعد دولته الصفوية (في عام 1501م)، ووطّد دعائمها، حيث امتدّت من إيران إلى ما حولها، إلى أن وصلت بغداد.


كانت نسبة أهل السنة في إيران 90% وقت قيام الدولة الصفوية على يد إسماعيل الصفويّ ، الذي اتّخذ من مدينة (تبريز) عاصمةً له، وقام بفرض عقيدته بالقوّة، على الرغم من أنّ علماء الشيعة حذّروه بأن لا يفعل ذلك، لأنّ الأغلبية الإيرانية الساحقة تنتمي إلى أهل السنة، لكنه رفض ، وقام بصكّ عملة الدولة، منقوشاً عليها مع اسمه عبارة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي وَليّ الله).


ثم أمر جنوده بالسجود له كلما قابلوه، وقد اشتهر بدمويّته وساديّته الشديدة، فقام بقتل علماء المسلمين وعامّتهم، فقتل أكثر من مليون مسلمٍ سنيّ، ونهب أموالهم، وانتهك أعراضهم، وسبى نساءهم، وأجبر خطباء المساجد من أهل السنة بسبّ الخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكرٍ وعمر وعثمان) رضي الله عنهم، وبالمبالغة في تقديس الأئمة الإثني عشر ، ووصل الأمر به إلى أن ينبشَ قبور علماء المسلمين من أهل السنة وأن يحرقَ عظامهم.


امتدّت الدولة الصفوية في كل أنحاء إيران وما جاورها، فقضى (الشاه إسماعيل) على الدولة التركمانية السنية في إيران، ثم سيطر على كرمان وعربستان ، وكان في كل موقعةٍ يذبح عشرات الآلاف من أهل السنة ، وهاجم بغداد واستولى عليها، ومارس أفظع الأعمال فيها ضد أهل السنة ، ومما فعله : أنه قام بهدم مدينة بغداد، وقَتل الآلاف من أهل السنّة، واستخدم التعذيب الشديد بحقّهم قبل قتلهم، ثم توجّه إلى مقابرهم، فنبش قبور موتاهم، وأحرق عظامهم!.. كما توجّه إلى قبر أبي حنيفة وعبد القادر الجيلاني رحمهما الله ونكّل بهما ونبشهما، وكذلك قام بقتل كل مَن ينتسب لذرية الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه في بغداد، لمجرّد أنهم من نَسَبِه، وقَتَلهم قتلةً شنيعة (تحفة الأزهار وزلال الأنهار، لابن شدقم الشيعي).


عندما وصلت أخبار المجازر الصفوية إلى السلطان العثماني سليم الأول عام 1514م، قام بتجهيز جيشه، واتجه به إلى بغداد، فحرّرها بعد ست سنواتٍ من الاحتلال الصفويّ، وبعد فراره، قام إسماعيل الصفويّ بإبرام حلفٍ مع الصليبيين البرتغاليين، على أن يحتل الصفويون مصر والبحرين والقطيف، ويحتل البرتغاليون هرمز وفلسطين ، لكنّ العثمانيين أحبطوا مخطّطه هذا، وفي عام 1524م هلك إسماعيل الصفوي في تبريز ، فخلفه ابنه طهماسب الصفويّ .


قام طهماسب بالتحالف مع المجر والنمسا ، ضد الدولة العثمانية التي كان يحكمها السلطان (سليمان القانوني) عام 1525م ، واستعان بأحد رجال الدين الشيعة اللبنانيين (نور الدين علي بن عبد العال الكركي)، فكتب له المؤلّفات التي برّرت ممارسات الشيعة ضد السنة، وأسّس بفكره ومؤلّفاته الشيعية لما يُسمى اليوم بـ (ولاية الفقيه)، بأن اعتبر زعيمَ الدولة الصفوية نائباً للإمام المنتَظَر الغائب وكالةً ، وعاد نفوذ الصفويين إلى العراق عن طريق عملائهم الشيعة هناك ، لكنّ السلطان العثماني سليمان القانوني أعاد فتح العراق من جديد، وقضى على حكّامه الموالين للصفويّين ، ثم هلك طهماسب بالسمّ على يدي زوجته، فخلفه من بعده ابنه إسماعيل الثاني ثم ابنه الثاني محمد خدابنده ، ثم آلَ الحكم إلى عباس الكبير بن محمد خدابنده .


تواطأ عباس الكبير مع بريطانية ضد العثمانيين، وحاصر المدن السنية في إيران ، ونكّل بها وبأهلها، وقتل سبعين ألفاً من الأكراد السنة، ومنع الحج إلى مكة المكرّمة، وأجبر الناس على أن يحجّوا إلى قبر الإمام موسى بن الرضا في مدينة مشهد، ثم هاجم العراقَ ، واستولى على بغداد والموصل وكركوك، ثم على معظم البلاد، وحاول فرض (التشيّع) بالقوة، لكنّ أهل العراق رفضوا ذلك، فنكّل بهم، قتلاً وتشريداً وتعذيباً، وسبى النساء والأطفال، وأعاد هدم مرقدي الشيخ عبد القادر الجيلاني والإمام أبي حنيفة النعمان، وحوّل المدارس الدينية السنّية إلى اصطبلات لخيله وخيل جيشه، وقام بإعداد قوائم طويلةٍ لإبادة أهل السنّة في العراق.. إلى أن أهلكه الله، فخلفه الشاه صفيّ الأول، الذي حرّر العثمانيون العراقَ في عهده مرةً جديدةً وأخيرة .


المحور الثاني


تميّزت حقبة الحكم الصفويّ بثلاثة أمورٍ رئيسة.


1
فرض التشيّع بالقوّة، وارتكاب أنواع الجرائم بحق أهل السنة، وتحويل إيران من دولةٍ سنّيةٍ خالصةٍ إلى دولةٍ ذات أغلبيةٍ شيعيةٍ صفوية (النسبة الحالية هي: 63% شيعة، و35% سنّة، و2% نصارى وأرمن ويهود وزارادشت وبهائيون) ، ويقدَّر عدد أهل السنة في إيران اليوم بخمسةٍ وعشرين مليون نسمة.


2
الغلوّ، وإدخال مختلف أنواع الخرافات والبدع والطقوس (اليهودية والمجوسية والنصرانية) إلى الشعائر الإسلامية.


3
التحالف مع غير المسلمين ضد المسلمين.

وانتهت الدولة الصفوية بعد مائة عامٍ تقريباً من عهد صفيّ الأول، أي في عام 1722 م ، بعد أن استمرّت (221) سنة، ولم يعد الصفويون إلى بغداد، إلا في عام 2003م، على ظهر الدبابات الأميركية .



المحور الثالث

الخميني وتجدد الحلم التوسعي


بعد انتصار ثورة الخميني عام 1979 م انبعثت فكرة الهيمنة الفارسية من جديد وتجدد الحلم الصوفي التوسعي ، لكن بعمامة شيعية هذه المرة . فتقاطع في المنطقة مشروعان : مشروع صهيو أمريكي، ومشروع صفوي فارسي.


أي المشروعين أخطر : المشروع الصهيو أمريكي ، أم المشروع الفارسي ؟.


يبدو للمتابع أن المشروع الفارسي أشد خطورة لأن المشروع (الصهيو أمريكي) معروف واضح لكل الشعوب العربية والإسلامية وأبنائها ، حتى للبسطاء منهم، ومن السهل حشد الطاقات لمقاومة هذا المشروع الاستعماريّ الخبيث ، وأصحاب هذا المشروع لا يستطيعون اختراق مجتمعاتنا بالشدة التي يستطيعها الإيرانيون.


أما المشروع الصفوي فإنه يهدد المجتمعات الاسلامية من الداخل ، ويقوّض بنيتها الاجتماعية والثقافية والعقدية والتربوية والإسلامية والأخلاقية، ويهدّد استقراها الداخليّ والأمنيّ ويستخدم أدواته المتعدّدة الأشكال: فهو عنيف قاتل مجرم سفّاح في العراق.


وكريم سَخِيٌّ دبلوماسي مُفسِد خبيث، يتحرّك تحت عمامةٍ مزيَّفةٍ ينسبها لآل البيت في سورية.


ومتآمر مخرِّب خادع يفتعل الضجيج ويرفع الشعارات البرّاقة المزيّفة في لبنان وغزة.


ووقح متحفِّز في دول شماليّ إفريقية والخليج العربيّ.


المحور الرابع

ارتكز هذا المشروع على ركيزتَيْن أساسيَّتَيْن.


الأولى

غَرْس بذور الفتنة الداخلية داخل مجتمعاتنا.


الثانية

الدفع باتجاه تفتيت الكيانات السياسية العربية والإسلامية القائمة أو إضعافها.


المحور الخامس

نظرية أم القرى تحكم السياسة الايرانية .


في ثمانينيات القرن الماضي كتب أكبر منظر إستراتيجي للثورة الإيرانية محمد جواد لاريجاني شقيق علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى ، ورئيس مؤسسة العلوم الإيرانية نائب وزير الخارجية سابقا ، وعضو مصلحة تشخيص النظام ، كتب مذكرة خطيرة يتم تداولها في الأوساط الحاكمة داخل إيران، هذه المذكرة بعنوان "مقولات في الإستراتيجية الوطنية" يطرح فيها محمد جواد لاريجاني دور إيران في الجوار وفي المنطقة العربية والعالم الإسلامي وسمى هذه المذكرة نظرية "أم القرى" ، يقول فيها : إن القرآن ذكر أم القرى والمقصود بها في القرآن مكة، لكن ينبغي أن نحول قم إلى أم القرى، وينبغي أن تكون قم هي أم القرى وينبغي أن تتحول إيران إلى دولة المقر للعالم الإسلامي وينبغي أن يكون ولي أمر المسلمين هو الولي الفقيه الذي يحكم إيران، وبالتالي ينبغي كل السياسة الخارجية الإيرانية أن تبنى على هذا الأساس الفكري والروحي والفقهي . هذه المذكرة هي الآن خارطة الطريق بالنسبة للنظام الإيراني في العالم العربي.


ولتحقيق هذه الغاية، قامت إيران بتشكيل المنظمات الداخلية والخارجية، التي قامت بأنشطة كبيرة ومتعددة في بعض البلدان العربية، كالكويت والسعودية واليمن والبحرين ولبنان.


المحور السادس

أداة التنفيذ هي شعار "تصدير الثورة"


اتخذ المشروع الصفوي شعار تصدير الثورة لقلب الأنظمة في الدول العربية السنية والسيطرة عليها ، وهذا يؤكد أن التشيع الذي تتذرع إيران به هو وسيلة من وسائل التأثير والاختراق أكثر من أي شيء آخر .


وقد صرّح بذلك زعماء إيران وأولهم الخميني، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتصار ثورته، أي بتاريخ 11/2/1980م، فقال : إننا نعمل على تصدير ثورتنا إلى مختلف أنحاء العالَم .


ولأجل هذا وضعوا خطة ، نشرتها مجلة البيان الإماراتية في عددها رقم (78) وفي مقدمتها رسالة موجَّهة من مجلس الشورى للثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، وذلك في عهد الرئيس الإيرانيّ خاتمي ، وحصلت عليها المجلة من رابطة أهل السنة في إيران مكتب لندن ، ومما جاء في تلك الرسالة : لقد قامت، بفضل الله، دولة الإثني عشرية في إيران بعد عقودٍ عديدة، وبتضحية أمة الإمام الباسلة، ولذلك، فنحن بناءً على إرشادات الزعماء الشيعة المبجَّلين نحمل واجباً خطيراً وثقيلاً، هو"تصدير الثورة " ، وعلينا أن نعترفَ بأنّ حكومتنا فضلاً عن مهمّتها في حفظ استقلال البلاد وحقوق الشعب فهي حكومة مذهبية، ويجب أن نجعلَ تصدير الثورة على رأس الأولويات، لكن نظراً للوضع العالميّ الحاليّ، وبسبب القوانين الدولية كما اصطُلح على تسميتها لا يمكن تصدير الثورة، بل ربما اقترن ذلك بأخطارٍ جسيمةٍ مدمِّرة .

ولهذا، فإننا وضعنا خطةً لنقوم بتصدير الثورة إلى جميع الدول المجاورة، لأن الخطر الذي يواجهنا من الحكّام ذوي الأصول السنيّة، أكبر بكثيرٍ من الخطر الذي يواجهنا من الشرق والغرب، لأنّ أهل السنّة هم الأعداء الأصليون لولاية الفقيه والأئمّة المعصومين، وإنّ سيطرتنا على هذه الدول تعني السيطرة على نصف العالم، ولتنفيذ هذه الخطة ، يجب علينا أولاً، أن نُحَسِّن علاقاتنا مع دول الجوار، ويجب أن يكونَ هناك احترام متبادل وعلاقة وثيقة وصداقة بيننا وبينهم وإنّ الهدف هو فقط تصدير الثورة ، وعندئذ نستطيع أن نُظهر قيامنا في جميع الدول، وسنتقدّم إلى عالم الكفر بقوةٍ أكبر، ونزيّن العالم بنور التشيّع، حتى ظهور المهديّ المنتَظَر .



(يتبع)

عبدالله الكعبي
03 Dec 2012, 01:04 PM
المحور السابع

تميز شعار تصدير الثورة الإيرانية بأمرين اثنين.


الأول

لنـزعة القومية الفارسية الحاقدة على العرب ، والتي تجلت في صور شتى كالإصرار على تسمية الخليج الفارسي ، وكغرض اللغة الفارسية على كافة أعراق ومكونات الشعب الايراني كالأذريين والبلوش والعرب والأكراد ، وحرمان عرب الأحواز أن يُسمّوا أبناءهم بأسماء عربية، أو أن يتقلّدوا أي منصبٍ حكوميّ، أو أن يتحدّثوا باللغة العربية . (هل الثورة الإيرانية إسلامية أم مذهبية قومية؟محمد أسعد بيّوض التميمي، موقع المقريزي ).


الثاني

العقيدة الشيعية الإمامية، التي تعتبر أهلَ السنّة نواصب كفاراً ينبغي قتالهم وقتلهم، أو تشييعهم.
لكنّ وقوع الحرب العراقية الإيرانية التي هُزِمَت فيها إيران، ثم وفاة الخميني ، استدعى إعادةَ النظر في السياسة الثورية الانقلابية الإيرانية، بهدف ترتيب الأوضاع الداخلية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً بعد الهزيمة من جهة، وبهدف الاستجابة لمتطلّبات التحوّلات الدولية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتفرّد الولايات المتحدة الأميركية بالهيمنة على العالَم من جهةٍ ثانية ، لذلك كان لا بد من تغيير التكتيك والأسلوب، مع بقاء الهدف الاستراتيجيّ قائماً ، فتم اعتماد الغزو الثقافي كوسيلة ناعمة لغزو بطيء وقاتل للدول العربية.


المحور الثامن

الخطة الخمسينية


ولتصدير الثورة بالتكتيك الجديد رُسِمَت الخطة الخمسينية ومدتها خمسون سنة ، والتي سُرِّبَت منذ سنوات، ونشرها مكتب لندن لرابطة أهل السنة في إيران، وأبرز ما جاء فيها من مَحاوِر:


1

الخطة تستهدف أهل السنّة داخل إيران وخارجها، وهي ذات صبغةٍ قوميةٍ فارسيةٍ ثقافيةٍ اجتماعيةٍ تاريخيةٍ سياسيةٍ اقتصادية دينية.


2

تعتمد الخطة على تحسين العلاقات مع الآخرين ما أمكن ذلك، وعلى نقل أعدادٍ من العملاء إلى الدول المستهدَفَة، وتجنيد عملاء مؤيّدين من شعوب هذه الدول المختَرَقة.


3

زيادة النفوذ الشيعيّ في مناطق أهل السنة، عن طريق بناء الحسينيات والجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية والمؤسّسات الطبية والصحية، وتغيير التركيبة السكانية، بتشجيع الهجرة الشيعية إلى تلك المناطق، وبتهجير أهل تلك المناطق منها .


4

توزَّع الخطة على خمس مراحل، مدة كل مرحلةٍ عشرُ سنوات:


أ

المرحلة الأولى (مرحلة التأسيس ورعاية الجذور): إيجاد السكن والعمل لأبناء الشيعة المهاجرين إلى الدول المستهدَفَة، ثم إنشاء العلاقة والصداقة مع أصحاب رؤوس الأموال والمسؤلين الإداريين في تلك الدول، ثم محاولة خلخلة التركيبة السكانية عن طريق تشتيت مراكز تجمّعات أهل السنّة وإيجاد تجمّعاتٍ شيعيةٍ في الأماكن الهامة.


ب

المرحلة الثانية (مرحلة البداية) : العمل من خلال القانون القائم وعدم محاولة تجاوزه، ومحاولة التسرّب إلى الأجهزة الأمنية والحكومية، والسعي للحصول على الجنسية المحلية للمهاجرين الشيعة ثم التركيز على إحداث الوقيعة بين علماء السنة (الوهابيين) والدولة، من خلال تحريض العلماء على المفاسد القائمة وتوزيع المنشورات باسمهم، وارتكاب أعمالٍ مريبةٍ نيابةً عنهم، وإثارة الاضطرابات ثم تحريض الدولة عليهم، وذلك كله، للوصول إلى هدف إثارة أهل السنّة على الحكومات، حتى تقمعَ تلك الحكومات أهلَ السنّة فيتحقق انعدام الثقة بين الطرفين.


ج

المرحلة الثالثة (مرحلة الانطلاق ) : ترسيخ العلاقة بين الحكام والمهاجرين الشيعة العملاء، وتعميق التغلغل في أجهزة الدولة، وتشجيع هجرة رؤوس الأموال السنية إلى إيران، لتحقيق المعاملة بالمثل، ثم ضرب اقتصاديات تلك الدول، بعد السيطرة عليها.


د

المرحلة الرابعة (بداية قطف الثمار) : التي تتميّز بالوصول إلى المواقع الحكومية الحسّاسة، وشراء الأراضي والعقارات، وازدياد سخط الشعوب السنيّة على الحكومات بسبب ازدياد نفوذ الأغراب الشيعة.


هـ

المرحلة الخامسة (مرحلة النضج): فيها تقع الاضطرابات الشديدة، وتفقد الدولة عوامل قوّتها (الأمن، والاقتصاد)، وبسبب الاضطرابات يتم اقتراح تأسيس (مجلسٍ شعبيٍ)، يسيطرون عليه ويقدّمون أنفسهم مخلِّصين لمساعدة الحكّام على ضبط البلاد، وبذلك يحاولون السيطرة بشكلٍ هادئٍ على مفاصل الدولة العليا، فيحقّقون هدف (تصدير الثورة) بهدوء وإن لم يتم ذلك، فإنهم يحرّضون على الثورة الشعبية، ثم يسرقون السلطة من الحكّام.


المحور التاسع

الأركان الخمسة للمشروع الصفويّ الفارسيّ


إنّ هدف المشروع الصفوي الفارسي ، هو السيطرة على العالَمَيْن العربي والإسلامي بَدءاً من إخضاع منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق)، وذلك باجتياحها ديموغرافياً ومذهبياً وسياسياً وأمنياً وثقافياً واستيطانياً.. ويقوم هذا المشروع على أركانٍ خمسة، هي:


1

التواطؤ والتآمر مع الآخرين لاجتياح بلادنا واحتلالها، ولا يخفى دور إيران في التواطؤ مع أمريكا لاحتلال أفغانستان ثم العراق، والمسؤولون الإيرانيون صرّحوا بذلك بوضوح، بل افتخروا بذلك: ففي تصريح لمحمد علي أبطحي يقول : لولا إيران لما احتلت أمريكا العراق.. ولولا إيران لما احتلت أمريكا أفغانستان) ، كل هذا لإضعاف أهل السنّة، ثم الانقضاض عليهم تحت مظلة المحتل الأميركي.


2

اللعب بالورقة المذهبية ، وإشعال فتيل الحرب الطائفية لتفتيت وتقسيم بلاد المسلمين .


3

اغتيال الكفاءات السنيّة العلمية والعسكرية والدينية، وممارسة كل الجرائم بحقهم، لترويعهم وتهجيرهم والتشفي منهم.


4

الاجتياح الديموغرافي الشيعي الصفوي، كما حصل في سورية ، تحت تغطيةٍ كاملةٍ يقدّمها النظام الأسدي الحاكم، وكما يحصل بشكلٍ أو بآخر في لبنان والأردن، فضلاً عن العراق.. إضافةً إلى حملات التبشير الشيعي في صفوف أهل السنة.


5

افتعال الصدامات الكاذبة مع العدو الصهيوني، واستفزازه ليقوم بردات فعل تدميرية لمقدرات الدولة المستهدفة كما حصل في لبنان وغزة ، وذلك يفسح لهم المجال للتدخل في شؤونها والتغلغل في المجتمع تحت غطاء تقديم المساعدات وإعادة الاعمار .


(يتبع)

عبدالله الكعبي
03 Dec 2012, 01:41 PM
المحور العاشر

تمدد المشروع الصفوي وثماره.


شمرت إيران عن ساعد الجد في تنفيذ مشروعها وعقدت ثلاث مؤتمرات ووزعت مذكرات في الخطة الخمسينية للتوصل إلى كل العالم العربي والاستيلاء عليه .


وفي لحظة غفلة من العرب ، أنبت المشروع الصفوي نبتته الخبيثة في العراق ولبنان وسوريا والبحرين واليمن والسعودية والكويت والسودان ودول المغرب العربي ودول إفريقيا المسلمة كجزر القمر وغيرها .
ـــ ففي السعودية جاءت أحداث البقيع واضطرابات العوامية والقطيف لتؤكد تورط بعض المأجورين في المشروع الصفوي بل جاهر بعضهم بالمطالبة بالانفصال عن المملكة ( نمر النمر ) وآخرون دعوا إلى إقامة دولة الأحساء والقطيف ، وشكلوا كتائب التشكيل الشيعي وحزب الله الحجاز .


ـــ في البحرين تجلى الدور الايراني الواضح فيما شهدته من اضطرابات . فقد كتب حسين شريعتمداري مستشار مرشد الثورة الإيرانية عدة مقالات في صحيفة كيهان الإيرانية قائلاً : إن البحرين جزء من إيران وإنها اقتطعت بالقوة من الجسد الإيراني وإن الشعب البحراني يطالب بإعادة البحرين لتكون جزءاً من إيران .


ـــ في الكويت يقوم بعض شيعتها بتقديم الدعم المادي الكبير لمشروع تصدير الثورة عبر بناء الحسينيات في سوريا ودعم التمرد الحوثي وتغذية اضطرابات البحرين .


ـــ لا زالت إيران تهدد الإمارات العربية المتحدة، وتتمسّك باحتلال الجزر الإماراتية الثلاث.


ـــ وتمثل الاختراق الإيراني لمصر عبر المراكز الثقافية التي تعمل على نشر التشيع وعبر شراء بعض الصحف وعبر محاولة تأسيس حزب "آل البيت ".


ـــ في اليمن شكل التمرد الحوثي رأس حربة لإيران في خاصرة المملكة الجنوبية ، وقد قدمت إيران إلى الحوثيين مالياً وعسكرياً ،واستطاع الحوثيون خداع العامة من المسلمين من أبناء القبائل وغيرهم من الفقراء عبر شعارات الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ، وعبر الدعم المالي وشراء الذمم ، وقد خدع بهم فئام من الزيدية ، وبعض أهل السنة ، فازدادت خطورتهم في غفلة التجاذب السياسي في اليمن لتخلق كياناً عسكرياً قوياً بات يقضم أجزاء من اليمن الشمالي في محاولة للوصول إلى اليمن الجنوبي.


ـــ في العراق ، بلغ النفوذ الايراني حداً كبيرا من خلال عمليات تغلغلٍ ونفوذٍ وسيطرةٍ وتطهيرٍ مذهبيٍّ وتفتيتٍ وقضمٍ للأرض ونهبٍ للنفط والثروة والأرض ، حيث سيطرت إيران على الأراضي العراقية الحدودية بعمق 5-10 كيلو متر، فضلاً عن احتلال جزيرة أم الرصاص العراقية.


ـــ في المغرب العربي ، تغلغلت الصفوية في أكثر من بلد مغربي :

ففي تونس بلد القيروان وجامعها المشهور فسح المجال لدعاة الصفوية الجدد لينشروا فكرهم وعقائدهم وفق نظرية ( تلويث المنابع ) نكاية بالتوجه الإسلامي الصحيح.


وفي ليبيا قام فلول الشيعة العراقيون بإنشاء جمعية للمذهب الإسماعيلي الفاطمي، بل وصل الأمر إلى قيام الزعيم والعقيد الليبي المقتول بالدعوة إلى إحياء الدولة الفاطمية البائدة.


أما في بقية الدول المغربية الأخرى فإن لإيران الصفوية دعاة ينتشرون في تلك الدول.


ـــ في السودان وأفريقيا ، فقد تم جذب واستقطاب عشرات الألوف من أبناء السودان وأفريقيا عموما وإرسالهم إلى قم للدراسة في الحوزات العلمية، ليعودوا بعدها دعاة للمذهب الرافضي.


ـــ في دول جنوب شرق آسيا ، وصل نشاط الصفوية إلى الفلبين وتايلند، وماليزيا، واندونيسيا، وخاصة بين المسلمين الفقراء والذين يجهلون المذهب الرافضي ، وتم جلب أعداد من شباب هذه الدول إلى إيران للدراسة في حوزاتها وجامعاتها ليتسنى لإيران تشييع الشعوب المسلمة في هذه الدول.


ـــ أما في سوريا فإن الاختراق الواسع للمجتمع السوريّ، وهو اختراق يحميه النظام الحاكم ويدعمه بقوّة وتمثل ببناء الحسينيات ، وابتعاث الطلبة إلى قم ، وإغراء الفقراء بالمال لتشييعهم ، وشراء الأراضي وتجنيس شيعة العراق وإيران ، وتوزيع الكتب الشيعية مجاناً وتخصيص برامج تلفزيونية لدعاة الشيعة مثل عبد الحميد المهاجري وغيره ، إضافة إلى تشيع مبطن لمفتي سوريا احمد بدر الدين حسون .


ـــ في لبنان تمدد حزب الله بدعم إيراني وسيطر على كثير من مفاصل الدولة ، وقام باستمالة عدد من السنة بالمال ، حتى سقطت الحكومة بيده وبات يتحكم بها وفق مخطط تقوية المحور الايراني في المنطقة .


ـــ في فلسطين فإن إيران تعطي حماس 23 مليون دولار كل شهر لكي تسير الأمور في غزة ، وتعطي حركة الجهاد يعني خمسة مليون دولار ، ولكن مقابل ذلك تكسب الكثير ، وكأنها تقول : إن حدودي في غزة من خلال حماس ، وحدودي في العرقوب من خلال حزب الله.


وبمهارة عالية استطاعت المزاوجة بين موقفها في العراق وتعاونها مع أمريكا ، وبين موقفها من الحركات المقاومة لإسرائيل ، وهذا يدل على عبقرية سياسية وعلى وجود غرف عمليات فكرية تقرأ الواقع وتقدم الحلول وترسم الخطط .


المحور الحادي عشر

علامات الانهيار.


يقول تعالى {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون} . ويقول سبحانه { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } .


ـــ كانت بداية انهيار لهذا المشروع السرطاني الكبير والممتد شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، في أقوى وأمنع جبهة له : من البحرين .


فهذه الدولة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها 700 كلم2 فقط ، والتي ظن الصفويون أنها ستكون باكورة ثمار مشروعهم ، كانت أول حجر ينهار من أحجار الدومينو لمشروع ايران الصفوية .


تجلى ذلك بالخطوة المسددة والموفقة التي قامت بها بلاد الحرمين حيث دخل بضعة مئات من قوات درع الجزيرة إلى البحرين وتمركزوا حول المنشئات الهامة والاستراتيجية ، دون أن يتدخلوا في أحداث الشغب التي كانت تجري. وكانت هذه الخطوة كافية لإجهاض محاولة الاطاحة بالحكم في البحرين لإعلان دولة شيعية موالية لإيران.


وعلى إثر ذلك أطلقت إيران عدة تهديدات للمملكة ودول الخليج لم تعدُ كونها فقاعات صابون . قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في تهديد صريح لدول الخليج بسبب التدخل في شؤون البحرين ، قال : إن هذا التدخل لن يمر من دون أن تدفعوا الثمن .


ونقلت وكالة «رسا» عن المرجع لطف الله صافي كلبايكاني أنه حذر في بيان له السعودية والإمارات العربية من مغبة إرسالهم لقوات عسكرية إلى البحرين.

أمّا المرجع جوادي آملي فلم يتردّد في القول: «إن البعض ممن يدعي بأنه خادم الحرمين الشريفين يرسل قواته العسكرية لقمع المسلمين»!!

أما مقتدى الصدر المقيم في إيران فدعا أتباعه في العراق إلى التظاهر لنصرة المحتجين الشيعة في البحرين، وللتيار الصدري في العراق ميليشيا مسلحة جيش المهدي نفذت أبشع الجرائم وأقساها بحق المسلمين السنة واللاجئين الفلسطينيين في العراق، في حين لم يعرف لهم أي مقاومة تذكر ضد الاحتلال الأميركي في العام 2003.


ـــ ومن علامات انهيار المشروع الصفوي : انكشاف الفئة المأجورة للنظام الايراني في المنطقة الشرقية وافتضاح أمرها ، فهي شرذمة قليلة مأجورة لا تمثل أحداً ، تجلى ذلك في فشل الدعوة إلى ثورة حنين ، والتي كان يحرض عليها بعض الشيعة الذين لا ولاء لهم لوطنهم .


ـــ ومن علامات انهيار المشروع الصفوي : الدعوة إلى اتحاد الخليج العربي التي وجهها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح اجتماعات الدورة الثانية والثلاثين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في الرياض. هذا الاتحاد سيقضي على احد ركائز المشروع الصوفي وهو تفتيت الدول وإضعافها ، وبالتالي فإنه سيمنح دول الخليج العربي قوة ومنعة ضد أي مخطط يستهدفها .


ـــ ومن علامات انهيار المشروع الصفوي : الثورة السورية المباركة والتي أدت إلى تخلخل التحالف الاستراتيجيّ بين عناصر المشروع الصفويّ الفارسيّ الذي أعلن قبل ثلاثة أعوام في دمشق ، ويضم إيران وسوريا وحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية .


فنظام الأسد أصبح معزولاً شعبياً وعربياً ودولياً إلا من دعم إيراني سافر ومعلن .

ولذلك تستميت إيران اليوم، ويستنفر جيش المهدي وفيلق بدر وحزب الله بلبنان والعراق لإفساد الثورة السورية؛ لأنهم يعلمون أنها معركة بقاء أو فناء لهم، ويدركون أن نجاح الثورة السورية يعني نهاية حتمية لثلاثين عامًا من العمل والمخططات والمؤامرات، دفعوا الغالي والنفيس فيها لتحقيق ما تحقق لهم اليوم.


ويعلمون أيضًا أن الأمر في تأثيره لن يقف على حدود حمص أو حماة، وإنما يتجاوز بعمقه الأنبار بالعراق حتى يصل إلى بغداد ليستنهض بعدها شعبًا ذاق الويلات من إيران وأذنابها .


لقد افتضح الموقف الإيراني الطائفي المتناقض بين البحرين وسورية .

يقول خامنئي في حشد من كبار القادة السياسيين والعسكريين : (إن أحداث سورية ضمن مسلسل ضرب خط ونهج المقاومة).

ووصف محمد رضا رحيمي ما يجري في سورية بأنه (مؤامرة القوى الاستكبارية) وقبله وفي السياق نفسه قال الخامنئي : ( إن الثورة السورية نسخة مزيفة عن الثورات في مصر وتونس واليمن وليبيا وان الولايات المتحدة الأمريكية صنعت هذه النسخة بغية إيجاد خلل في جبهة الممانعة) .

ودعا أحد أبرز مراجع الشيعة في إيران الشيعة العرب إلى ما أسماه "الجهاد "دفاعاً عن نظام بشار الأسد الذي يجابه ثورة مستعرة منذ منتصف مارس الماضي تطالب بإسقاط نظامه.

وقال أحمد جنتي عضو "مجلس الخبراء" الإيراني، المختص بمهمة تعيين وعزل المرشد الأعلى للجمهورية إيرانية، خلال خطبة الجمعة في طهران: "على الشيعة العرب الدخول إلى سوريا والجهاد إلى جوار النظام السوري حتى لا تقع سوريا بأيدى أعداء آل البيت"، في إشارة إلى أهل السنة والجماعة.


ـــ ومن علامات انهيار المشروع الصفوي : انكشاف حقيقة حزب الله، فمواقف حسن نصر الله أمين حزب الله من الثورة ودعم النظام القمعي في سورية في أكثر من خطاب شكلت سقوطاً سياسياً وخسارة معنوية وأدبية كبيرة للحزب وانهياراً كاملاً لمصداقيته التي حاول بناءها على أساس أنه حزب مقاوم مواقفه حيادية وغير طائفي، فبات معزولاً شعبياً وعربياً ، بسبب مواقفه المؤيدة للنظام السوري، بعد أن كان يحظى بشعبية كبيرة .


ففي شهر تموز 2006 ، وأثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان ، كانت صور حسن نصر الله ترفع في كثير من عواصم العالم العربي ورفعت في الأزهر الشريف ، وكانت المسيرات المؤيدة لهذا الحزب تخرج في عدة مدن عربية ، وكان كثير من الكتاب والحركات الإسلامية ينتقدون موقف المملكة وبعض الدول العربية الحذِر من هذا الحزب .


لكن الثورة السورية كشفت حقيقة هذا الحزب وتواطؤه مع النظام المجرم في سوريا، فأحرقت صور حسن نصر الله وراية حزبه وعلم إيران في دمشق وفي عدة من عربية . وهذه ضربة قاصمة لمشروع الصفويين الذين أرادوا تشييع المسلمين من خلال زيف الادعاء بمقاومة إسرائيل .


ـــ في الجبهة اليمنية ، جاء حصار دماج وهجوم القبائل اليمنية وتحالفها ضد الحوثيين ليفضح هذه الفئة ويعزلها في الداخل اليمني وينبه اليمنيين على خطورتها بعد أن استطاعت خداعهم بشعاراتها الزائفة .


ـــ في الجبهة الفلسطينية شكل وقوع القطيعة بين حماس وسوريا ضربة للمحور الإيراني ، فكل قيادات حماس غادرت دمشق .


وعلى صعيد العلاقة مع إيران ، فإن التوتر هو السائد بسبب الخطوة التي قامت بها حماس ، على الرغم من قيام الرئيس إسماعيل هنية بزيارة إيران ، والتي عارضتها غالبية قيادات حماس وكوادرها وعلى رأسهم خالد مشعل ، وكادت أن تحدث هذه الزيارة خلافاً داخل حماس ، ولكن الرئيس إسماعيل هنية رأى من المصلحة تلبية الدعوة التي تلقاها من إيران وذلك بصفته رئيس وزراء وليس أحد قادة حماس طلباً للدعم المالي .


ـــ في السودان أغلقت الحكومة السودانية المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم وفي غيرها بعد اكتشافها للخطط الإيرانية الصفوية، فقد كانت هذه المراكز الثقافية تنشر الكتب المليئة بسب وشتم الصحابة رضي الله عنهم.


ـــ في المغرب العربي ومصر ارتفعت حساسية المسلمين تجاه المشروع الصفوي وازداد حذرهم من التبشير الشيعي الذي يتخذ من المال والمتعة وسيلة للإيقاع بالمسلمين .


وهكذا ، لم يعد العراق ساحة المواجهة الوحيدة مع المشروع الصوفي بل انضمت جبهات عديدة إلى هذه المواجهة مما أفقد هذا المشروع تركيزه وشتت طاقاته .


المحور الثاني عشر

أزمات إيران الداخلية تسهم في إضعاف قدراتها التوسعية .


إضافة إلى ما سبق فإن ثمة تحديات داخلية عديدة تواجهها إيران ولا تقل خطورة عن التحديات الخارجية تسهم في إفشال مشروعها التوسعي ، وتتمثل بـ :


1

الأزمة السياسية ، وهي من شقين :


الأول

الصراع بين رئيس الجمهورية، أحمدي نجاد، والمرشد علي خامنئي ومعه طيف واسع من الكتلة السياسية المحافظة، التي تتمتع بأغلبية مقاعد البرلمان وتسيطر على مقدرات الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية.


هذا الصراع كشف عن الكثير من الجرائم السياسية والسرقات المالية التي ارتكبها كلُّ جناح من هذين الجناحين بحق الشعب الإيراني ومازال كلُّ طرف يهدِّد بكشف المزيد من الجرائم التي ارتكبها الطرف الآخر.


وكان القطاع الأكبر من المحافظين يدفع باتجاه الإطاحة بالرئيس، ولكن خامنئي يرى أن صعوبات سياسية ودينية تمنع مثل هذه الخطوة؛ إذ كيف يمكن للمرشد، الذي يتمتع بصفة نائب الإمام المهدي، أن يعلن دعمًا غير متحفظ لنجاد منذ توليه الرئاسة، وأن يخاطر بتأييد إعادة انتخابه في انتخابات 2009، في مواجهة رأي عام إيراني شكَّك في مصداقية الانتخابات، ثم يأتي اليوم ليعلن أنه أخطأ التقدير.


وقد استقر الرأي على أن يبقى نجاد في موقعه، مع تجريده، بصورة غير رسمية، من معظم صلاحياته ، وأن تتجاهل دوائر الجمهورية الحيوية، لاسيما الجيش وقوات الحرس الثوري ووزارة الخارجية، الرئيس وتوجيهاته، وأن يمارس البرلمان رقابة دقيقة وحاسمة على الوزارات الأخرى، لمنع الرئيس من اتخاذ قرارات تؤثر على الوضع الإستراتيجي للبلاد.


الثاني

تنامي المعارضة الداخلية ضد النظام رغم اعتقال كثير من رموزها ، إضافة ازدياد وتيرة الدعوة إلى انفصال الشعوب العربية والكردية من قبضة النظام الفارسي ، حيث دعا ممثلون للشعوب الإيرانية غير الفارسية إلى مواكبة الربيع العربي وتصعيد الاحتجاجات ضد النظام الإيراني حتى إسقاطه، مؤكدين أن الحل للمشاكل القومية واضطهاد المكونات الإيرانية المتعددة يكمن في تطبيق نظام فيدرالي كمرحلة أولى ثم الاستقلال في مرحلة لاحقة . جاء ذلك خلال تجمع في لندن لممثلي الشعوب الإيرانية غير الفارسية وعدد من الشخصيات البريطانية الداعمة لحقوقها حول ( مستقبل إيران والقضية الأهوازية في ظل التطورات الإقليمية) ونظمه "حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي" في لندن .


وقد عاتب الأمين العام لمركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران يوسف عزيزي الحكومات والاعلام العربي لتجاهلهم ما يجري في إقليم عربستان من قمع وإرهاب لشعبه وعدم التحرك لنصرته في مواجهة اضطهاد أقسى دكتاتورية دينية. وأوضح أنه حتى منظمات حقوق الإنسان العربية لا تهتم بما يتعرّض له عرب إيران، وهو أمر يتطلب منهم التركيز على الاضطهاد هناك، وإثارته أمام الرأي العام


2

الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تواجه الاقتصاد الإيراني ، بسبب حزمة العقوبات الجديدة التي تعمل كل من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي على تطبيقها والتي تشمل قطاع النفط والغاز ، وفرض عقوبات موازية على الشركات العالمية التي تعمل في قطاع الطاقة الإيراني؛ مما يؤدي إلى ضعف صادرات إيران النفطية ليس للدول الغربية وحسب، بل ولدول مثل اليابان والصين ، وهذا يهدد الأمن الاقتصادي الإيراني .


ولهذه الأزمة وجه آخر يتمثل في تراجع سعر العملة الإيرانية ، وهروب الرساميل الايرانية خارج البلاد ، وهذا ما أكدته تقارير متداولة أن السوق المالية في دبي خلال ديسمبر/كانون الأول 2011 شهدت تدفقًا هائلاً للمدخرات الإيرانية الخاصة، بالعملات الأجنبية، شبَّهه أحد المدراء الماليين بتدفق أموال الطبقة المصرية الحاكمة في فبراير/شباط 2011.


3

الأزمات الاجتماعية


إن ثالوث الطلاق والبطالة والإدمان يهدد البنية الاجتماعية الايرانية بشكل خطير .


أ

الطلاق : هناك 287013 أسرة قد انهارت . وضعف هذا العدد تقريبا من الأبناء الذين سيعانون من التداعيات الخطيرة لانهيار هذه الأسر ، وذلك بافتراض أن متوسط الأبناء في كل أسرة وقع لها الطلاق " اثنان " فقط .

وهناك 143506 امرأة فقدت الزوج بوصفه عائلا لها . وازدادت أعداد أطفال الشوارع التي بدأت تسود المدن الإيرانية وأعداد الأطفال المقبلين على احتمالات تعرضهم للإدمان ، وأعداد الأطفال الذين يمكن أن يتسربوا من التعليم نتيجة فقدان العائل .

وفي التقرير الذي نشرته صحيفة “آفتاب” نقلاً عن وزارة التربية والتعليم والذي أكّد على أنَّ أكثر من 7 ملايين و135 ألف طالب مدرسي غير قادرين على مواصلة التعليم ممّا تسبَّب في انخفاض عدد الطلاب في المدارس الإيرانية هذا العام إلى 12 مليوناً و300 ألف طالب، ما يعني أنَّ نسبة 37% من الطلاب تركوا صفوفهم المدرسيّة في الموسم الدراسي 2012-2011 بسبب الفقر.


ب

البطالة : صرح وزير العمل الإيراني بأن البلاد قد فشلت في تخفيض معدل البطالة إلى المستوى المرغوب، ذكرت ذلك قناة برس التليفزيونية الفضائية المحلية يوم الثلاثاء 26 يناير 2010.وقال إن خطة التنمية الخمسية الرابعة 2005 إلى 2010 قد ألزمت الحكومة الإيرانية بإيصال معدل البطالة إلى اقل من 7 % في نهايتها إلا أن المعدل ظل عند ما يقرب من 11 %.


يقول ممثل الحركة الديمقراطية الفيدرالية في أذربيجان إيران “هدايت سلطان زادة” يقول : إن إيران تعيش الآن تمييزًا طبقيًا وإثنيًا وقوميًا، إضافة إلى أن أكثر من 80 بالمائة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.


ج

الإدمان : أظهرت دراسة أجراها مركز البحوث والتعليم في كلية العلوم الطبية في جامعة طهران أن متوسط أعمار المدمنين على المخدرات انخفضت من سن 35 الى 34 . وأكد نائب رئيس المركز المذكور الدكتور "هومان نارنجي ‌ها " أن نسبة المدمنين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 24 قد ارتفعت من 11.7 % 17.3 % أما نسبة الإدمان بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم مابين 25 و29 عاماً فقد ارتفعت من 19.8 %الى 23.3% وأشارت الدراسة إلى ان نسبة ارتفاع المدمنين بين طلبة المدارس قد ارتفعت إلى نسبة 16 % وأن 120 ألفاً منهم أدمن على المخدرات بواسطة زملائه الطلبة .


وكانت وكالة أنباء" ايسنا " المقربة من الحكومة قد نشرت في 18 ابريل 2007م تقريرا قالت فيه إن كمية المخدرات التي يتم تعاطيه سنويا في إيران تبلغ ألف طن. وهذا الزعم يتطابق مع نتائج الدراسة التي نشرتها منظمة مكافحة المخدرات في العام 2006م حول كمية المخدرات التي يتعاطاها المدمنون في إيران سنويا وهي رقم الألف طن .


ونشرت صحيفة" جام جم " في أيار 2007م نقلا عن تقرير لمنظمة الأمم المتحدة حول المخدرات و الإدمان في إيران قالت فيه ‘ ان إيران تضم أعلى نسبة من المدمنين على الهرويين والأفيون في العالم حيث ان واحد من كل 17 شخصا من سكان إيران مدمن على هذا النوع من المخدرات ‘ وأكدت الصحيفة وجود 500 ألف موزع لمخدرات في إيران. (العربية نت الجمعة 07 ذو الحجة 1429هـ - 05 ديسمبر 2008م) .


د

الجريمة : صرَّح رئيس المحاكم في محافظة “لرستان” -جنوب غرب إيران- علي بدري لوكالة أنباء إيسنا قائلاً: “في بداية الثورة كان لدينا 10 آلاف سجين، أمّا اليوم فإنَّ الإحصائيات تُشير إلى وجود 250 ألف سجين، أي بمعدل ارتفاع 25% عمّا كان عليه قبل الثورة، واعتبر المسؤول القضائي المذكور أنَّ “الانحطاط الثقافي، البطالة، الفقر الاقتصادي” من جملة العوامل الرئيسة في ارتفاع نسبة السُجناء في إيران.


هـ

الايدز : وفي تصريح رسمي بشأن الإحصائية الحكومية لأعداد المُصابين بمرض اكتساب المناعة “HIV” أو مرض الإيدز، أدلى به الدكتور عباس صداقة رئيس مركز معالجة مرض الإيدز الذي أكد لوكالة أنباء “مهر” الحكومية ارتفاع نسبة أعداد النساء الإيرانيّات المُصابات بهذا المرض، على الرغم من عدم كشفه الأرقام الحقيقية لحاملات فيروس الإيدز إلاّ أنَّه أكّد على أنَّ العلاقات الجنسية غير الشرعيّة هي أهم عوامل انتشار الإيدز بين الإيرانيّات.


عندما تصدر هذه الإحصائيات عن مسؤولين كبار في السلطة ومراكز ووسائل إعلامية وصحافية حكومية؛ فأنَّها تظهر حقيقة الوضع الإيراني الداخلي ، فلم تمر إيران منذ الثورة ، بوضع أكثر حساسية من الوضع الحالي.

والسبب خلف الوضع الإيراني القلِق أن أزمة الخارج المتفاقمة، تتصاعد على خلفية من أزمة داخلية مستحكمة. وفي كلتا الحالتين، يمسك نظام الجمهورية الإسلامية بالعدد الأقل من خيوط الأزمة، مما يجعله أعجز عن التأثير في مجريات الأحداث ، وبالنظر إلى أن الحكم في إيران اعتاد إمضاء سياساته وتعظيم نفوذه بصورة هادئة، فإن صوت إيران العالي نسبياً في المنطقة ربما يعكس شعورًا بالضعف والارتباك أكثر منه بالقوة والثقة بالنفس.


المحور الثالث عشر

ضرورة نشر مزيد من الوعي بخطورة المشروع الفارسي.


إلى من لا زال يسير في ركاب هذا المشروع من الكتاب والمثقفين وبعض الحركات الإسلامية، التي تقف هذا الموقف بدافع من الإخلاص المغفل لقضايا الأمة، أو لمصالح ذاتية ضيقة نقول : إن المشروع الفارسي غادر ، وسيتخلى عنكم عندما يحقق له ذلك مصالحه ، مثلما تخلى عمن سبقكم ، فعليكم التبرؤ من هذا المشروع ومواجهته قبل أن يلفظكم جمهور الأمة .


وإن الناظر في سياسة ملالي ظهران يلحظ أن الغدر بالحلفاء سمة واضحة فيهم ، فمن ذلك :


1

حين انتصر الخميني واستلم قيادة الثورة، غدر بكل شركائه الوطنيين في إيران، ومن ثم أبعد وأقصى العمائم التي لم ترضخ لسلطانه بدءاً من المرجع شريعتمداري وانتهاء بنائبه منتظري .


2

دعم أهل السنة في إيران الثورة ظناً منهم أن ظروفهم ستتحسن وأنهم سينالون حقوقهم كافة ، فإذا بهم بعد الثورة يترحمون على أيام الشاه، بعد أن زج الخميني قادتهم في السجون، منهم الأستاذ أحمد مفتى زادة الذي زجه في السجن ومن ثم قتله، بعد أن كان نائباً في أول برلمان للجمهورية الإسلامية .


3

حين هب المسلمون لنجدة الأفغان ضد الغزو الروسي الشيوعي لبلادهم، تخلفت إيران ووكلاؤها من شيعة أفغانستان عن شرف الجهاد، لكنهم سابقوا الجميع على اقتسام الغنائم.


4

رغم الشعارات الصاخبة بالموت والعداء للشيطان الأكبر، إلا أن إيران بقيت تتفرج على القوات الأمريكية وهي تهدم العراق ، بل تحالفت مع أمريكا لتسهيل غزو أفغانستان ومن ثم العراق .


5

وبحجة دعم غزة في محنتها الأخيرة قام حزب الله بمحاولة تكوين خلية عسكرية في مصر.


6

بسبب حرص إيران على علاقات حسن الجوار والتعاون مع الأشقاء المسلمين والجيران العرب ، قامت بدعم تمرد الحوثي إعداداً وسلاحاً ومالاً وإعلاماً وغطاءً سياسياً.


نظرية أم القرى تحكم السياسة الايرانية


في ثمانينيات القرن الماضي كتب أكبر منظر إستراتيجي للثورة الإيرانية محمد جواد لاريجاني شقيق علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى ، ورئيس مؤسسة العلوم الإيرانية نائب وزير الخارجية سابقا ، وعضو مصلحة تشخيص النظام ، كتب مذكرة خطيرة يتم تداولها في الأوساط الحاكمة داخل إيران، هذه المذكرة بعنوان "مقولات في الإستراتيجية الوطنية" يطرح فيها محمد جواد لاريجاني دور إيران في الجوار وفي المنطقة العربية والعالم الإسلامي وسمى هذه المذكرة نظرية "أم القرى" ، يقول فيها : إن القرآن ذكر أم القرى والمقصود بها في القرآن مكة، لكن ينبغي أن نحول قم إلى أم القرى، وينبغي أن تكون قم هي أم القرى وينبغي أن تتحول إيران إلى دولة المقر للعالم الإسلامي وينبغي أن يكون ولي أمر المسلمين هو الولي الفقيه الذي يحكم إيران، وبالتالي ينبغي كل السياسة الخارجية الإيرانية أن تبنى على هذا الأساس الفكري والروحي والفقهي .

هذه المذكرة هي الآن خارطة الطريق بالنسبة للنظام الإيراني في العالم العربي.

ابراهيم الحربي
05 Dec 2012, 07:53 PM
لعن الله المجوس الذين ادخلوا الاسلام بسيف خالد بن الوليد وعمر بن الخطاب وابو بكر الصديق(رضي الله عنهم) ولهذا السبب يكرهونهم الهم انتقم لشهداء العراق من احفاد العلقمي والطوسي والكل يعلم هذا الصفوي النجس لماذا تشيع لعنة الله على عبد الله بن سبأ مؤسس التشيع