المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ----



ام حفصه
24 Nov 2012, 09:25 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم


رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق ، فقال له : أسرقت ؟ قال : كلا والله الذي لا إله إلا هو ! فقال عيسى : آمنت بالله ، وكذّبت عيني
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : رأى

عيسى ابن مريم رجلا يسرق ، فقال له : أسرقت ؟ قال : كلا والله الذي لا إله إلا هو ! فقال عيسى : آمنت بالله ، وكذّبت عيني . لقد حسُن فعل عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فحسُن ظنـّـه بالناس ، مما حَـدا به أن يُكذّب نفسه ، ويتأوّل ما رأته عينه طالما أن المقابِل حلف له

بالله الذي لا إله إلا هو أنه لم يسرق ! " كان الله سبحانه وتعالى في قلب المسيح عليه السلام أجلّ وأعظم من أن يَحلف به أحد كاذبا ، فلما حَلَفَ له السارق دار الأمر بين تُهمتِه وتُهمة بَصَرِه فَـرَدّ التهمة إلى بصره لما اجْتَهَدَ له في اليمين ، كما ظنّ آدم عليه السلام صدق إبليس

لما حلف له بالله عز وجل وقال : ما ظننت أحدا يحلف بالله تعالى كاذبا " قاله ابن القيم رحمه الله . فـ " المؤمن غِـرّ كريم ، والفاجر خب لئيم " كما قال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم . وكان بعض أهل العلم يقول : من خادعنا بالله خَدَعَـنا . فالمؤمن الصادق إذا حُلِف له بالله

صدّق ؛ لأن الصدق له سجيّـه . فهو لا يَكذِب ولا يُكذِّب . بينما المخادِع المخاتِل الذي اعتاد أن يحلف على الكذب مِراراً وتِكراراً لا يُصدِّق مَن حَلَفَ له لأنه اعتاد الحلف كاذباً ! فيظنّ أن الناس - مثله - كَذَبَة ! وهذا كان دأب المنافقين وديدنهم {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ

الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ ) ويُكرِّرون الحلف ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) بل لم يزل بهم الأمر حتى توهّموا كذبهم صدقا ، وباطلهم حقّـاً ، فلما وقفوا بين يدي الله حلفوا له ! ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا

يَحْلِفُونَ لَكُمْ } ! وقد يلجأ المؤمن إلى الحلف ليطمئن قلب صاحبه . لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم تبوك قال - وهو جالس في القوم - : ما فعل كعب ؟ فقال رجل من بني سلمة : يا رسول الله حبسه بُرداه ونظره في عِطفيه ! فقال معاذ بن جبل : بئس ما قلتَ ! والله يا رسول الله

ما علمنا عليه إلا خيرا ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلّفه عن غزوة تبوك : والله يا رسول الله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بِعُذر ، ولقد أعطيت جدلا ، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك

اليوم حديث كذب ترضى به عني ليوشكن الله أن يُسخطك عليّ ، ولئن حدثتك حديث صدق تَجِد عليّ فيه إني لأرجو فيه عفو الله ، لا والله ما كان لي من عذر . رواه البخاري ومسلم . ولما أُتِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بِشَراب فشَرِب منه وعن يمينه غلام وعن يساره الأشياخ ،

فقال للغلام : أتأذن لي أن أعطي هؤلاء ؟ فقال الغلام : والله يا رسول الله لا أوثر بنصيبي منك أحدا ! قال : فَتَلّه رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده . رواه البخاري ومسلم . وقد جاء التأكيد باليمين في الكتاب العزيز ، فقال سبحانه وتعالى : { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى

يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } وقال تبارك وتعالى : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ } وما ذلك إلا لأن اليمين قاطعة للشكّ ، مثبتة لليقين . وأما المنافق فقد يحلف ليتخلّص من الموقف ! قال عز

وجل عن المنافقين : ( فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ) [ كان هذا المقال
إثر يمين سمعتها فارتحت لها وأزاحت ما نفسي من شكّ ]


منقول---

رونق الامل
24 Nov 2012, 01:49 PM
جزاك الله خيراً و بارك فيك

خزااامى
25 Nov 2012, 09:13 AM
يعطييك العافيه

جهود مبااركه أختي أم حفصه ...