ام حفصه
21 Nov 2012, 10:04 AM
http://www.islamweb.net/PicStore/Random/1338097623_177823.jpg
أمجد عرار
آخر استطلاع للرأي في ألمانيا يظهر أن غالبية الألمان يعتبرون "إسرائيل" دولة عدوانية، والأهم أن هذه النسبة التي بلغت تسعة وخمسين بالمئة تحمل زيادة بنسبة عشرة بالمئة عن استطلاع أجري قبل عامين. لكن اللافت أن الاستطلاع شمل محاور متعددة متعلّقة بـ "إسرائيل"، وأتت النتائج كلها في غير صالح "إسرائيل" وهذه لها دلالات تنطوي على أهمية جديرة بالانتباه.
فأن يقول سبعون بالمئة من المشاركين الألمان في الاستطلاع : إن "إسرائيل" تسعى لتحقيق مصالحها من دون الأخذ في الاعتبار مصالح الدول الأخرى، فهذا يعني أن شرائح واسعة من الألمان ومن الأوروبيين على نحو عام باتت تعي حقيقة السياسات "الإسرائيلية" وبخاصة تجاه ألمانيا التي تتعرّض منها قرابة ستة عقود للابتزاز، لذلك خرجت أغلبية كبيرة ترى أن ألمانيا ليس عليها أي التزام خاص تجاه "إسرائيل".
أهمية هذه المعطيات تكمن في أنها تأتي بعد بضعة أسابيع من تزويد ألمانيا "إسرائيل" غواصة نووية سادسة، وقبل بضعة أيام من أول زيارة سيقوم بها الرئيس الألماني الجديد إلى "إسرائيل" ومناطق السلطة الفلسطينية نهاية الشهر الحالي. وتأتي هذه النتائج أيضاً بعد حالة الجدل الصاخب التي فجّرها الأديب الألماني غونتر غراس الذي حذّر من خطر "إسرائيل" النووية على السلام العالمي.
قبل تسع سنوات قام الاتحاد الأوروبي بمحاولة استطلاعية لقياس اتجاهات الرأي العام في الدول الخمس عشرة في الاتحاد تجاه الشرق الأوسط، فخرج الاستطلاع بنتيجة تقول إن "إسرائيل" هي الخطر الأكبر على السلام العالمي.
وهذه النتيجة تتقاطع مع نتائج الاستطلاع الألماني. من الواضح أن هناك فجوة تتسع بين الرأي العام في الشارع
الأوروبي والمواقف الرسمية التي تعبر عنها السياسات الرسمية في الاتحاد الأوروبي، وهي سياسة قائمة على كيل المديح ل "إسرائيل" والدفاع عنها والتغطية على جرائمها في المحافل الدولية، ناهيكم عن دعمها بالأسلحة والأموال.
كان يمكن للفجوة بين المواقف الشعبية والرسمية في أوروبا أن تكون أوسع لو كان هناك دور عربي فاعل ومؤثر في الساحة الدولية، لكن مما يؤسف له أن هذا الاتساع المضطرد في مناهضة الرأي العام الدولي لـ "إسرائيل"، لا فضل فيه لأي جهة عربية أو فلسطينية سياسية أو إعلامية.
فمعظم النظام العربي الرسمي أخرج مسألة الصراع مع "إسرائيل" من حساباته وممارسته السياسية، فيما الإعلام العربي بمعظمه، يغرّد خارج سرب الشعوب العربية والأمن القومي العربي، وهو إعلام يتقن جلد الذات والنفخ في قربة الفتن بأنواعها، ولا يجد وقتاً لينتبه فيه للخطر الصهيوني القائم والداهم وغير المفترض.
وإذا كان من دور لجهة ما خارج الاتحاد الأوربي وأعضائه في تأجيج الرأي العام ضد "إسرائيل"، فهي "إسرائيل'' ذاتها التي لا تكاد تدع مرحلة قصيرة تمر من دون أن ترتكب مجزرة أو تجتاح مناطق، وبموازاة ذلك لا تتوقّف عن مصادرة أراضٍ جديدة وبناء المستوطنات عليها، في حين العالم كله مجمع على إدانة أو انتقاد الاستيطان.
وبما أن هناك الكثير من الإعلاميين والمثقفين الأوروبيين يملكون ضمائر وحسن متابعة لما تقوم به "إسرائيل"، فإن كل من يتمتع بحس "إنساني" لا يستطيع أن يجاري حكومته في سياساتها العنصرية والمعادية لتطلعات الشعوب في مكان والمتاجرة بها في مكان آخر.
سننتظر مرور بعض الوقت لمطالعة نتائج استطلاع ألماني تزداد فيه نسبة الأوروبيين المناهضين لسياسات "إسرائيل"، وقد يأتي وقت نحتاج فيه لإجراء استطلاع رأي في العالم العربي لنعرف نسبة المفتونين بـ "إسرائيل" والتسوية معها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخليج الإماراتية
أمجد عرار
آخر استطلاع للرأي في ألمانيا يظهر أن غالبية الألمان يعتبرون "إسرائيل" دولة عدوانية، والأهم أن هذه النسبة التي بلغت تسعة وخمسين بالمئة تحمل زيادة بنسبة عشرة بالمئة عن استطلاع أجري قبل عامين. لكن اللافت أن الاستطلاع شمل محاور متعددة متعلّقة بـ "إسرائيل"، وأتت النتائج كلها في غير صالح "إسرائيل" وهذه لها دلالات تنطوي على أهمية جديرة بالانتباه.
فأن يقول سبعون بالمئة من المشاركين الألمان في الاستطلاع : إن "إسرائيل" تسعى لتحقيق مصالحها من دون الأخذ في الاعتبار مصالح الدول الأخرى، فهذا يعني أن شرائح واسعة من الألمان ومن الأوروبيين على نحو عام باتت تعي حقيقة السياسات "الإسرائيلية" وبخاصة تجاه ألمانيا التي تتعرّض منها قرابة ستة عقود للابتزاز، لذلك خرجت أغلبية كبيرة ترى أن ألمانيا ليس عليها أي التزام خاص تجاه "إسرائيل".
أهمية هذه المعطيات تكمن في أنها تأتي بعد بضعة أسابيع من تزويد ألمانيا "إسرائيل" غواصة نووية سادسة، وقبل بضعة أيام من أول زيارة سيقوم بها الرئيس الألماني الجديد إلى "إسرائيل" ومناطق السلطة الفلسطينية نهاية الشهر الحالي. وتأتي هذه النتائج أيضاً بعد حالة الجدل الصاخب التي فجّرها الأديب الألماني غونتر غراس الذي حذّر من خطر "إسرائيل" النووية على السلام العالمي.
قبل تسع سنوات قام الاتحاد الأوروبي بمحاولة استطلاعية لقياس اتجاهات الرأي العام في الدول الخمس عشرة في الاتحاد تجاه الشرق الأوسط، فخرج الاستطلاع بنتيجة تقول إن "إسرائيل" هي الخطر الأكبر على السلام العالمي.
وهذه النتيجة تتقاطع مع نتائج الاستطلاع الألماني. من الواضح أن هناك فجوة تتسع بين الرأي العام في الشارع
الأوروبي والمواقف الرسمية التي تعبر عنها السياسات الرسمية في الاتحاد الأوروبي، وهي سياسة قائمة على كيل المديح ل "إسرائيل" والدفاع عنها والتغطية على جرائمها في المحافل الدولية، ناهيكم عن دعمها بالأسلحة والأموال.
كان يمكن للفجوة بين المواقف الشعبية والرسمية في أوروبا أن تكون أوسع لو كان هناك دور عربي فاعل ومؤثر في الساحة الدولية، لكن مما يؤسف له أن هذا الاتساع المضطرد في مناهضة الرأي العام الدولي لـ "إسرائيل"، لا فضل فيه لأي جهة عربية أو فلسطينية سياسية أو إعلامية.
فمعظم النظام العربي الرسمي أخرج مسألة الصراع مع "إسرائيل" من حساباته وممارسته السياسية، فيما الإعلام العربي بمعظمه، يغرّد خارج سرب الشعوب العربية والأمن القومي العربي، وهو إعلام يتقن جلد الذات والنفخ في قربة الفتن بأنواعها، ولا يجد وقتاً لينتبه فيه للخطر الصهيوني القائم والداهم وغير المفترض.
وإذا كان من دور لجهة ما خارج الاتحاد الأوربي وأعضائه في تأجيج الرأي العام ضد "إسرائيل"، فهي "إسرائيل'' ذاتها التي لا تكاد تدع مرحلة قصيرة تمر من دون أن ترتكب مجزرة أو تجتاح مناطق، وبموازاة ذلك لا تتوقّف عن مصادرة أراضٍ جديدة وبناء المستوطنات عليها، في حين العالم كله مجمع على إدانة أو انتقاد الاستيطان.
وبما أن هناك الكثير من الإعلاميين والمثقفين الأوروبيين يملكون ضمائر وحسن متابعة لما تقوم به "إسرائيل"، فإن كل من يتمتع بحس "إنساني" لا يستطيع أن يجاري حكومته في سياساتها العنصرية والمعادية لتطلعات الشعوب في مكان والمتاجرة بها في مكان آخر.
سننتظر مرور بعض الوقت لمطالعة نتائج استطلاع ألماني تزداد فيه نسبة الأوروبيين المناهضين لسياسات "إسرائيل"، وقد يأتي وقت نحتاج فيه لإجراء استطلاع رأي في العالم العربي لنعرف نسبة المفتونين بـ "إسرائيل" والتسوية معها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخليج الإماراتية