المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الملفات المفتوحة



فله المميزة
15 Nov 2012, 07:44 PM
الملفات المفتوحة
http://38.121.76.242/memoadmin/media//_new_50-rarest-birds-open-book.jpg







ما هي أكبر مشكلة زوجية؟
لعل البعض عند قراءته لهذا السؤال يقول في قرارة نفسه: إن أكبر مشكلة زوجية هي (المخدرات) أو الإدمان أو الخيانة الزوجية أو الإهمال وعدم تحمل المسئولية، ولكني لا أعني هذه المشاكل الظاهرة، وإنما أعني قضية نفسية خطيرة لا يفطن لها الزوجان إلا بعد تفاقم المشكلة، وعندئذ يصعب علاجها وهما لا يشعران بها في بدايتها ولا حتى في مراحل نموها وتطورها، إن أكبر مشكلة زوجية هي الملفات المفتوحة.
ماذا نقصد بهذه المشكلة؟
تابع معي أخي الزوج/ أختي الزوجة هذا المثال: إذا اختلف الزوجان مثلًا في قضية من الذي يذهب لاجتماع أولياء الأمور في مدرسته؟ ويناقش إدارة المدرسة من أجله، وتحاور الزوجان في هذا الموضوع وكل واحد منهما يقول للآخر: أنت المسئول عن ابنك وينبغي أن تذهب، واختلفا ولم يتخذا قرارًا في هذه المشكلة، يُفتح في صدر كل منهما ملف اسمه أحمد وسيظل مفتوحًا لأنه لم يُتخذ فيه قرار وتمر الأيام بين الزوجين ثم يفتح ملف آخر تحت اسم آخر لمشكلة ثانية تحصل تتعلق بأم الزوج مثلًا، وهكذا يفتح ملف ثالث باسم الخادمة ورابع باسم العزومات وخامس......إلخ.
وكل هذه الملفات تفتح ثم تأرشف في صدر كل واحد منهما دون اتخاذ أي قرار لحل هذه المشاكل، وكلها تكون معلقة ويفاجأ الزوجان (بعد مرور عشر سنوات من زواجهما، أن لدى كل واحد منهما ألف ملف مفتوح مثلًا عندها تتوتر العلاقة فيما بينهما ويبدأ الزوجان عند حصول أي خلاف بينهما ولو كان بسيطًا تافهًا باستخراج جميع الملفات المفتوحة، فتزداد العلاقة سوءًا على سوء وتنتهي حياتهما إلى جحيم الشقاق.
وعلاج هذه المشكلة هو إغلاق الملفات أولًا بأول، ولا مانع من تأخير ملف أو ملفين دون إغلاقهما وتركهما للزمن، فالزمن جزء من العلاج ولكن من الخطأ أن تكون جميع الملفات مفتوحة، وقد يرفض أحد الطرفين اتخاذ قرار سريع في المشكلة فلا مانع من فتح الملف لمدة أسبوع أو شهر، ولكن بعد ذلك تتم المصارحة بين الزوجين ويعالجان القضية) [المشاكل الزوجية، أ.جاسم محمد المطوع، ص(40)].
احترس من كومة التراب:
إن اختفاء كم هائل من التراب تحت السجادة لا يجعلها تختفي، وإنما تعرقلك (و ربما أوقعتك حين تغامر وتحاول عبور هذه النقطة في الغرفة، وعدم غلق الملفات المفتوحة من شأنه أن يزيد من حجم الارتباك الذي أخذ ينتشر في هذا العصر الزاخر بالعلاقات المتغيرة)[أنت لا تفهمني، ديبورا تانين، ص(11)، بتصرف].
إن الملفات المفتوحة التي لا تُحَل، تعتبر من أسباب المشاكل الزوجية، ولاشك أن علاج المرض في مهده أفضل من تركه يتأزم بمرور الوقت، فالمشاكل الزوجية إن تركت تتراكم، فإنها تنذر باتساع الشقة بين الزوجين (وما المشاكل التي تثار بين الحين والآخر بين الزوجين بسبب أو بدون سبب، إلا صدى لمشكلات قديمة دفينة لدى الزوجين، لم يستطيعا حلها فأجدت شرخًا في العلاقة بينهما تظهر آثاره حين تدب بينهما أي خلافات بسيطة...) [الخلافات الزوجية، عادل فتحي عبد الله، ص(38-39)، باختصار].
لا مشكلة:
لا مشكلة في وجود المشكلة لأنه (ليس ثمة حياة دون مشاكل، وحالما يصل المرء لحل إحدى تلك المشاكل، تبرز مشكلة جديدة على الفور.... ولكن بعضنا يتوقع أن الزواج ينبغي أن يكون مقترنًا بالسعادة.... ولذا نرى مثل هؤلاء يستسلمون من الأزمة الأولى، بل ربما انتهى الامر بينهما بالطلاق.....) [بلوغ النجاح في الحياة الزوجية، كلاوديا إنكلمان، ص(49)].
لأنهم يتناسون أن الانسان ـ رجلًا كان أو امرأة ـ ليس بالإنسان الكامل وأنه لابد من (مواقف الضعف أو العجز، ولذلك فإن من المفيد للزوجين عندما تكون الأمور هادئة بينهما، أن يتفقا على بعض الكلمات التي يحبان سماعها أو لا يفضلان سماعها من الطرف الآخر، ويمكنهما الاتفاق على طريقة معينة للتعامل عندما يكون أحدهما أو كلاهما في حالة انزعاج أو غضب، فقد يتفقان مثلًا على أن تترك الزوجة زوجها وتذهب للقيام بأعمالها، عندما تراه في حالة غضب أو انزعاج، وأن لا تسأله ما السبب حتى يرتاح وعندما يبادر هو فيخبرها بالأمر في الوقت المناسب.....) [التفاهم في الحياة الزوجية، د. مأمون مبيض، ص (208- 209)، بتصرف].
إن حدة المشكلة وقوتها ليست العامل الرئيسى الذي يحدد إمكانية الوصول إلى حل من عدمه، بل الاستعداد والرغبة لدى الزوجين في مواجهة موضوع الخلاف هما المفتاح الحقيقي لحل الخلاف... (وفي جو يسوده التشجيع والتعاون يمكن للمشكلة مهما بلغت حدتها، أن تدعم وتقوي من عمق العلاقة الزوجية إذا واجه الزوجان المشكلة معًا....) [حان الوقت لزواج أفضل، د. جون كارلسون- د.دينكماير، ص (103)].
إن وجود المشكلات في حياتنا الزوجية أمر بديهي، ولذلك فإن من الحكمة إلا نهرب منها، بل نواجهها ونعمل على حلها ونحن لا نصل إلى النجاح في ذلك إلا عبر المعاناة، والألم بل إن المعاناة والألم هنا تكون طريقًا للنضج، فالوصول السهل المريح لا يدفعنا إلى النضج وتطوير أساليب حياتنا.
إنه لا أحد في الدنيا خالي من المشكلات، ولكي نستشعر الراحة، والرضا فإن علينا أن نواجه تحديات واقعنا.
و بعد أن يصل الزوجين إلى حلول لمشكلاتهم أطلب منهم أن ينظرا إلى:
نصف الكأس المملوء:
فعندما نلمس الجانب الطيب في شريك حياتنا نجد أن لديه خيرًا كثيرًا، قد لا تراه عيوننا أول وهلة...فقط فكر في (شيء من العطف على أخطائه شيء من الود الحقيقى له... شيء من العناية ـ غير المتصنعة ـ باهتماماته وهمومه... ثم ينكشف النبع الخير في نفسه فتراه يمنحك حبه ومودته وثقته في مقابل القليل الذي أعطيته إياه من نفسك....عندها يشعر شريك الحياة بالأمن وهو بجانبه...بالثقة في مودته بالعطف الحقيقى على كفاحه وآلامه، وعلى أخطائه وعلى حماقاته كذلك.. وشيء من سعة الصدر في أول الأمر كفيل بتحقيق ذلك كله...)[مستفاد من أفراح الروح، سيد قطب].
واطلب الآن من كل زوجين أن:
1. لا تحمل في عقلك سجلًا أسودًا:
فالزوج المحب ـ والزوجة المحبة ـ صاحب قلب أبيض لا يحمل في عقله سجلًا أسودًا ضخمًا لشريكه يدون فيه كل نقائص، وأخطاء شريكه الصغير منها والكبير ثم يتحدث بها ويستخدمها استخدامًا سيئًا بمناسبة وغير مناسبة.
والإنسان الناجح في علاقاته يتعامل مع أخطاء الآخرين بموضوعية، أى يقدر المميزات والعيوب فإن كانت المميزات أكثر من العيوب تعامل معه بمنطق {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
2. فرق بين الذات والسلوك:
أي نفرق بين الخطأ وبين الشخص الذي أخطأ تبعًا للقاعدة التي تقول (فرق بين الفعل والفاعل) فالفاعل زوجي وحبيبي والفعل تصرف خاطىء.
وهذه القاعدة الجليلة هي إحدى طرق السعادة والتغيير الفعال، وحسن الاتصال ليس فقط بين الزوجين ولكن أيضًا مع الأبناء، وقد سمعتها في دورة حضرتها بعنوان "قوة المبادرة" فحين تغضب الأم مثلًا من ابنها توجه له رسالة أنا وليس رسالة أنت كأن تقول له وهي غضبانة "أنا منفعلة ـ أنا غضبانة" ولا تقول "أنت فاشل - أنت غبي - أنت عنيد" لأنها بذلك تهدم شخصية الابن وتزعزع ثقته بنفسه دون أن تشعر.
وهذا يتطلب منا في بعض الأحيان إلى:
التغاضي:
فيحاول كل من الزوجين أن يتغاضى عن بعض ما لا يحب أن يراه في الآخر، ويغض الطرف عن نقائص الآخر فإن من أفضل الأمور في العلاقة الزوجية (أن تقبل شريك الحياة على ما هو عليه وأن تتقبل فكرة مخالفته في الطباع والتصرفات التي لا تروق لك، فإنه لا يمكن أن يتفق اثنان في كل شيء، وإلا لكانا شخصًا واحدًا... وليعلم كل منكما أن طول العشرة هو سبيل التعود على طباع شريك الحياة... أما محاسبة المرء لشريك حياته على كل صغيرة وكبيرة فإنها تهدد الكيان الزوجي... ولنا في المعلم الأكبر صلى الله عليه وسلم خير قدوة فما أكثر المواقف التي يقابلها بالسكوت البليغ أو التبسم الشفيق أو الإغضاء الرحيم أو الدعابة الحلوة التي تغير وجه الموقف كله) [حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري، ص (676)].
و لا ننسى منهج الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر) [رواه مسلم].
الواجب العملي:
1- أغلق الملفات المفتوحة بذكاء وحكمة مع شريك حياتك.
2- طبق قاعدة "وراء كل سلوك نية ايجابية" [دورة ممارس البرمجة اللغوية العصبية، د. إبراهيم الفقي].
3- فكل (سلوك يفعله الإنسان وراءه قيم ومبادئ ورسالة فتش عن رسالته، ولا تقف على الافعال والتصرفات ورسالة أي شخص في الحياة رسالة إيجابية حسنة من وجهة نظره، فابحث دومًا عن تلك الرسالة والنية الإيجابية) [سحر الاتصال، محمد أحمد العطار، ص(98)].
المصادر:
· سحر الاتصال محمد أحمد العطار.


· حتى يبقى الحب د. محمد محمد بدري.


· أفراح الروح سيد قطب.


· حان الوقت لزواج أفضل د. جون كارلسون- د.دينكماير.


· التفاهم في الحياة الزوجية د. مأمون مبيض.


· بلوغ النجاح في الحياة الزوجية كلاوديا إنكلمان.


· المشاكل الزوجية أ.جاسم محمد المطوع.


· أنت لا تفهمني ديبورا تانين.


· الخلافات الزوجية عادل فتحي عبد الله.


· دورة ممارس البرمجة اللغوية العصبية د. إبراهيم الفقي.

منقوووووول

رونق الامل
15 Nov 2012, 09:33 PM
بارك الله فيك
طرح جميل و انتقاء أروع
شكراً لكِ أختي فلة
ننتظر جديدك

رياض أبو عادل
19 Nov 2012, 02:37 PM
http://i565.photobucket.com/albums/ss98/abouhaider/thankyou/340-bless.gifhttp://www.mekshat.com/pix/upload04/images199/mk50153_domain-6f07493f90.gif

فله المميزة
22 Nov 2012, 06:13 PM
بارك الله فيكم على المرور أسعدني تواجدكم

الدكتور
24 Nov 2012, 12:08 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم


اختيار موفق لا حرمكم ربي الأجر والمثوبة

فله المميزة
02 Dec 2012, 06:48 PM
بارك الله فيكم على المرور أسعدني تواجدكم