المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارقبوه .. فإن عملها فاكتبوها له بمثلها-------



ام حفصه
13 Nov 2012, 11:29 AM
http://www.islamweb.net/ShowPic.php?id=38623



عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه

وسلم - : قال الله عز وجل : ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا

أكتبها له حسنة ما لم يعمل ، فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها ، وإذا

تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا

أكتبها له بمثلها ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت

الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به ، فقال :

ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة

، فإنما تركها من جرَّاي ) رواه الشيخان ، وهذه رواية مسلم .
غريب الحديث

تحدث : أراد ، وحدث نفسه

من جرَّاي : من أجلي

منزلة الحديث
هذا الحديث يبين عظيم فضل الله ورحمته بعباده ، ويبعث الأمل في

نفس المؤمن ، ويدفعها للعمل الصالح وكسب الأجر والثواب ، فما

أعظمه من حديث لترغيب القانطين من رحمة الله .

كتابة الحسنات والسيئات

تضمن الحديث بألفاظه المختلفة طريقة كتابة الحسنات والسيئات وأن

ذلك على أربعة أنواع ، هي :

1- الهم بالحسنة : فإذا هم العبد بعمل الحسنة ولم يعملها كتبها الله

له حسنة كاملة من دون مضاعفة لها ، وقوله : ( إذا تحدث عبدي بأن

يعمل حسنة ) المراد به الهمُّ والعزم المصمم الذي يوجد معه الحرص

على العمل ، وليس مجرد الخاطر العابر ، ومما يدل على ذلك قوله -

صلى الله عليه وسلم - كما في المسند بإسناد صحيح : ( فعلم الله

أنه قد أشعرها قلبه وحرص عليها كتبت له حسنة ) ، وهذه هي نية

الخير التي ينبغي على العبد أن يستصحبها في كل عمل ، ليكتب له

أجر العمل وثوابه ولو لم يعمله ، وفي الحديث الصحيح : ( إن بالمدينة

أقواما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إلا شركوكم في الأجر حبسهم

العذر ) رواه مسلم ، قال زيد بن أسلم : " كان رجل يطوف على

العلماء يقول من يدلني على عمل لا أزال معه لله عاملا ، فإني لا أحب

أن يأتي على ساعة من الليل والنهار إلا وأنا عامل لله تعالى ، فقيل له

: قد وجدتَ حاجتك ، فاعمل الخير ما استطعت ، فإذا فترت أو تركت ،

فَهِمَّ بعمله فإن الهامَّ بفعل الخير كفاعله " .

2- عمل الحسنة : إذا عمل العبد الحسنة ضاعفها الله له إلى عشر

أمثالها ، وهذه المضاعفة ملازمة لكل حسنة يعملها العبد ، وأما زيادة

المضاعفة على العشر فهي لمن شاء الله أن يضاعف له ، فقد

تضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، كما ثبت ذلك في

نصوص عديدة منها قوله تعالى في النفقة : { مثل الذين ينفقون

أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة

مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم } (البقرة: 261) ،

فدلت هذه الآية على أن النفقة في سبيل الله تضاعف إلى سبعمائة

ضعف ، وفي السنن عن خريم بن فاتك قال : قال رسول الله - صلى

الله عليه وسلم - : ( من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة

ضعف ) ، وقد تضاعف إلى أكثر من ذلك كما في حديث دعاء السوق

الذي رواه الترمذي عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله

عليه وسلم - قال : ( من دخل السوق فقال : لا إله إلا الله وحده لا

شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده

الخير وهو على كل شيء قدير ، كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحا

عنه ألف ألف سيئة ، ورفع له ألف ألف درجة ) .

وهناك أعمال لا يعلم مضاعفة أجرها إلا الله سبحانه كالصوم ففي

الحديث القدسي : ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي

به ) أخرجاه في الصحيحين ، لأنه أفضل أنواع الصبر ، وإنما يوفي

الصابرون أجرهم بغير حساب .

ومضاعفة الحسنات زيادة على العشر تكون بأمور منها : حسن إسلام

المرء كما جاء ذلك مصرحاً به في قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إذا

أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى

سبعمائة ضعف ، وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقي الله ) رواه

مسلم ، ومنها كمال الإخلاص ، وفضل العمل ، وزمن إيقاعه ، وشدة

الحاجة إليه .

ام حفصه
13 Nov 2012, 11:39 AM
3- الهم بالسيئة :الهم بالسيئات من غير عمل لها ، فإذا هم العبد بفعل سيئة ثم تركها من أجل الله

فإنها تكتب له حسنة كاملة ، بشرط أن يقدر عليها ثم يتركها خوفاً من الله كما في الحديث السابق ( إنما

تركها من جراي ) يعني من أجلي .


وأما إن هم بالسيئة ثم تركها مراءاة للمخلوقين أو خوفاً منهم ، أو عجزاً عنها ، فإنه لا يستحق أن

تكتب له حسنة كاملة ، بل تكتب عليه سيئة النية كما في حديث : ( إنما الدنيا لأربعة نفر ) وذكر منهم

رجلاً لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان من أهل المعصية والفسق

فقال عليه الصلاة والسلام : ( فهو بنيته فوزرهما سواء ) رواه الترمذي .


وأما إن سعى إلى المعصية ما أمكن ثم حال بينه وبينها القدر فقد ذكر جماعة من أهل العلم أنه يعاقب

عليها حينئذ عقاب من فعلها ، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : ( إذا التقى

المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ، قلت يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول ؟! قال :

إنه كان حريصا على قتل صاحبه ) .


وأما إذا لم تصل المعصية إلى مرتبة الهم والعزم كأن تكون مجرد خاطر يمر على القلب ولا يساكنه ، بل

ربما كرهه صاحبه ونفر منه ، فإنه معفو عنه ولا يحاسب المرء عليه ، بدليل قوله سبحانه : ارقبوه ،

فإن عملها فاكتبوها له بمثلها { لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه

يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } (البقرة: 284) ، فإن هذه الآية لما نزلت شق

ذلك على الصحابة ، فظنوا دخول الخواطر فيها فنزلت الآية بعدها وفيها قوله سبحانه : {ربنا ولا

تحملنا ما لا طاقة لنا به} (البقرة: 286) قال سبحانه كما في الصحيح ( قد فعلت ) ، وفي صحيح

البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تجاوز عن

أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) .


4- عمل السيئة :فإذا عمل العبد سيئة فإنها تكتب عليه من غير مضاعفة ، كما قال سبحانه : { ومن

جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون } (الأنعام: 160) ، لكن عقوبة السيئة قد تعظم

لأسباب عدة منها : شرف الزمان ، فالسيئة أعظم تحريماً عند الله في الأشهر الحرم ، قال سبحانه : {

إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك

الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم } (التوبة: 36) ، فقد نهى سبحانه عن ظلم النفس في جميع

أشهر السنة ، واختص منها الأشهر الحرم ، فجعل الذنب فيها أعظم .


ومنها: شرف المكان كالبلد الحرام قال سبحانه : { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }

(الحج: 25) يقول عمر رضي الله عنه : " لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة ، أحب إلى من

أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة " ، وقد تضاعف السيئات لشرف فاعلها ومكانته عند الله ، قال تعالى : {

يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا }

(الأحزاب: 30) .

لا يهلك على الله إلا هالك

وبعد هذا الفضل العظيم ، والرحمة الواسعة منه جل وعلا ، لا يهلك على الله إلا من استحق الهلاك ،

وأغلقت دونه أبواب الهدى والتوفيق ، مع سعة رحمة الله تعالى وعظيم كرمه ، حيث جعل السيئة حسنة

إذا لم يعملها العبد ، وإذا عملها كتبها واحدة أو يغفرها ، وكتب الحسنة للعبد وإن لم يعملها ما دام أنه

نواها ، فإن عملها كتبها عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، فمن حُرِم هذه السعة ،

وفاته هذا الفضل ، وكثرت سيئاته حتى غلبت مع أنها أفراد ، وقلت حسناته مع أنها مضاعفة فهو الهالك

المحروم ، ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه : " ويل لمن غلبت وِحْداتُه عشراتَه " .

منقول ---

فله المميزة
13 Nov 2012, 12:30 PM
بارك الله فيك ونفع الله بك

رونق الامل
13 Nov 2012, 12:43 PM
بارك الله فيك

طيف المدينة
15 Nov 2012, 11:48 AM
جُزيتِ خيراً أم حفصه وبُوركتِ

رياض أبو عادل
19 Nov 2012, 11:58 AM
http://i565.photobucket.com/albums/ss98/abouhaider/thankyou/340-bless.gifhttp://www.mekshat.com/pix/upload04/images199/mk50153_domain-6f07493f90.gif