المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرب زوال الانظمة الوضعية الكافرة



المنذر
25 Aug 2012, 08:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



عن حذيفة رضي الله عنه قال :قال رسول الله
(تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها إذا ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت).

عبدالله الكعبي
31 Aug 2012, 04:49 AM
معاني الحديث

ملكا عاضا : العَضُّ هو :الشدُّ بالأَسنان على الشيء ، وأَصل العَضِيضِ اللزوم وهي كناية عن شدّة الاستمساك بأَمر ما ؛ ولَزِمَه ولَزِقَ به .ملكا جبريا : من الإِجْبار وهو القهر والإِكراه

شرح الحديث

تكون النبوة في المجتمع الجاهلي ؛ وصفة لمرض طارىء في المجتمع الانساني مرضاً من الناحية الفكرية أو الروحية أو خللا في النظم الاجتماعية ، فتعيد صياغته على اساس توحيدي صحيح كامل شامل ومن ناحية تحمله لمسؤولية أعباء الدعوة - كما أمر الله – وبعد أن استكملت النبوة أهدافها ، حينئذ سيبقى تراث النبوة يمكن أن يقوم على أساسه العمل والبناء ويمكن تصور ذلك في فرض موت النبي وتولد ظروف وانحرافات تعصف بالرسالة وتذهب هذا التراث العظيم ، حينذاك تبقى النبوة ذات معالم تشير إلى الطريق المستقيم الذي ينبغي ان يسير عليه الأتباع فيما بعد ، ولا يوجد في حياة الناس ما يجسد مفهومها ومنظارها إلى الحياة. إلا جيل القدوة أصحابه الغر الميامين .

وتكرار نموذج الدولة والمنهاج في العصر النبوي كان في عصر الخلافة الراشدة التي احتذت حذو نبيها في جميع مرافق الحياة وقد شملها حديث النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ" ؛ ففهم من هذا الحديث انه لا فرق بين منهج النبوة وبين منهج الخلفاء من بعده .

وأكثر المفسرين على أن هذه الفترة امتدت إلى نهاية الخلفاء الراشدين – وقد استبعد شيخنا الإمام الألباني : أن خلافة عمر بن عبدالعزيز تحمل على هذا الحديث ؛ إذ لم تكن خلافته بعد ملكان : ملك عاض وملك جبري ومعاوية رضي الله عنه هو أول ملوك الإسلام كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سياق هذا الحديث الشريف.

أن الملك العاض ، هو حكم بالإسلام، ولكن فيه إساءة في تطبيق الإسلام من حيث البيعة !، كالاستخلاف وولاية العهد في الحكم مثلاً، لكن على الرعية الطاعة في غير معصية، ويحرم على المسلمين الخروج على الحاكم في هذا الملك العاض ما دام يحكم بالإسلام، وإن كان هناك إساءة في التطبيق من ظلم وجلد للظهر وأكل المال والإستخلاف وولاية العهد، ولا أدل على الملك العاض من ملك بني أمية ثم ما تلاه من عهد العباسيين والعثمانيين... وهذا يدل عليه الجزء الثالث من الحديث «ثم تكون مُلكاً عاضاً فيكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها».

إن الخلافة على منهاج النبوة، والتي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلمللمرة الثانية : «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت» هي البشرى لهذه الأمة الكريمة، وهذا هو أمل الأمة التي يجب عليها أن تتشبث به، وتعمل له بجد ونشاط، وتبذل وتضحي بالغالي والنفيس، وتبذل كل طاقتها لإيجاده، وتعيد البناء الذي بناه النبي صلى الله عليه وسلم.

إن سكوت الرسول صلىالله عليه وسلم بعد أن تكلم بكل هذا، وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، يدل على أن الله سبحانه وتعالى سيظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون، ولو كره الكافرون، وهذا ما دل عليه الحديث في الجزء السادس منه «ثم سـكت»... قــال الله تعـالى: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [الصف 9].

وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الصادق المصدوق: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل به الكفر .بعد هذا التفصيل، يتبين أن نجم الخلافة الثانية على منهاج النبوة قد لاح بالأفق ، و قد وردت أحاديث أخرى توضح مبلغ ظهور الإسلام و مدى انتشاره , بحيث لا يدع مجالا للشك في أن المستقبل للإسلام بإذن الله و توفيقه .

تعليق الألباني

و من البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن عبد العزيز ؛ لأن خلافته كانت قريبة العهد بالخلافة الراشدة ، و لم يكن بعد ملكين : ملك عاض و ملك جبرية ، و الله أعلم .هذا و إن من المبشرات بعودة القوة إلى المسلمين و استثمارهم الأرض استثمارا يساعدهم على تحقيق الغرض ، و تنبىء عن أن لهم مستقبلا باهرا حتى من الناحية الاقتصادية و الزراعية قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا " .

وأما الحديث الذي رواه الطبراني في الأوسط عن معاذ بن جبل مرفوعاً : " ثلاثون نبوة وملك ، وثلاثون ملك وجبروت ، وما وراء ذلك لا خير فيه "؛ فإسناده ضعيف ؛ كما هو مبيّن في "الضعيفة"(1399) ، وعزاه شيخ الاسلام ابن تيمية في "الفتاوى"(35/19) لمسلم نحوه ، وهو وهم