المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان أن ليلة القدر في رمضان وأن صوم وقيام النصف من شعبان ليس له أصل صحيح



عبدالله الكعبي
07 Jul 2012, 01:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


بيان أن ليلة القدر في رمضان وأن صوم وقيام النصف من شعبان ليس له أصل صحيح


إن كثيرًا من العوام يعتقدون في النصف من شهر شعبان: يعتقدون فيه عقيدتين ويفعلون فيه عادة ليس لها أصل من الشرع.


أما العقيدة الأولى: فإن كثيرًا من العوام يظنّون أن ليلة النصف يُكتب فيها ما يقدر في تلك السنة والأمر ليس كذلك؛ فإن الليلة التي يُكتب فيها ما يقدّر في السنة إنما هي ليلة القدر وليلة القدر لا تكون إلا في رمضان لقول الله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر: 1]


وقوله: إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان: 3-4]


وقوله: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ [البقرة: 185]


وبهذه الأدلة الثلاثة يتبيَّن أن ليلة القدر هي التي يُكتب فيها ما يجري في السنة وأنها في رمضان فقط وليست ليلة النصف من شعبان، هذه عقيدة؛ أعني: اعتقاد أنه يُكتب فيه ليلة النصف ما يجري في السنة لا أصل له في الشرع فلا يُعتقد .


وأما العقيدة الثاني: فإنهم يعتقدون أن قيام ليلة النصف من شعبان وصوم يوم النصف من شعبان فيه أجر وميزة على غيره من الأشهر وهذه العقيدة بناءً على أحاديث وردت في ذلك ولكنها أحاديث ضعيفة لا تقوم بها حجة ولا تثبت بها شريعة؛ وعلى هذا فليس من السنَّة أن يخصص يوم النصف من شعبان بصيام ولا ليلة النصف من شعبان بقيام وإنما هما كغيرهما في الشهور الأخرى، ولكنْ إذا صام الإنسان من هذا الشهر ثلاثة أيام - الأيام البيض - فإن له بذلك أجرًا كما أن له أجرًا بذلك إذا صامها في غيره من الأشهر بل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم في هذا الشهر ما لا يصوم في غيره: كان يصومه كله أو كله إلا قليلاً، وأما الأمر العادي الذي اعتاده بعض الناس فإن بعض الناس يصنعون في يوم النصف طعامًا يطعمونه جيرانهم ومعارفهم ويتخذون ذلك أمرًا راتبًا وهذا أيضًا لا أصل له، فلا أصل في الشريعة لفضيلة إطعام الطعام في يوم النصف من شعبان وعلى هذا فلا ينبغي للإنسان أن يتّخذه عادة لأنه قد يظن بعض الناس أنه من الأمور المشروعة وليس من الأمور المشروعة عن النبي صلى الله عليه وسلم .


وبعد، فإني أقول لكم: إن اتّباع السنّة والتزام ما صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرٌ وأفضل من أعمالٍ لم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن ذلك هو حقيقة الدين - أعني: اتّباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو حقيقة الدين لا أن يعتمد الإنسان على أشياء تلقَّاها مِمّن سبق وليس لها أصل في شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، فعبادة يكون الإنسان فيها متّبعًا تمام الاتباع ولو كانت قليلة خير من عبادات كثيرة ليس لها أصل في دين الله بل قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار" .

فله المميزة
07 Jul 2012, 10:49 AM
جزاك الله خير

ابراهيم الحربي
08 Jul 2012, 07:50 PM
بارك الله فيك اخي اليزيدي و جزاك الله خيرا عن الموضوع ولاكن ثبت في ذلك حديث واحد وهو قوله صلى الله عليه وعلىآله وسلم
في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لأهل الأرض الا لمشرك او مشاحن)
وورد بلفظ(ان الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه الا لمشرك او مشاحن) وبألفاظ متقاربة اخرى.وقد اخرج هذا الحديث الأئمة التالية اسماؤهم:


1-احمد في المسند عن عبد الله بن عمرو.


2-ابن خزيمة في صحيحه عن ابي بكر


3-ابن حبان عن معاذ


4-ابن ابي عاصم عن معاذ وابي بكر وابي ثعلبةوابي موسى


5- ابن ماجه عن ابي موسى


6-البيهقي في الشعب عن معاذ وكثير بن مرة الحضرمي


7- لبزار عن ابي هريرة


8-الطبراني في الكبير عن ابي ثعلبة


9- ابو محمد الجوهري عن عوف بن مالك
وقد صححه الإمام الألباني رحمه الله في الصحيحة 1144 و1563


لكن لم يثبت حديث في احيائها نعم تخصيصها بعبادة أمر مستحب ومما يدل على ذلك ماروى مسلم في كتاب الجنائز , باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها ( رقم 974 )


عن عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم خرج ذات ليلة إلى البقيع .


وهو الفعل نفسه الذي روي من طريق أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله ليلة النصف من شعبان، فيحمل قيام النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى البقيع في رواية مسلم على أنه كان في ليلة النصف , وإذا قيل إن هذا احتمال ! قلنا : هذا الاحتمال أولى لاتحاد صفة العمل أما حمله على أنها غير تلك الليلة فحمل لا يسعفه دليل .


فالاحتمال الأول أولى لأنه ينضم إليه الروايات الأخرى ولا ينضم للاحتمال الثاني شيء , لا ضعيف ولا غير ضعيف .


كما ينضم إلى هذا الاحتمال فعل السلف رضي الله عنهم واقتداء الخلف بهم إلى يومنا هذا فإن الإنكار ممنوع البتة وهو بدعة .


وقد سئل ابن تيمية رحمه الله تعالى عن صلاة ليلة النصف من شعبان فأجاب : (إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو حسن ) , وقال في موضع آخر : ( وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا ) . انتهى . (مجموع فتاوى ابن تيمية) (ج 3 / ص131-132)


وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في ( لطائف المعارف) (ص 263 ) : وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة , وكان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما من تابعي الشام يقومون في المسجد ليلة النصف , ووافقهم الإمام إسحاق ابن راهويه على ذلك , وقال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ذلك ببدعة . انتهى باختصار وتصرف .


والحاصل أن فضل هذه الليلة المباركة قد ثبت بالأحاديث الصحيحة واستحب قيامها كثير من السلف , فالقول ببدعيتها قول منكر, لم يعتمد في مذهب معتبر ولا غير معتبر .


ولا يلزم من كون الحديث – الآمر بقيام ليلها وصيام نهارها – ضعيفا أن يكون العمل به بدعة بل استحباب القيام والصيام جاء من أدلة أخرى كما بينا .


كما أن الإنكار في الوقت نفسه فيه رد لفعل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , فليحذر هؤلاء المنكرون من الوقوع في قوله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة , أو يصيبهم عذاب أليم )) ( النور : 63) .


أضف إلى ذلك أن إحياء ليلة النصف من شعبان ينقاس على إحياء الثلث الأخير من الليل بجامع النزول والاطلاع الإلاهي
فإن قال قائل :العبادات لايدخلها القياس !


قلنا :نعم ,إلا فيما عقل معناه ,كاستحباب المضمضة من كل طعام أو شراب فيه دسومة قياسا على اللبن .


وهنا عقل المعنى حيث أن التنزل الإلاهي محل إجابة الدعاء فيرجى حصول المطلوب في كل اطلاع وتنزل إلاهي وقد صح الحديث
في ليلة النصف من شعبان حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم(في ليلة النصف من شعبان يطلع الله على أهل الأرض فيغفر لهم إلا لمشرك أو مشاحن).

عبدالله الكعبي
09 Jul 2012, 03:21 AM
بارك الله فيك اخي ابراهيم الحربي تعقيب على تعليقك لا اجد التفاصيل بس مجرد وضعت تخريج الاحاديث الائمة ولا اجد التفصيل الكافي و يبدو انك احد طلبة علوم الشرعيه فلا تتسرع علي قول الائمة واليك التفصيل الموضوع علي تعليقك


بيان ضعف حديث النزول الإلهي في النصف من شعبان


قال الإمام حسنة الأيام محدث العصر والشام العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الأحاديث الصحيحة (م3/صـ135،ح1144):
" ما صح في ليلة النصف : 1144- ( يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه ، إلا لمشرك أو مشاحن ) .
حديث صحيح، رُوي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضاً، وهم معاذ بن جبل، وأبو ثعلبة الخشني، وعبدالله بن عمرو، وأبي موسى الأشعري، وأبي هريرة، وأبي بكر الصديق، وعوف بن مالك، وعائشة .


1- أما حديث معاذ
فيرويه مكحول عن مالك بن يخامر عنه مرفوعاً به . أخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم (512-بتحقيقي) : ثنا هشام بن خالد : ثنا أبو خليد عتبة بن حماد عن الأوزاعي وابن ثوبان [عن أبيه] عن مكحول به . ومن هذا الوجه أخرجه ابن حبان (1980) وأبو الحسن القزويني في الأمالي (4/2) وأبو محمد الجوهري في المجلس السابع (3/2) ومحمد بن سليمان الربعي في جزء من حديثه (217/1و218/1) وأبو قاسم الحسيني في الأمالي (ق12/1) والبيهقي في شعب الإيمان (2/288/2) وابن عساكر في التاريخ (15/302/2) والحافظ عبدالغني المقدسي في الثالث والتسعين من تخريجه (ق44/2) وابن المحب في صفات رب العالمين (7/2و129/2) وقال : ( قال الذهبي : مكحول لم يلق مالك بن يخامر ) . قلت: ولولا ذلك لكان الإسناد حسناً، فإن رجاله موثوقون، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(8/65): ( رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجالهما ثقات ).


2- وأما حديث أبي ثعلبة
فيرويه الأحوص بن حكيم عن مهاصر بن حبيب عنه . أخرجه ابن أبي عاصم (ق42-43) ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش (118/2) وأبو القاسم الأزَجي في حديثه (67/1) واللالكائي في السنة(1/99-100) وكذا الطبراني كما في المجمع وقال : ( والأحوص بن حكيم ضعيف ) . وذكر المنذري في الترغيب (3/283) أن الطبراني والبيهقي أيضاً أخرجه عن مكحول عن أبي ثعلبة ، وقال البيهقي : ( وهو بين مكحول وأبي ثعلبة مرسل جيد ) .


3- وأما حديث عبدالله بن عمرو
فيرويه ابن لهيعة : حدثنا حُيي بن عبدالله عن أبي عبدالرحمن الحبلي عنه . أخرجه أحمد(رقم6642). قلت: وهذا إسناد لا بأس به في المتابعات والشواهد، قال الهيثمي: (وابن لهيعة لين الحديث، وبقية رجاله وثقوا) . وقال الحافظ المنذري(3/283): (وإسناده لين) . قلت: لكن تابعه رشدين بن سعد بن حيي به . أخرجه ابن حيويه في حديثه (3/10/1) فالحديث حسن .


4- وأما حديث أبي موسى
فيرويه ابن لهيعة أيضاً عن الزبير بن سليم عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبيه قال: سمعت أبا موسى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه . أخرجه ابن ماجه (1390) وابن أبي عاصم واللالكائي . قلت: وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة . وعبدالرحمن وهو ابن عزرب والد الضحاك مجهول . وأسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة .


5- وأما حديث أبي هريرة
فيرويه هشام بن عبدالرحمن عن الأعمش عن أبي صالح عنه مرفوعاً بلفظ: ( إذا كان ليلة النصف من شعبان يغفر الله لعباده إلا لمشرك أو مشاحن ) . أخرجه البزار في مسنده (ص245-زوائده) . قال الهيثمي: ( وهشام بن عبدالرحمن لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ).


6- وأما حديث أبي بكر الصديق
فيرويه عبدالملك بن عبدالملك عن مصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عنه . أخرجه البزار أيضاً وابن خزيمة في التوحيد(ص90) وابن أبي عاصم واللالكائي في السنة (1/99/1) وأبو نعيم في أخبار أصبهان (2/2) والبيهقي كما في الترغيب (3/283) وقال: ( لابأس بإسناده)! وقال الهيثمي: ( وعبدالملك بن عبدالملك ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يضعفه وبقية رجاله ثقات) ! كذا قالا ، وعبدالملك هذا قال البخاري في حديثه نظر ). يريد هذا الحديث كما في الميزان .


7- وأما حديث عوف بن مالك
فيرويه ابن لهيعة عن عبدالرحمن ابن أنعم عن عبادة بن نسي عن كثير بن مرة عنه . أخرجه أبو محمد الجوهري في المجلس السابع والبزار في مسنده (ص245) وقال: ( إسناده ضعيف ) . قلت: وعلته عبدالرحمن هذا ، وبه أعله الهيثمي فقال: (وثقه أحمد بن صالح، وضعفه جمهور الأئمة، وابن لهيعة لين، وبقية رجاله ثقات ) . قلت: وخالفه مكحول فرواه عن كثير بن مرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرسلاً . رواه البيهقي وقال: (وهذا مرسل جيد). كما قال المنذري . وأخرجه اللالكائي (1/102/1) عن عطاء بن يسار ومكحول والفضل بن فضالة بأسانيد مختلفة عنهم موقوفاً عليهم ، ومثل ذلك في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال بمجرد الرأي . وقد قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (ص143): (وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث متعددة، وقد اختلف فيها، فضعفها الأكثرون وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه، ومن أمثلها حديث عائشة قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم...) الحديث .


8- وأما حديث عائشة
فيرويه حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عنها مرفوعاً بلفظ: ( إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا ، فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ) . أخرجه الترمذي(1/143) وابن ماجه(1389) واللالكائي(1/101/2) وأحمد(6/238) وعبد بن حميد في المنتخب من المسند (194/1-مصورة المكتب) وفيه قصة عائشة في فقدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة . ورجاله ثقات ، لكن حجاج وهو ابن أرطأة مدلس وقد عنعنه ، وقال الترمذي: ( وسمعت محمداً (يعني البخاري) : يضعف هذا الحديث ) .


وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح بلا ريب، والصحة تثبت بأقل منها عدداً ، ما دامت سالمة من الضعف الشديد كما هو الشأن في هذا الحديث ، فما نقله الشيخ القاسمي رحمه الله تعالى في إصلاح المساجد (ص170) عن أهل التعديل والتجريح أنه ليس في فضل ليلة النصف من شعبان حديث يصح ،فليس مما ينبغي الإعتماد عليه، ولئن كان أحد منهم أطلق مثل هذا القول فإنما أُوتي من قبل التسرع وعدم وسع الجهد لتتبع الطرق على هذا النحو الذي بين يديك . والله تعالى هو الموفق . " انتهى كلامه رحمه الله تعالى

عبدالله الكعبي
11 Jul 2012, 05:29 PM
التنبيه على كلام الشيخ الألباني المذكور في المقال السابق




1) حديث معاذ رضي الله عنه :
ذكره الدارقطني في العلل(6/50) وبين أوجه الاختلاف فيه فقال :
يروى عن مكحول واختلف عنه فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القاري عن الأوزاعي عن مكحول وعن ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل قال ذلك هشام بن خالد عن أبي خليد حدثناه ابن أبي داود قال ثنا هشام بن خالد بذلك وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي فرواه عن أبي خليد عن ابن ثوبان عن أبيه عن خالد بن معدان عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل(( كلاهما غير محفوظ ))
وقد روي عن مكحول في هذا روايات
وقال هشام بن الغاز عن مكحول عن عائشة رضي الله عنها
وقيل عن الأحوص بن حكيم عن مكحول عن أبي ثعلبة
وقيل عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وقيل عن مكحول عن أبي إدريس مرسلا
وقال الحجاج بن أرطأة عن مكحول عن كثير بن مرة مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
وقيل عن مكحول من قوله
(( والحديث غير ثابت ))
انتهى كلام الدارقطني رحمه الله .
ويبدوا أن مكحولا قد اختلف عليه في هذا الحديث كثيرا كما سبق في كلام الدارقطني وأشار إلى هذا الاختلاف البيهقي في فضائل الأعمال ص 119-122 حيث ذكره
عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ رضي الله عنه
وعن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني
وعن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي
وعن مكحول موقوفا عليه .


2) حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه
ذكره الدارقطني في العلل 6/323 فقال (يرويه الأحوص بن حكيم واختلف عنه فرواه عيسى بن يونس عن الأحوص عن حبيب بن صهيب عن أبي ثعلبة وخالفه مخلد بن يزيد فرواه عن الأحوص عن مهاصر بن حبيب عن أبي ثعلبة ((( والحديث مضطرب غير ثابت) انتهى كلام الدارقطني رحمه الله .
وهناك من ذكر بين المهاصر بن حبيب وبين أبي ثعلبة ( مكحولا ) كما عند الطبراني في الكبير(22/224)والبيهقي في الفضائل ص 121 وفي الشعب كذلك
فيكون هذا لون من الاختلاف على مكحول
والأحوص فيه كلام من ناحية حفظه ومن ناحية رفعه للأحاديث
قال البخارى : قال علي : كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث ، و أما يحيى بن سعيد فلم يرو عن الأحوص و هو يحتمل .
و قال إسماعيل بن إسحاق القاضى عن على ابن المدينى عن سفيان : قلت للأحوص إن ثورا يحدثنا عن خالد بن معدان فقال : أو يعقل ؟ قال على : فكأنه غمزه.
قال على : و سمعت يحيى بن سعيد يقول : كان ثور عندى ثقة .
قال على : هو عندى أكبر من الأحوص و الأحوص صالح .
و قال في موضع آخر : و الأحوص ثقة .
و قال في رواية : لا يكتب حديثه .
و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه : أبو بكر بن أبى مريم أمثل من الأحوص ابن حكيم .
و كذلك قال عباس الدوري عن يحيى بن معين .
وقال إبراهيم بن هانىء النيسابوري عن أحمد بن حنبل : لايسوى حديثه شيئا .
وقال إسحاق بن منصور و إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد و معاوية بن صالح و محمد ابن عثمان بن أبى شيبة عن يحيى بن معين : ليس بشيء .
وقال أحمد بن عبد الله العجلي : لا بأس به .
وقال يعقوب بن سفيان : كان ـ زعموا ـ رجلا عابدا مجتهدا و حديثه ليس بالقوى .
وقال الجوزجاني : ليس بالقوى في الحديث .
و قال النسائي : ضعيف . وقال في موضع آخر : ليس بثقة .
وقال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سمعت أبى يقول : الأحوص بن حكيم ليس بقوى ، منكر الحديث و كان ابن عيينة يقدم الأحوص على ثور في الحديث و غلط ابن عيينة في تقديم الأحوص على ثور ، ثور صدوق و الأحوص منكر الحديث .
وقال الحافظ أبو القاسم : بلغني أن محمد بن عوف سئل عنه فقال : ضعيف الحديث .
و قال الدارقطني : يعتبر به إذا حدث عنه ثقة .
وقال أبو أحمد بن عدى : له روايات و هو ممن يكتب حديثه و قد حدث عنه جماعة من الثقات و ليس فيما يرويه شىء منكر إلا أنه يأتي بأسانيد لا يتابع عليها .
وقال أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في " تاريخ الحمصيين " : و الأحوص بن حكيم وفد على حمص أيضا .
و قال ابن عمار : صالح .
و قال ابن حبان : لا يعتبر بروايته .
وحكى عن أبى بكر ابن عباس قيل للأحوص : ما هذه الأحاديث التى تحدث بها عن النبي صلى الله عليه و آله وسلم ؟ قال : أوليس الحديث كله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقال الساجي : ضعيف عنده مناكير . اهـ .
وكلام أحمد فيه شديد:
قال ابن هانئ سألت أبا عبد الله عن الأحوص بن حكيم فقال ( ضعيف لايسوى حديثه شيئا قال أبو عبدالله كان له عندي شيء فخرقته)
وقال الميموني عن أحمد ( واه )
وقال عنه صالح ( قال أبي الأحوص بن حكيم لايروى حديثه يرفع الأحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم)
فهذه الطريق شديدة الضعف .


3) حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه:
وفي إسناده ابن لهيعة وحيي بن عبدالله
وحيي بن عبدالله قال عنه أحمد ( أحاديثه مناكير)
وقال البخاري( في حديثه نظر وقال أيضا فيه نظر)
فلا يستشهد بهذه الرواية
وقد ذكر الشيخ الألباني كذلك متابعة رشدين بن سعد له
ورشدين شديد الضعف فلا تنفعه هذه المتابعة.


4) حديث أبي موسى رضي الله عنه:
فالضحاك مجهول فلا يستشهد به
وقد اختلف على ابن لهيعة في هذا الإسناد
فرواه أبو الأسود بن عبدالجبار وسعيد بن كثير بن عفير عن ابن لهيعة عن الضحاك عن أبيه عن أبي موسى به
وخالفهما الوليد بن مسلم فقال عن ابن لهيعة عن الضحاك بن أيمن عن الضحاك بن عبدالرحمن عن أبي موسى ولم يقل عن أبيه ، وجعل الضحاك بن أيمن بدل الزبير بن سليم ينظر تهذيب الكمال (9/308) وتاريخ ابن عساكر (18/326)


5) حديث أبي هريرة رضي الله عنه
فيه هشام بن عبدالرحمن لايعرف وروايته هذه منكرة جدا حيث إنه تفرد بها عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة فأين أصحاب الأعمش عن هَذَا !
فلا يستشهد بهذه الرواية والله أعلم.


6) حديث أبي بكر رضي الله عنه:
ففيه عدة علل منها :
عبدالملك بن عبد الملك قال عنه الدارقطني متروك كما في سؤالات البرقاني(304)
وقال البخاري ( فيه نظر) كما في الكبير
ومسألة سماع محمد عن أبيه فيها نظر تكلم عنها البزار في مسنده(1/158) .


7) حديث عوف بن مالك رضي الله عنه:
ففيه ابن لهيعة وفيه عبدالرحمن بن زياد بن أنعم وهو معلول بالإرسال كما ذكر الشيخ فيرجع إلى الاختلاف على مكحول كما سبق .
8) عائشة رضي الله عنها:
ففي اسناده الحجاج وقد اختلف عليه فذكره كما هنا عن عروة وعن عائشة وجاء عنه عن يحي مرسلا وهو الصواب كما ذكر البيهقي في الشعب(3826)
وجاء من طريق آخر عن عائشة عن سليمان بن أبي كريمة
ضعفه أبو حاتم وقال ابن عدي عامة أحاديثه منا كير .
فلا يستشهد بهذه الطريق


فتبين بهذا أن كل الطرق معلولة ولا تتقوى لشدة ضعفها
وقد قال العقيلي في الضعفاء(3/29) (وفي النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين ، والرواية في النزول كل ليلة أحاديث ثابتة صحيحة ، فليلة النصف من شعبان داخلة فيها ان شاء الله) انتهى.

رونق الامل
16 Jul 2012, 08:46 PM
بارك الله فيكم

شامخه بديني
16 Aug 2012, 02:19 AM
جزاكم الله خير ورفع الله قدرركم