المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسجد وأمير // للشيخ صالح المغامسي



رونق الامل
11 Jun 2012, 11:01 AM
مسجد وأمير - مقال للشيخ صالح المغامسي في جريدة الشرق الاوسط - الثلاثاء 15رجب 1433هـ

السجود لله أشرف أوضاع المسلم، وأعلى أحواله، وأقربها من ربه، بالسجود تنال أسنى المطالب، قال عليه الصلاة والسلام لربيعة بن كعب لما طلب منه ربيعة مرافقته في الجنة: «فأعني على نفسك بكثرة السجود»، وبه يثبت قلب المؤمن على طاعة ربه وتوحيده، فالسحرة من قوم فرعون لما آمنوا سجدوا، فلما هددهم فرعون قالوا: «فاقض ما أنت قاض»، ولم يكن لهم بعد طاعة ولا قربة إلا السجود.
ويشرع عند تلاوة بعض آيات القرآن سجود التلاوة، ليتناسب جليل ما يتلى مع حال من يتلو، وسميت المساجد بهذا الاسم لأنها مواضع الصلاة، والصلاة ركنها الأعظم السجود.

ومسجد قباء أفضل المساجد في الأرض بعد المساجد الثلاثة، وفي الحديث الصحيح «من توضأ في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين كانت له كأجر عمرة»، وما زال المسلمون بحمد الله يدركون هذا الفضل ويتزودون لأنفسهم بعظيم الأجر، فيأتون فرادى وجماعات إلى هذا المسجد المبارك الذي وضع لبناته الأولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويوم الجمعة الذي مضى، قدم سلمان بن عبد العزيز إلى مسجد قباء، بعد أن صلى الجمعة في المسجد النبوي، يرجو من الله ما يرجوه المسلمون، قدم إلى ذلكم المسجد الطاهر لا بوصفه وزيرا للدفاع، ولا رجل الدولة المعروف، ولا بوصفه أميرا للمؤرخين وقامة في أهل الرأي والمفكرين، وكل ذلك من شمائله، بل قدم بوصفه عبد الله العلي الأعلى.

أدرك سلمان بن عبد العزيز ذلك، فلم تسبقه الصحافة ولا رجال الإعلام ولا كاميرات التلفاز، وتلك لها أحوالها ومواطنها بلا شك، لكن الحال هنا حال التأسي بالنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم في عبادة شرعها وبين فضلها، وتبعه أصحابه على ذلك.

دخل سلمان بن عبد العزيز المسجد، فلم تخل له ساحة، ولم يعد له مكان مسبق، ولا طلب من أحد من المصلين أن يتحرك من مكانه أو يقوم.

أقبل بعض المصلين والعابدين والقارئين في المسجد على الأمير يسلمون عليه، وهم وفق أحوالهم في الدنيا منهم الصغير ومنهم الكبير، ومنهم الوضيع ومنهم الرفيع، ومنهم العربي ومنهم الأعجمي، وسلمان يصافح الجميع ولا يستثني أحدا.

صلى سلمان بن عبد العزيز ركعتين دعا ربه، ناجى مولاه، ثم خرج من المسجد.

لم يذكر الخبر في أي وسيلة إعلامية لا رسمية ولا خاصة، وأنا إمام المسجد فدونت ما رأيت بعيني، وقد كنت حاضرا قدرا، فلم يطلب مني ألبتة أن أكون موجودا ساعة زيارة سموه لهذا المسجد المبارك.

حررت ذلك كله لأقول: إن من سنن الله في خلقه، أن العبد إذا أراد أن يخفي طاعته، يظهر الله عبقها وطيبها في الدنيا قبل الآخرة ولو بعد حين.

ومن أراد أن يعلم الناس طاعته ويتحدثون عنها، يخفيها الله، وقلما يتحدث بها ركب أو تسير بها أحاديث. فطبت وطاب ممشاك يا سلمان بن عبد العزيز، والله حسيبك ووليك ولا أزكي على الله أحدا.









منقول

عبدالله الكعبي
11 Jun 2012, 09:35 PM
بارك الله فيكم

رونق الامل
11 Jun 2012, 09:55 PM
بارك الله فيكم
و فيكم بارك الله
جزيتم خيرا على المرور

شامخه بديني
14 Jun 2012, 02:46 AM
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا

رونق الامل
14 Jun 2012, 10:01 AM
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا
وبارك فيك أختي شامخة
اسعدني مرورك

فله المميزة
15 Jun 2012, 07:54 PM
جزاك الله كل خير

رونق الامل
15 Jun 2012, 10:55 PM
جزاك الله كل خير

بارك الله فيك أختي فلة
اسعدني مرورك