المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن تنصروا الله .. ينصركم



طيف المدينة
31 May 2012, 02:06 AM
إن تنصروا الله ينصركموعد الله تعالى عباده المؤمنين بأن يمنع عنهم كيد أعدائهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. فهذا وعد من الله الذي لا يخلف وعده، قال الله تعالى: {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ} [التوبة: 111]، وقال تعالى: {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [الروم: 6]، فالوعد في هذه الآية بالنصر والتمكين للمؤمنين متحقق لا محالة.

ووعد آخر بالعلو على الكافرين وهزيمتهم، قال الله تعالى: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} [النساء: 141]، ولكن لكل واحد من الواعدين شروطًا يتوقف تحققه عليها.

فالآية الأولى تبين أن النصر مشروط بنصرة العباد لله تعالى، ونصرة الله تعني الامتثال التام لما أمر الله به، والاجتناب التام لما نهى عنه، وهي دعوة جرت على ألسنة الرسل قبل نبينا، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إلى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف: 14]؛ فعيسى u دعا قومه وأتباعه لنصرة الله تعالى.

والآية الأخرى علقت النصر والتمكين بنصرة الله، كما أن الآية التي أخبر الله تعالى فيها بأنه لن يجعل للكافرين علوًّا ولا ظهورًا على المؤمنين بينت أن ذلك الكبت للكافرين إنما يكون في مقابل أهل الإيمان، والإيمان ليس بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل؛ فالمسلم حتى يكيد الله له ويقويه على أعدائه ويصرف عنه كيدهم لابد أن يوالي الله تعالى حق الولاء، ويقوم بما يجب عليه حق القيام، فمن فرط في نصرة الله تعالى لن ينال من الله النصر والتأييد؛ ولذا قال المولى تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].

ولا سبيل للمسلم إلى ولاية الله، حتى يكيد له رب العزة كما كاد Y لأنبيائه ورسله بمن هو أهل للكيد، إلا إذا سار على درب الأنبياء وعمل بتعاليمهم، فعندئذٍ لن يتخلف وعد الله تعالى الذي أثبته في كتابه: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ} [الصافات: 171، 172].

إننا نتساءل اليوم: متى نصر الله؟ أما آن لليل أن ينجلي؟ أما آن للفجر أن ينبلج؟ أما آن للقيد أن ينكسر؟ ولكننا-إلا من رحم الله- نمدد أمد الليل بمسيرنا عكس جهة الشروق؛ وذلك بما ندخله في بيوتنا من مفاسد وشرور، ونوغل في البعد بما نطوق به أنفسنا من المعاصي والمخالفات، وندبر عن طريق الفجر والنور بإعراضنا عن منهج الله.

ألا فليعلم من يقع في المخالفات أنه ثقل في موازين الأعداء، خصم على أمته، وليعلم من يعرض عن الطاعات أنه يحدث في جسد الأمة-وهو منها- جراحات غائرة تزيدها إثخانًا وضعفًا، وليعلم من يتغافل عن نصح غيره ويترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه يطيل على الأمة ما هي فيه من الكربات.

إن كل واحد منا مدعوٌّ لأنْ يزن حاله ليعرف هل هو خصم على الأمة، هل هو ثقل في ميزان أعدائها، هل هو سبب في إطالة ليلها بما اقترفت يداه، فما أشقى من شقيت به الأمة! وما أسعد من سعدت به الأمة! أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.


الكاتب: د. ناصر العمر

المصدر: موقع المسلم

رونق الامل
31 May 2012, 12:03 PM
جزيت خيرا أخيتي

الدمعة اليتيمة
01 Jun 2012, 01:04 PM
بارك الله فيك ِ اختي طيف و جزاك ِ الله جنات النعيم

إن كل واحد منا مدعوٌّ لأنْ يزن حاله
ليعرف هل هو خصم على الأمة
هل هو ثقل في ميزان أعدائها
هل هو سبب في إطالة ليلها بما اقترفت يداه
فما أشقى من شقيت به الأمة!
وما أسعد من سعدت به الأمة!
أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم.

زمرد
03 Jun 2012, 09:09 PM
اللهم انصر المؤمنين والمؤمنات
" ويسئلونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا "
بارك الله فيكي اختي وجزيتي خير الجزاء

فله المميزة
04 Jun 2012, 06:12 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم

شامخه بديني
05 Jun 2012, 11:18 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم

عبدالله الكعبي
11 Jun 2012, 08:31 PM
جزاك الله خيرا اختي طيف المدينة و بارك الله فيك إن كل واحد منا مدعو لأن يزن حاله ليعرف هل هو خصم على الأمة، هل هو ثقل في ميزان أعدائها، هل هو سبب في إطالة ليلها بما اقترفت يداه، فما أشقى من شقيت به الأمة وما أسعد من سعدت به الأمة، أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم تقربوا إلى الله بتقواه وثقوا بمعية الله "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون"لنقيم الليل والآن في الصيف قد يأتي الثلث الأخير وأنت متيقظ. فلا تحرم نفسك من ركعتين ترفع فيهما أكف الضراعة إلى رب رحيم جواد كريم حليم عظيم يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء. بيده الأمر, وهو على كل شيء قدير ولا تشغلوا بالكم بالعلمانيين وضلال الإعلام ولا تكثروا الالتفات لأن من أكثر الالتفات لا يكاد يصل احتسبوا الأجر في نشر الوعي والتقرب إلى الله أنك تساهم في تحكيم شرعه وبقدر إخلاصك وصدقك وعملك لله يكون سهمك في نشر دين الله