المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجة واحدة تكفي ... مقال رائع



فله المميزة
06 May 2012, 07:18 PM
زوجة واحدة تكفي







الشيخ د. سلمان بن فهد العودة




سألتني هل تزوج النبي -صلى الله عليه وسلم - على خديجة؟ قلت: لم يتزوج عليها حتى ماتت؛ إكراماً لها، وتقديراً لسابقتها وفضلها وصديقيتها، على أنه تزوجها وعمرها أربعون بينما كان عمره -عليه السلام- خمساً وعشرين!


خديجة سيدة الإسلام الأولى لم تذق نكد المشاركة من أخريات، بل ظفرت بالحبيب المصطفى قلباً وجسداً، وهذا شرف لم يشاركها فيه أحد.


نعم؛ تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعدها وعدَّد، وأذن الله في كتابه بالتعدد بشرط العدل.


(فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )(النساء: من الآية3)


قال الضحاك وغيره: (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا..) في الميل والمحبة والجماع والعشرة والقسم، (فَوَاحِدَةً)، وهذا منع من الزيادة التي تؤدي إلى ترك العدل في القسم وحسن العشرة.


وقد قال النبي عليه السلام: « اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِى فِيمَا أَمْلِكُ فَلاَ تَلُمْنِى فِيمَا تَمْلِكُ وَلاَ أَمْلِكُ ». أخرجه أصحاب السنن، وابن حبان، والحاكم وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.


على أن شكواك أيتها الفاضلة لها ما يُسوِّغها، فليس من الوفاء أن تعيش معها دهرك الأول، وزمن البناء والتأسيس لشخصك، ومشروعك ومنزلك، وهي تشاطرك العناء، وتدفعك للإنجاز، وتُضحِّي معك، وتبذل من مالها في البناء والشراء والعمل..


ثم تفاجأ في لحظة قصيرة أنك أضفت إلى دفتر العائلة فتاة صغيرة لم تقطع معك مراحل عمرك ولم تعش صعابه، بل وجدتك في قمة إنجازك ونجاحك، أو في طريقك الهادئ، فأخذتك كلك عاطفة وروحاً وحناناً وعطاءً، ورميت بيتك الأول وأسرتك وأولادك جانباً، تمر مرّ الكرام، وربما تلقي السلام، ولكنك متحفز مستوفز عَجِل، تنظر في الساعة وتقلِّب عينيك يميناً وشمالاً، وتتحجج بالمعاذير، ولم تكن كذلك من قبل.


أين الوفاء للأولى ومشاعرها وعيشتها الطويلة معك؟ لِمَ لمْ تجعلها تشاطرك التفكير -على أقل تقدير- بدلاً من أن تعلم بذلك من الناس أو تفاجأ به بعد حدوثه بزمن؛ مما جعلها تشعر وكأنها مغفلة لا تدري، وهي آخر من يعلم!


الشاب الآخر فتى لم يتكون بعد، ولم يقو عوده، يسكن بالإيجار وراتبه قليل، ولديه أطفال.. وهو يخطط للتعدد ويقول: "إن الرزق على الله"، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة!


العدل مسألة بالغة الأهمية، وكم من الناس من لديه القدرة على العدل في النفقة -هذا إذا كان يجد النفقة- والعدل فيما يستطيع العدل فيه، والحفاظ على نفسية الزوجة والأولاد..


العاطفة أساس العلاقة.. فهل تجد في نفسك ثروة عاطفية كافية لاستيعاب أولاد هنا وأولاد هناك، فضلاً عن القيام بتربيتهم ورعايتهم وتعليمهم وإعدادهم للحياة؟


هل تلوم المرأة على صدمة عنيفة قد يطول شفاؤها منها خاصة إذا كانت تحبك حقاً، وقد أخلصت لك، وجعلتك كل شيء في حياتها الإنسانية، ولم تفتح معك يوماً حساباً، ثم وجدت نفسها وحيدة معزولة بعد أن مضى من عمرها ما مضى..


لست أنكر عليك أن للأزواج ظروفهم وأسبابهم، ولا أحرِّم ما أحل الله، بيد أن ظروف الحياة اليوم ليست كهي بالأمس، وقد تعقدت الأمور، وصارت مسائل الإنفاق والتربية والرعاية والحنان من الأمور التي يتحدث عنها الكثيرون، ويجدونها مبذولة فيمن حولهم، ويشاهدونها، عبر الأعمال الدرامية والفنية، ويحسون بالضغوط تطحنهم طحناً، ألا يجدر بهذه المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السكانية أن تجعل الإنسان يفكر مرتين قبل الإقدام، بدلاً من التفكير مرة واحدة، أو الفعل دون تفكير؟


ما هذه "الحنية" المفاجأة التي أخذتك تجاه موضوع العنوسة وحل مشكلته في البلد؟!


ألا تظن أن الرب العظيم في السماء الذي يوصينا بالرحمة والإشفاق على خلقه، يرضى عن عبد من عباده همَّ بضم أخرى إلى حياته ثم أحجم رحمة بزوجه الأولى، وإشفاقاً على أولاده أن تعصف بهم عواصف الفرقة، أو يؤول أمرهم إلى شتات وانفصال؟ فترك متعة عابرة هي حلال بالأصل خوفاً من مؤاخذة الله له بعدم العدل، وهو أعلم بمدى قدرته عليه، وفي ظاهر الآية فمجرد خوفه من عدم العدل يجعل الخيار أمامه (فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ).


أو ترك ذلك حفاظاً لدينهم وإيمانهم أن يفتنوا، وقد جاء في الصحيح أن النبي -عليه السلام- حين سمع أن علياً يريد أن يتزوج بنت أبي جهل كما في البخاري ومسلم عن المسور بن مخرمة: (إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي وَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا.. وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ مَكَانًا وَاحِدًا أَبَدًا).


فقد يكون ما يضير الزوجة هو التعدد ذاته، أو يكون وصفاً في الزوجة الثانية كمنبتها أو غيره.. وليس في الأمر تحليل حرام أو تحريم حلال، ولا سياق أحكام محضة، بل هي دعوة إلى حسن العشرة والوفاء والتأني وتقدير المصلحة للنفس ولشريكة الحياة الأولى وللأولاد، ومدى قدرة المرء على العطاء، وليس العطاء المادي فحسب، على أهميته، وعلى أن المرأة الواحدة قد تسمح، ولكن مع وجود الشريكة فإنها تطلب وتلح، والعطاء أوسع من أن يكون مجرد مال، بل الصبر والحلم والأخلاق، والعاطفة والحنان، والمتابعة والاهتمام بالوضع النفسي والصحي.. والأمر يتطلب حديثاً أوسع وقصص الإهمال والتخلي عن الأسرة الأولى تشيب لبعضها الرؤوس، وقصص انسحاب بعض الزوجات من حياة الزوج بعد الزواج الثاني ما يحزن ويدمي ..




:::::::::::::

منقول من موقع الشيخ سلمان بن فهد العودة

رونق الامل
10 May 2012, 08:18 AM
بارك الله فيكم

فله المميزة
17 May 2012, 08:44 PM
بارك الله فيكم على المرور أسعدني تواجدكم

الدكتور
20 May 2012, 12:10 PM
يبقى التعدد حق ما بقي القيام بشرط الله فيه ....... ولنتذكر جيدا ولنعي قوله تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)

بارك الله فيكم ونفع بكم اختيار موفق أختنا الكريمة

فله المميزة
30 May 2012, 02:09 PM
بارك الله فيكم على المرور أسعدني تواجدكم

حبيبة والدها
31 May 2012, 02:46 PM
شكرا على الموضوع وبرأيي أن الرجال يختلفون في التعدد والتعامل مع النساء

شكرا على الطرح القيم وبرأيي أن الرجال يختلفون في التعدد والتعامل مع النساء فمنهم من يرى الامر صعب ومستحيل ومنهم من ييسره الله له ويصبح الامر عادي وسهل له ولزوجاته ولله الحمد وأي رجل يخاف الله يستطيع التعدد والعدل وتربية الابناء.
قرات مقال بخصوص هذا الموضوع واحببت ان تشاركنى فيها


ان هدي القرآن للتي هي أقومُ إباحة تعدد الزوجات إلى اربع,وأن الرجل إذا خاف عدم العدل بينهن لزمه الاقتصار على واحدة أو ملك يمين,كما قال تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)..
ولا شك ان الطريق التي هي اقوم الطرق وأعدلها هي إباحة تعدد الزوجات,لأمور محسوسة يعرفها كل العقلاء,منها:











1-منها أن المرأة الواحدة تحيض وتمرض وتنفس إلى غير ذلك من العوائق المانعة من قيامها بأخص لوازم الزوجية,والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأمَّة,فلو حبس عليها في احوال أعذارها,لعطلت منافعه باطلا في غير ذنب.
2-ومنها أن الله اجرى العادة بأن الرجال أقل عددا من النساء في اقطار الدنيا وأكثر تعرضا لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة,فلو قصر الرجل على واحدة,لبقي عدد ضخم من النساء محروما من الزواج,فيضطررن إلى ركوب الفاحشة,فالعدول عن هدي القرآن في هذه المسألة من اعظم أسباب ضياع الأخلاق والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق,فسبحان الحكيم الخبير (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)..

3-ومنها أن الإناث كلهن مستعدات للزواج,وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم,فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات له من النساء,لأن المرأة لا عائق لها,والرجل يعوقه الفقر وعدم القدرةعلى لوازم النكاح,فلو قُصر الواحدُ على الواحدةلضاع كثير من المستعدات للزواج أيضاً بعدم وجود أزواجوفيكون ذلك سببا لضياع الفضيلة وتفشي الرذيلة,والانحطاط الخلقي,وضياع القيم الإنسانية كما هو واضح..
فإن خافالرجل ألا يعدل بينهنووجب عليه الاقتصار على واحدة,أو ما ملكت يمينه لأن الله يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية..




عزيزتي الزوجة الأولى.. لا تحملي قلبك فوق طاقته

من المؤسف حقاً ما قد بات متعارفاً عليه في بعض البلاد الإسلامية، من طلب المرأة الطلاق من زوجها بمجرد معرفتها برغبته في الارتباط بأخرى، حتى أن بعض النساء قد يتحرجن من إعلان رغبتهن في عدم طلب الطلاق، أمام نظرات الناس وكلماتهن المحفزة لهن بضرورة الأخذ بالثأر والانتقام لكرامتهن.

ثم ما أن تحصل المرأة على ما أرادت فتُطلَّق وينفض المولد من حولها، حتى تجد نفسها وحيدة في معاناة مادية ومعنوية لا تنتهي، وقد أصبح مكان إقامتها مشكلة، وبات أبناؤها يتكففون حقوقهم المادية والمعنوية من أبيهم.

فضلاً عن مواجهتها وحدها موقف المجتمع الشرقي المعروف من المرأة المطلقة والتي يُنظَر إليها في أحسن الأحوال على أنها الباحثة عن الزوج مرة أخرى، ولكن هذه المرة من بين أزواج الأخريات..

وأقول لهذه الزوجة الأولى: خدعوك فقالوا: اطلبي الطلاق.

ولو أنصفوا لقالوا لك: ابق ببيتك معززة مكرمة، ولا تخسري استقرارك وسعادتك، وحافظي على حق ابنائك في كفالة أبيهم المادية والمعنوية، ولا تجعلي من نفسك وأسرتك الجانب الكئيب في حياة زوجك، تاركة الجمل بما حمل للأخرى لتبدو –بجهد يسير- وكأنها الجانب المشرق الجميل السعيد.
ولا تظني أنه قد رغب عنك فيها، وإنما رغب فيها معك، فلا تسمحي لأحد بأن يحتل مكانك، وإنما من شاء أن يجد مكاناً فليكن مكاناً شاغراً أصلاً.
وماذا في بقائك ببيتك يخدش كرامتك؟ وما الذي خسرتيه بزواج زوجك بأخرى، أردت أن تكسبيه بالطلاق؟
إلا أنه بزواجه بأخرى قد أعلن للجميع أنه قد نظر لغيرك وارتبط قلبه بها، فهذا أمر قد وقع وكان، وما الطلاق له بعلاج.
فضلاً عن أنه أمر قد يحدث معه كل يوم في العمل عندما يلتقي بزميلته الأكثر لباقة وأناقة منك، ويمنحها أذنه ووقته لفضفضة قد لا يجود الزمان لك بمثلها.
وعندما تحدثينه فلا يجيبك لانشغاله تماما بمتابعة بطلة الفيلم والمسلسل والمسرحية ومطربة الحفلة.
وحتى عندما تصعدين معه بالمصعد فتقف بجواره فتاة جميلة تتنتظر دورها لتنزل، فإذا به يبادر بفتح الباب لها، وإغلاقه -في أدب- خلفها، ثم يبدأ يتلعثم ويتغير حاله ويجيب على نظراتك بأمور لم يسأله عنها أحد.
وأنت مع ذلك لا تطالبينه بترك العمل، ولا بإغلاق التلفاز، ولا بالصعود على السلم، ولا حتى تطالبينه بغض النظر كما أمره الله عز وجل.
فلماذا تكلفين نفسك ما هو أصعب؟! وتشقِّين على قلبك بما لم يكلفك الله به؟!

لماذا تفرطين في حقك الذي ضمنه الشرع الحنيف لك من السعادة والسكينة، فكما أمر الله عز وجل زوجك بغض النظر حفظاً لقلبه، أباح له التعدد حفظاً لدينه، ومراعاة لمشاعرك وكرامتك وتحقيقاً لاستقرار حياتك وأسرتك.
ولا تندهشي فإليك الجواب في مثال أسوقه لأٌقرِّبَ ما أردت قوله إلى الأذهان، ولأُبين بعضاً من حكم عظيمة تضمنها شرع الله عز وجل بالتعدد:
لنفرض أنك أنت التي تغيرت مشاعرك تجاه زوجك لسبب أو لآخر، وأردت أن تنفصلي عنه، فليس عليك إلا أن تطلبي منه الطلاق، وفي أسوأ الأحوال فإنك تردين عليه عطاياه، وتحصلين على حريتك، لا تُسألين معها عن حاله وما سببته له من آلام نفسية ومادية واجتماعية قصوى، ولا يلزمك الشرع بشيء تجاهه، ولا حتى تجاه أبنائك منه اللهم بر الأم بولدها.
وكان الواجب من باب المساواة أن يفعل هو الأمر نفسه إذا تغير تجاهك لسبب ما، أن يطلقك ويذهب.

أوليس بشراً مثلك، يملك قلباً وعقلاً، وله الحق في اختيار الحياة التي يريدها؟
أم أن المرأة إذا كرهت زوجها فهي ضحية، وإن كرهها، فهو مجرم؟!

ومع ذلك يقول رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم: "لا يفركن مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها غيره" حديث صحيح.
فهنا يأتي الشرع مسارعاً ليتدارك وضع المرأة، فيبيح للرجل التعدد، حتى لا يدع له عذراً للقيام بما قد يكون فيه جرح لمشاعر الزوجة الأولى وهدم لحياتها وأسرتها.
وفوق ذلك يلزمه إن هو عدد بالعدل، ويتوعده إن هو مال مع قلبه فظلم إحداهن للأخرى.
فيكون بذلك الشرع قد حفظ للرجل حقه، دون أن يمس ذلك بحقوق المرأة واستقرارها.

ففي أي برج عال من الكرامة والاستقرار تعيش المرأة المسلمة في ظل الشرع الحنيف؟!
ثم هي تريد أن تلقي بنفسها منه لتتجرع المهانة والآلام ولتدوس بقدميها أشواك الواقع المرير؟!
فهل معنى ذلك أن كل رجل يتزوج بثانية كاره للأولى أو زاهد فيها؟

أما في المجتمعات الإسلامية فلا، وإنما الأصل في الزواج بالثانية والثالثة والرابعة أنه كالزواج بالأولى ابتغاء وجه الله عز وجل بإعفاف النفس وإنجاب الذرية الصالحة التي توحد الله عز وجل، وتكثير سواد المسلمين، واتخاذ الأصهار واتصال الأنساب وتكاتف المجتمعات الإسلامية وغيرها من الأمور الطيبة التي يرجوها أصحاب النفوس السليمة.
فالرجل في إقباله على التعدد بين أمرين إما أنه يريده لدينه، وإما أنه يحتاجه في دنياه، فإن كانت الأولى فبها ونعم، وإن كانت الثانية فحقه.
ولنتدبر الأمر قليلاً، فهل يمكن لرجل عاقل أن يكون سعيداً في بيته يجد فيه تمام راحته وهناءته لا يعكر عليه صفو حياته شيء، وقد اجتمع له باله وقلبه وماله.
ثم هو يريد أن يتزوج بأخرى –بلا حاجة يرجوها في دنيا أو دين- لينفق من ماله، ويشتت مسكنه ويوزع وقته وجهده ومشاعره بين أسرتين أو أكثر؟ هذا يستحيل.
فالرجل العاقل لا يقدم على هذه الخطوة –خاصة مع ما سيواجهه من عقبات في مجتمعاتنا- إلا إذا كان يحتاج إليها، أو يريدها ابتغاء وجه الله عز وجل.
فإذا كان يحتاج إليها فالشرع الحكيم لم يلزمه ببيان هذه الحاجة، التي قد تجرح زوجته الأولى وأبناءه منها، أو قد تضطره لأن يعري نفسه ومشاعره أمام الناس فيقول ما لا يريد أحد أن يسمعه.
فكان من ضمن ما تضمنه الشرع من حكمة بالغة أنه لم يشترط في الزوجة الأولى عيباً، ولم يفرض على الرجل حتى يعدد أن يذكر سبباً.
ونحن لا يسعدنا أن نجرِّح في كل زوجة تزوج زوجها بأخرى، أو نعري مشاعر الزوج أو الزوجة الثانية حتى ترضى كل امرأة لا تقبل بالتعدد، وتطمئن بأنها ما دامت خالية من العيوب –ومن يخلو منها؟- فلن يباح لزوجها أن يتزوج بأخرى. لن نفعل ذلك بأنفسنا، لنرضي غرور وشرور البعض على حساب كرامة الأخريات وسعادتهن.
أما ما يدعيه البعض من أن الزواج بثانية قد يكون مجرد نزوة، فمردود عليه، إذ أنه حتى الزواج الأول يمكن أن يكون مجرد نزوة، يندم عليها الرجل فهل نحارب الزواج الأول أيضاً؟!
وكذلك دعوى الخوف من أن يكون ممن يرغبون في الزواج للمرة الثانية من ليس على قدر المسئولية المطلوب، فمردود عليه بأن ذلك قد يوجد أيضاً فيمن يتزوجون لأول مرة، بأن يكون شخصاً هوائياً وعلى غير مستوى المسئولية.
والعلاج ليس باتخاذ موقف ضد الزواج الأول والثاني، وإنما يكون العلاج بتحسين أسلوب تربية أبنائنا ليكون منهم في المستقبل رجال يعتمد عليهم، ويكون العلاج في تحمل الأسرة مسئوليتها في الاختيار لبناتها سواء كان الذي تقدم لهن قد سبق له الزواج من قبل أو لا.
ولقد رأينا رجالاً تزوجوا الثانية والثالثة والرابعة وهم يعيشون في هدوء قد لا يتوفر في بيوت كثيرة ليس فيها إلا زوجة واحدة، ورأينا من كرم هؤلاء الرجال وهم ينفقون على عشرة أبناء وخمسة عشر ولداً بسخاء يعجز عنه كثير من الآباء الذين ينفقون على ولدين ثم هم يمنون عليهم كل حين بسبب كثرة النفقات.


وليس ذلك لأن هؤلاء المنفقين بسخاء أغنياء بالأصل، وإنما هم قوم وصلوا الليل بالنهار عملاً وعبادة رغبة في الأجر من عند الله عز وجل.
وهم وإن كان الشرع لم يلزمهم عند التعدد بالزواج من النساء ذوات الظروف الخاصة ممن يحتجن مع ضغط الحياة وظروفها إلى الزواج، إلا أنهم يفعلون ذلك طلباً للأجر، وإن سئلوا ستروا، وقالوا: حباً.
وما ذلك إلا بعض من فضائل اتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وشرع ربنا الحنيف.
فإذا بنا بدلاً من أن نعينهم ولو بكف الأذى عنهم، نتهمهم في نواياهم، مع إننا -بحمد الله- لم نؤمر بالشق عن قلوب الناس، ولا بتفتيش الصدور، فهلا احتسبت الزوجة الأولى الأجر هي أيضا عند الله عز وجل؟
الحقيقة إنني لا أعجب من مطالبة النساء في الغرب - قبل الرجال - بإباحة التعدد للرجال، بعدما لاقوه من شرور منع التعدد والطلاق، وما جره عليهم ذلك من جرائم اجتماعية وأخلاقية يندى -لمجرد التلميح بها- الجبين، ولكن العجيب أننا وقد ذقنا بعض من ملامح هذه الويلات لا زلنا نجحد شرع ربنا ونشهر به، ونتملص منه.
وعلاج ذلك لا يتطلب - كما ينادي الكثير من العقلاء- أكثر من أن نُربَّى منذ الصغر على فضل التعدد وكونه أمراً طبيعياً ي الحياة كما رُبِّينا منذ الصغر على عكس ذلك.
أما غيرة المرأة فأمر طبيعي، وهي موجودة حتى بين الإخوة، فهل يقول عاقل بأنه من الظلم للطفل الأول أن نأتي له بأخ ثان وثالث يشاركه حياته وسعادته ومكانه في قلب أبويه؟!
بل والغيرة موجودة حتى بين الجيران والصديقات والقريبات والزميلات في العمل.
وليس ينفع مع الغيرة كالدعاء لله عز وجل بأن يذهبها، ولنا في أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أسوة حسنة، ففي الحديث أنها قالت: "..لما حللت جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني، فقلت له: ما مثلي لاينكح، أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال، قال: أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم". حديث ثابت{صحيح بن حبان} .

وأخيرا أقول للزوجة الأولى:
لما تحصرين حياتك وقدرك وكرامتك على مكانتك في قلب زوجك وحسب؟
ولماذا تقصرين سعادتك ودورك في الحياة على وجود زوجك في حياتك وحسب؟

فإنما زوجك بشر مثلك – وليس معصوما - وكلاكما عبد لله عز وجل. ومع تسليمنا بعظم قدر الزوج وشأنه في حياة المرأة، فلا يجب أن ننسى أنها إنما تطيعه وتوفيه حقه طاعة لله عز وجل.
وحري بها من باب أولى أن ترضى بشرع الله، وأن لا تنسى أن في حياتها شئوناً أخرى وأدواراً يجب أن تهتم بأدائها على النحو الأمثل، كالقيام بدورها الأول في رعاية أسرتها وتربية أبنائها، فضلاً عن الكثير من الطاعات والعبادات التي تحب أن تشغل بها وقتها تقرباً لله عز وجل.
بل وهناك حقها أيضاً في الاستمتاع ببعض وقتها فارغاً من مشاغل الحياة وأعباء الزوج بحيث تستطيع أن تهتم بشأنها وتستعيد لياقتها ورومانسيتها كل حين.
ثم لا تنس امرأة أن زوجها – مادام ليس معصوم- ككل البشر له عيوبه، وأنه في تواجده بعيداً عنها -بعض الشيء- سترتاح من هذه العيوب ولو قليلاً، وستتضاءل في نظرها حتى لربما تنساها، كما أن له مزايا ستتعاظم في نفسها -مع قليل من البعد- بحيث لن تسمح لشيء أن يعكر عليها صفو الاستمتاع بها في أوقات تواجده معها ومع أبنائها.
وفي الغرب وضعت العديد من الأبحاث والدراسات التي تحث الزوجين على الابتعاد سواء بالسفر كل فترة أو بجعل حجرة نوم منفصلة لكل منهما..
وإنني إذ لا أضع تمام ثقتي في أبحاث ودراسات تتغير كل يوم، أعجب أن لا تثق المرأة المسلمة في أن من خلقها –سبحانه- أعلم بها وبما يسعدها ويحفظ لها كرامتها وأسرتها، فكل ما شرعه الله – عز وجل- لا يأتي إلا بالخير في الدنيا والآخرة.
فإن كنت حقاً تشعرين بأن زواجك وأسرتك وأبنائك نعمة، فلا تردينها بلا حمد ولا شكر جميل.
ولا تسارعي بهدم كل شيء وكأنك تعترضين على الله عز وجل، قائلة إما كل شيء وإما أنني لا أريد شيئاً، واعلمي أن الحياة إلى انقضاء لا محالة، وإننا فيها عابري سبيل، فاغتنمي من السعادة والبر والطاعات ما شئت، واجتنبي من الحزن والظلم والمعاصي ما استطعت.
فالتعدد مباح بفضل الله في شرعنا، وهو قادم لا محالة، يطالب به الغرب الآن، ونطالب به نحن، بعد أن ذقنا وبال البعد عن شرع الله عز وجل ألواناً، وها نحن نعود إليه بعد غياب صاغرين.
وقد باتت المرأة في كثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، أكثر معرفة بحكيم شرع ربها، وأكثر قراءة لسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، وماذا علينا أن تستمتع مجتمعاتنا بجو الطهر والحب والتكافل، في ظل الشرع الحنيف؟!
أسأل الله أن يهدينا سبلنا و يجعلنا من الراشدين .

منقووووووول
و السلام عليكم و رحمة تالله و بركاته .






زوجة واحدة تكفي .. مقال
ط*ظƒظ… ظ…ظ† ط£ظ†ظƒط± ط¬ظˆط§ط² طھط¹ط¯ط¯ ط§ظ„ط²ظˆط¬ط§طھ | ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظٹ ظ„ط³ظ…ط§ط*ط© ط§ظ„ط´ظٹط® ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ط¹ط²ظٹط² ط¨ظ† ط¨ط§ط² (http://www.binbaz.org.sa/mat/18069)


من هدي القرآن للتي هي أقومُ إباحة تعدد الزوجات إلى اربع,وأن الرجل إذا خاف عدم العدل بينهن لزمه الاقتصار على واحدة أو ملك يمين,كما قال تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)..
ولا شك ان الطريق التي هي اقوم الطرق وأعدلها هي إباحة تعدد الزوجات,لأمور محسوسة يعرفها كل العقلاء,منها:


1-منها أن المرأة الواحدة تحيض وتمرض وتنفس إلى غير ذلك من العوائق المانعة من قيامها بأخص لوازم الزوجية,والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأمَّة,فلو حبس عليها في احوال أعذارها,لعطلت منافعه باطلا في غير ذنب.
2-ومنها أن الله اجرى العادة بأن الرجال أقل عددا من النساء في اقطار الدنيا وأكثر تعرضا لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة,فلو قصر الرجل على واحدة,لبقي عدد ضخم من النساء محروما من الزواج,فيضطررن إلى ركوب الفاحشة,فالعدول عن هدي القرآن في هذه المسألة من اعظم أسباب ضياع الأخلاق والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق,فسبحان الحكيم الخبير (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)..

3-ومنها أن الإناث كلهن مستعدات للزواج,وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم,فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات له من النساء,لأن المرأة لا عائق لها,والرجل يعوقه الفقر وعدم القدرةعلى لوازم النكاح,فلو قُصر الواحدُ على الواحدةلضاع كثير من المستعدات للزواج أيضاً بعدم وجود أزواجوفيكون ذلك سببا لضياع الفضيلة وتفشي الرذيلة,والانحطاط الخلقي,وضياع القيم الإنسانية كما هو واضح..
فإن خافالرجل ألا يعدل بينهنووجب عليه الاقتصار على واحدة,أو ما ملكت يمينه لأن الله يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية..




عزيزتي الزوجة الأولى.. لا تحملي قلبك فوق طاقته

من المؤسف حقاً ما قد بات متعارفاً عليه في بعض البلاد الإسلامية، من طلب المرأة الطلاق من زوجها بمجرد معرفتها برغبته في الارتباط بأخرى، حتى أن بعض النساء قد يتحرجن من إعلان رغبتهن في عدم طلب الطلاق، أمام نظرات الناس وكلماتهن المحفزة لهن بضرورة الأخذ بالثأر والانتقام لكرامتهن.

ثم ما أن تحصل المرأة على ما أرادت فتُطلَّق وينفض المولد من حولها، حتى تجد نفسها وحيدة في معاناة مادية ومعنوية لا تنتهي، وقد أصبح مكان إقامتها مشكلة، وبات أبناؤها يتكففون حقوقهم المادية والمعنوية من أبيهم.

فضلاً عن مواجهتها وحدها موقف المجتمع الشرقي المعروف من المرأة المطلقة والتي يُنظَر إليها في أحسن الأحوال على أنها الباحثة عن الزوج مرة أخرى، ولكن هذه المرة من بين أزواج الأخريات..

وأقول لهذه الزوجة الأولى: خدعوك فقالوا: اطلبي الطلاق.

ولو أنصفوا لقالوا لك: ابق ببيتك معززة مكرمة، ولا تخسري استقرارك وسعادتك، وحافظي على حق ابنائك في كفالة أبيهم المادية والمعنوية، ولا تجعلي من نفسك وأسرتك الجانب الكئيب في حياة زوجك، تاركة الجمل بما حمل للأخرى لتبدو –بجهد يسير- وكأنها الجانب المشرق الجميل السعيد.
ولا تظني أنه قد رغب عنك فيها، وإنما رغب فيها معك، فلا تسمحي لأحد بأن يحتل مكانك، وإنما من شاء أن يجد مكاناً فليكن مكاناً شاغراً أصلاً.
وماذا في بقائك ببيتك يخدش كرامتك؟ وما الذي خسرتيه بزواج زوجك بأخرى، أردت أن تكسبيه بالطلاق؟
إلا أنه بزواجه بأخرى قد أعلن للجميع أنه قد نظر لغيرك وارتبط قلبه بها، فهذا أمر قد وقع وكان، وما الطلاق له بعلاج.
فضلاً عن أنه أمر قد يحدث معه كل يوم في العمل عندما يلتقي بزميلته الأكثر لباقة وأناقة منك، ويمنحها أذنه ووقته لفضفضة قد لا يجود الزمان لك بمثلها.
وعندما تحدثينه فلا يجيبك لانشغاله تماما بمتابعة بطلة الفيلم والمسلسل والمسرحية ومطربة الحفلة.
وحتى عندما تصعدين معه بالمصعد فتقف بجواره فتاة جميلة تتنتظر دورها لتنزل، فإذا به يبادر بفتح الباب لها، وإغلاقه -في أدب- خلفها، ثم يبدأ يتلعثم ويتغير حاله ويجيب على نظراتك بأمور لم يسأله عنها أحد.
وأنت مع ذلك لا تطالبينه بترك العمل، ولا بإغلاق التلفاز، ولا بالصعود على السلم، ولا حتى تطالبينه بغض النظر كما أمره الله عز وجل.
فلماذا تكلفين نفسك ما هو أصعب؟! وتشقِّين على قلبك بما لم يكلفك الله به؟!

لماذا تفرطين في حقك الذي ضمنه الشرع الحنيف لك من السعادة والسكينة، فكما أمر الله عز وجل زوجك بغض النظر حفظاً لقلبه، أباح له التعدد حفظاً لدينه، ومراعاة لمشاعرك وكرامتك وتحقيقاً لاستقرار حياتك وأسرتك.
ولا تندهشي فإليك الجواب في مثال أسوقه لأٌقرِّبَ ما أردت قوله إلى الأذهان، ولأُبين بعضاً من حكم عظيمة تضمنها شرع الله عز وجل بالتعدد:
لنفرض أنك أنت التي تغيرت مشاعرك تجاه زوجك لسبب أو لآخر، وأردت أن تنفصلي عنه، فليس عليك إلا أن تطلبي منه الطلاق، وفي أسوأ الأحوال فإنك تردين عليه عطاياه، وتحصلين على حريتك، لا تُسألين معها عن حاله وما سببته له من آلام نفسية ومادية واجتماعية قصوى، ولا يلزمك الشرع بشيء تجاهه، ولا حتى تجاه أبنائك منه اللهم بر الأم بولدها.
وكان الواجب من باب المساواة أن يفعل هو الأمر نفسه إذا تغير تجاهك لسبب ما، أن يطلقك ويذهب.

أوليس بشراً مثلك، يملك قلباً وعقلاً، وله الحق في اختيار الحياة التي يريدها؟
أم أن المرأة إذا كرهت زوجها فهي ضحية، وإن كرهها، فهو مجرم؟!

ومع ذلك يقول رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم: "لا يفركن مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها غيره" حديث صحيح.
فهنا يأتي الشرع مسارعاً ليتدارك وضع المرأة، فيبيح للرجل التعدد، حتى لا يدع له عذراً للقيام بما قد يكون فيه جرح لمشاعر الزوجة الأولى وهدم لحياتها وأسرتها.
وفوق ذلك يلزمه إن هو عدد بالعدل، ويتوعده إن هو مال مع قلبه فظلم إحداهن للأخرى.
فيكون بذلك الشرع قد حفظ للرجل حقه، دون أن يمس ذلك بحقوق المرأة واستقرارها.

ففي أي برج عال من الكرامة والاستقرار تعيش المرأة المسلمة في ظل الشرع الحنيف؟!
ثم هي تريد أن تلقي بنفسها منه لتتجرع المهانة والآلام ولتدوس بقدميها أشواك الواقع المرير؟!
فهل معنى ذلك أن كل رجل يتزوج بثانية كاره للأولى أو زاهد فيها؟

أما في المجتمعات الإسلامية فلا، وإنما الأصل في الزواج بالثانية والثالثة والرابعة أنه كالزواج بالأولى ابتغاء وجه الله عز وجل بإعفاف النفس وإنجاب الذرية الصالحة التي توحد الله عز وجل، وتكثير سواد المسلمين، واتخاذ الأصهار واتصال الأنساب وتكاتف المجتمعات الإسلامية وغيرها من الأمور الطيبة التي يرجوها أصحاب النفوس السليمة.
فالرجل في إقباله على التعدد بين أمرين إما أنه يريده لدينه، وإما أنه يحتاجه في دنياه، فإن كانت الأولى فبها ونعم، وإن كانت الثانية فحقه.
ولنتدبر الأمر قليلاً، فهل يمكن لرجل عاقل أن يكون سعيداً في بيته يجد فيه تمام راحته وهناءته لا يعكر عليه صفو حياته شيء، وقد اجتمع له باله وقلبه وماله.
ثم هو يريد أن يتزوج بأخرى –بلا حاجة يرجوها في دنيا أو دين- لينفق من ماله، ويشتت مسكنه ويوزع وقته وجهده ومشاعره بين أسرتين أو أكثر؟ هذا يستحيل.
فالرجل العاقل لا يقدم على هذه الخطوة –خاصة مع ما سيواجهه من عقبات في مجتمعاتنا- إلا إذا كان يحتاج إليها، أو يريدها ابتغاء وجه الله عز وجل.
فإذا كان يحتاج إليها فالشرع الحكيم لم يلزمه ببيان هذه الحاجة، التي قد تجرح زوجته الأولى وأبناءه منها، أو قد تضطره لأن يعري نفسه ومشاعره أمام الناس فيقول ما لا يريد أحد أن يسمعه.
فكان من ضمن ما تضمنه الشرع من حكمة بالغة أنه لم يشترط في الزوجة الأولى عيباً، ولم يفرض على الرجل حتى يعدد أن يذكر سبباً.
ونحن لا يسعدنا أن نجرِّح في كل زوجة تزوج زوجها بأخرى، أو نعري مشاعر الزوج أو الزوجة الثانية حتى ترضى كل امرأة لا تقبل بالتعدد، وتطمئن بأنها ما دامت خالية من العيوب –ومن يخلو منها؟- فلن يباح لزوجها أن يتزوج بأخرى. لن نفعل ذلك بأنفسنا، لنرضي غرور وشرور البعض على حساب كرامة الأخريات وسعادتهن.
أما ما يدعيه البعض من أن الزواج بثانية قد يكون مجرد نزوة، فمردود عليه، إذ أنه حتى الزواج الأول يمكن أن يكون مجرد نزوة، يندم عليها الرجل فهل نحارب الزواج الأول أيضاً؟!
وكذلك دعوى الخوف من أن يكون ممن يرغبون في الزواج للمرة الثانية من ليس على قدر المسئولية المطلوب، فمردود عليه بأن ذلك قد يوجد أيضاً فيمن يتزوجون لأول مرة، بأن يكون شخصاً هوائياً وعلى غير مستوى المسئولية.
والعلاج ليس باتخاذ موقف ضد الزواج الأول والثاني، وإنما يكون العلاج بتحسين أسلوب تربية أبنائنا ليكون منهم في المستقبل رجال يعتمد عليهم، ويكون العلاج في تحمل الأسرة مسئوليتها في الاختيار لبناتها سواء كان الذي تقدم لهن قد سبق له الزواج من قبل أو لا.
ولقد رأينا رجالاً تزوجوا الثانية والثالثة والرابعة وهم يعيشون في هدوء قد لا يتوفر في بيوت كثيرة ليس فيها إلا زوجة واحدة، ورأينا من كرم هؤلاء الرجال وهم ينفقون على عشرة أبناء وخمسة عشر ولداً بسخاء يعجز عنه كثير من الآباء الذين ينفقون على ولدين ثم هم يمنون عليهم كل حين بسبب كثرة النفقات.


وليس ذلك لأن هؤلاء المنفقين بسخاء أغنياء بالأصل، وإنما هم قوم وصلوا الليل بالنهار عملاً وعبادة رغبة في الأجر من عند الله عز وجل.
وهم وإن كان الشرع لم يلزمهم عند التعدد بالزواج من النساء ذوات الظروف الخاصة ممن يحتجن مع ضغط الحياة وظروفها إلى الزواج، إلا أنهم يفعلون ذلك طلباً للأجر، وإن سئلوا ستروا، وقالوا: حباً.
وما ذلك إلا بعض من فضائل اتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وشرع ربنا الحنيف.
فإذا بنا بدلاً من أن نعينهم ولو بكف الأذى عنهم، نتهمهم في نواياهم، مع إننا -بحمد الله- لم نؤمر بالشق عن قلوب الناس، ولا بتفتيش الصدور، فهلا احتسبت الزوجة الأولى الأجر هي أيضا عند الله عز وجل؟
الحقيقة إنني لا أعجب من مطالبة النساء في الغرب - قبل الرجال - بإباحة التعدد للرجال، بعدما لاقوه من شرور منع التعدد والطلاق، وما جره عليهم ذلك من جرائم اجتماعية وأخلاقية يندى -لمجرد التلميح بها- الجبين، ولكن العجيب أننا وقد ذقنا بعض من ملامح هذه الويلات لا زلنا نجحد شرع ربنا ونشهر به، ونتملص منه.
وعلاج ذلك لا يتطلب - كما ينادي الكثير من العقلاء- أكثر من أن نُربَّى منذ الصغر على فضل التعدد وكونه أمراً طبيعياً ي الحياة كما رُبِّينا منذ الصغر على عكس ذلك.
أما غيرة المرأة فأمر طبيعي، وهي موجودة حتى بين الإخوة، فهل يقول عاقل بأنه من الظلم للطفل الأول أن نأتي له بأخ ثان وثالث يشاركه حياته وسعادته ومكانه في قلب أبويه؟!
بل والغيرة موجودة حتى بين الجيران والصديقات والقريبات والزميلات في العمل.
وليس ينفع مع الغيرة كالدعاء لله عز وجل بأن يذهبها، ولنا في أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أسوة حسنة، ففي الحديث أنها قالت: "..لما حللت جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني، فقلت له: ما مثلي لاينكح، أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال، قال: أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم". حديث ثابت{صحيح بن حبان} .

وأخيرا أقول للزوجة الأولى:
لما تحصرين حياتك وقدرك وكرامتك على مكانتك في قلب زوجك وحسب؟
ولماذا تقصرين سعادتك ودورك في الحياة على وجود زوجك في حياتك وحسب؟

فإنما زوجك بشر مثلك – وليس معصوما - وكلاكما عبد لله عز وجل. ومع تسليمنا بعظم قدر الزوج وشأنه في حياة المرأة، فلا يجب أن ننسى أنها إنما تطيعه وتوفيه حقه طاعة لله عز وجل.
وحري بها من باب أولى أن ترضى بشرع الله، وأن لا تنسى أن في حياتها شئوناً أخرى وأدواراً يجب أن تهتم بأدائها على النحو الأمثل، كالقيام بدورها الأول في رعاية أسرتها وتربية أبنائها، فضلاً عن الكثير من الطاعات والعبادات التي تحب أن تشغل بها وقتها تقرباً لله عز وجل.
بل وهناك حقها أيضاً في الاستمتاع ببعض وقتها فارغاً من مشاغل الحياة وأعباء الزوج بحيث تستطيع أن تهتم بشأنها وتستعيد لياقتها ورومانسيتها كل حين.
ثم لا تنس امرأة أن زوجها – مادام ليس معصوم- ككل البشر له عيوبه، وأنه في تواجده بعيداً عنها -بعض الشيء- سترتاح من هذه العيوب ولو قليلاً، وستتضاءل في نظرها حتى لربما تنساها، كما أن له مزايا ستتعاظم في نفسها -مع قليل من البعد- بحيث لن تسمح لشيء أن يعكر عليها صفو الاستمتاع بها في أوقات تواجده معها ومع أبنائها.
وفي الغرب وضعت العديد من الأبحاث والدراسات التي تحث الزوجين على الابتعاد سواء بالسفر كل فترة أو بجعل حجرة نوم منفصلة لكل منهما..
وإنني إذ لا أضع تمام ثقتي في أبحاث ودراسات تتغير كل يوم، أعجب أن لا تثق المرأة المسلمة في أن من خلقها –سبحانه- أعلم بها وبما يسعدها ويحفظ لها كرامتها وأسرتها، فكل ما شرعه الله – عز وجل- لا يأتي إلا بالخير في الدنيا والآخرة.
فإن كنت حقاً تشعرين بأن زواجك وأسرتك وأبنائك نعمة، فلا تردينها بلا حمد ولا شكر جميل.
ولا تسارعي بهدم كل شيء وكأنك تعترضين على الله عز وجل، قائلة إما كل شيء وإما أنني لا أريد شيئاً، واعلمي أن الحياة إلى انقضاء لا محالة، وإننا فيها عابري سبيل، فاغتنمي من السعادة والبر والطاعات ما شئت، واجتنبي من الحزن والظلم والمعاصي ما استطعت.
فالتعدد مباح بفضل الله في شرعنا، وهو قادم لا محالة، يطالب به الغرب الآن، ونطالب به نحن، بعد أن ذقنا وبال البعد عن شرع الله عز وجل ألواناً، وها نحن نعود إليه بعد غياب صاغرين.
وقد باتت المرأة في كثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، أكثر معرفة بحكيم شرع ربها، وأكثر قراءة لسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، وماذا علينا أن تستمتع مجتمعاتنا بجو الطهر والحب والتكافل، في ظل الشرع الحنيف؟!
أسأل الله أن يهدينا سبلنا و يجعلنا من الراشدين .

منقووووووول
و السلام عليكم و رحمة تالله و بركاته .






زوجة واحدة تكفي .. مقال
ط*ظƒظ… ظ…ظ† ط£ظ†ظƒط± ط¬ظˆط§ط² طھط¹ط¯ط¯ ط§ظ„ط²ظˆط¬ط§طھ | ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظٹ ظ„ط³ظ…ط§ط*ط© ط§ظ„ط´ظٹط® ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ط¹ط²ظٹط² ط¨ظ† ط¨ط§ط² (http://www.binbaz.org.sa/mat/18069)


من هدي القرآن للتي هي أقومُ إباحة تعدد الزوجات إلى اربع,وأن الرجل إذا خاف عدم العدل بينهن لزمه الاقتصار على واحدة أو ملك يمين,كما قال تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)..
ولا شك ان الطريق التي هي اقوم الطرق وأعدلها هي إباحة تعدد الزوجات,لأمور محسوسة يعرفها كل العقلاء,منها:


1-منها أن المرأة الواحدة تحيض وتمرض وتنفس إلى غير ذلك من العوائق المانعة من قيامها بأخص لوازم الزوجية,والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأمَّة,فلو حبس عليها في احوال أعذارها,لعطلت منافعه باطلا في غير ذنب.
2-ومنها أن الله اجرى العادة بأن الرجال أقل عددا من النساء في اقطار الدنيا وأكثر تعرضا لأسباب الموت منهن في جميع ميادين الحياة,فلو قصر الرجل على واحدة,لبقي عدد ضخم من النساء محروما من الزواج,فيضطررن إلى ركوب الفاحشة,فالعدول عن هدي القرآن في هذه المسألة من اعظم أسباب ضياع الأخلاق والانحطاط إلى درجة البهائم في عدم الصيانة والمحافظة على الشرف والمروءة والأخلاق,فسبحان الحكيم الخبير (كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)..

3-ومنها أن الإناث كلهن مستعدات للزواج,وكثير من الرجال لا قدرة لهم على القيام بلوازم الزواج لفقرهم,فالمستعدون للزواج من الرجال أقل من المستعدات له من النساء,لأن المرأة لا عائق لها,والرجل يعوقه الفقر وعدم القدرةعلى لوازم النكاح,فلو قُصر الواحدُ على الواحدةلضاع كثير من المستعدات للزواج أيضاً بعدم وجود أزواجوفيكون ذلك سببا لضياع الفضيلة وتفشي الرذيلة,والانحطاط الخلقي,وضياع القيم الإنسانية كما هو واضح..
فإن خافالرجل ألا يعدل بينهنووجب عليه الاقتصار على واحدة,أو ما ملكت يمينه لأن الله يقول (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) الآية..




عزيزتي الزوجة الأولى.. لا تحملي قلبك فوق طاقته

من المؤسف حقاً ما قد بات متعارفاً عليه في بعض البلاد الإسلامية، من طلب المرأة الطلاق من زوجها بمجرد معرفتها برغبته في الارتباط بأخرى، حتى أن بعض النساء قد يتحرجن من إعلان رغبتهن في عدم طلب الطلاق، أمام نظرات الناس وكلماتهن المحفزة لهن بضرورة الأخذ بالثأر والانتقام لكرامتهن.

ثم ما أن تحصل المرأة على ما أرادت فتُطلَّق وينفض المولد من حولها، حتى تجد نفسها وحيدة في معاناة مادية ومعنوية لا تنتهي، وقد أصبح مكان إقامتها مشكلة، وبات أبناؤها يتكففون حقوقهم المادية والمعنوية من أبيهم.

فضلاً عن مواجهتها وحدها موقف المجتمع الشرقي المعروف من المرأة المطلقة والتي يُنظَر إليها في أحسن الأحوال على أنها الباحثة عن الزوج مرة أخرى، ولكن هذه المرة من بين أزواج الأخريات..

وأقول لهذه الزوجة الأولى: خدعوك فقالوا: اطلبي الطلاق.

ولو أنصفوا لقالوا لك: ابق ببيتك معززة مكرمة، ولا تخسري استقرارك وسعادتك، وحافظي على حق ابنائك في كفالة أبيهم المادية والمعنوية، ولا تجعلي من نفسك وأسرتك الجانب الكئيب في حياة زوجك، تاركة الجمل بما حمل للأخرى لتبدو –بجهد يسير- وكأنها الجانب المشرق الجميل السعيد.
ولا تظني أنه قد رغب عنك فيها، وإنما رغب فيها معك، فلا تسمحي لأحد بأن يحتل مكانك، وإنما من شاء أن يجد مكاناً فليكن مكاناً شاغراً أصلاً.
وماذا في بقائك ببيتك يخدش كرامتك؟ وما الذي خسرتيه بزواج زوجك بأخرى، أردت أن تكسبيه بالطلاق؟
إلا أنه بزواجه بأخرى قد أعلن للجميع أنه قد نظر لغيرك وارتبط قلبه بها، فهذا أمر قد وقع وكان، وما الطلاق له بعلاج.
فضلاً عن أنه أمر قد يحدث معه كل يوم في العمل عندما يلتقي بزميلته الأكثر لباقة وأناقة منك، ويمنحها أذنه ووقته لفضفضة قد لا يجود الزمان لك بمثلها.
وعندما تحدثينه فلا يجيبك لانشغاله تماما بمتابعة بطلة الفيلم والمسلسل والمسرحية ومطربة الحفلة.
وحتى عندما تصعدين معه بالمصعد فتقف بجواره فتاة جميلة تتنتظر دورها لتنزل، فإذا به يبادر بفتح الباب لها، وإغلاقه -في أدب- خلفها، ثم يبدأ يتلعثم ويتغير حاله ويجيب على نظراتك بأمور لم يسأله عنها أحد.
وأنت مع ذلك لا تطالبينه بترك العمل، ولا بإغلاق التلفاز، ولا بالصعود على السلم، ولا حتى تطالبينه بغض النظر كما أمره الله عز وجل.
فلماذا تكلفين نفسك ما هو أصعب؟! وتشقِّين على قلبك بما لم يكلفك الله به؟!

لماذا تفرطين في حقك الذي ضمنه الشرع الحنيف لك من السعادة والسكينة، فكما أمر الله عز وجل زوجك بغض النظر حفظاً لقلبه، أباح له التعدد حفظاً لدينه، ومراعاة لمشاعرك وكرامتك وتحقيقاً لاستقرار حياتك وأسرتك.
ولا تندهشي فإليك الجواب في مثال أسوقه لأٌقرِّبَ ما أردت قوله إلى الأذهان، ولأُبين بعضاً من حكم عظيمة تضمنها شرع الله عز وجل بالتعدد:
لنفرض أنك أنت التي تغيرت مشاعرك تجاه زوجك لسبب أو لآخر، وأردت أن تنفصلي عنه، فليس عليك إلا أن تطلبي منه الطلاق، وفي أسوأ الأحوال فإنك تردين عليه عطاياه، وتحصلين على حريتك، لا تُسألين معها عن حاله وما سببته له من آلام نفسية ومادية واجتماعية قصوى، ولا يلزمك الشرع بشيء تجاهه، ولا حتى تجاه أبنائك منه اللهم بر الأم بولدها.
وكان الواجب من باب المساواة أن يفعل هو الأمر نفسه إذا تغير تجاهك لسبب ما، أن يطلقك ويذهب.

أوليس بشراً مثلك، يملك قلباً وعقلاً، وله الحق في اختيار الحياة التي يريدها؟
أم أن المرأة إذا كرهت زوجها فهي ضحية، وإن كرهها، فهو مجرم؟!

ومع ذلك يقول رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم: "لا يفركن مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها غيره" حديث صحيح.
فهنا يأتي الشرع مسارعاً ليتدارك وضع المرأة، فيبيح للرجل التعدد، حتى لا يدع له عذراً للقيام بما قد يكون فيه جرح لمشاعر الزوجة الأولى وهدم لحياتها وأسرتها.
وفوق ذلك يلزمه إن هو عدد بالعدل، ويتوعده إن هو مال مع قلبه فظلم إحداهن للأخرى.
فيكون بذلك الشرع قد حفظ للرجل حقه، دون أن يمس ذلك بحقوق المرأة واستقرارها.

ففي أي برج عال من الكرامة والاستقرار تعيش المرأة المسلمة في ظل الشرع الحنيف؟!
ثم هي تريد أن تلقي بنفسها منه لتتجرع المهانة والآلام ولتدوس بقدميها أشواك الواقع المرير؟!
فهل معنى ذلك أن كل رجل يتزوج بثانية كاره للأولى أو زاهد فيها؟

أما في المجتمعات الإسلامية فلا، وإنما الأصل في الزواج بالثانية والثالثة والرابعة أنه كالزواج بالأولى ابتغاء وجه الله عز وجل بإعفاف النفس وإنجاب الذرية الصالحة التي توحد الله عز وجل، وتكثير سواد المسلمين، واتخاذ الأصهار واتصال الأنساب وتكاتف المجتمعات الإسلامية وغيرها من الأمور الطيبة التي يرجوها أصحاب النفوس السليمة.
فالرجل في إقباله على التعدد بين أمرين إما أنه يريده لدينه، وإما أنه يحتاجه في دنياه، فإن كانت الأولى فبها ونعم، وإن كانت الثانية فحقه.
ولنتدبر الأمر قليلاً، فهل يمكن لرجل عاقل أن يكون سعيداً في بيته يجد فيه تمام راحته وهناءته لا يعكر عليه صفو حياته شيء، وقد اجتمع له باله وقلبه وماله.
ثم هو يريد أن يتزوج بأخرى –بلا حاجة يرجوها في دنيا أو دين- لينفق من ماله، ويشتت مسكنه ويوزع وقته وجهده ومشاعره بين أسرتين أو أكثر؟ هذا يستحيل.
فالرجل العاقل لا يقدم على هذه الخطوة –خاصة مع ما سيواجهه من عقبات في مجتمعاتنا- إلا إذا كان يحتاج إليها، أو يريدها ابتغاء وجه الله عز وجل.
فإذا كان يحتاج إليها فالشرع الحكيم لم يلزمه ببيان هذه الحاجة، التي قد تجرح زوجته الأولى وأبناءه منها، أو قد تضطره لأن يعري نفسه ومشاعره أمام الناس فيقول ما لا يريد أحد أن يسمعه.
فكان من ضمن ما تضمنه الشرع من حكمة بالغة أنه لم يشترط في الزوجة الأولى عيباً، ولم يفرض على الرجل حتى يعدد أن يذكر سبباً.
ونحن لا يسعدنا أن نجرِّح في كل زوجة تزوج زوجها بأخرى، أو نعري مشاعر الزوج أو الزوجة الثانية حتى ترضى كل امرأة لا تقبل بالتعدد، وتطمئن بأنها ما دامت خالية من العيوب –ومن يخلو منها؟- فلن يباح لزوجها أن يتزوج بأخرى. لن نفعل ذلك بأنفسنا، لنرضي غرور وشرور البعض على حساب كرامة الأخريات وسعادتهن.
أما ما يدعيه البعض من أن الزواج بثانية قد يكون مجرد نزوة، فمردود عليه، إذ أنه حتى الزواج الأول يمكن أن يكون مجرد نزوة، يندم عليها الرجل فهل نحارب الزواج الأول أيضاً؟!
وكذلك دعوى الخوف من أن يكون ممن يرغبون في الزواج للمرة الثانية من ليس على قدر المسئولية المطلوب، فمردود عليه بأن ذلك قد يوجد أيضاً فيمن يتزوجون لأول مرة، بأن يكون شخصاً هوائياً وعلى غير مستوى المسئولية.
والعلاج ليس باتخاذ موقف ضد الزواج الأول والثاني، وإنما يكون العلاج بتحسين أسلوب تربية أبنائنا ليكون منهم في المستقبل رجال يعتمد عليهم، ويكون العلاج في تحمل الأسرة مسئوليتها في الاختيار لبناتها سواء كان الذي تقدم لهن قد سبق له الزواج من قبل أو لا.
ولقد رأينا رجالاً تزوجوا الثانية والثالثة والرابعة وهم يعيشون في هدوء قد لا يتوفر في بيوت كثيرة ليس فيها إلا زوجة واحدة، ورأينا من كرم هؤلاء الرجال وهم ينفقون على عشرة أبناء وخمسة عشر ولداً بسخاء يعجز عنه كثير من الآباء الذين ينفقون على ولدين ثم هم يمنون عليهم كل حين بسبب كثرة النفقات.


وليس ذلك لأن هؤلاء المنفقين بسخاء أغنياء بالأصل، وإنما هم قوم وصلوا الليل بالنهار عملاً وعبادة رغبة في الأجر من عند الله عز وجل.
وهم وإن كان الشرع لم يلزمهم عند التعدد بالزواج من النساء ذوات الظروف الخاصة ممن يحتجن مع ضغط الحياة وظروفها إلى الزواج، إلا أنهم يفعلون ذلك طلباً للأجر، وإن سئلوا ستروا، وقالوا: حباً.
وما ذلك إلا بعض من فضائل اتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وشرع ربنا الحنيف.
فإذا بنا بدلاً من أن نعينهم ولو بكف الأذى عنهم، نتهمهم في نواياهم، مع إننا -بحمد الله- لم نؤمر بالشق عن قلوب الناس، ولا بتفتيش الصدور، فهلا احتسبت الزوجة الأولى الأجر هي أيضا عند الله عز وجل؟
الحقيقة إنني لا أعجب من مطالبة النساء في الغرب - قبل الرجال - بإباحة التعدد للرجال، بعدما لاقوه من شرور منع التعدد والطلاق، وما جره عليهم ذلك من جرائم اجتماعية وأخلاقية يندى -لمجرد التلميح بها- الجبين، ولكن العجيب أننا وقد ذقنا بعض من ملامح هذه الويلات لا زلنا نجحد شرع ربنا ونشهر به، ونتملص منه.
وعلاج ذلك لا يتطلب - كما ينادي الكثير من العقلاء- أكثر من أن نُربَّى منذ الصغر على فضل التعدد وكونه أمراً طبيعياً ي الحياة كما رُبِّينا منذ الصغر على عكس ذلك.
أما غيرة المرأة فأمر طبيعي، وهي موجودة حتى بين الإخوة، فهل يقول عاقل بأنه من الظلم للطفل الأول أن نأتي له بأخ ثان وثالث يشاركه حياته وسعادته ومكانه في قلب أبويه؟!
بل والغيرة موجودة حتى بين الجيران والصديقات والقريبات والزميلات في العمل.
وليس ينفع مع الغيرة كالدعاء لله عز وجل بأن يذهبها، ولنا في أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها أسوة حسنة، ففي الحديث أنها قالت: "..لما حللت جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطبني، فقلت له: ما مثلي لاينكح، أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال، قال: أنا أكبر منك، وأما الغيرة فيذهبها الله، وأما العيال فإلى الله ورسوله، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم". حديث ثابت{صحيح بن حبان} .

وأخيرا أقول للزوجة الأولى:
لما تحصرين حياتك وقدرك وكرامتك على مكانتك في قلب زوجك وحسب؟
ولماذا تقصرين سعادتك ودورك في الحياة على وجود زوجك في حياتك وحسب؟

فإنما زوجك بشر مثلك – وليس معصوما - وكلاكما عبد لله عز وجل. ومع تسليمنا بعظم قدر الزوج وشأنه في حياة المرأة، فلا يجب أن ننسى أنها إنما تطيعه وتوفيه حقه طاعة لله عز وجل.
وحري بها من باب أولى أن ترضى بشرع الله، وأن لا تنسى أن في حياتها شئوناً أخرى وأدواراً يجب أن تهتم بأدائها على النحو الأمثل، كالقيام بدورها الأول في رعاية أسرتها وتربية أبنائها، فضلاً عن الكثير من الطاعات والعبادات التي تحب أن تشغل بها وقتها تقرباً لله عز وجل.
بل وهناك حقها أيضاً في الاستمتاع ببعض وقتها فارغاً من مشاغل الحياة وأعباء الزوج بحيث تستطيع أن تهتم بشأنها وتستعيد لياقتها ورومانسيتها كل حين.
ثم لا تنس امرأة أن زوجها – مادام ليس معصوم- ككل البشر له عيوبه، وأنه في تواجده بعيداً عنها -بعض الشيء- سترتاح من هذه العيوب ولو قليلاً، وستتضاءل في نظرها حتى لربما تنساها، كما أن له مزايا ستتعاظم في نفسها -مع قليل من البعد- بحيث لن تسمح لشيء أن يعكر عليها صفو الاستمتاع بها في أوقات تواجده معها ومع أبنائها.
وفي الغرب وضعت العديد من الأبحاث والدراسات التي تحث الزوجين على الابتعاد سواء بالسفر كل فترة أو بجعل حجرة نوم منفصلة لكل منهما..
وإنني إذ لا أضع تمام ثقتي في أبحاث ودراسات تتغير كل يوم، أعجب أن لا تثق المرأة المسلمة في أن من خلقها –سبحانه- أعلم بها وبما يسعدها ويحفظ لها كرامتها وأسرتها، فكل ما شرعه الله – عز وجل- لا يأتي إلا بالخير في الدنيا والآخرة.
فإن كنت حقاً تشعرين بأن زواجك وأسرتك وأبنائك نعمة، فلا تردينها بلا حمد ولا شكر جميل.
ولا تسارعي بهدم كل شيء وكأنك تعترضين على الله عز وجل، قائلة إما كل شيء وإما أنني لا أريد شيئاً، واعلمي أن الحياة إلى انقضاء لا محالة، وإننا فيها عابري سبيل، فاغتنمي من السعادة والبر والطاعات ما شئت، واجتنبي من الحزن والظلم والمعاصي ما استطعت.
فالتعدد مباح بفضل الله في شرعنا، وهو قادم لا محالة، يطالب به الغرب الآن، ونطالب به نحن، بعد أن ذقنا وبال البعد عن شرع الله عز وجل ألواناً، وها نحن نعود إليه بعد غياب صاغرين.
وقد باتت المرأة في كثير من المجتمعات الإسلامية اليوم، أكثر معرفة بحكيم شرع ربها، وأكثر قراءة لسنة نبيها صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة، وماذا علينا أن تستمتع مجتمعاتنا بجو الطهر والحب والتكافل، في ظل الشرع الحنيف؟!
أسأل الله أن يهدينا سبلنا و يجعلنا من الراشدين .

منقووووووول
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .






v

حبيبة والدها
31 May 2012, 11:39 PM
طرفه صغنونه منى تصب فى نفس موضوعنا

واحد ضبطته زوجته وهو يكتب عن حاجته للثانية وأنه قادر وقوي وو، فغير الموضوع بسرعة وأضاف أن من فاتته الثانية فاتته الدقيقة والساعة!! (أجلها شوي حتى تهدأ الأمور).X_X

فله المميزة
04 Jun 2012, 06:25 PM
بارك الله فيكِ على الاضافه

فراشة فلسطين
17 Jun 2012, 11:47 AM
بارك الله فيك

فله المميزة
18 Jun 2012, 04:55 PM
بارك الله فيكم على المرور أسعدني تواجدكم