المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحذير الشيخ سفر الحوالي حفظه الله.. من مظاهرة الفقية



السندس
13 Dec 2004, 03:03 PM
رسالة نصح وإصلاح 1/11/1425


الشيخ / سفر بن عبدالرحمن الحوالي



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الهداة والمصلحين وعلى آله وصحبه سادة المتقين وبعد: فقد قال الله تعالى في محكم كتابه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ )(النساء: من الآية135) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ) ولما سئل لمن؟لم يخص بها فئة دون أخرى , بل قال: ( لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم). وكان مما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه كما في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه ( النصح لكل مسلم). ومقتضى هذه الأدلة وغيرها أن ينصح العبد المؤمن للخلق وأن يوصل إليهم كلمة الحق، سواءً كانوا حكاماً أو محكومين, موافقين له أو مخالفين يبتغي بذلك وجه الله تعالى ويحتسب عند الله ما يلقى من الأذى في سبيل ذلك فإن أي موقف من مواقف الحق لا يخلو من الأذى واللوم , ولهذا أثنى الله تعالى على عباده المخلصين بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54) وكان أيضاًَ مما بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ( أن يقولوا الحق ولا يخشوا في الله لومة لائم ).

فمن كان يريد الله و الدار الآخرة ويدعو للإصلاح حقاً فإنه يبذل النصيحة أو ينكر المنكر طاعة لله ولرسوله وحرصاً على إخوانه المسلمين وتحقيقاً للمصلحة الشرعية يفعل ذلك في كل الأحوال ويمحضه كل أحد لا يراعي رضا الناس أو سخطهم, ولا يبالي بلومهم أو اتهامهم. أما من ينكر المنكر إذا فعله بعض الخلق دون بعض ويحابي أناساً لموافقتهم هواه, ويشنِّع على آخرين لمعاداتهم له, فهو خارج عن منهج الشهادة لله والقوامة بالقسط والعدل الذي أمر الله به كل أحد في كل حال كما في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)(المائدة: من الآية8), وقوله جل شأنه في آية الوصايا العشر المحكمات: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى)(الأنعام: من الآية152) والكلام في هذا يطول، والمقصود واضح لمن نور الله قلبه, وإنما أردت الإشارة والتذكير بين يدي هذه النصيحة التي أقدمها لإخواننا المسلمين في هذه البلاد التي أنعم الله عليها من نعمتي الإيمان والأمان ما يحسدها عليه كثير من المجتمعات. ولكن كثيراً من الناس لا يدركون قدر النعمة إلا بعد فواتها, ويقصرون نظرهم على جوانب الظلم والفساد وأسباب الهلاك وسوء المصير, وهي قائمة مشهودة لا ينكرها عاقل ومن هنا يخطئون في تقدير المصالح والمفاسد ويتوهمون الإصلاح في ما هو داء وشقاء مثل الظن بأن الظلم يزال بالإخلال بالأمن وأن فساد النظام يعالج بالفوضى. ولا يعتبرون بما حدث في بلاد كثيرة. وهذا من اتباع غير سبيل الأنبياء وانتهاج غير وسائل المؤمنين المصلحين في الإصلاح والتغيير ودفع الظلم وإقامة العدل وهو ما وقع فيه الدكتور/ سعد الفقيه ومجموعته التي تسمي نفسها ( الحركة الإسلامية للإصلاح) فهي ليست على منهاج النبوة في الدعوة والإصلاح وليست على منهج المعارضة السياسية المنضبطة التي يعرفها الناس في الشرق والغرب والتي هي أحد أسباب توازن تلك المجتمعات وحفظ أمنها وسيادتها , لأنها سائرة بمقتضى العقل المعيشي وإن كانت محرومة من نور الوحي الرباني.

أما المعارضة الفقيهية فمن أكره نفسه على متابعة ما تنشره ليلة واحدة ظهر له أنها ليست من هذا ولا ذاك، ابتداء من أساليب القذف والتجريح وانتهاء بالدعوة للشغب والتخريب التي دعت إليها أتباعها يوم الخميس القادم الموافق 4/11/1425هـ. والدعوة لهذا الشغب مع أنها محاكاة ساذجة لما فعل الخميني في ثورته هي في الحقيقة مستوحاة من شعارات اللجان الثورية في بعض البلاد ويظهر فيها من التهويل وشطح الخيال وسراب الوعود ما يدعو للخجل لا سيما وأعداء هذه البلاد يضخمون أخطاءها إن كانت من الحكومة أو من المعارضة المزعومة سواء. إنني أعلم أن كثيراً من الدعاة والمربين لم يطلعوا على ما تنشره الحركة ومن هنا لم تنل الواجب من الإنكار، كما أن كثيراً من الأخوة القراء سيقولون إن للاستجابة لهذا الشغب أسباباً كثيرة يجب على أهل العلم معرفتها ودراستها ومناصحة الحكومة بشأنها، وهذا حق بل أقول إننا نعلم من الأسباب ونرى من النذر والمخاطر مالا يعلمون ولا يرون، ولكن الشأن ليس في هذا مهما كان التفاوت في تشخيصه، إنما الشأن في منهج إصلاحه ووسائل معالجته، ونحن مع يقيننا أن أسباب البوار ونذر الخطر في الدين والدنيا موجودة، ومع علمنا أن للحكومة الدور الأهم في تقويتها أو إزالتها فإننا لا نخصها بالمسؤولية وحدها بل نحملها أنفسنا والأمة جميعاً كلاً في موقعه، فلولا تقصير أهل العلم والدعوة بل مداهنة بعضهم وانسياق العامة وهلعهم وراء شهواتهم لما حدث كثير من الانحراف، ولولا تقاعس بعضهم عن نصرة من ينكر المنكر ويجتهد في الإصلاح على منهاج النبوة وسيرة السلف الصالح لما عمّ الظلم وانتشر الفساد، بل من الإنصاف أن نقول إننا كما نعلم ونشهد بوجود العديد من المظالم والمنكرات والتجاوزات من قبل الحكومة فإننا نعلم ونشهد كذلك –وهذا من العدل الذي أمرنا به- بأن كثيراً من المفاسد والمظالم الاجتماعية والأخلاقية لولا أن الأنظمة الحكومية تحظرها وتحاربها لتقحَّم الناس إليها كل سبيل، وركبوا إليها السهل والوعر وشواهد ذلك معروفة في الواقع، وما هروب فئات من الناس إلى الخارج كلما استطاعوا وإنفاقهم الأموال الطائلة فيما يغضب الله إلا أحد هذه الشواهد.

ومع هذا نبشر أهل الخير والصلاح بأن السعي في الإصلاح هو الهم الشاغل لمن وفقهم الله بإتباع منهج النبوة من العلماء والدعاة، وقد أعدوا لذلك مشروعاً متكاملاً -وهو قيد التشاور والتعديل- ولولا أحداث خارجة عن إرادتهم لكان قد رأى النور منذ زمن ولن يحيدوا بإذن الله عن منهاج النبوة مهما طال الطريق وكثرت العوائق. وهم لا يرجون من وراء ذلك مناصب ولا مغانم دنيوية بل كما قال الله تعالى لرسوله الله صلى الله عليه وسلم: ( قل لا أسألكم عليه أجراً ) (قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد). وليس المقام الآن مقام التفصيل في هذا المنهج وإنما المقصود النصح لإخواننا و أبنائنا الذين قد تخدعهم بوراق الآمال الكاذبة والسراب اللاهب, فتصدهم عنه إلى ما يرسمه أفراد معزولون يقحمون أتباعهم ومن يسير وراءهم في مغامرات غير محسوبة النتائج والمآلات استغلالاً لطيب قلوبهم وتلاعباً بمشاعرهم وعزفاً على جراحهم وآلامهم.

ونحن ولله الحمد في غنى تام عن كل منهج خارج عن شريعتنا ولا نحتاج في الإصلاح إلى إملاء خارجي أياً كان مصدره لندن أو واشنطن أو غيرهما، فكما أن الذين يقولون إن العدل والحرية لا تأتي إلا على ظهر الدبابة الأمريكية خونة مارقون؛ فإن الذين يظنون أن التخريب والشغب يرفع الظلم الاجتماعي ويزيل الفساد المالي والإداري هم واهمون مخطئون أو مجرمون آثمون. إن البيان الثوري للحركة تجاوز الاحتجاج السلمي المزعوم إلى التحريض على ما لا يصح تسميته إلا الانقلاب الشامل مع توزيع الغنائم وتهديد كل مخالف وفق رؤية شخصية تمثل نموذجاً لما يسمى جنون العظمة، وبذلك يخرج العمل عن نطاق الإصلاح ويخرم الثوابت الشرعية له، ومن أهم هذه الثوابت توحيد الصف واجتماع الكلمة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونبذ التفرق والتناحر على أي أساس كان وانتهاج الوسائل السلمية في الإصلاح –وها هنا أصل الخلاف مع الحركة وليس الخلاف معها في المطالبة بالحقوق واتخاذ بعض الوسائل المحدثة دون بعض- مع أن الدعوة بشكل ما إلى التخريب تتنافى مع ضرورات الشريعة في حرمة الحقوق وحفظ المال خاصاً أو عاماً. وكيف يأمن الداعون إلى هذه الفتنة من اندساس بعض المنتمين للطوائف الحاقدة أو للتيارات المنحرفة أو العمالة الموتورة إلى ركب التخريب والتدمير فيحرفونه لتحقيق مآربهم الخاصة؟ ومن الذي يملك زمام التوجيه, وقائد المسيرة يصدر أوامره من وراء البحار؟ وأين تذهب عقول قوم يريدون إثارة هذا النوع من الشغب في الشهر الحرام وفي بوابة الحرمين حين يتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى هذه البلاد. مع أنها محط أفئدة المسلمين كل حين وقبلتهم في كل فريضة وأي عبث بأمنها في أي زمان أو مكان جريمة يجمع المسلمون على إنكارها.

وبذلك وغيره يظهر أن المسيرة الفقيهية مرفوضة وفق جميع المعايير الشرعية والمنطقية والزمانية والمكانية. ونحن إذ نؤكد أنّ الإصلاح في المملكة العربية السعودية وسائر بلاد الإسلام ضروري، والتعاون عليه حتم؛ فإننا نؤكد أنه يجب أن يكون على منهاج النبوة وأحكام الشريعة المطهرة التي ضمنت للرعية على الولاة من الواجبات ما لا تضمنه شريعة قط، كما حفظت لولاة الأمر على الرعية من الحقوق ما لا يحفظه نظام عادل قط. فمن أراد أن يخرج عن هذا ويحشر هذه الأمة المباركة في جحر الضب أو يجعلها تابعة للشرق أو للغرب فهو مجرم خائن كائناً من كان، وهي له رافضة مجمعة على ذلك وإن انخدع بعض العامة أو المتهورين من الشباب فإن الشاذ لا حكم له والأمل في عودتهم إلى الجادة قائم لا سيما مع المناصحة والتذكير. ونحمد الله تعالى أن هذه الأمة تتردد وتتوجس من كل ما ترى فيه اتباعاً لمنهج الغرب، وهي في كل مرة تثبت التزامها بمنهج العدل والاعتدال وترفض كل ما خرج عنه سواء كان إرهاباً وتدميراً أو شغباً وفوضى وهذا ما يؤكد واجب المصلحين والمربين والموجهين والآباء في بلادنا أن يحذِّروا العامة والشباب خاصة من هذه الفتنة وأن يذكروهم بأن كل فتنة في التاريخ تأكل أول ما تأكل مثيريها وأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ونرى المبادرة في ذلك لأن الأيام معدودات والنفوس مشحونة وأعوان الشيطان يسارعون في الفتنة بكل ما يستطيعون.

وفي الختام نذكر أنفسنا وإخواننا المسلمين بالتوبة والاستغفار والضراعة إلى الله أن يدفع عنا شر الأشرار وكيد الفجار وظلم الظالمين وعدوان المعتدين كما قال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون:76) وقال (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43) ونسأله جل شأنه أن يجمع كلمتنا حكاماً ومحكومين على المنهج القويم والصراط المستقيم وأن يجعلنا صالحين مصلحين إنه سميع مجيب. وأخيراً نرجو من أتباع الحركة الفقيهية ألا تضيق ثقافتهم وتربيتهم الديمقراطية عن نصيحة المخالفين فيبادروا بسوء الظن ويسارعوا في الاتهام فإن الحق أحق أن يتبع والرجوع إليه طاعة لله ولرسوله قبل أن يكون لأحد من الخلق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الرابط على موقع الشيخ ناصر بن سليمان العمر

http://almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=587

الله اكبر ابعد هذا النصح والتوجيه والكلمات التي تدل علىالفكر الاسلامي الصادق الامين المناصح والذي مرجعة
قال الله عزوجل وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم تستمر تلك العقول المسكينه في تمسكها بذلك المنهج الفقيهي الخارج عن الدين

لله درك يا شيخ سفر الحوالي

والله انه لكلام يخط ويكتب بماء الذهب

ونسأل الله عز وجل ان يحفظ هذه البلاد من شر كل عدوا غاشم خائن يريد زرع الفتنه وزعزعة الامن
في بلادنا الحبيبة
اللهم بارك لنا في علمائنا واحفظهم وانفع بهم هذه البلاد خاصة وسائر بلاد المسلمين عامة

أبو بدر 1
13 Dec 2004, 08:31 PM
أخي عاشق الفلوجة ! السندس !



بيان في غاية الأهمية وهذا هو المتوقع من العلماء الحريصين على دين الله وإظهار الحق

وتبيين حكم مثل هذة الأعمال للناس وما لها وما عليها وهل تخدم الدين والإصلاح أم لا

نسأل الله أن ينفع بهذا البيان وأن يبارك في الشيخ وعلمه على ما قدم ويقدم

وأن يثيبكم أنتم على حبكم وحرصكم على نقل المفيد والجديد للأحبة

عبيد المبين
13 Dec 2004, 11:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

شيخنا الجليل العلامة الصادق الناصح نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا حفظه الله يقول في المعارضة الفقيهية ودعوتها لما تسميه بالزحف الكبير :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الهداة والمصلحين وعلى آله وصحبه سادة المتقين، وبعد:

.................................................. .....

أما المعارضة الفقيهية، فمن أكره نفسه على متابعة ما تنشره ليلة واحدة ظهر له أنها ليست من هذا ولا ذاك، ابتداء من أساليب القذف والتجريح، وانتهاء بالدعوة للشغب والتخريب التي دعت إليها أتباعها يوم الخميس القادم الموافق 4/11/1425هـ.

والدعوة لهذا الشغب مع أنها محاكاة ساذجة لما فعل الخميني في ثورته هي في الحقيقة مستوحاة من شعارات اللجان الثورية في بعض البلاد، ويظهر فيها من التهويل وشطح الخيال وسراب الوعود ما يدعو للخجل لا سيما وأعداء هذه البلاد يضخمون أخطاءها إن كانت من الحكومة أو من المعارضة المزعومة سواء.

إنني أعلم أن كثيراً من الدعاة والمربين لم يطلعوا على ما تنشره الحركة ومن هنا لم تنل الواجب من الإنكار، كما أن كثيراً من الإخوة القراء سيقولون: إن للاستجابة لهذا الشغب أسباباً كثيرة يجب على أهل العلم معرفتها ودراستها ومناصحة الحكومة بشأنها، وهذا حق، بل أقول: إننا نعلم من الأسباب ونرى من النذر والمخاطر مالا يعلمون ولا يرون، ولكن الشأن ليس في هذا مهما كان التفاوت في تشخيصه، إنما الشأن في منهج إصلاحه ووسائل معالجته، ونحن مع يقيننا أن أسباب البوار ونذر الخطر في الدين والدنيا موجودة، ومع علمنا أن للحكومة الدور الأهم في تقويتها أو إزالتها فإننا لا نخصها بالمسؤولية وحدها بل نحملها أنفسنا والأمة جميعاً كلاً في موقعه، فلولا تقصير أهل العلم والدعوة، بل مداهنة بعضهم وانسياق العامة وهلعهم وراء شهواتهم لما حدث كثير من الانحراف، ولولا تقاعس بعضهم عن نصرة من ينكر المنكر ويجتهد في الإصلاح على منهاج النبوة وسيرة السلف الصالح لما عمّ الظلم وانتشر الفساد، بل من الإنصاف أن نقول: إننا كما نعلم ونشهد بوجود العديد من المظالم والمنكرات والتجاوزات من قبل الحكومة فإننا نعلم ونشهد كذلك –وهذا من العدل الذي أمرنا به- بأن كثيراً من المفاسد والمظالم الاجتماعية والأخلاقية لولا أن الأنظمة الحكومية تحظرها وتحاربها لتقحَّم الناس إليها كل سبيل، وركبوا إليها السهل والوعر، وشواهد ذلك معروفة في الواقع، وما هروب فئات من الناس إلى الخارج كلما استطاعوا وإنفاقهم الأموال الطائلة فيما يغضب الله إلا أحد هذه الشواهد.

ومع هذا نبشر أهل الخير والصلاح بأن السعي في الإصلاح هو الهم الشاغل لمن وفقهم الله بإتباع منهج النبوة من العلماء والدعاة، وقد أعدوا لذلك مشروعاً متكاملاً -وهو قيد التشاور والتعديل- ولولا أحداث خارجة عن إرادتهم لكان قد رأى النور منذ زمن ولن يحيدوا _بإذن الله_ عن منهاج النبوة مهما طال الطريق وكثرت العوائق.

وهم لا يرجون من وراء ذلك مناصب ولا مغانم دنيوية، بل كما قال الله _تعالى_ لرسوله الله _صلى الله عليه وسلم_: " قل لا أسألكم عليه أجراً " "قل ما سألتكم من أجر فهو لكم إن أجري إلا على الله وهو على كل شيء شهيد".

وليس المقام الآن مقام التفصيل في هذا المنهج، وإنما المقصود النصح لإخواننا و أبنائنا الذين قد تخدعهم بوراق الآمال الكاذبة والسراب اللاهب، فتصدهم عنه إلى ما يرسمه أفراد معزولون يقحمون أتباعهم ومن يسير وراءهم في مغامرات غير محسوبة النتائج والمآلات استغلالاً لطيب قلوبهم وتلاعباً بمشاعرهم وعزفاً على جراحهم وآلامهم.



ونحن _ولله الحمد_ في غنى تام عن كل منهج خارج عن شريعتنا ولا نحتاج في الإصلاح إلى إملاء خارجي أياً كان مصدره لندن أو واشنطن أو غيرهما، فكما أن الذين يقولون: إن العدل والحرية لا تأتي إلا على ظهر الدبابة الأمريكية خونة مارقون؛ فإن الذين يظنون أن التخريب والشغب يرفع الظلم الاجتماعي ويزيل الفساد المالي والإداري هم واهمون مخطئون أو مجرمون آثمون.

إن البيان الثوري للحركة تجاوز الاحتجاج السلمي المزعوم إلى التحريض على ما لا يصح تسميته إلا الانقلاب الشامل مع توزيع الغنائم وتهديد كل مخالف وفق رؤية شخصية تمثل نموذجاً لما يسمى جنون العظمة، وبذلك يخرج العمل عن نطاق الإصلاح ويخرم الثوابت الشرعية له، ومن أهم هذه الثوابت توحيد الصف واجتماع الكلمة على كتاب الله وسنة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ ونبذ التفرق والتناحر على أي أساس كان وانتهاج الوسائل السلمية في الإصلاح –وها هنا أصل الخلاف مع الحركة وليس الخلاف معها في المطالبة بالحقوق واتخاذ بعض الوسائل المحدثة دون بعض- مع أن الدعوة بشكل ما إلى التخريب تتنافى مع ضرورات الشريعة في حرمة الحقوق وحفظ المال خاصاً أو عاماً، وكيف يأمن الداعون إلى هذه الفتنة من اندساس بعض المنتمين للطوائف الحاقدة أو للتيارات المنحرفة أو العمالة الموتورة إلى ركب التخريب والتدمير فيحرفونه لتحقيق مآربهم الخاصة؟ ومن الذي يملك زمام التوجيه، وقائد المسيرة يصدر أوامره من وراء البحار؟ وأين تذهب عقول قوم يريدون إثارة هذا النوع من الشغب في الشهر الحرام وفي بوابة الحرمين حين يتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى هذه البلاد، مع أنها محط أفئدة المسلمين كل حين وقبلتهم في كل فريضة وأي عبث بأمنها في أي زمان أو مكان جريمة يجمع المسلمون على إنكارها.

وبذلك وغيره يظهر أن المسيرة الفقيهية مرفوضة وفق جميع المعايير الشرعية والمنطقية والزمانية والمكانية.

ونحن إذ نؤكد أنّ الإصلاح في المملكة العربية السعودية وسائر بلاد الإسلام ضروري، والتعاون عليه حتم؛ فإننا نؤكد أنه يجب أن يكون على منهاج النبوة وأحكام الشريعة المطهرة التي ضمنت للرعية على الولاة من الواجبات ما لا تضمنه شريعة قط، كما حفظت لولاة الأمر على الرعية من الحقوق ما لا يحفظه نظام عادل قط ، فمن أراد أن يخرج عن هذا ويحشر هذه الأمة المباركة في جحر الضب أو يجعلها تابعة للشرق أو للغرب فهو مجرم خائن كائناً من كان، وهي له رافضة مجمعة على ذلك وإن انخدع بعض العامة أو المتهورين من الشباب فإن الشاذ لا حكم له والأمل في عودتهم إلى الجادة قائم لا سيما مع المناصحة والتذكير.

ونحمد الله _تعالى_ أن هذه الأمة تتردد وتتوجس من كل ما ترى فيه اتباعاً لمنهج الغرب، وهي في كل مرة تثبت التزامها بمنهج العدل والاعتدال وترفض كل ما خرج عنه، سواء كان إرهاباً وتدميراً أو شغباً وفوضى، وهذا ما يؤكد واجب المصلحين والمربين والموجهين والآباء في بلادنا أن يحذِّروا العامة والشباب خاصة من هذه الفتنة وأن يذكروهم بأن كل فتنة في التاريخ تأكل أول ما تأكل مثيريها، وأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ونرى المبادرة في ذلك؛ لأن الأيام معدودات والنفوس مشحونة وأعوان الشيطان يسارعون في الفتنة بكل ما يستطيعون.

وفي الختام نذكر أنفسنا وإخواننا المسلمين بالتوبة والاستغفار والضراعة إلى الله أن يدفع عنا شر الأشرار وكيد الفجار وظلم الظالمين وعدوان المعتدين، كما قال_ تعالى_: "وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ" (المؤمنون:76)، وقال: "فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (الأنعام:43)، ونسأله _جل شأنه_ أن يجمع كلمتنا حكاماً ومحكومين على المنهج القويم والصراط المستقيم، وأن يجعلنا صالحين مصلحين إنه سميع مجيب.



وأخيراً نرجو من أتباع الحركة الفقيهية ألا تضيق ثقافتهم وتربيتهم الديمقراطية عن نصيحة المخالفين فيبادروا بسوء الظن ويسارعوا في الاتهام، فإن الحق أحق أن يتبع والرجوع إليه طاعة لله ولرسوله قبل أن يكون لأحد من الخلق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الشيخ / سفر بن عبدالرحمن الحوالي



وهذا رابط البيان أيها الإخوان :

http://almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=587

سهام الليل
13 Dec 2004, 11:54 PM
من اروع من يخط من النزهاءءءء

وفقكم الله على هذا النقل

وحفظ الله الشيخ وسدده على هذه الكلمات الطيبة

السندس
14 Dec 2004, 01:03 AM
الان وعلى الهواء مباشرة قبل ساعات,
انكر الشيخ سلمان على ما يسمى بالمظاهرات القادمة,
وقال أنه ينظر بشفقة للمعارضين في الخارج,
الذي يعدون بمعاقبة المخالفين وهم على بعد الآف الكيلومترات..


مراقبنا الحبيب ابو بدر بارك الله فيك

نعم انه خطب في غاية الاهمية وهو ما عهدنا من علمائنا حفظهم الله وزادهم الله علماً ووقار

نعم يا سهام الليل

فأنه من اروع ما يكتب من الحق ويقال على لسان البشر الصدق في النصيحه

اثابكم الله على مروركم

الررعد
14 Dec 2004, 02:11 AM
وفقك الله ياشيخنا ونفع بك الإسلام والمسلمين ............
وحفظك الله وكتب اجرك .........
جزيت خيرا اخي عبيد المبين ... واثابك الله .......
سفر: يامن علا الثريا اسدًُ شهمًُ على القمم قد تربعَ

عبيد المبين
14 Dec 2004, 08:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أخي الكريم السندس .. أعتذر إليك في أني كتبت الموضوع قبل أن أرى موضوعك !

وكنت أنت بارك الله فيك قد سبقت إلى وضعه في الملتقى ؛ ولو علمت قبل أن أرسل الموضوع لاكتفيت بالتعقيب ، على بيان شيخنا حفظه الله ..

وقد أحسن صنعاً الأخ الكريم أبو بدر-1 عندما دمج الموضوعين بوضع المشاركة اللاحقة كالتعقيب على السابقة ؛ فبارك الله فيه ونفع به ؛ وقد تكرم مشكورا بإعلامي بذلك في رسالة خاصة ..

أخي الكريم لقد سمعت مداخلة الشيخ د. سفر الحوالي حفظه الله في برنامج الشيخ د. سلمان العودة ( أول اثنين ) ؛ ولعلك استمتعت إليه وانتفعت برؤيته المستقبلية للصحوة الإسلامية من فيه على الهواء مباشرة سدد الله خطاه وثبتنا وإياه على الحق إلى أن نلقاه ، فما أعمق نظرته ، وما أجل اهتماماته ؛ وهذا ما جعل الشيخ د. سلمان يكتفي بمداخلة الشيخ د. سفر في محور ( مستقبل الصحوة ! ) ..

وبشأن حديث الشيخ د. سلمان عن أفكار الفقيه ، فقد قال : من يريد الإصلاح فليعش في المنطقة التي يريد الإصلاح فيها ، وليكن على قدر المسؤولية ، ويعيش مشكلات المجتمع الحقيقية ، ويتحمل حلوالإصلاح ومره ، ليتحمل ما يعرض له إن كان اعتقالا أو إيقافا أو غيره ، لا أن يبقى بعيدا يتحدث عن تجريحات شخصية لا علاقة لها بالإصلاح ، ويتحدث بأفكار يرثى لقائلها ..

حفظ اله الشيخين ، فقد قالاها صريحة ، فكفى زجا للأمة في متاهات لا تعود إلا بالسوء ..

سؤال بشأن ا لمتصيدين في المياه العكرة : ماذا سيقول بنو علمان ومن نحى نحوهم بعد هذا النصح وهذا الصدق وهذا التوجيه في الوقت المناسب !

أعيد : بارك الله في أخي السندس الذي بادر بنشر التنبيه ، وأخي بدر الذي لم الجهود ..

محبكم / عبيد المبين

السندس
14 Dec 2004, 02:45 PM
حياك الله اخي الرعد وبارك الله فيك
وحفظ الله مشائخنا ووفقهم اللله ونفع بهم الاسلام والمسلمين

اخي الحبيب عبد المعين لا عليك فأن المجال في نشر الخير والمسارعة في ايصال النصح الى عامة المسلمين
عبر اي وسيله من وسائل الاتصال ضروري والموضوع والمنتدى تحت امرك اخي الحبيب

واما بخصوص علمائنا الاجلاء فالحمد لله قد وجهوا صفعه قويه للمنافقين من بني علمان والروافض
بهذه الفتوى الشيخ الدكتور سفر الحوالي وبتئيد الشيخ الدكتور ناصر العمر بأنزال فتوى الشيخ في موقعه
واخيراً برنامج اول اثنين لدكتور الشيخ المربي الفاضل سلمان بن فهد العودة ومداخلت العلامه الشيخ سفر الحوالي وايضاحهم خطر هذا الرجل الفقيه ومظاهرته التي يخطط لها من بعيد لنشر الفتنه والتخريب بحجة الاصلاح ولكن علماء اهل السنه والجماعة له بالمرصاد ولكل باغي سفيه

واشكر الاخ المراقب ابو بدر على جهوده وحسن ادارته

منير 83
15 Dec 2004, 02:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والله الشعب السعودى عليها ضغط من الاسرة الحكمه فا شباب بدون عمل والفحشاء فى ارض الحرمين لاحساب ولاعيتاب والله شباب عندهم الحق الكفى فى الخروج واتنفيس على انفسهم من هذا الظلم الذى على صدر الامة الاسلامية

والله اعلم

السندس
16 Dec 2004, 03:25 PM
العضو
moneer83_4

بارك الله فيك البطاله موجودة في جميع ارجاء العالم ولاحيساب ولا عيتاب
والفحشاء في ارض الحرمين مزالات باقيه فأن المعاصي تبقى على مر العصور فمن عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كلنا نعلم عن الغامدية عندما زنت ثم تابت وعادة الى الرسول لكي يطهرها وقصة الصحابي ماعز نفس القصة
والصحابي ابو محجن الثقفي حتى بعد نزول تحريم ايات الخمر بقي يشرب الخمر الى ان تاب بنفسة
واواواواو....... المهم يا ايخي المعاصي او البطاله ليست حجة للخروج عن المنهج الصحيح واتباع منهج ديمقراطي يبثة ذلك السفية بقصد الفتنه والتخريب وقد قال الشيخ الدكتور سفر الحوالي حفظه الله :
أما المعارضة الفقيهية فمن أكره نفسه على متابعة ما تنشره ليلة واحدة ظهر له أنها ليست من هذا ولا ذاك، ابتداء من أساليب القذف والتجريح وانتهاء بالدعوة للشغب والتخريب التي دعت إليها

وبذلك وغيره يظهر أن المسيرة الفقيهية مرفوضة وفق جميع المعايير الشرعية والمنطقية والزمانية والمكانية. ونحن إذ نؤكد أنّ الإصلاح في المملكة العربية السعودية وسائر بلاد الإسلام ضروري، والتعاون عليه حتم؛ فإننا نؤكد أنه يجب أن يكون على منهاج النبوة وأحكام الشريعة المطهرة التي ضمنت للرعية على الولاة من الواجبات ما لا تضمنه شريعة قط، كما حفظت لولاة الأمر على الرعية من الحقوق ما لا يحفظه نظام عادل قط. فمن أراد أن يخرج عن هذا ويحشر هذه الأمة المباركة في جحر الضب أو يجعلها تابعة للشرق أو للغرب فهو مجرم خائن كائناً من كان، وهي له رافضة مجمعة على ذلك وإن انخدع بعض العامة أو المتهورين من الشباب فإن الشاذ لا حكم له والأمل في عودتهم إلى الجادة قائم لا سيما مع المناصحة والتذكير. ونحمد الله تعالى أن هذه الأمة تتردد وتتوجس من كل ما ترى فيه اتباعاً لمنهج الغرب، وهي في كل مرة تثبت التزامها بمنهج العدل والاعتدال وترفض كل ما خرج عنه سواء كان إرهاباً وتدميراً أو شغباً وفوضى وهذا ما يؤكد واجب المصلحين والمربين والموجهين والآباء في بلادنا أن يحذِّروا العامة والشباب خاصة من هذه الفتنة وأن يذكروهم بأن كل فتنة في التاريخ تأكل أول ما تأكل مثيريها وأنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ونرى المبادرة في ذلك لأن الأيام معدودات والنفوس مشحونة وأعوان الشيطان يسارعون في الفتنة بكل ما يستطيعون.

وفي الختام نذكر أنفسنا وإخواننا المسلمين بالتوبة والاستغفار والضراعة إلى الله أن يدفع عنا شر الأشرار وكيد الفجار وظلم الظالمين وعدوان المعتدين كما قال تعالى (وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) (المؤمنون:76) وقال (فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:43) ونسأله جل شأنه أن يجمع كلمتنا حكاماً ومحكومين على المنهج القويم والصراط المستقيم وأن يجعلنا صالحين مصلحين إنه سميع مجيب. وأخيراً نرجو من أتباع الحركة الفقيهية ألا تضيق ثقافتهم وتربيتهم الديمقراطية عن نصيحة المخالفين فيبادروا بسوء الظن ويسارعوا في الاتهام فإن الحق أحق أن يتبع والرجوع إليه طاعة لله ولرسوله قبل أن يكون لأحد من الخلق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.