صمت النبلاء
22 Feb 2012, 04:22 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ(102)}آل عمران.{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)}النساء. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً(71)} الأحزاب
أما بعد..
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
حياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسال الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت العامر على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه
أحبتي في الله
((وما لنا ألَّا نتوكل على الله))
هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك.
فلا يخفى على أحد ما تمر به مصرنا من أزمات.
من أزمات أخلاقية وأمنية واقتصادية واجتماعية.
وأنا أكرر القول دائماً بأنه لا ينبغي أن يكون العلماء والدعاة إلى الله جل وعلا بطرحهم الدعوى والعلمي في جانب وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها في جانب آخر.
لا شك أن من أخطر الأزمات التي تهدد بلدنا في هذه الأيام الأزمة الاقتصادية ومصر تتعرض بالفعل لأزمة حقيقية وليست مفتعلة.
ويجب أن يعلم كل مسلم وكل مصري أن هذه الأزمة لا يمكن على الإطلاق أن تتخلص بلدنا منها إلا إن صدقنا التوكل على الله جل وعلا وأخذنا بالأسباب وأحيينا من جديد قيمة العمل.
لقد نظّرنا كثيرا وجادلنا طويلا وبلدنا لا تبنى بالجدال والمراء وإنما تبنى بالعمل والبناء.
لقد تكلم أهل مصر طيلة العام الماضي كلاماً يكفي لألف سنة قادمة.
لكن آن الأوان أن نتوقف قليلاً عن الجدال والتشكيك والمراء وأن نبدأ العمل والبناء بتحقيق التوكل الحق على رب الأرض والسماء.
فمصر ليست فقيرة ولم يُصب أهلها ببخل قط بل أصيب أهل مصر بأزمة ثقة.
لا تحتاج مصر إلى معونة من أحد ولا إلى عطاء من أحد, لكنها في حاجة دائمة إلى عون الواحد الأحد وإلى عطاء شبابها وأهلها.
فما أكثر الشرفاء في مصر .
بل أقولها لله إن الأصل في أهل مصر هم الشرفاء وهم الأطهار.
فلنحاسب المفسدين محاسبة عادلة بلا ظلم ولا تشفٍ ولنمد أيدينا جميعاً إلى الشرفاء وهم الأصل في أهل مصر لنعيد من جديد هذا البناء.
تعالوا بنا اليوم لنتحدث عن حقيقة التوكل فالتوكل على الله ليست دروشة وليست مجرد كلمة يرددها عالم أو داعية إلى الله جل وعلا.
بل التوكل على الله منهج متكامل إن فهم أهل مصر حقيقة التوكل على الله، على مراد الله وعلى مراد سيدنا رسول الله والله الذي لا إله غيره لصرنا من أغنى الخلق في الأرض ومن أسعد الناس في الآخرة {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88)إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)}الشعراء.
أحبابي ما هو التوكل لغة واصطلاحاً؟
فأنا أحب أن أؤصل الموضوع الذي سنتحدث لننطلق انطلاقة راشدة واضحة بينة.
التوكل هو مصدر توكل يتوكل والاسم التُكلان وهو مأخوذ من مادة وكل التي تدل على اعتماد على الغير.
فالتوكل: هو إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله.
تدبر معي..
التوكل هو إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله.
المتوكل لا يرى نفسه أبداً.
ولا يرى في نفسه الأنا
فأعظم دواء لما نحن فيه أن تطهر النفس من رؤية النفس.
هل تدبرت؟!!
أعظم دواء لما نحن فيه أن تطهر النفس من رؤية النفس.
لو تحدث أي متحدث يتحدث في مصر الآن وقد طهر نفسه من رؤية نفسه ما رأينا هذه المشكلات لو استعلى كل متحدث عن الأنا عن الحزب الذي ينتسب إليه عن الجماعة التي ينتمي لها عن مصلحته الشخصية أو الفئوية وقدم مصلحة مصر. ما رأينا هذه الأزمات والاختناقات.
فتطهير النفس من رؤية النفس أعظم دواء ناجع لكل مشكلة يمر بها المجتمع على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي.
التوكل: إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله.
لا ينبغي أن نعتمد على شرق أو غرب ولا ينبغي أن نعتمد على أحد من الخلق بل يجب أن نعتمد على خالق الخلق.
اسمع مني..
بل يجب أن نعتمد على خالق الخلق الذي يرزق كل الخلق ولا ينسى أن يرزق الكفار أفيرزق ربنا الكفار وينسى أن يرزق من وحد العزيز الغفار؟!
يا للعجب ويا للعيب.
التوكل يا أحبابي هو صدق اعتماد القلب على الله.
الله..
كلمات تكتب بأغلى من ماء الذهب لشيخي ابن القيم لله دره.
التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب ولا تعارض بين هذا وبين من قال إن التوكل لا يتم إلا برفض الأسباب.
لا تعارض.
كيف يا رجل لا تعارض وأنت تقول الآن صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب كيف لا يتعارض هذا مع قول من قال من أهل التحقيق: (التوكل لا يتحقق إلا برفض الأسباب).
نعم لا تعارض.
فالمراد رفض الأسباب عن القلب فهو المتوكل مقطوع عنها متصل بها.
مقطوع عنها بقلبه متصل بها بجوارحه.
لا تعارض.
مقطوع عن الأسباب بقلبه بمعنى أنه يتوكل على الله يأخذ بالأسباب ويعلق قلبه بمسبب الأسباب لا بالأسباب لأنه على يقين أن الأسباب وحدها لا تضر ولا تنفع ولا ترزق ولا تمنع إلا بأمر مسبب الأسباب جل وعلا.
فلا تعارض فالمتوكل منقطع عن الأسباب بقلبه لأن قلبه معلق بمسبب الأسباب لا بالأسباب ومتصل بالأسباب بجوارحه لأنه متعبد من الله بالأخذ بالأسباب.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: (الأخذ بالأسباب واجب أوجبه الله على الأمة).
وقال سهل بن عبد الله ألتستري: (الأخذ بالأسباب سنة النبي والتوكل على الله حال النبي فمن طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان فمن كان على حال النبي فلا يتركن سنة النبي).
كلام غالي
من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان
فالأخذ بالأسباب سنة النبي وهو سيد المتوكلين.
قاتل بين درعيه.
معقول هو النبي خايف من الموت يقاتل بين دراعين !
هذا هو الأخذ بالأسباب. هذا هو التوكل وهو سيد المتوكلين.
قاتل بين درعيه وأخذ الزاد معه وهو مسافر وادخر القوت لأهله سنة وفي الهجرة اتخذ دليلا مشرك على دين قومه ليدله على اقصر طريق من مكة إلى المدينة وهو الذي هدى الله به كل العالمين.
أخذ بالأسباب فهذا لا يتنافى مع التوكل .
فالتوكل على الله اخذ بالأسباب مع صدق اعتماد القلب على الله جل وعلا.
من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان.
فالأخذ بالأسباب سنة النبي والتوكل على الله حال النبي فمن كان على حال النبي أي في التوكل فلا يتركن السنة النبي أي في الأخذ بالأسباب.
فعلى امتنا أن تأخذ بالأسباب.
على شبابنا أن يأخذ بالأسباب.
أنا أتألم غاية الألم حينما نتغنى بأننا نركب الآن أفخم السيارات ونحن إلى اللحظة لا نحسن أن نصنع دراجة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شبابنا ليس أقل من شباب اليابان وليس أقل من شباب كوريا وليس أقل من شباب إيران وليس أقل من شباب تركيا وليس أقل من شباب إندونيسيا وليس أقل من شباب أمريكا.
بل شبابنا هو الشباب المتوضئ الطاهر الذي أبهر العالم كله
نريد من شبابنا أن يبهر العالم مرة أخرى بعمله بإنتاجه بعطائه بتفوقه بالأخذ بأسباب الإبداع والتقدم والرقي والسعادة في الدنيا والآخرة.
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..(105)}التوبة.
ابذل ما استطعت ولا تتهم غيرك بل إن رأيت نقصاً عند أخيك فسد له نقصه وأتمم له عمله.
أيها الناقد أعمال الورى هل أريت الناس ماذا نعمل؟
لا تقل عن عمل ذا ناقص جيء بأوفى ثم قل ذا أكملُ
إن يغب عن ليل صار قمر فحرام أن يلام المشعل
ابذل ما استطعت ولا تنتقص قدري ولا انتقص جهدك بل تعالوا لنتكامل.
وأنا أدعو دائماً وأقول تكاملوا ولا تتآكلوا فمصر تتسع للجميع.
ومصر تتسع لغرس كل مصري صادق ولزرع كل وطني متجرد مخلص.
بل وأرض الدعوة تتسع للجميع لا حرج على الإطلاق أن يتحرك كل العلماء وأن يجتهد كل الدعاة بحسب ما فتح الله على كل واحد منهم.
فتعالوا بنا لنتكامل بدلاً من هذا التآكل الذي لا يُرضي رباً ولا يبني بلداً.
وأسأل الله أن يرزقني وإياكم التجرد والإخلاص إنه ولي ذلك والقادر عليه.
يتبع إن شاء الله
أما بعد..
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
حياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء الأعزاء وأيتها الأخوات الفاضلات وطبتم وطاب سعيكم وممشاكم وتبوأتم جميعاً من الجنة منزلاً وأسال الله الحليم الكريم جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم في هذا البيت العامر على طاعته أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه
أحبتي في الله
((وما لنا ألَّا نتوكل على الله))
هذا هو عنوان لقاءنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك.
فلا يخفى على أحد ما تمر به مصرنا من أزمات.
من أزمات أخلاقية وأمنية واقتصادية واجتماعية.
وأنا أكرر القول دائماً بأنه لا ينبغي أن يكون العلماء والدعاة إلى الله جل وعلا بطرحهم الدعوى والعلمي في جانب وأن تكون الأمة بمشكلاتها وأزماتها في جانب آخر.
لا شك أن من أخطر الأزمات التي تهدد بلدنا في هذه الأيام الأزمة الاقتصادية ومصر تتعرض بالفعل لأزمة حقيقية وليست مفتعلة.
ويجب أن يعلم كل مسلم وكل مصري أن هذه الأزمة لا يمكن على الإطلاق أن تتخلص بلدنا منها إلا إن صدقنا التوكل على الله جل وعلا وأخذنا بالأسباب وأحيينا من جديد قيمة العمل.
لقد نظّرنا كثيرا وجادلنا طويلا وبلدنا لا تبنى بالجدال والمراء وإنما تبنى بالعمل والبناء.
لقد تكلم أهل مصر طيلة العام الماضي كلاماً يكفي لألف سنة قادمة.
لكن آن الأوان أن نتوقف قليلاً عن الجدال والتشكيك والمراء وأن نبدأ العمل والبناء بتحقيق التوكل الحق على رب الأرض والسماء.
فمصر ليست فقيرة ولم يُصب أهلها ببخل قط بل أصيب أهل مصر بأزمة ثقة.
لا تحتاج مصر إلى معونة من أحد ولا إلى عطاء من أحد, لكنها في حاجة دائمة إلى عون الواحد الأحد وإلى عطاء شبابها وأهلها.
فما أكثر الشرفاء في مصر .
بل أقولها لله إن الأصل في أهل مصر هم الشرفاء وهم الأطهار.
فلنحاسب المفسدين محاسبة عادلة بلا ظلم ولا تشفٍ ولنمد أيدينا جميعاً إلى الشرفاء وهم الأصل في أهل مصر لنعيد من جديد هذا البناء.
تعالوا بنا اليوم لنتحدث عن حقيقة التوكل فالتوكل على الله ليست دروشة وليست مجرد كلمة يرددها عالم أو داعية إلى الله جل وعلا.
بل التوكل على الله منهج متكامل إن فهم أهل مصر حقيقة التوكل على الله، على مراد الله وعلى مراد سيدنا رسول الله والله الذي لا إله غيره لصرنا من أغنى الخلق في الأرض ومن أسعد الناس في الآخرة {يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ(88)إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)}الشعراء.
أحبابي ما هو التوكل لغة واصطلاحاً؟
فأنا أحب أن أؤصل الموضوع الذي سنتحدث لننطلق انطلاقة راشدة واضحة بينة.
التوكل هو مصدر توكل يتوكل والاسم التُكلان وهو مأخوذ من مادة وكل التي تدل على اعتماد على الغير.
فالتوكل: هو إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله.
تدبر معي..
التوكل هو إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله.
المتوكل لا يرى نفسه أبداً.
ولا يرى في نفسه الأنا
فأعظم دواء لما نحن فيه أن تطهر النفس من رؤية النفس.
هل تدبرت؟!!
أعظم دواء لما نحن فيه أن تطهر النفس من رؤية النفس.
لو تحدث أي متحدث يتحدث في مصر الآن وقد طهر نفسه من رؤية نفسه ما رأينا هذه المشكلات لو استعلى كل متحدث عن الأنا عن الحزب الذي ينتسب إليه عن الجماعة التي ينتمي لها عن مصلحته الشخصية أو الفئوية وقدم مصلحة مصر. ما رأينا هذه الأزمات والاختناقات.
فتطهير النفس من رؤية النفس أعظم دواء ناجع لكل مشكلة يمر بها المجتمع على المستوى الفردي وعلى المستوى الجماعي.
التوكل: إظهار العجز في الأمر كله والاعتماد على الله في الأمر كله.
لا ينبغي أن نعتمد على شرق أو غرب ولا ينبغي أن نعتمد على أحد من الخلق بل يجب أن نعتمد على خالق الخلق.
اسمع مني..
بل يجب أن نعتمد على خالق الخلق الذي يرزق كل الخلق ولا ينسى أن يرزق الكفار أفيرزق ربنا الكفار وينسى أن يرزق من وحد العزيز الغفار؟!
يا للعجب ويا للعيب.
التوكل يا أحبابي هو صدق اعتماد القلب على الله.
الله..
كلمات تكتب بأغلى من ماء الذهب لشيخي ابن القيم لله دره.
التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب ولا تعارض بين هذا وبين من قال إن التوكل لا يتم إلا برفض الأسباب.
لا تعارض.
كيف يا رجل لا تعارض وأنت تقول الآن صدق اعتماد القلب على الله مع الأخذ بالأسباب كيف لا يتعارض هذا مع قول من قال من أهل التحقيق: (التوكل لا يتحقق إلا برفض الأسباب).
نعم لا تعارض.
فالمراد رفض الأسباب عن القلب فهو المتوكل مقطوع عنها متصل بها.
مقطوع عنها بقلبه متصل بها بجوارحه.
لا تعارض.
مقطوع عن الأسباب بقلبه بمعنى أنه يتوكل على الله يأخذ بالأسباب ويعلق قلبه بمسبب الأسباب لا بالأسباب لأنه على يقين أن الأسباب وحدها لا تضر ولا تنفع ولا ترزق ولا تمنع إلا بأمر مسبب الأسباب جل وعلا.
فلا تعارض فالمتوكل منقطع عن الأسباب بقلبه لأن قلبه معلق بمسبب الأسباب لا بالأسباب ومتصل بالأسباب بجوارحه لأنه متعبد من الله بالأخذ بالأسباب.
قال الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى: (الأخذ بالأسباب واجب أوجبه الله على الأمة).
وقال سهل بن عبد الله ألتستري: (الأخذ بالأسباب سنة النبي والتوكل على الله حال النبي فمن طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان فمن كان على حال النبي فلا يتركن سنة النبي).
كلام غالي
من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان
فالأخذ بالأسباب سنة النبي وهو سيد المتوكلين.
قاتل بين درعيه.
معقول هو النبي خايف من الموت يقاتل بين دراعين !
هذا هو الأخذ بالأسباب. هذا هو التوكل وهو سيد المتوكلين.
قاتل بين درعيه وأخذ الزاد معه وهو مسافر وادخر القوت لأهله سنة وفي الهجرة اتخذ دليلا مشرك على دين قومه ليدله على اقصر طريق من مكة إلى المدينة وهو الذي هدى الله به كل العالمين.
أخذ بالأسباب فهذا لا يتنافى مع التوكل .
فالتوكل على الله اخذ بالأسباب مع صدق اعتماد القلب على الله جل وعلا.
من طعن في الأسباب فقد طعن في السنة ومن طعن في التوكل فقد طعن في الإيمان.
فالأخذ بالأسباب سنة النبي والتوكل على الله حال النبي فمن كان على حال النبي أي في التوكل فلا يتركن السنة النبي أي في الأخذ بالأسباب.
فعلى امتنا أن تأخذ بالأسباب.
على شبابنا أن يأخذ بالأسباب.
أنا أتألم غاية الألم حينما نتغنى بأننا نركب الآن أفخم السيارات ونحن إلى اللحظة لا نحسن أن نصنع دراجة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
شبابنا ليس أقل من شباب اليابان وليس أقل من شباب كوريا وليس أقل من شباب إيران وليس أقل من شباب تركيا وليس أقل من شباب إندونيسيا وليس أقل من شباب أمريكا.
بل شبابنا هو الشباب المتوضئ الطاهر الذي أبهر العالم كله
نريد من شبابنا أن يبهر العالم مرة أخرى بعمله بإنتاجه بعطائه بتفوقه بالأخذ بأسباب الإبداع والتقدم والرقي والسعادة في الدنيا والآخرة.
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..(105)}التوبة.
ابذل ما استطعت ولا تتهم غيرك بل إن رأيت نقصاً عند أخيك فسد له نقصه وأتمم له عمله.
أيها الناقد أعمال الورى هل أريت الناس ماذا نعمل؟
لا تقل عن عمل ذا ناقص جيء بأوفى ثم قل ذا أكملُ
إن يغب عن ليل صار قمر فحرام أن يلام المشعل
ابذل ما استطعت ولا تنتقص قدري ولا انتقص جهدك بل تعالوا لنتكامل.
وأنا أدعو دائماً وأقول تكاملوا ولا تتآكلوا فمصر تتسع للجميع.
ومصر تتسع لغرس كل مصري صادق ولزرع كل وطني متجرد مخلص.
بل وأرض الدعوة تتسع للجميع لا حرج على الإطلاق أن يتحرك كل العلماء وأن يجتهد كل الدعاة بحسب ما فتح الله على كل واحد منهم.
فتعالوا بنا لنتكامل بدلاً من هذا التآكل الذي لا يُرضي رباً ولا يبني بلداً.
وأسأل الله أن يرزقني وإياكم التجرد والإخلاص إنه ولي ذلك والقادر عليه.
يتبع إن شاء الله