عبدالله الكعبي
14 Feb 2012, 09:29 PM
أكد معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين أن ميثاق العمل الوطني جزء من المشروع الاصلاحي لجلالة الملك المفدى، مشيرا الى ان نظرة جلالة الملك المفدى للإصلاح لا تقتصر على البحرين بل تشمل دول المنطقة.
وقال معالي القائد العام في حديث شامل لرئيس التحرير وعدد من كتاب وصحفيي «الأيام» في ذكرى ميثاق العمل الوطني وأحداث فبراير ومارس، ان العاهل المفدى كان سباقا في الدعوة الى الاتحاد الخليجي مبينا ان جلالته طرح فكرة الاتحاد على الزعماء الخليجيين قبل سنتين وفق نظرة جلالته الشاملة للاصلاح.
وأكد أن ما تعرضت له البحرين من احداث مؤسفة كانت محاولة انقلابية مدعومة من الخارج.
وأكد جاهزية القوة بمختلف تشكيلاتها ووحداتها العسكرية للتعامل مع كافة حالات التصعيد الامني مستقبلا -لا قدر الله- مؤكدا في السياق ذاته بان قوة الدفاع على أهبة الاستعداد لمواجهة اي تصعيد محتمل، محذرا في السياق ذاته المخربين بقوله «ان عدتم عدنا».
وقال إن الأجهزة الأمنية قادرة اليوم على التعامل وبسهولة ويسر مع الموقف وان الشرطة تسيطر على الوضع وقادرة على التعامل معه بأقل وسائل الحماية والدفاع واذا لزم الأمر فإن الحرس الوطني على أهبة الاستعداد وفي كامل جاهزيته وهو مدرب على الأعمال الشرطية واذا استعصى الأمر فإننا جاهزون وكذلك اشقاءنا في دول مجلس التعاون للتصدي لأي خطر خارجي مطمئنا الجميع بأن الامور في البحرين ولله الحمد طيبة وبخير ولا داعي للخوف.
وكشف معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة عن حقائق تعلن للمرة الاولى مفادها وجود 22 منظمة غير حكومية تعمل ضد مملكة البحرين 19 منها تتواجد في الولايات المتحدة الامريكية و 3 اخرى في احدى الدول الخليجية وجميعها تدار وتدرب وتمول من قبل الولايات المتحدة الامريكية والدولة الخليجية، مشيرا الى انه عندما واجهت البحرين الولايات المتحدة وهذه الدولة بالمعلومات والحقائق التي توفرت لديها مؤخرا تم التنصل منها بحجة انها منظمات غير حكومية.
واشار الى ان الهجوم الإعلامي الشرس ضد المملكة امر مخطط له منذ فترة، لافتا الانتباه الى وجود اتفاق بين 7 دول لتبادل الادوار فيما بينها لتشكيل ضغط على البحرين خلال الأزمة عبر فرض حظر على بيع المستلزمات والادوات الامنية والدفاعية التي تستخدمها الشرطة اثناء تعاملها مع المواجهات للبحرين وهي:
امريكا, بريطانيا, فرنسا, ألمانيا, السويد, سويسرا وبلجيكا.
ووفقا لما ذكره معالي القائد العام فان الحظر مازال الى يومنا الحاضر لكنه لم يؤثر على البحرين لأن المملكة عرفت كيف تتعامل معه عبر تنويع مصادر استيراد مستلزماتها الامنية والدفاعية والعسكرية من مصادر أخرى.
وقلل معالي القائد العام من خطورة اعمال التخريب مشيرا الى انها لا تشكل خطرا حقيقيا على أمن الوطن مطالبا بعدم اعطاء الأمر اكبر من حجمه الحقيقي.
وقال معالي القائد العام ما تبقى من تلك المجموعات انتهى سياسيا وميدانيا وهي في الرمق الأخير ولا يمكن ان تشكل اي تهديد على البحرين..
وفيما يلي نص الحوار:
تواكب الذكرى الـ44 لتأسيس القوة الاحتفال بذكرى الميثاق الوطني وهما من الذكريات التي صاحبتهما نهضة كبيرة فالقوة ضمانتنا للأمن والميثاق ضمانتنا نحو الديمقراطية والاصلاح بقيادة جلالة الملك فما هي مشاعركم إزاء المناسبتين؟
- الميثاق الوطني جزء من المشروع الاصلاحي لصاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى، فنظرة جلالته للإصلاح لم تكن قاصرة على البحرين بل تشمل دول المنطقة ومن منطلق ايمان جلالته بذلك بادر وفي مناسبات عديدة وخلال مشاركاته في القمم الخليجية الى تعميق التضامن والعمل الخليجي المشترك.
وحين يدور الحديث اليوم حول الوحدة الخليجية التي طرحت في قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة فقد كان جلالته سباقا في الدعوة اليها، حيث طرح جلالته فكرة الاتحاد على الزعماء الخليجيين منذ سنتين وفق نظرته الإصلاحية الشاملة لمجلس التعاون الخليجي.
كما أن فكرة الدفاع الخليجي المشترك والتي وقعت في قمة البحرين عام 2000 فكرة عمل جلالته على تعزيزها وبلورتها وخطط لها منذ مدة وفق رؤيته الإصلاحية والتي تنطلق من بعد إقليمي.
ان النظام التأسيسي لمجلس التعاون لم يكن يقر مثل هذا المعاهدة حتى جاءت قمة المنامة عام 2000 والتي قدم جلالته خلالها امام القادة فكرة إنشاء معاهدة دفاع مشترك بين دول مجلس التعاون تلتزم فيها دول المجلس بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لتهديد أو خطر، حيث حظي المقترح بموافقة جميع القادة وتم إقراره خلال القمة وبموجبه تحققت نقلة نوعية في تاريخ العمل الخليجي المشترك.
وفي ضوء هذا الاتفاق خطى التعاون العسكري خطوات متميزة قائمة على أسس منهجية ومرتكزات علمية محددة آخذة في الحسبان الإمكانيات المتاحة والمتطلبات الدفاعية وحجم ومصادر التهديد والفضل في ذلك يعود لصاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى، حيث عمل جلالته على مدار سنين عديدة على بلورة الفكرة التي جاء موعد تحقيقها خلال قمة البحرين.
ويعد المركز الاقليمي البحري العسكري المشترك لدول التعاون من المشاريع الاقليمية التي اعطت المجلس قوة وهو مشروع قيد التنفيذ وهو ايضا مقترح لجلالة الملك تم الموافقة عليه واقراره خلال قمة الرياض الأخيرة، حيث اتفق القادة على ان تكون البحرين مقرا للمركز وتناط به مسؤوليات عسكرية ومدنية، فالمدنية تتعلق بأمن البحار والبيئة البحرية والمرور الحر وانقاذ السفن والتعامل مع الكوارث وكل ما يتعلق بالخليج العربي، ونعمل حاليا بالتعاون مع الاشقاء بدول مجلس التعاون الخليج العربي على تنفيذه ومن المقرر الانتهاء منه خلال اشهر.
وحينما نقف اليوم لنحتفل بمرور 11 عاما على مشروع ميثاق العمل الوطني فإنما نقف امام جزء من المشروع الكبير الذي يحلم به صاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى والذي يدور في فكر جلالته ومازال في طور البناء ولم يكتمل وان المشروع بمثابة خارطة طريق للبحرينيين نسعى من خلالها للوصول الى النضج السياسي وتطوير العمل البرلماني، وهو ما دفع شعب البحرين الى الاندفاع والتصويت بأعداد كبيرة على الميثاق باعتباره صمام الأمان القادر على تخليص الوطن من جميع مشاكله والارتقاء بالمواطنين الى مصاف الشعوب الديمقراطية المتحضرة.
وايمانا من جلالته بأن الإنجازات لا تتوقف وان العملية الاصلاحية تحتاج دائما الى التطوير فقد دعا جلالة الملك الى حوار التوافق الوطني والذي ينم عن ايمان حقيقي من جلالته وإدراك عميق لحقائق المشهد السياسي والاجتماعي البحريني التي تؤكد أن الحوار هو الإطار الوحيد الذي يمكن من خلاله طرح الرؤى والأفكار والتصورات حول حاضر البلاد ومستقبلها ويعد خطوة هامة لتجاوز البحرين آثار احداث فبراير ومارس 2011 التي شهدتها وعرضت أمنها واستقرارها وسلمها الاجتماعي للخطر.
ومما لا شك فيه ان ما نتج عن الحوار من مرئيات وتوصيات أعلنت الحكومة عن التزامها الكامل بها وعملت على تنفيذها يعد بادرة لفتح آفاق جديدة للمزيد من الديمقراطية ومن شأنه ان يرفع من مستوى شعب البحرين لما فيه مصلحة المواطن وهو الهدف الاساسي للمشروع الاصلاحي.
ان القوات المسلحة والحرس الوطني والشرطة هم حراس الدستور والقائمين على حمايته من خلال حفظ الأمن وتطبيق القانون بما يعزز سبل العمل الديمقراطي.
ومن الضروري هنا الوقوف امام المنظومة العسكرية المتمثلة في قوة دفاع البحرين التي تمثل طرفا مهما في الدولة وتسعى كما هي اركان الدولة الى المزيد من الاصلاح وتطوير منظومتها العسكرية ومن بينها النظام القضائي العسكري، فمن المعلوم ان نظامنا القضائي من قبل يتسم كما هو حال الأنظمة القضائية العسكرية في اغلب دول العالم بعدم المرونة ما يعني ان نظامنا القضائي كان يتم التقاضي على درجة واحدة فقط ولكن لمواكبة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك عملنا على تطوير النظام القضائي العسكري واصبحت محاكمنا من اربع درجات للتقاضي في سبيل إحقاق الحق وتكفل تعزيز الإجراءات القانونية التي تتبعها الجهات المعنية بهذه المحاكم لحماية حقوق المتهمين إلى جانب أنها توفر جميع الضمانات لهم، علما بأن الكثير من الدول العربية مثل الجزائر وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وغيرها, حرصت على الاستفادة من التجربة البحرينية الرائدة بعد تطبيقها حيث قامت هذه الدول بإرسال عدد من قضاتها للتدريب في البحرين والاطلاع على تجربتنا لنقلها وتنفيذها في بلادهم.
ولقد شهدتم خلال الأزمة الاخيرة الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها رجال القضاء العسكري خلال فترة محاكم السلامة الوطنية وكيف عكس القضاء العسكري بحق ما وصلت إليه القوة من تقدم وتطور في الشأن القضائي ولولا هذه الكوادر القانونية العسكرية لما كان لنا ان نتعامل مع ما مر بنا من احداث.
هل تتوقعون بأن تتحقق الوحدة الخليجية قريبا؟
- انا كمواطن بحريني وخليجي اتمنى اعلان الاتحاد بين دول المجلس التعاون الخليج العربي الست اليوم قبل الغد واعتقد ان المشاورات التي بدأت بين ممثلي الدول الست الأعضاء ستسهلك بعض الوقت قبل ان يتم اعداد تقرير نهائي بالأمر لرفعه الى قادة التعاون في قمتهم المقبلة الا ان الرغبة الملحة لشعوب المنطقة الى جانب الأخطار المحدقة بها قد تعجل من عرضه على القمة التشاورية المقبلة، وقد يستغرق الامر على الاقل عاما واحدا حتى يتم الانتهاء من التقرير واعلانه.
ماذا عن المعارك الإعلامية المستهدفة لأمن البحرين وتدار داخليا وخارجيا؟ وهل لديكم أي اهتمام لمواجهتها من خلال إنشاء وحدة خاصة للتصدي للحرب الإعلامية المغرضة؟
- نحن لم نكن مجهزين لخوض مثل هذه المعارك او مواجهة مثل هذا النوع من التهديد والعرب الأولين يقولون الحرب اولها الكلام اما نحن اليوم فنقول ان الحرب أولها وآخرها الكلام.
والهجوم الاعلامي الشرس ضد البحرين امر مخطط له منذ فترة وللعلم فإن هناك 5 دول و3 منظمات ارهابية تدير هذه المعركة الاعلامية ضد البحرين والحقائق ستتكشف في يوم ما.
وهؤلاء وفي سبيل المؤامرة على نظام الحكم وفروا اموالا طائلة وجندوا رجال استخبارات وعسكريين واعلام وصحافة واجهزة اعلامية وقنوات فضائية عملت جميعها ضد البحرين وللأسف نحن كنا غافلين عنهم ولم نكن نتوقع بأن هذا المخطط الذي يستهدف البحرين كان مخططا له سابقا ومحسوبة خطواته، لكن ولله الحمد استطعنا ارباك بعض مخططاتهم بتوفيق من رب العالمين وبحكمة وصبر صاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى.
ومن الدروس المستفادة من الأزمة والتي توصلنا لها بعد دراسة وتحليل الوضع هو عجزنا إعلاميا عن مواجهة الإعلام المضاد وللأسف إن هذا القصور الإعلامي مازال مستمرا والى اليوم وعاجزا عن مواجهة الحملات الإعلامية الشرسة التي تدار في عدة دول.
وقد توفرت لدينا مؤخرا معلومات مفادها بأن 19 منظمة غير حكومية في امريكا الى جانب 4 منظمات غير حكومية اخرى في دولة خليجية وهو دولة تعمل ضد البحرين وجميع تلك المنظمات تدار وتدرب وتمول من قبل واشنطن ودولة خليجية وعند مواجهتهم بالأمر تبرؤوا منها بحجة انها منظمات غير حكومية.
وللعلم فإن تلك المعلومات شملت دولتين بخلاف المنظمات العربية والايرانية التي تعمل في عواصم اجنبية اخرى وجميع هؤلاء يعملون ضد البحرين ولدى اجهزة استخباراتنا اسماء تلك المنظمات وعلى دراية تامة بتحركاتهم ولكي تتصدي لهم وتعمل ضدهم تحتاج الى وقت لأن الآخرين عمل معهم ونحن في غفلة عن ذلك منذ سنين عديدة.
ولم تتوقف المؤامرة على هؤلاء فقط فهناك دول اخرى انخرطت معها من خلال تجنيد اعلامها وسفاراتها وعملائها وطابورها الخامس المنتشر في الخليج ولم تكن سهلة ومازلنا في طور التعافي منها ونعيش معاناتها ونحتاج الى وقت لنكتسب فيه المزيد من الخبرات لنتعلم ومن ثم نعمل على مواجهة هؤلاء اعلاميا.
وفي هذا المقام سأقدم لكم معلومة تذاع لأول مرة كسبق صحفي لجريدة «الأيام» وأرجو التركيز عليها، في أبان الأزمة قامت 7 دول وهي: امريكا, بريطانيا, فرنسا, ألمانيا, السويد, سويسرا وبلجيكا بتنفيذ حظر عسكري على البحرين عبر منع بيع المستلزمات والادوات الامنية والدفاعية التي تستخدمها الشرطة اثناء تعاملها مع المواجهات واتفقت فيما بينها على تبادل الادوار لتشكيل ضغط على البحرين ظنا منها بان ذلك سيؤثر على قراراتنا السياسية وقد حدث ذلك بعد أسبوعين من بدء التعامل الميداني والعسكري مع الاحداث والقضاء على المؤامرة.
وللعلم فان الحظر الذي فرضته تلك الدول السبع مازال قائما حتى يومنا الحاضر لكنه لم يؤثر علينا لأننا عرفنا كيف نتعامل معه عبر تنويع مصادر استيراد المستلزمات الامنية والدفاعية والعسكرية من مصادر اخرى، ورغم ذلك قمنا باستدعاء المسؤولين العسكريين في تلك الدول وكان من بينهم اكبر مسؤول عسكري بريطاني اجتمعت به في مكتبي لدقائق كون بريطانيا اول من طبق هذا الحظر على البحرين وقلت له «اسمع انتم طبقتم حظراً علينا, ايامكم تلك والتي كنتم تسمون بها بأنكم الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس انتهت» وسألته كيف كنتم ستتعاملون مع الاحداث التي حدثت في البحرين لو انها حدثت في بريطانيا؟
فأجاب «سنتعامل معها بنفس الطريقة التي تعاملتم بها» فقلت له اذا لماذا فرضتم علينا الحظر ما دمتم تقرون ان ما فعلناه أمر صحيح؟ فقال «هذا قرار سياسي لا علاقة لي به لكوني عسكري»، فقلت له «خلال اسبوعين سنفرض عليكم حظرا وسنمنع تقديم اي مساعدات لأي طائرة او سفينة او قوات تصل البحرين ما لم ترفعوا الحظر عنا رغم اننا لا نحتاج الى استيراد اي شيء منهم وحتى اليوم نحن لا نحتاج لشيء منهم ولكنها مسألة مبدأ».
بعد ذلك غادر الى لندن واجرى مشاورات مع رئيس وزرائه وبعد شهر تم رفع الحظر البريطاني عن البحرين ولكن مازالت الدول الأخرى تفرضه علينا رغم ان ذلك لا يهمنا لكن هذا درس نتمنى من اشقائنا في دول مجلس التعاون التعلم منه، فالأزمة التي مرت بنا علمتنا الكثير وعلينا ان نعي ان هذه الدول لا يمكن الاعتماد عليها رغم اننا للأسف نستورد كل اسلحتنا منها واليوم العالم مفتوح وهناك دول كثيرة مثل روسيا والصين تملك سلاحا جيدا بديلا عن اسلحة تلك الدول ويمكن من خلالها ان نوفر السلاح اللازم وكل ما نحتاجه من مستلزمات عسكرية.
ولقد حاولت تلك الدول ان تمارس كل سبل الضغط علينا بدءا من الاعلام لكنها لم تستطع لأننا على دراية ان الطريق الذي سلكناه هو لصالح البحرين وشعب البحرين ويجب التذكير هنا ان المؤامرة ما كانت تستهدف البحرين فحسب بل دول مجلس التعاون جميعا ولكن المولى عز وجل هو الحافظ وهو من حفظ شعبنا ووطننا.
نسمع بين الحين والآخر تصريحات تهدد بمنع إتمام صفقة الأسلحة الأمريكية للبحرين، هل يدفعكم ذلك للتفكير في مصادر أخرى لشراء السلاح؟
- نعم ذلك صحيح, فالبدائل متوفرة وبكثرة ولم يؤثر الحظر علينا اما بالنسبة للحديث عن صفقة الاسلحة الامريكية فالصفقة تشمل نوعا من الصواريخ التي نملكها لكننا طلبنا شراء نوعها الأحدث.
وقد اخبرونا منذ ايام بموافقتهم على بيع بعض المستلزمات العسكرية التي كنا قد تقدمنا من قبل بطلب شرائها وذلك بعد ان عاملناهم بنفس المبدأ الذي تعاملنا به مع البريطانيين، انا لست دبلوماسيا وهؤلاء لا يفهمون إلا مثل هذا التعامل ويظنون باننا مازلنا نعتمد عليهم.
البعض متوجس من ذكرى 14 فبراير مع تصاعد بعض المطالبات والتحضير من قبل البعض للعودة لإحياء هذه الذكرى عبر التجمع وغلق الطرقات والاعتصام في الشارع ومنذ عام تقريبا قلتم «إن عدتم عدنا» فهل مازلتم على الوعد؟
- ما زلنا على هذه الكلمة واقولها من جديد «ان عدتم عدنا» ونحن جاهزون وعلى اهبة الاستعداد في حال التصعيد وخروج الأمور عن سيطرة الشرطة ودعني قبل ان أتحدث عن قوة الدفاع والحرس الوطني ان اشير الى ان الشرطة اليوم قادرة على التعامل بسهولة ويسر مع الموقف وانتم تعلمون ذلك ولم تصل لمرحلة استخدام السلاح وهو ما يعني ان الشرطة مسيطرة على الوضع وقادرة على التعامل معه بأقل وسائل الحماية والدفاع، واذا لزم الأمر فإن الحرس الوطني على أهبة الاستعداد وفي كامل جاهزيته ومدرب على اعمال الشرطة واذا استعصى الأمر فإننا جاهزون وكذلك اشقاءنا في دول مجلس التعاون للتصدي لأي خطر خارجي، وأبشر الجميع ان الأمور طيبة وبخير ولا داعي للخوف.
ونأمل في الوقت نفسه ان يحكم البعض عقله ويقتنص الفرص الكثيرة التي يقدمها صاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى وان يعمل على الاستفادة منها، واليوم الأمور تكشفت والجميع يعلم حقيقة هؤلاء ومن الذين يحركهم من الخارج ويملون عليهم ما يفعلونه في سبيل تحقيق المؤامرة.
•هناك تخوف من بوادر أزمة عسكرية جديدة بين امريكا وايران وانعكاسها على دول الخليج عبر تصدير العمليات الارهابية اليها, فهل تضعون في حساباتكم مثل هذا الأمر؟
بالتأكيد نحن ندرس كل الاحتمالات ونعلم ان هناك تأثيرات سلبية قد تصلنا نتيجة اي عمل عسكري امريكي ضد ايران ونحن كمنظومة عسكرية خليجية على أهبة الاستعداد وفي اتم الجاهزية لمواجهة اي طارئ قد يستهدف أمن دول الخليج ونعلم ايضا ان تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز ما هي الا احدى «اوراق اللعبة» لتقليل الضغط على برنامجها النووي وهي تستخدم اوراقها الأخرى في البحرين وسوريا ولبنان لإيجاد حالة من التوتر في المنطقة بغية تقليل الضغط عليها واشغال العالم عن برنامجها النووي، ورغم ذلك أعتقد ان هناك لعبة بين ايران وتلك الدول تدار من تحت الطاولة فايران حين تهدد بإغلاق مضيق هرمز وطالما لديها القوة على إغلاق هرمز فما الذي يمنعها؟ لماذا لا تنفذ تهديداتها؟ هي تعلم ان العالم لا يمكن ان يسمح لها بغلق هذا الممر الدولي.
هل هناك نية لإنشاء قاعدة دائمة في البحرين لقوات درع الجزيرة؟
- قوات درع الجزيرة متواجدة حاليا في البحرين بشكل دائم منذ احداث العام الماضي واستمرار بقائهم بحكم الظروف والتهديدات الخارجية ولا يوجد قرار برحيلهم عن البحرين.
نسمع دعوات تحريضية لإعادة سيناريو الأحداث في 14 فبراير القادم في حال لا قدر الله تحقق ذلك فهل هناك خطة استباقية لمنع تكرار الاحداث من جديد؟
- من منطلق انك صحفي ونعول عليك كثيرا في الداخل والخارج لتوضيح حقيقة مفادها ان ما يحدث في البحرين لا نعتبره تهديدا أو خطرا بالمفهوم العسكري لو قارناه بما يحدث في دول اخرى يتم فيها كل يوم اعمال قتل وتفجيرات باستخدام القنابل، فحرق اطار سيارة او تفجير اسطوانة غاز او حتى استخدام «المولوتوف» أمر لا يرتقي إلى أن يشكل خطرا على أمن البلد.
وتصنف على أنها مصادمات أمنية وتدخل ضمن مفهوم الاعمال الارهابية او تخريبية لذا أرجو عدم اعطاء الأمر أكبر من حجمه الحقيقي وتحقيق ما يسعى اليه العدو فهو يعمل على تضخيم الأمر وإثارة الشائعات ضمن مخططهم في الحرب النفسية، فكل ما يحدث نعتبرها مجرد شرارة صغيرة تشتعل هناك واخرى هناك وهم يتأملون من وراء اشعال هذه الشرارة الصغيرة ان تكبر لتحرق الوطن، ولكن ما أؤكده لكم بأن ما تبقى من تلك المجموعات قد انتهى سياسيا وميدانيا وهم في الرمق الأخير ولا يمكن ان يشكلوا اي تهديد على البحرين, لذا لا تعطوا الأمر اكبر من حجمه الحقيقي.
أشرتم في تصريحات سابقة بأن البحرين تتعرض لتهديد خارجي, من اين هذا التهديد هل هو من ايران او من دول اخرى؟
- نحن نعتبر اي تهديد لأي دولة من مجلس التعاون الخليج العربي الست تهديد لنا في البحرين، وايران اليوم هي احد مصادر التهديد لدول الخليج جميعا وليس البحرين فقط واسرائيل التي مازالت تحتل اراضي عربية تشكل جانبا آخر من التهديد على الوطن العربي ولها يد في الأحداث التي تحدث اليوم في المنطقة وكذلك المنظمات الارهابية التي تعمل من الخارج ضد البحرين تشكل تهديدا خارجيا علينا وكذلك برامج اسلحة الدمار الشامل بغض النظر عن نوعها تشكل تهديدا للسلم الإقليمي ولكن كلها تخضع للترتيب بالتنسيق مع الأشقاء والدول الصديقة، فنحن مستعدين لكل الاحتمالات ونعمل على اخذ الحيطة والحذر ضمن منظومة العمل العسكري.
هل تفكر دول الخليج في امتلاك السلاح النووي، ردا على خطط ايران لامتلاكه خلال سنة وفقا للتقارير الامريكية؟
- دول الخليج مع اي توجه سلمي لاستخدام الطاقة النووية وحريصة على اخلاء المنطقة من اي سلاح نووي.
هل ما حدث في البحرين مؤامرة لاسقاط نظام الحكم؟
- نعم كانت مؤامرة لاسقاط النظام جاءت من الخارج، وفي الوقت المناسب سيتم الكشف عن جميع المعلومات التي تثبت ذلك
وقال معالي القائد العام في حديث شامل لرئيس التحرير وعدد من كتاب وصحفيي «الأيام» في ذكرى ميثاق العمل الوطني وأحداث فبراير ومارس، ان العاهل المفدى كان سباقا في الدعوة الى الاتحاد الخليجي مبينا ان جلالته طرح فكرة الاتحاد على الزعماء الخليجيين قبل سنتين وفق نظرة جلالته الشاملة للاصلاح.
وأكد أن ما تعرضت له البحرين من احداث مؤسفة كانت محاولة انقلابية مدعومة من الخارج.
وأكد جاهزية القوة بمختلف تشكيلاتها ووحداتها العسكرية للتعامل مع كافة حالات التصعيد الامني مستقبلا -لا قدر الله- مؤكدا في السياق ذاته بان قوة الدفاع على أهبة الاستعداد لمواجهة اي تصعيد محتمل، محذرا في السياق ذاته المخربين بقوله «ان عدتم عدنا».
وقال إن الأجهزة الأمنية قادرة اليوم على التعامل وبسهولة ويسر مع الموقف وان الشرطة تسيطر على الوضع وقادرة على التعامل معه بأقل وسائل الحماية والدفاع واذا لزم الأمر فإن الحرس الوطني على أهبة الاستعداد وفي كامل جاهزيته وهو مدرب على الأعمال الشرطية واذا استعصى الأمر فإننا جاهزون وكذلك اشقاءنا في دول مجلس التعاون للتصدي لأي خطر خارجي مطمئنا الجميع بأن الامور في البحرين ولله الحمد طيبة وبخير ولا داعي للخوف.
وكشف معالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة عن حقائق تعلن للمرة الاولى مفادها وجود 22 منظمة غير حكومية تعمل ضد مملكة البحرين 19 منها تتواجد في الولايات المتحدة الامريكية و 3 اخرى في احدى الدول الخليجية وجميعها تدار وتدرب وتمول من قبل الولايات المتحدة الامريكية والدولة الخليجية، مشيرا الى انه عندما واجهت البحرين الولايات المتحدة وهذه الدولة بالمعلومات والحقائق التي توفرت لديها مؤخرا تم التنصل منها بحجة انها منظمات غير حكومية.
واشار الى ان الهجوم الإعلامي الشرس ضد المملكة امر مخطط له منذ فترة، لافتا الانتباه الى وجود اتفاق بين 7 دول لتبادل الادوار فيما بينها لتشكيل ضغط على البحرين خلال الأزمة عبر فرض حظر على بيع المستلزمات والادوات الامنية والدفاعية التي تستخدمها الشرطة اثناء تعاملها مع المواجهات للبحرين وهي:
امريكا, بريطانيا, فرنسا, ألمانيا, السويد, سويسرا وبلجيكا.
ووفقا لما ذكره معالي القائد العام فان الحظر مازال الى يومنا الحاضر لكنه لم يؤثر على البحرين لأن المملكة عرفت كيف تتعامل معه عبر تنويع مصادر استيراد مستلزماتها الامنية والدفاعية والعسكرية من مصادر أخرى.
وقلل معالي القائد العام من خطورة اعمال التخريب مشيرا الى انها لا تشكل خطرا حقيقيا على أمن الوطن مطالبا بعدم اعطاء الأمر اكبر من حجمه الحقيقي.
وقال معالي القائد العام ما تبقى من تلك المجموعات انتهى سياسيا وميدانيا وهي في الرمق الأخير ولا يمكن ان تشكل اي تهديد على البحرين..
وفيما يلي نص الحوار:
تواكب الذكرى الـ44 لتأسيس القوة الاحتفال بذكرى الميثاق الوطني وهما من الذكريات التي صاحبتهما نهضة كبيرة فالقوة ضمانتنا للأمن والميثاق ضمانتنا نحو الديمقراطية والاصلاح بقيادة جلالة الملك فما هي مشاعركم إزاء المناسبتين؟
- الميثاق الوطني جزء من المشروع الاصلاحي لصاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى، فنظرة جلالته للإصلاح لم تكن قاصرة على البحرين بل تشمل دول المنطقة ومن منطلق ايمان جلالته بذلك بادر وفي مناسبات عديدة وخلال مشاركاته في القمم الخليجية الى تعميق التضامن والعمل الخليجي المشترك.
وحين يدور الحديث اليوم حول الوحدة الخليجية التي طرحت في قمة مجلس التعاون الخليجي الأخيرة فقد كان جلالته سباقا في الدعوة اليها، حيث طرح جلالته فكرة الاتحاد على الزعماء الخليجيين منذ سنتين وفق نظرته الإصلاحية الشاملة لمجلس التعاون الخليجي.
كما أن فكرة الدفاع الخليجي المشترك والتي وقعت في قمة البحرين عام 2000 فكرة عمل جلالته على تعزيزها وبلورتها وخطط لها منذ مدة وفق رؤيته الإصلاحية والتي تنطلق من بعد إقليمي.
ان النظام التأسيسي لمجلس التعاون لم يكن يقر مثل هذا المعاهدة حتى جاءت قمة المنامة عام 2000 والتي قدم جلالته خلالها امام القادة فكرة إنشاء معاهدة دفاع مشترك بين دول مجلس التعاون تلتزم فيها دول المجلس بالدفاع عن أي دولة عضو تتعرض لتهديد أو خطر، حيث حظي المقترح بموافقة جميع القادة وتم إقراره خلال القمة وبموجبه تحققت نقلة نوعية في تاريخ العمل الخليجي المشترك.
وفي ضوء هذا الاتفاق خطى التعاون العسكري خطوات متميزة قائمة على أسس منهجية ومرتكزات علمية محددة آخذة في الحسبان الإمكانيات المتاحة والمتطلبات الدفاعية وحجم ومصادر التهديد والفضل في ذلك يعود لصاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى، حيث عمل جلالته على مدار سنين عديدة على بلورة الفكرة التي جاء موعد تحقيقها خلال قمة البحرين.
ويعد المركز الاقليمي البحري العسكري المشترك لدول التعاون من المشاريع الاقليمية التي اعطت المجلس قوة وهو مشروع قيد التنفيذ وهو ايضا مقترح لجلالة الملك تم الموافقة عليه واقراره خلال قمة الرياض الأخيرة، حيث اتفق القادة على ان تكون البحرين مقرا للمركز وتناط به مسؤوليات عسكرية ومدنية، فالمدنية تتعلق بأمن البحار والبيئة البحرية والمرور الحر وانقاذ السفن والتعامل مع الكوارث وكل ما يتعلق بالخليج العربي، ونعمل حاليا بالتعاون مع الاشقاء بدول مجلس التعاون الخليج العربي على تنفيذه ومن المقرر الانتهاء منه خلال اشهر.
وحينما نقف اليوم لنحتفل بمرور 11 عاما على مشروع ميثاق العمل الوطني فإنما نقف امام جزء من المشروع الكبير الذي يحلم به صاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى والذي يدور في فكر جلالته ومازال في طور البناء ولم يكتمل وان المشروع بمثابة خارطة طريق للبحرينيين نسعى من خلالها للوصول الى النضج السياسي وتطوير العمل البرلماني، وهو ما دفع شعب البحرين الى الاندفاع والتصويت بأعداد كبيرة على الميثاق باعتباره صمام الأمان القادر على تخليص الوطن من جميع مشاكله والارتقاء بالمواطنين الى مصاف الشعوب الديمقراطية المتحضرة.
وايمانا من جلالته بأن الإنجازات لا تتوقف وان العملية الاصلاحية تحتاج دائما الى التطوير فقد دعا جلالة الملك الى حوار التوافق الوطني والذي ينم عن ايمان حقيقي من جلالته وإدراك عميق لحقائق المشهد السياسي والاجتماعي البحريني التي تؤكد أن الحوار هو الإطار الوحيد الذي يمكن من خلاله طرح الرؤى والأفكار والتصورات حول حاضر البلاد ومستقبلها ويعد خطوة هامة لتجاوز البحرين آثار احداث فبراير ومارس 2011 التي شهدتها وعرضت أمنها واستقرارها وسلمها الاجتماعي للخطر.
ومما لا شك فيه ان ما نتج عن الحوار من مرئيات وتوصيات أعلنت الحكومة عن التزامها الكامل بها وعملت على تنفيذها يعد بادرة لفتح آفاق جديدة للمزيد من الديمقراطية ومن شأنه ان يرفع من مستوى شعب البحرين لما فيه مصلحة المواطن وهو الهدف الاساسي للمشروع الاصلاحي.
ان القوات المسلحة والحرس الوطني والشرطة هم حراس الدستور والقائمين على حمايته من خلال حفظ الأمن وتطبيق القانون بما يعزز سبل العمل الديمقراطي.
ومن الضروري هنا الوقوف امام المنظومة العسكرية المتمثلة في قوة دفاع البحرين التي تمثل طرفا مهما في الدولة وتسعى كما هي اركان الدولة الى المزيد من الاصلاح وتطوير منظومتها العسكرية ومن بينها النظام القضائي العسكري، فمن المعلوم ان نظامنا القضائي من قبل يتسم كما هو حال الأنظمة القضائية العسكرية في اغلب دول العالم بعدم المرونة ما يعني ان نظامنا القضائي كان يتم التقاضي على درجة واحدة فقط ولكن لمواكبة المشروع الإصلاحي لجلالة الملك عملنا على تطوير النظام القضائي العسكري واصبحت محاكمنا من اربع درجات للتقاضي في سبيل إحقاق الحق وتكفل تعزيز الإجراءات القانونية التي تتبعها الجهات المعنية بهذه المحاكم لحماية حقوق المتهمين إلى جانب أنها توفر جميع الضمانات لهم، علما بأن الكثير من الدول العربية مثل الجزائر وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وغيرها, حرصت على الاستفادة من التجربة البحرينية الرائدة بعد تطبيقها حيث قامت هذه الدول بإرسال عدد من قضاتها للتدريب في البحرين والاطلاع على تجربتنا لنقلها وتنفيذها في بلادهم.
ولقد شهدتم خلال الأزمة الاخيرة الجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها رجال القضاء العسكري خلال فترة محاكم السلامة الوطنية وكيف عكس القضاء العسكري بحق ما وصلت إليه القوة من تقدم وتطور في الشأن القضائي ولولا هذه الكوادر القانونية العسكرية لما كان لنا ان نتعامل مع ما مر بنا من احداث.
هل تتوقعون بأن تتحقق الوحدة الخليجية قريبا؟
- انا كمواطن بحريني وخليجي اتمنى اعلان الاتحاد بين دول المجلس التعاون الخليج العربي الست اليوم قبل الغد واعتقد ان المشاورات التي بدأت بين ممثلي الدول الست الأعضاء ستسهلك بعض الوقت قبل ان يتم اعداد تقرير نهائي بالأمر لرفعه الى قادة التعاون في قمتهم المقبلة الا ان الرغبة الملحة لشعوب المنطقة الى جانب الأخطار المحدقة بها قد تعجل من عرضه على القمة التشاورية المقبلة، وقد يستغرق الامر على الاقل عاما واحدا حتى يتم الانتهاء من التقرير واعلانه.
ماذا عن المعارك الإعلامية المستهدفة لأمن البحرين وتدار داخليا وخارجيا؟ وهل لديكم أي اهتمام لمواجهتها من خلال إنشاء وحدة خاصة للتصدي للحرب الإعلامية المغرضة؟
- نحن لم نكن مجهزين لخوض مثل هذه المعارك او مواجهة مثل هذا النوع من التهديد والعرب الأولين يقولون الحرب اولها الكلام اما نحن اليوم فنقول ان الحرب أولها وآخرها الكلام.
والهجوم الاعلامي الشرس ضد البحرين امر مخطط له منذ فترة وللعلم فإن هناك 5 دول و3 منظمات ارهابية تدير هذه المعركة الاعلامية ضد البحرين والحقائق ستتكشف في يوم ما.
وهؤلاء وفي سبيل المؤامرة على نظام الحكم وفروا اموالا طائلة وجندوا رجال استخبارات وعسكريين واعلام وصحافة واجهزة اعلامية وقنوات فضائية عملت جميعها ضد البحرين وللأسف نحن كنا غافلين عنهم ولم نكن نتوقع بأن هذا المخطط الذي يستهدف البحرين كان مخططا له سابقا ومحسوبة خطواته، لكن ولله الحمد استطعنا ارباك بعض مخططاتهم بتوفيق من رب العالمين وبحكمة وصبر صاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى.
ومن الدروس المستفادة من الأزمة والتي توصلنا لها بعد دراسة وتحليل الوضع هو عجزنا إعلاميا عن مواجهة الإعلام المضاد وللأسف إن هذا القصور الإعلامي مازال مستمرا والى اليوم وعاجزا عن مواجهة الحملات الإعلامية الشرسة التي تدار في عدة دول.
وقد توفرت لدينا مؤخرا معلومات مفادها بأن 19 منظمة غير حكومية في امريكا الى جانب 4 منظمات غير حكومية اخرى في دولة خليجية وهو دولة تعمل ضد البحرين وجميع تلك المنظمات تدار وتدرب وتمول من قبل واشنطن ودولة خليجية وعند مواجهتهم بالأمر تبرؤوا منها بحجة انها منظمات غير حكومية.
وللعلم فإن تلك المعلومات شملت دولتين بخلاف المنظمات العربية والايرانية التي تعمل في عواصم اجنبية اخرى وجميع هؤلاء يعملون ضد البحرين ولدى اجهزة استخباراتنا اسماء تلك المنظمات وعلى دراية تامة بتحركاتهم ولكي تتصدي لهم وتعمل ضدهم تحتاج الى وقت لأن الآخرين عمل معهم ونحن في غفلة عن ذلك منذ سنين عديدة.
ولم تتوقف المؤامرة على هؤلاء فقط فهناك دول اخرى انخرطت معها من خلال تجنيد اعلامها وسفاراتها وعملائها وطابورها الخامس المنتشر في الخليج ولم تكن سهلة ومازلنا في طور التعافي منها ونعيش معاناتها ونحتاج الى وقت لنكتسب فيه المزيد من الخبرات لنتعلم ومن ثم نعمل على مواجهة هؤلاء اعلاميا.
وفي هذا المقام سأقدم لكم معلومة تذاع لأول مرة كسبق صحفي لجريدة «الأيام» وأرجو التركيز عليها، في أبان الأزمة قامت 7 دول وهي: امريكا, بريطانيا, فرنسا, ألمانيا, السويد, سويسرا وبلجيكا بتنفيذ حظر عسكري على البحرين عبر منع بيع المستلزمات والادوات الامنية والدفاعية التي تستخدمها الشرطة اثناء تعاملها مع المواجهات واتفقت فيما بينها على تبادل الادوار لتشكيل ضغط على البحرين ظنا منها بان ذلك سيؤثر على قراراتنا السياسية وقد حدث ذلك بعد أسبوعين من بدء التعامل الميداني والعسكري مع الاحداث والقضاء على المؤامرة.
وللعلم فان الحظر الذي فرضته تلك الدول السبع مازال قائما حتى يومنا الحاضر لكنه لم يؤثر علينا لأننا عرفنا كيف نتعامل معه عبر تنويع مصادر استيراد المستلزمات الامنية والدفاعية والعسكرية من مصادر اخرى، ورغم ذلك قمنا باستدعاء المسؤولين العسكريين في تلك الدول وكان من بينهم اكبر مسؤول عسكري بريطاني اجتمعت به في مكتبي لدقائق كون بريطانيا اول من طبق هذا الحظر على البحرين وقلت له «اسمع انتم طبقتم حظراً علينا, ايامكم تلك والتي كنتم تسمون بها بأنكم الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس انتهت» وسألته كيف كنتم ستتعاملون مع الاحداث التي حدثت في البحرين لو انها حدثت في بريطانيا؟
فأجاب «سنتعامل معها بنفس الطريقة التي تعاملتم بها» فقلت له اذا لماذا فرضتم علينا الحظر ما دمتم تقرون ان ما فعلناه أمر صحيح؟ فقال «هذا قرار سياسي لا علاقة لي به لكوني عسكري»، فقلت له «خلال اسبوعين سنفرض عليكم حظرا وسنمنع تقديم اي مساعدات لأي طائرة او سفينة او قوات تصل البحرين ما لم ترفعوا الحظر عنا رغم اننا لا نحتاج الى استيراد اي شيء منهم وحتى اليوم نحن لا نحتاج لشيء منهم ولكنها مسألة مبدأ».
بعد ذلك غادر الى لندن واجرى مشاورات مع رئيس وزرائه وبعد شهر تم رفع الحظر البريطاني عن البحرين ولكن مازالت الدول الأخرى تفرضه علينا رغم ان ذلك لا يهمنا لكن هذا درس نتمنى من اشقائنا في دول مجلس التعاون التعلم منه، فالأزمة التي مرت بنا علمتنا الكثير وعلينا ان نعي ان هذه الدول لا يمكن الاعتماد عليها رغم اننا للأسف نستورد كل اسلحتنا منها واليوم العالم مفتوح وهناك دول كثيرة مثل روسيا والصين تملك سلاحا جيدا بديلا عن اسلحة تلك الدول ويمكن من خلالها ان نوفر السلاح اللازم وكل ما نحتاجه من مستلزمات عسكرية.
ولقد حاولت تلك الدول ان تمارس كل سبل الضغط علينا بدءا من الاعلام لكنها لم تستطع لأننا على دراية ان الطريق الذي سلكناه هو لصالح البحرين وشعب البحرين ويجب التذكير هنا ان المؤامرة ما كانت تستهدف البحرين فحسب بل دول مجلس التعاون جميعا ولكن المولى عز وجل هو الحافظ وهو من حفظ شعبنا ووطننا.
نسمع بين الحين والآخر تصريحات تهدد بمنع إتمام صفقة الأسلحة الأمريكية للبحرين، هل يدفعكم ذلك للتفكير في مصادر أخرى لشراء السلاح؟
- نعم ذلك صحيح, فالبدائل متوفرة وبكثرة ولم يؤثر الحظر علينا اما بالنسبة للحديث عن صفقة الاسلحة الامريكية فالصفقة تشمل نوعا من الصواريخ التي نملكها لكننا طلبنا شراء نوعها الأحدث.
وقد اخبرونا منذ ايام بموافقتهم على بيع بعض المستلزمات العسكرية التي كنا قد تقدمنا من قبل بطلب شرائها وذلك بعد ان عاملناهم بنفس المبدأ الذي تعاملنا به مع البريطانيين، انا لست دبلوماسيا وهؤلاء لا يفهمون إلا مثل هذا التعامل ويظنون باننا مازلنا نعتمد عليهم.
البعض متوجس من ذكرى 14 فبراير مع تصاعد بعض المطالبات والتحضير من قبل البعض للعودة لإحياء هذه الذكرى عبر التجمع وغلق الطرقات والاعتصام في الشارع ومنذ عام تقريبا قلتم «إن عدتم عدنا» فهل مازلتم على الوعد؟
- ما زلنا على هذه الكلمة واقولها من جديد «ان عدتم عدنا» ونحن جاهزون وعلى اهبة الاستعداد في حال التصعيد وخروج الأمور عن سيطرة الشرطة ودعني قبل ان أتحدث عن قوة الدفاع والحرس الوطني ان اشير الى ان الشرطة اليوم قادرة على التعامل بسهولة ويسر مع الموقف وانتم تعلمون ذلك ولم تصل لمرحلة استخدام السلاح وهو ما يعني ان الشرطة مسيطرة على الوضع وقادرة على التعامل معه بأقل وسائل الحماية والدفاع، واذا لزم الأمر فإن الحرس الوطني على أهبة الاستعداد وفي كامل جاهزيته ومدرب على اعمال الشرطة واذا استعصى الأمر فإننا جاهزون وكذلك اشقاءنا في دول مجلس التعاون للتصدي لأي خطر خارجي، وأبشر الجميع ان الأمور طيبة وبخير ولا داعي للخوف.
ونأمل في الوقت نفسه ان يحكم البعض عقله ويقتنص الفرص الكثيرة التي يقدمها صاحب الجلالة الملك عاهل البلاد المفدى وان يعمل على الاستفادة منها، واليوم الأمور تكشفت والجميع يعلم حقيقة هؤلاء ومن الذين يحركهم من الخارج ويملون عليهم ما يفعلونه في سبيل تحقيق المؤامرة.
•هناك تخوف من بوادر أزمة عسكرية جديدة بين امريكا وايران وانعكاسها على دول الخليج عبر تصدير العمليات الارهابية اليها, فهل تضعون في حساباتكم مثل هذا الأمر؟
بالتأكيد نحن ندرس كل الاحتمالات ونعلم ان هناك تأثيرات سلبية قد تصلنا نتيجة اي عمل عسكري امريكي ضد ايران ونحن كمنظومة عسكرية خليجية على أهبة الاستعداد وفي اتم الجاهزية لمواجهة اي طارئ قد يستهدف أمن دول الخليج ونعلم ايضا ان تهديدات ايران بإغلاق مضيق هرمز ما هي الا احدى «اوراق اللعبة» لتقليل الضغط على برنامجها النووي وهي تستخدم اوراقها الأخرى في البحرين وسوريا ولبنان لإيجاد حالة من التوتر في المنطقة بغية تقليل الضغط عليها واشغال العالم عن برنامجها النووي، ورغم ذلك أعتقد ان هناك لعبة بين ايران وتلك الدول تدار من تحت الطاولة فايران حين تهدد بإغلاق مضيق هرمز وطالما لديها القوة على إغلاق هرمز فما الذي يمنعها؟ لماذا لا تنفذ تهديداتها؟ هي تعلم ان العالم لا يمكن ان يسمح لها بغلق هذا الممر الدولي.
هل هناك نية لإنشاء قاعدة دائمة في البحرين لقوات درع الجزيرة؟
- قوات درع الجزيرة متواجدة حاليا في البحرين بشكل دائم منذ احداث العام الماضي واستمرار بقائهم بحكم الظروف والتهديدات الخارجية ولا يوجد قرار برحيلهم عن البحرين.
نسمع دعوات تحريضية لإعادة سيناريو الأحداث في 14 فبراير القادم في حال لا قدر الله تحقق ذلك فهل هناك خطة استباقية لمنع تكرار الاحداث من جديد؟
- من منطلق انك صحفي ونعول عليك كثيرا في الداخل والخارج لتوضيح حقيقة مفادها ان ما يحدث في البحرين لا نعتبره تهديدا أو خطرا بالمفهوم العسكري لو قارناه بما يحدث في دول اخرى يتم فيها كل يوم اعمال قتل وتفجيرات باستخدام القنابل، فحرق اطار سيارة او تفجير اسطوانة غاز او حتى استخدام «المولوتوف» أمر لا يرتقي إلى أن يشكل خطرا على أمن البلد.
وتصنف على أنها مصادمات أمنية وتدخل ضمن مفهوم الاعمال الارهابية او تخريبية لذا أرجو عدم اعطاء الأمر أكبر من حجمه الحقيقي وتحقيق ما يسعى اليه العدو فهو يعمل على تضخيم الأمر وإثارة الشائعات ضمن مخططهم في الحرب النفسية، فكل ما يحدث نعتبرها مجرد شرارة صغيرة تشتعل هناك واخرى هناك وهم يتأملون من وراء اشعال هذه الشرارة الصغيرة ان تكبر لتحرق الوطن، ولكن ما أؤكده لكم بأن ما تبقى من تلك المجموعات قد انتهى سياسيا وميدانيا وهم في الرمق الأخير ولا يمكن ان يشكلوا اي تهديد على البحرين, لذا لا تعطوا الأمر اكبر من حجمه الحقيقي.
أشرتم في تصريحات سابقة بأن البحرين تتعرض لتهديد خارجي, من اين هذا التهديد هل هو من ايران او من دول اخرى؟
- نحن نعتبر اي تهديد لأي دولة من مجلس التعاون الخليج العربي الست تهديد لنا في البحرين، وايران اليوم هي احد مصادر التهديد لدول الخليج جميعا وليس البحرين فقط واسرائيل التي مازالت تحتل اراضي عربية تشكل جانبا آخر من التهديد على الوطن العربي ولها يد في الأحداث التي تحدث اليوم في المنطقة وكذلك المنظمات الارهابية التي تعمل من الخارج ضد البحرين تشكل تهديدا خارجيا علينا وكذلك برامج اسلحة الدمار الشامل بغض النظر عن نوعها تشكل تهديدا للسلم الإقليمي ولكن كلها تخضع للترتيب بالتنسيق مع الأشقاء والدول الصديقة، فنحن مستعدين لكل الاحتمالات ونعمل على اخذ الحيطة والحذر ضمن منظومة العمل العسكري.
هل تفكر دول الخليج في امتلاك السلاح النووي، ردا على خطط ايران لامتلاكه خلال سنة وفقا للتقارير الامريكية؟
- دول الخليج مع اي توجه سلمي لاستخدام الطاقة النووية وحريصة على اخلاء المنطقة من اي سلاح نووي.
هل ما حدث في البحرين مؤامرة لاسقاط نظام الحكم؟
- نعم كانت مؤامرة لاسقاط النظام جاءت من الخارج، وفي الوقت المناسب سيتم الكشف عن جميع المعلومات التي تثبت ذلك