المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصت هتون



ابوسلمه99
28 Dec 2011, 12:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كان مولعا بابنته هتون
يحبها حتى الجنون
ربما شعرت امها بالغيرة .
وكانت تقول له : إن دلالك سيفسدها , أصبحت لاتحترمني وتهددني بك .
وكان يستمع اليها بطرب , هتون تستحق كل ذلك .
هتون ابنة الثلاثة أعوام والنصف ماأروعها هكذا كان يحدث نفسه .
كان يوم الاثنين الذي تغير فيه مجرى حياة فايز والد هتون .
عاد فايز من دوامه بعد الظهر مباشرة فقد استأذن ذلك اليوم لأنه سينهي إجراءات سفره القريب .
ترك باب المنزل مفتوحا
حيا زوجته في عجالة واخذ الأوراق وحين وصل الى الباب نادى على هتون ليسلم عليها ولم يجبه احد
نظر الى الساعة ورأى أن بإمكانه إضاعة 5 دقائق مع هتون .
دخل المنزل وهو ينادي أقبلت زوجته وسألها عن هتون فنادت عليها ولم تجب .
ذهبت الى غرفتها لم تجدها طفق الاثنان يبحثان عنها فلم يجداها
بدأ الوالدان بالقلق !
فتشا المنزل غرفة غرفة ولم يجدا هتون !
تذكر انه ترك باب المنزل مفتوحا

ياللكارثة

خرج الى الشارع ركض يمينا ويسارا
والدة هتون بدأت في البكاء والدعاء
ركب فايز سيارته ودار في الحارة والحارات المجاورة دون جدوى
وأخيرا اتصل على الشرطة وبلغ عن اختفاء هتون
ثم ذهب الى مقر الشرطة بصورتها
بوجهها الأبيض وشعرها الأسود وفستانها الوردي .
كان ينظر الى الصورة ويبكي لايدري بم ستفاجأه الأحداث .
ثم اخذ يدور بسيارته ومعه زوجته ويبحث في المراكز الصحية والمستشفيات ومراكز الشرطة
وفي تمام الساعة الرابعة والنصف عصرا تلقى اتصالا من مركز الشرطة: لقد بلغنا عن طفلة تشبه أوصافها أوصاف ابنتك في اسعاف مستشفى ...
صرخ فايز وزجته بجانبه تكاد تموت هلعا : هل هي بخير ؟
هل هو حادث ؟
سكت ضابط الشرطة وقال بعد تردد : تماسك ياأأخي باذن الله ستكون بخير
واتصل على المستشفى ليطمئنوك .
اتصل على المستشفى وهو يقود سيارته بسرعة .
: ماذا ؟ .
لقد أحضرت الطفلة مهتوكة العرض .

فقد فايز سيطرته على السيارة لم يرى طريقه فكانت المأساة.
.حادث أليم لفظت فيه والدة هتون أنفاسها الأخيرة .
والد هتون في غيبوبة .
.................................................. ................................

في تلك الأثناء كانت جدة هتون لوالدها تتصل على ابنها وزوجته ولا من مجيب
حضرت الى المنزل رنت جرس الباب
فتحت لها الخادمة وما ان كشفت وجهها حتى ركضت لها هتون واحتضنتها وهي تردد يمه يمه ( هكذا كانت تسميها )
دخلت الجدة المنزل وسألت الخادمة عن ابنها وزوجته فقالت لها في خوف وقلق القصة وهي أن هتون كانت مختبئة تحت سرير والديها ونامت وجاء والدها بعد الظهر وناداها ولم تجب وأنه ووالدتها بحثا عنها ولم يجداها وخرج للبحث عنها من تلك الساعة
نظرت والدة فايز الى ساعتها كانت السادسة مساء
اشتد قلقها فاتصلت على ابنها الآخر وأخبرته عن قلقها فحضر اليها في منزل أخيه مسرعا
وما هي إلا لحظات حتى استقبل جواله مكالمة من مستشفى.........
تماسك
وتمالك نفسه
ثم أكمل المكالمة
التفت الى والدته وهو يحاول التثبت والابتسامة واحتضنها وقال : لاتنزعجي حادث بسيط وفايز في المستشفى وهو بخير وسنذهب لزيارته الآن
بدأت الأم في البكاء والإسترجاع وصمتت لاتريد ان تستفسر أكثر تخاف ان تسمع كلمة مات
كانت تتوقع الموت وتطرد شبحه من خيالها

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وفي المستشفى
فايز في غرفة العمليات فقد نزف بشدة وأصيب بكسور في القفص الصدري والرجل واليد اليسرى

وصل شقيق فايز ووالدته وهتون الى المستشفى
وكانوا في احدى غرف الانتظار
] طمأن الطبيب والدة فايز على والدها واخبرها ان عليه ان تشكر الله الذي أنقذ ولدها من الموت
وعزاها في زوجة ابنها ( لايعلم أنها لاتعرف الخبر )
وقع الخبر كالصاعقة على الجدة

ماتت أم هتون

أمسكت بهتون واحتضنتها وبكت بكاء مريرا تقطعه شهقات عميقة
انفجرت هتون في البكاء
إنها لاتفهم أين هي وماذا حدث ولكن جو الحزن والبكاء قطع قلبها الصغير

ماما ماما
أريد ماما

طلب ماجد شقيق فايز من الطبيب أن يدخلا على فايز في العناية بابنته هتون واخبره القصة
رفض الطبيب لان البنت تبكي وتصرخ
حاول ماجد إسكات هتون بوعد ان تسلم على بابا ( بابا مريض )

فكتمت بكاءها وبقيت عبرات تهز صدرها ودموع تسيل على خديها

دخل على فايز أولا وقال : فايز : هتون بخير
دمعت عينا فايز واضطرب بشدة
ماجد : هل تريد أن تراها ؟ ( لم يكن ماجد وأمه يعرفان قصة البنت المعتدى عليها لايعرفان الا أنهما خرجا يبحثان عن هتون فجرى عليهما الحادث لذا لم يعرف كيف يطمئن أخاه على ابنته )

اقترب ماجد حاملا هتون التي فزعت من منظر والدها فصرخت صرخة دوت في المكان فطلب الطبيب خروجهم فورا

اضطرب ضغط الدم لدى فايز
كان يبكي بل ينتحب وظلال الماضي الأسود تطارده
: فايز أرجوك استر علي الله يستر عليك
: استر على قذرة ؟؟؟ تريدين ان أتزوجك يافاجرة
ثم صوت بكاء هتون
كلام المستشفى: لقد هتك عرضها
: أرجوك يوما واحدا ثم طلقني لاتتركني للفضيحة
: لايمكن اتزوجك ياقذرة
: أنت مثلي ؟ لماذا تسميني قذرة ؟
: اصمتي ياوقحة نهاية الكلام زواج مافيه تريدين الاستمرار معي دون إزعاج وإلا لاأريد أن اسمع لك صوتا
: قل آمين, الله يرزقك بنت ويحرق قلبك عليها
الله يفضحك
صوت هتون بابا بابا
بكاء هتون
عرض هتون وشرفها
دوامات تتلقف فايز الذي كان فيما سبق يقضي حياته في اللهو
واستطاع استدراج فتاة عذراء عمرها 18 عاما بوعود الزواج ودعوى الحب

وتركها بعد ان دنس عرضها
ونساها في زحمة الحياة تتعثر في شقائها
لتعود اليه ومأساتها تحيط بابنته هتون
استعجبت الممرضات والاطباء من فايز الذي يردد اسم هتون وهو يبكي ويئن
قضى والد هتون يومان وبدأ يعود اليه وعيه الكامل
كان بجانبه ماجد الذي ماإن رأى عيناه حتى قبله وطمأنه مجددا على هتون قائلا : ياأخي مالذي دعاك للاعتقاد ان هتون ضاعت كانت مختبئة تحت السرير وغلبها النوم

فايز : احلف بالله أنك تقول الصدق
: والله إني أقول الصدق
: ألم تكن في المستشفى ؟
: كلا كانت في البيت
: الحمد لله
ثم كأنه استيقظ من سبات عميق سأل عن والدة هتون قال ماجد : لقد أصيبت في الحادث معك وهي الآن في غيبوبة ! أسأل الله ان يشفيها !
شم فايز رائحة الموت في كلام أخيه فاسترجع وبكى وأخوه يبكي معه ويترحم
وبعد قليل حضرت والدة فايز ومعها أجمل هدية ( هتون )
:هتون
:بابا
الحمد لله الحمد لله
حملها ماجد وقبلت والدها الذي حاول ان يحضنها ولكنه لم يستطع فقبلها وبدأ في البكاء
قل : آمين, الله يرزقك بنت ويحرق قلبك عليها الله يفضحك )

قطع دوامته بكاء هتون
التفت اليها وطلب منها ان تقترب منه ومد لها يده السليمة وقال : ضعي رأسك على وجهي
ففعلت وخالط بكاءها الضحك وهي تقول :تبعى تسم ريحتي ( تريد أن تشم رائحتي ) هكذا كان يقول لها
جاهد نفسه حتى لايبكي
أيتها المسكينة أصبحت بلا أم
(قل آمين, الله يرزقك بنت ويحرق قلبك عليها
الله يفضحك )
هل سيلاحقني الخوف على ابنتي طوال حياتي
لم اغتصب تلك الفتاة هي التي طاوعتني
:ألا تريد ان تسلم على والدتك يافايز
التفت فايز الى والدته التي كانت تغطي وجهها وتبكي
حاول ان يتحرك : أمي سامحيني ابنك أصبح مخرفا
: سلامتك ياولدي بالدنيا / وما عليك لوم اللي جاك ماهو قليل
قامت وقبلت ولدها وقبل رأسها ويدها : أمي ادعي لهتون أن الله يستر عليها
لم تفهم الأم ماكان يرمي اليه فايز وابتهلت الى الله بالدعاء
ومضت الأيام
ومضت الشهور
قرر فايز ان يحقق لفاتن رغبتها في ان يستر عليها بزواج على الورق ثم يطلقها فلا يكاد يتخيل انه سيتزوجها زواجا حقيقيا وهي ..........
ولكن كيف سيجدها
كان يعرف منزلها فهو الذي يحضر رسائل الغرام بدعوى أنه شقيق زميلتها ؟
ياللخداع والتلاعب
حضر الى المنزل وسأل بعض الجيران عن الأسرة فقالوا : أنهم تركوا منزلهم من سنتين بعد الحادث
: أي حادث
:حادث سير وقع لهم وتوفي فيه ابن وبنت
: هل تعرف أسماء المتوفين
:أحمد وفاتن الله يرحمهم
:خالطت فايز مشاعر مضطربة
هل يفرح لان الموت ستر
أم يحزن لان الخوف سيلاحقه
واستمر فايز في دوامة الحياة ينهش القلق على ابنته قلبه
انتهت
قلت : حياة الرذيلة حسرات وشقاء تلاحق الإنسان طوال عمره
عفوا تعف نساؤكم )
قال صلى الله عليه وسلم في وصيته لابن عباس ( احفظ الله يحفظك ) متى ينتبه الشباب والفتيات الذين يعيشون في أتون الرذيلة أنهم يخالفون شرع رب السموات والأرض
فإن عاشوا ففي شقاء
فأي شقاء عاشته فاتن
وأي مصير ينتظر فايز
إلا بتوبة نصوح صادقة يقبلها الله
وإن ماتوا لايعلمون الى أين المصير
اللهم احفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك واجعل حياتنا في رضاك محاطة بشرعك المطهر
آمين

خزااامى
29 Dec 2011, 01:55 AM
نسأل الله العفو والعافية ...اللهم استر شباب المسلمين وفتياتهم ...

بارك الله فيك أخي ...وجزيت خيراً ...

عذراً ..ينقل الموضوع لقسم البستان الأدبي ...

الرحال99
30 Dec 2011, 12:44 AM
تم ارجاع الموضوع بعد اخذ موافقة الأخت خزاامي
لأن موقعه الصحيح الملتقى العام

رونق الامل
03 Jan 2012, 06:14 PM
بارك الله فيكم